النزيف 3
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
النزيف 3
النزيف 3
يزيد عاشور
اصبحت لعبة نزف الذاكرة جزءا من يومياته،بيته شبه المتهالك.في المساكن الأرضية،والتي اطلق عليها لقب علب الكبريت لصغر حجمها.
بعد يوم متوسط الطول في عمله كموجه في اعدادية التطبيقات، يعود جارا قدميه لياكل على عجل ماهو متاح، ومثلما تعود اهل الحسكة، هو يستسلم لقيلولة الظهيره، ولن تتعدد قدامه الخيارات ،اما ان يرش الماء على الرصيق، ولن ينسى امتداد الطريق منتشيا برائحة الارض الرطبة، ولن ينسى استعارة ماسحة الماء من جارته خالة فهيمة ليجفف الماء عن وجه الرصيف ، هذا ان لم تبادر جارته بطرد بقايا الماء المشاغب.
كرسيين من معدن رخيص ،محبوكة بشرائط بلاستيكية رفيعة وطويلة/ازرق.ابيض.ازرق/او/احمر.ابيض.احمر//مع فنجاني قهوة
تجلسان وسط الصينية في انتظار عبد الحميد حسو وعبدالاحد قومي.او صديق اخر قد ياتي.
الخيا ر الثاني سيكون حماما على عجل،قميصا و/بنطلون/ على ان يكونا نظيفين ومكويين بعناية،هولن يبذل جهدا في الاختيار،ذلك ان الثياب محدودة العدد امامه.
ينعطف باتجاه اليمين وسوف يلقي التحية على جارته زوجة نايف الظاهرالدئمة الابتسام، ثم ابو مظر القادم من حمص بعد ان تم تعينه في وضيفة مهمة في المحافضه،ولن ينسى جاره كورية حيث سيجامله بكلملتين وسوف يتجاوز جارته فرحه دون الفاء التحية لأنه لا يحبها.
بيت ابو معاد وبيت ابو طريف لينعطف يسارا حينها وغالبا ما يلتقي جاك الثابت في ركنه المعتاد على عتبة البيت والذي تنتهي عنده حدود الحارة.
كان شابا مفعما بالحياة ،يعزف الغيتار ويعشق الموسيقى ولأنه يكتب الأغاني /المردلية/ فقد كان يسمعني بعضا منها، ولا ننسى ان نتحدث عن الشعر والموسيقى والحياة ، ولا باس ببعض التذمر من الحض العاثر ومن الحسرة على الكثير من الامنيات.
سينعطف بعدها باتجاه اليمين حتى شارة المرور والتي تشكل التقاء شارعي النشوة والقامشلي.
هو يدري انه سيختار شارع القامشلي باتجاه اليسار حيث سيلتقي بميشيل درويش الذي قد افتتح دكانا صغيرا لتخطيط الأسماء على واجهة المحال التجارية ولا ينسى ان يغني المردلي في بعض الاحتفالات احيانا.
ويختار الاتجاه اليمين مارا ببعض الابنية الحديثة الانشاء وصولآ الى المركز الثقافي، هناك سيقراء الدعوات الملصقة عله يحضى بامسية شعرية او قصصية جديرة بالمشاهدة،قد يلقي التحية على مدير المركز وان فعل فانه سيعرج على مدير المكتبة جمال عويد والذي سيثير حفيضته بطريقة رده على الهاتف بصوته الجهوري الأجش .االوووووو
مازال مغمضا عينيه لكل هذا النزيف، سيمضي الى حارة الموظفين ومن هناك الى الناعورة حيث سيد المدينة الخابور يتمطى بتكاسل ،ممدا جسده اللامنتهي على امتداد سريره،عارفا انه البهي الحاضر الجليل.
سيلقي التحية على الصيادين وبعض العاشقين اللاجئين اليه تزنرهم الشهوة ويحاصرهم الخوف.
انتهى وقت الصلاة ،هاانذا في /تينيستا/ذاك الحي متوسط القذارة، والذي لايخلو من بائعي المخدرات والمواد المهربة والمثقفين وانصافهم، لكنه افضل من/رينكيبي/ في كل احواله.
سيمضي الى المطعم الذي يعمل فيه ، هناك سيجلي كل السكاكين والشوك واواني الطبخ طوال اليوم،حتى انه الف الصحون مع مرور الوقت وبدا يميز بينها حتى انه اطلق عليها اسماء طلابه في الحسكة/حسنا يا جان ها قد عدت متسخا ثانية ،نعم نعم يا احمد سيجيئ دورك في التنظيف بعد عباس مباشرة/
لن ينسى ذاك السويدي البائس المخمور حين قذف زجاجة خمره على الجدارمارة مباشرة بالقرب منه. محدثة ضجيجيا مرتفعا ،ناثرة اشلاء الزجاج في كل الاتجاهات،ناشره في المحيط رائحة الخمرة النفاثة.
لن ينسى دهشة المخمور على ردة فعله الوادعة المسامحة بالرغم من ان الزجاجة كادت تودي بحياته.
