مواسم الحزن

مواسم الحزن


هي ذي مواسم الحزن
لا غير الفجيعة حاضر وبقايا من شجن
عصافير الروح بعيداً غادرت اشجارها الاولى
لملمت ماتيسر من حكايا الاوراق والفنن
نثرت عبق السنيين على ضفاف الروح......دثرت العمر المشاغب بالكفن
ماذا جرى لفراشة الحقل،تسرق من كل وردة لوناً..... يُكحل جانحها الشجن
ماذا جرى للوجوه الطيبه بعد إذ مرغتها الهموم...والحصاد المر....والركض خلف قطارات الزمن.
ماذا جرى للصبح مزنراً بخيوط الشمس يزهو، ناشراً نور الله على البيوت وساكنيها ،طارداً عنها المحن.
يمنح المحزون وجداً...والمكلوم صبراً والجائع خبزاً....والكافر نوراً،والأشد كفراً نوراً أشّد .
يطرد الحزن عن وجوه البائسين،يكنّس الخوف عن دروب الراحلين،يوهب الحياة ثانية لمن عافوا الحياة.
لا الصبح صبح بعد اليوم........لا الكفر كفر.
لا للورد لون....لا الفراشات تمنح الربيع زهوها أو بشارتها للعاشقين.
لا للمودّع والمغادر والحنين.
{مو حزن....لكن حزين..مثل عصفور صحي لكا البستان كله بلايا تين
لك لا...لا،موحزن ...لكن حزين }؛؛
اتورق الخضرة بعد اليباب.
ايكون ماءاً بعد السراب.
ايحن المتيم للمرابع بعد الغياب.
أتغفر لأهلها البيوت بعد العتاب.
لم نودعه حين غادرنا،حين موتى عائدين-إن عُدنا- ....أيغمرنا التراب....
أو يطرد أرواحنا القبر ...أو يحاصرها الجسد المعيق
لا محطات سفر...ترتاح أرواحنا فيها........لا رفيق
يا صاحبي هي الغربة العجفاء...لا مؤنس فيها...لا ماء...لا خابور...لا غير الحريق.
والعمر عابثاً يمضي ....لا إجترار الذكريات يجدي ....لا غوث الغريق.
الطوفان لا محالة اتٍ ....سيبتلع الناس والورد...الكفر والايمان والأحقاد والأحزان والأفراح والألوان ولن........
يحلق في السماء غير رعب عيوننا ...أرواحنا السكرى، عصافير النهر .....ذكرى ميلادنا والموت وبينهما الطريق.

؛؛- عن قصيدة مو حزن..مضفر النواب

الغالي ابونضال
اعتز بترحيبك الدافيء والحميم وعساي أليق بحدائقكم الغنّاء استاذ نعيم ... من القلب شكراً
-- على فكرة اخي ابو نضال ..اذا امتلكت الوقت ادخل لمنتدى الشعر الشعبي وتسلى بقراءة دكتاتور العشق ... اتمنى ان ترسم ابتسامة على مُحيّاك....
لك الخير

أخي اسماعيل مرحباً
أرجوك بدءاً أن تخاطبني بيزيد أو صديقي فهذا يجعلني أكثر غبطة و أكثر قرباً منك ,,
نعم صدقت لا أدري ما سر الحزن في ملكوت حيواتنا ، منذ ما قبل ذبح الحسين ونحن نسجر نيران الحزن في تنور أراوحنا
-ها ....دلني الى مساحة بحجم بؤبؤ العين لا يعشعش فيها الحزن... والعنكبوت .
الحزن ... الذي يقتحم ذواتنا كلما - خطأ -مرة جاء الفرح .
سريعاً مثل غيمة صيف أو مثلما قالت أمي - مرور مواكب الأمراء ...
أتذكر أنك يوماً ضحكت دون أن تتمتم بعدها - أجرنا اللهم شر هذا الضحك .
مشبع بالحزن أنت متخم بالأسى منذ طقوس النواح ....
تطربنا أغاني الحزن ، نثمل بأشعار الألم ، ونبكي ... ياإلهي كم نحن نبكي ..كم نحب البكاء ..
تأريخنا إمتداد الحزن منذ آدم ...وحتى يوم الحساب .
لا يكون الحبُ حبّاً إن لم يكلله الحزن الجليل ، والام الحنونة لا يكون حنانها إذا لم يشب الحزن مساحة القلب فيها .. والذاكرة .
لا يسعدنا ، لا يبهجنا ، لا يطربنا غير هذا الحزن المقدس فينا ، هذا النحن .. وأنا أدرك كم تافهة هي الأشياء ... فارغة بلا جدوى دونما حزن .
هذا الأصيل المتوارث فينا ، وإن مللنا الحزن - ونحن لا نفعل - نثور مثل النار ومثل الرماد نهمد بعد السجرة الأولى ، لنعود صاغرين لهدوئنا.. إيماننا .. والحزن .
إمتداد لا ينتهي ، لن ينتهي للتعاسة لخراب الروح .. أو أقول بريقها تألقها طهارتها مشروعنا الابدي والأوحد - مدينة الحزن -
هل قلت قبل قليل خراب الروح ....?
سأقول طهارتها .. ماء البدء ..بحيرة الأحزان .. نهايات السفر .
أخاف أن أفشي سر الفجيعة يوماً ، هل أشكو للصفصاف حالي ، ،لرمال البحر ، للنمل للعصفور للنهرِ ...هو عشق النجوم ، ،رقصة الشمس ، إبتسام الندى موسيقى القمر ، ضحك الصباحات ، رقص الجداول ، حكايات جارتنا .
شيء غير الحزن أحتاج إليه ....غير الذي أملكه ، ويملكني ...شيء أعرفه .. أدركه تماماً ولا أعرف ماذا أسميه .
يزيد عاشور

عادة ما يكون للحزن اسراره ودستوره وقوانينه وشروط الانتساب اليه
قد وجد لتطهير الارواح ... لغسل الذنوب .. لإعادة التعمّد ثانية أو للاغتسال بفيضه مثلما يفعل أخوتي في صابئة العراق المندائيين
عادة ما يربت الحزن على كتف النوائب ، وعادة ما يمنح المحزون فرصة للولادة من جديد
اترى كم من المرات ولّدنا ؟ ... ونولد من جديد
ألن ينتهي هذا المخاض العسير ؟