الغريب....

الغريب....


عشرات الوجوه...مئات الملامح...آلاف إبتسامات المجاملة تعبق بأريج..هلا والله....يابو سلامي..حيّاك حيّاك.....وأنت ?
لأنك الأكثر جمالاً...أكثر بقائاً...أكثر أصالةٍ وعطاء.....أنت غريب .
لأنك الأكثر هدوءاً ...معرفة وحكمة......أنت غريب .
مثل نسر سُجن بكوخ دجاج ...أنت معّذب وغريب .
مثل فارس جرّدته أيامه سيفه...ترسهُ والفرس ...أنت .....??..أنت غريب .
لا غير عصاك تخط على الرمال فيها بقايا كلمات دونما تفسير....دونما سبب .
أهناك من يعشق الخابور أكثر مني...? أهناك من يتيمم بتراب الجزيرة مثلي أو أكثر مني ..?
من يتضمخ بماء النهر مثلي ...
من شوّحت شمس الجزيرة جبهته مثلي....من منهم تعمّد بخضرة الحقول ..أسكره عبق الزيزفون...مرغتّه تربة الأرض .....مثلي .
أهناك من يمنح شوارع المدينة....البيوت ...اشجار الرصيف....محال الباعة...أسواق الخضرة واللحامين غنج النساء غرور الرجال تماثيل المدينة والشواخص .....حتى الكلاب الضالة وأكوام القمامة....من ..???? يمنحها عشقاً كعشقي .
الناعورة..قمر الحقول ..المشاتل والأسواق والباعة..و.........
أيها الأنا...إهداء الآن...بعض الهدوء .
الزمان ليس زمانك......وقت لك ووقت لك واليوم وقت عليك ووقت عليك .
تطوف بين ثنايا الذاكرة...تجّف الإبتسامة على جغرافيّة الأذن والعينين والشفتين....والحُنجرة .
لا فائدة بعد الآن...( من ضرب..ضرب...ومن هرب..هرب)
واقفا على أطلال العمر موقناً ألا جدوى من طرد الغبار عنها...
محاصرٌ أيها الأنت.....وليس عليك الآ ن سوى الإسسس.......الإستبسال .
غرّد أينما شئت داخل السرب ..خارج السرب فوق السرب ؛؛ لن يعنيك السرب الآن...إخلق سربك ....إخلق أسرابك .
تلك الأسراب سريعاً ترحل ...وسريعاً ستجيء أسراباً جديدة .
لك الفضاءات كُلها أنت ....
إفرد جناحيك .......حلّق .
النسور لا تموت إلا عالياً ....عالياً جدّاً ....حيث الشمس .

يزيد عاشور

الاستاذ العبيدي جو
صباحك قهوة وفيروز ايها النبيل
أحياناً تمضي الأمور على عجل وخاصة الثمين منها .....
واحياناً يكون للوقت ايقاع الموت ... فيجلس جاثماً حتى قيام الساعة
للحياة عبثها العجيب والذي لايُمكن التكهن به أو استقراءه ...
هي الدنيا تعبث بنا يا ابن البلد....
سأحدثك عن الغربة يا صديق....
الغربة لا تبتدء بانتهاء حدود الوطن
حين تسجن نسر بقنّ دجاج سيكون النسر .. غريب
حين تغرس سيفك بصدر جبان .. سيكون السيف غريب
حين تزرع بأرض لا تحبل... سيكون الزرع غريب
حين تعزف موسيقاك على طُرشان سيكون اللحن غريب...
وحين تكتب اشعاراً لا تُقرأ على الجدران سيكون الشعر غريب
الغربة يا جو حين تردتدي قبعة لم تعتاد عليها .. ربما ، وربما حين تجالس انسان لا يفهمك .. ولا تفهمه ستكون غريب
حين تصل متأخراً لثلة الأصحاب وهم يحتسون آخر كأس .. ستكون غريب
للغربة يا صديقي مقداماتها وقوانينها ... وشروط الانتساب اليها
هل شعرت يوماً بالغربة في وطنك ..؟
اليست هناك حارات غريبة ووجوه غريبة .. وحياة أغرب ؟
عادة ما تمنحك الغربة خيارين .... إما ان تشعر بغصة في الروح وجفاف في الحلق و..... وتستكين ............ وإما ان تمنحك حالة استثنائية من التحدي فتبحث عن بقعة ماء تسميها الخابور... وتبحث عن غصن شجرة تسميها الصفصاف وتبحث عن صدر امرأة يملؤه الحنان وتسميها ....وطن
اي الخيارين ستمنحني وانت من سماني .....غريب