هناك ...يحضره /عيد الرشيش/هذا الطقس الغريب والجميل بان معا،هناك حيث الناس ترش بعضها بالماء،والابتسامات تعبق بالمكان والضحكات تمنح العيد فرحا اضافيا.
هناك ...حيث يجمع الاهالي كل ما لديهم من اواني زجاجية قديمة ويقومون بكسرها على ابواب بيوتهم وهم يتمتمون بعض الدعوات طالبين من الارواح الشريرة ان تغادرمن بيوتهم.
هناك...جزيرة السمك والنادي الزراعي ولاحقا محطة القطارحيث ترتفع الأصوات وقرع الكؤوس وبعض الضحكات،غيمة ثقيلة من دخان السكائر والحسرة والأمنيات.
هذا ما فلعلته زجاجة المخمور،لم ينسى ولن ينسى صورته التي ارسلهالابن اخيه حاملا بيده باقة زنبق/ كان قد اشتراها من بائعة ورد فقيرة في موسكو، وعلى ظهرها كتب له...
هذا انا بيدي باقة زنبق، وعلى وجهي شارة استفهام..بدء الرحيل..موسكو.
انتهت
----------
/تينيستاـ رينكيبي/ احياء في استوكهولم
يزيد عاشور
اصبحت لعبة نزف الذاكرة جزءا من يومياته،بيته شبه المتهالك.في المساكن الأرضية،والتي اطلق عليها لقب علب الكبريت لصغر حجمها.
بعد يوم متوسط الطول في عمله كموجه في اعدادية التطبيقات، يعود جارا قدميه لياكل على عجل ماهو متاح، ومثلما تعود اهل الحسكة، هو يستسلم لقيلولة الظهيره، ولن تتعدد قدامه الخيارات ،اما ان يرش الماء على الرصيق، ولن ينسى امتداد الطريق منتشيا برائحة الارض الرطبة، ولن ينسى استعارة ماسحة الماء من جارته خالة فهيمة ليجفف الماء عن وجه الرصيف ، هذا ان لم تبادر جارته بطرد بقايا الماء المشاغب.
كرسيين من معدن رخيص ،محبوكة بشرائط بلاستيكية رفيعة وطويلة/ازرق.ابيض.ازرق/او/احمر.ابيض.احمر//مع فنجاني قهوة
تجلسان وسط الصينية في انتظار عبد الحميد حسو وعبدالاحد قومي.او صديق اخر قد ياتي.
الخيا ر الثاني سيكون حماما على عجل،قميصا و/بنطلون/ على ان يكونا نظيفين ومكويين بعناية،هولن يبذل جهدا في الاختيار،ذلك ان الثياب محدودة العدد امامه.
ينعطف باتجاه اليمين وسوف يلقي التحية على جارته زوجة نايف الظاهرالدئمة الابتسام، ثم ابو مظر القادم من حمص بعد ان تم تعينه في وضيفة مهمة في المحافضه،ولن ينسى جاره كورية حيث سيجامله بكلملتين وسوف يتجاوز جارته فرحه دون الفاء التحية لأنه لا يحبها.
بيت ابو معاد وبيت ابو طريف لينعطف يسارا حينها وغالبا ما يلتقي جاك الثابت في ركنه المعتاد على عتبة البيت والذي تنتهي عنده حدود الحارة.
كان شابا مفعما بالحياة ،يعزف الغيتار ويعشق الموسيقى ولأنه يكتب الأغاني /المردلية/ فقد كان يسمعني بعضا منها، ولا ننسى ان نتحدث عن الشعر والموسيقى والحياة ، ولا باس ببعض التذمر من الحض العاثر ومن الحسرة على الكثير من الامنيات.
سينعطف بعدها باتجاه اليمين حتى شارة المرور والتي تشكل التقاء شارعي النشوة والقامشلي.
هو يدري انه سيختار شارع القامشلي باتجاه اليسار حيث سيلتقي بميشيل درويش الذي قد افتتح دكانا صغيرا لتخطيط الأسماء على واجهة المحال التجارية ولا ينسى ان يغني المردلي في بعض الاحتفالات احيانا.
ويختار الاتجاه اليمين مارا ببعض الابنية الحديثة الانشاء وصولآ الى المركز الثقافي، هناك سيقراء الدعوات الملصقة عله يحضى بامسية شعرية او قصصية جديرة بالمشاهدة،قد يلقي التحية على مدير المركز وان فعل فانه سيعرج على مدير المكتبة جمال عويد والذي سيثير حفيضته بطريقة رده على الهاتف بصوته الجهوري الأجش .االوووووو
مازال مغمضا عينيه لكل هذا النزيف، سيمضي الى حارة الموظفين ومن هناك الى الناعورة حيث سيد المدينة الخابور يتمطى بتكاسل ،ممدا جسده اللامنتهي على امتداد سريره،عارفا انه البهي الحاضر الجليل.
سيلقي التحية على الصيادين وبعض العاشقين اللاجئين اليه تزنرهم الشهوة ويحاصرهم الخوف.
