حقولُ القمحْ

حقولُ القمحْ


هبَّ النسيمُ في الحقول ِ فانحنتْ وتموَّجتْ فكأنها تتنقلُ
ما أروعَ الحقلَّ يموجُ خُضرة ً ويزغردُ الروضُ حبوراً يسألُ
وسنابلٌ تلهو مع أترابها وتُضاحكُ الشمسَ وطوراً تغزلُ
كنتُ أسيرُ في الدُّروب ِ اقتفي للزهرِّ ألَّواناً ، وطيراً يرحلُ
فتنافحَ من حوليَّ طيبُ الثرى وسكرتُ منْ حُسن ِ المكانِ يُثملُ
ذكرتني يا حقلُ حينَ قريتي تلكَ الحقولُ من جمالها أنهلُ
عادتْ لهُ الذكرى مُهاجرُ موطناً اللهُ لو عادَ الزَّمانُ الأكحلُ
حينَ الطفولةَ والصبِّا امضيتُها بينَ الحقول ِ راعياً يتنقلُ
آهٍ( أَيا جميلو) فأنتِ قريتي غادرتُك ِ وطفولتي لا تَقْبَلُ
هلَّ أعودُ في زماني خلسةً لأُ ُكحلَ العينَ بروضٍ يَعسَلُ
وأُقبّلُ ذاكَ الثرى ، لو قُبلة ً وأُنادمُ البدرَ الشقيَّ يَكْملُ
هذي أماني العاشقينَ ليتها في العُمرِ لو ترجعْ فعيني تَهْطُلُ
خُذني إلى (جميلو) (الجزيرةَ) كُلِّها فلعلها ذاكَ الطبيبُ العاذلُ
واتركني في الروضِ كطفلٍ عابثٍ أشتاقهُ ذكرى فيومي زائلُ
لاتهجروا العشَّ طيورَ موطني فالعشّ ُ شوقٌ والحنينُ قاتلُ
****
شتاتلون، ألمانيا في 11/4/2007م.

اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا


مناسبة القصيدة: كنتُ أسير بين حقول القمح هنا في ألمانيا.جو ربيعي والعصافير في بهجة ...والشمس...والفراشات..وسنابل القمح تتمايل مع النسيم.فذكرني هذا المشهد البانورامي بمشهد حقول القمح في قريتي تل جميلو بالجزيرة السورية..فتراني أكتب حالاًهذه المقطوعة ...