لك كل الخير والفرح

الغالي يزيد
لم تعد الغربة كما كانت من قبل حينما نرحل إلى مكان بعيد......
لكنها أصبحت شخصا يقطن داخلنا

الغربة نوعان : غربة الوطن.. وغربة النفس..
ولكن غربة النفس أعمق وأشمل وأقسـى..

صديقي.. الغربة الحقيقية هي:

- عندمـا تكون في وطنك وتجلس وسـط أهلك وأصدقائِك وتكـون في نظرهم أنت الغريب..

- عندما تساعـد هذا.. وتنقذ هذا.. وتضحي لأجل هـذا.. وعندما تقـع في أبسـطَ حفـرة.. الكل منك بعـيد..

- عندما تبتسـم وتضحك بأعلى صوتك وكل من حولك يخالك أسعـد من في هذه الدنيـا
ولكن في أعماقـكَ جروح وآلام لم يستطع حتى أقرب المقربين إليـك ترجمتهـا..

- عندما تعيش في زمن الكذب والخيانة وأنت الوفي والصادق الوحيد..

- عندما تترجم الطيبة "غباء" والحب "مصلحة" وأنت ضائع بين تلك المصطلحات..

- عندما الجار يصبح موضة قديمة جدا.. والصداقة بطاقة مسبقة الدفع .. والوفاء كنز نادر.. والحب مجرد كلمة عابرة..

- عندما تبكي بلا دموع.. وتتألم بلا صوت.. وأن تنزف بلا دماء.. وتتقطع بلا أشلاء

- عندما تموت حكايات الماضي .. ولم تعد الأعياد أعيادا.. لم تعد الملابس ملابسا.. لم تعد الأعراس أعراسا..

- عندما تتألم وفي نفس الوقت لاتستطيع أن تتكلم ..
وأن تبتسم وصخور تكتم أنفاسك ..
وأن تقهقه وجرح يقتلك ..
وأن تسعى وقدماك مكسورة ..
وأن تكتب و أنت مشلول اليدين ..

* * * * *
إذا أنا ما ظلمتك وكلنا غرباء.. صديقي
نعم أنا غريب في وطني
وانت غريب في وطن ليس لك

وكما قال الشاعر:
هل يعلم الصّحبُ أني بعد فرقتهم
أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً
وأقطع الدهر أشواقا وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ
إن الغريب حزين حيثما كانا

محبتي
جو

نعم أخي جو .. يبدو اني ( فتقت) جروحاتك وسوف اشعر بذنب الآن ..
هناك آية في قرآن المسلمين تعجبني كثيراً وهي تقول - لا تدري نفس ما صنعت ولا تدري نفس بأي أرض تموت -
في خضّم هذه الزحمة يكفي المرء شرف ان يترك سيرة طيبة بعد موته ، ولن يتم اصلاح هذا الكون .
اذا لم تستطع قول وفعل ما تُريد ، فلا تقل وتفعل ما يُراد
نقم بما علينا القيام به يا اخي جو والتغريبة عادة ما تخيّم على الروح في كل مكان وكل زمان ودونما مقدمات
اي اخي جو .. مثلك لا يعرف الظلم .. - وعطي قلبك لفرح -
محبتي

كمركب شراعي منفرد يلمع فوق صفحة الماء.. أجد نفسي وحيدة وغريبة وسط الازدحام.. ضائعة بين الأمواج وهدير البحر الهائج .. في بئر خوف وغربة تستحم نفسي.. ويكتنفني الظلام الدامس.. تحترق أيامي وكل اللحظات الجميلة إنها الغربة التي تقض مضاجعنا وتحرمنا العيش بسعادة أديبنا الكبير يزيد ما أروع طلتك البهية أستاذي شكرا لك من القلب على هذا الابداع الكبير بورك قلمك البديع سأكون هنا دائما عند بوابة أبجديتك أنتظر كل جديدك بشوق ودي وتقديري حسناء