انتهى وقت الصلاة ،هاانذا في /تينيستا/ذاك الحي متوسط القذارة، والذي لايخلو من بائعي المخدرات والمواد المهربة والمثقفين وانصافهم، لكنه افضل من/رينكيبي/ في كل احواله.
سيمضي الى المطعم الذي يعمل فيه ، هناك سيجلي كل السكاكين والشوك واواني الطبخ طوال اليوم،حتى انه الف الصحون مع مرور الوقت وبدا يميز بينها حتى انه اطلق عليها اسماء طلابه في الحسكة/حسنا يا جان ها قد عدت متسخا ثانية ،نعم نعم يا احمد سيجيئ دورك في التنظيف بعد عباس مباشرة/
لن ينسى ذاك السويدي البائس المخمور حين قذف زجاجة خمره على الجدارمارة مباشرة بالقرب منه. محدثة ضجيجيا مرتفعا ،ناثرة اشلاء الزجاج في كل الاتجاهات،ناشره في المحيط رائحة الخمرة النفاثة.
لن ينسى دهشة المخمور على ردة فعله الوادعة المسامحة بالرغم من ان الزجاجة كادت تودي بحياته.
هناك ...يحضره /عيد الرشيش/هذا الطقس الغريب والجميل بان معا،هناك حيث الناس ترش بعضها بالماء،والابتسامات تعبق بالمكان والضحكات تمنح العيد فرحا اضافيا.
هناك ...حيث يجمع الاهالي كل ما لديهم من اواني زجاجية قديمة ويقومون بكسرها على ابواب بيوتهم وهم يتمتمون بعض الدعوات طالبين من الارواح الشريرة ان تغادرمن بيوتهم.
هناك...جزيرة السمك والنادي الزراعي ولاحقا محطة القطارحيث ترتفع الأصوات وقرع الكؤوس وبعض الضحكات،غيمة ثقيلة من دخان السكائر والحسرة والأمنيات.
هذا ما فلعلته زجاجة المخمور،لم ينسى ولن ينسى صورته التي ارسلهالابن اخيه حاملا بيده باقة زنبق/ كان قد اشتراها من بائعة ورد فقيرة في موسكو، وعلى ظهرها كتب له...
هذا انا بيدي باقة زنبق، وعلى وجهي شارة استفهام..بدء الرحيل..موسكو.
انتهت
----------
/تينيستاـ رينكيبي/ احياء في استوكهولم
يزيد عاشور- كاتب و أديب
-
عدد الرسائل : 152
العمر : 62
البلد الأم/الإقامة الحالية : sweden/ syr
الشهادة/العمل : ......
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
رد: النزيف 3
يزيد عاشور كتب:اصبحت لعبة نزف الذاكرة جزءا من يومياته......
.................
هو يستسلم لقيلولة الظهيره، ولن تتعدد قدامه الخيارات ،اما ان يرش الماء على الرصيق، ولن ينسى امتداد الطريق منتشيا برائحة الارض الرطبة، ولن ينسى استعارة ماسحة الماء من جارته خالة فهيمة ليجفف الماء عن وجه الرصيف ، هذا ان لم تبادر جارته بطرد بقايا الماء المشاغب..
.................
مازال مغمضا عينيه لكل هذا النزيف، سيمضي الى حارة الموظفين ومن هناك الى الناعورة حيث سيد المدينة الخابور يتمطى بتكاسل ،ممدا جسده اللامنتهي على امتداد سريره،عارفا انه البهي الحاضر الجليل.
سيلقي التحية على الصيادين وبعض العاشقين اللاجئين اليه تزنرهم الشهوة ويحاصرهم الخوف.
يزيد عاشور.. جزراوي, أصيل, مشهور
منذ البدئ والى كل الدهور..
تحية اجلال لكم ولنزيفكم
جو
منذ البدئ والى كل الدهور..
تحية اجلال لكم ولنزيفكم
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: النزيف 3
أستاذي الغالي يزيد كعادتك متميز مبدع ورائع كل الشكر والتقدير لك ولقلمك الذهبي لروحك الجميلة باقة ورد ودي وإعجابي حسناء |
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
رد: النزيف 3
يا مرحب بسيدة التألق والحبور الاستاذة الحسناء ، افتقدت تعليقاتك الناعمة كندى الصبح والعطرة كالريحان ...
ولولا حضور الاستاذ جو الدائم وتواصله اللصيق بما اكتب لقلت ان لا حد يقرأ ما اقول ... هذا الرجل جميل ومُحب وقريب من القلب ، ولهذا فأنه قد عوض غياب تعليقاتك بعض الوقت ، يا ستي كتر الله خيركن انت والعزيز جو .. واكتفي راضياً مرضياً بمثلكما
شكراً ايتها الحسناء
يزيد عاشور- كاتب و أديب
-
عدد الرسائل : 152
العمر : 62
البلد الأم/الإقامة الحالية : sweden/ syr
الشهادة/العمل : ......
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى