هذيان الجزيرة
2 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
هذيان الجزيرة
هذيان الجزيرة
-- ورك مو عيب عليك ?.. أدب سيس إنتَ وي ، ورك ما شبعت من شرب سم الهاري .
-- عرق خالي فهيمة .. اسمو عرق ، مو سم الهاري .
-- ليش مو عرف عرق .. ، كواد إنتَ وي ، يوميي بهل لزبالي وما خلَيت وحدي من شرك ورك ......
-- إمك اش طيبي كانت ... الله يرحمى ارتاحت .
-- العمر الكي خالي
-- ابوك زي ما طول ... ما كان يقدر بلاها ... اش جيل وي أنتن ابني .... هاي آخر الدنيي .
-- تعبث كلماتها في فضاء الروح ... تأبى أن تغادر محيط الجمجة ، انها تراتيل خالة فهيمة اليومية ، ترشقني بها منذ أن إختلفت مع خالي إم الشهيد .تشبه - المغص - حين تتلوى الأمعاء .. ونرتمي أنا وعبدالأحد على كرسيين في محطة الكرنك ...
-- مثل العادي سليم ... ماريا وبيرة باردي الله يرضى عليك ، يسحب ابو بحري أقرب كرسي الى يديه نحو الطاولة وهو يصرخ باردي .. باردي .. سليم باشا .
-- والله ما في غير سليم عايش ... نسونجي ها لا تشوفو هيك .. هذا ملعون ......
-- ك ..... إخت هيك عيشي .. اي هاي عيشي هاي ... الكلاب عايشي أحسن من عيشتنا ... يقاطعه صوت مألوف في ذاك الفراغ :
-- هذا وقد أستقبلت الرفيقة هيام ضويحي كلاً من الرفاق أبو جوان وبرخو ، وقد تقرر إنشاء حديقة عامة مابين حي النشوة وتل حجر .
-- يول فياض يا جايف ... ايش جاب النشوة على تل حجر يول ...
-- اي شكون أنا جايب الأخبار من عند امي ... هاي أخبار دولتك .... هاتلك سيكارة هات .
-- ويمضي فياض إلى طاولة أُخرى وهو يتابع قراءة نشرة الأخبار محاولاً بيع جرائده ، ولعله يحضى بسيكارة أخرى أو صندويشة خاروف في أحسن الأحوال .
-- لا نشاطات جديدة في المركز الثقافي ، سيتم غالباً إختيار محطة القطار ، أو ابو ريمون للعشاء بالرغم من عدم ترحيبه بنا ، فنحن كما هو معروف زباين طفراني .... نكتفي بشوية حمص وبابا غنوج وتبولي وعرق ، وأبو ريمون يكره من لا يطلب سمك ومشاوي .
-- للحسكة مساراتها الثابتة والمقدسة ، إما أن تسلك طريق المساكن متجهاً صوب تقاطع فلافل سمارة لتُعّرج بإتجاه محطة القطار مساءات السبت أو تمضي الى المدينة مروراً بمحل فاطمي وكسبو بإتجاه نوفوتيه إيغو وصولاً الى مركز المدينة حيث سوق الصاغة والنجارين ، ولن يخلو المكان من الشوايا عند بياعي الجبن والأثاث العربي .
سيمتد طريقك إلى سوق الخضرة الذي يلتقي بدوره بسوق القصابين حيث تختلط العضام بالخضرة التالفة والكلاب الشاردة .إذا إنعطفت يميناً فسوف تمر بالبلدية ومقهى البلور مروراً بالجامع الكبير حتى تقاطع لوحة الشرف حيث نقابة المعلمين والمحكمة ........ قد تسمع صوت عيار ناري في طريقك ، ثم صمت محدود ليتبعه هرج ومرج كبيرين ... ما في شي بسيطة .. واحد مقوس براسو .. أكيد شغلة ثأر.
-- ياخي ما في شي رخيص بهالبلد غير لبني آدم .
-- الله يستر على أختك ... أستر علينا
-- ورك جبناء أنتن ... والمسيح الحي مو يشيلا إلا اللي ركبّا ( مشيراً الى رأسه ).
-- دي جوري ... لفى زي أنت بطل إنت أبوي .
-- أنين الناعور يختصر وجع المدينة ... أنهكها ثقل الآلام وماء الخابور وهي تغرف منه ليل نهار لتروي حقول بيت حبو .
--هناك سيلتقي الصيادون والعشاق والسكارى وحفيف الخابور يتلوى بعنفوان ووجلٍ بين الحقول ... هو إله المدينة الباقي ....
-- مدينة بلا إله ... لا ماء فيها ..... وصوت عمو كورية يأتي محشرجاً ..... أخ .. أح .. أحم اي ابني هاي الدنيي ، ما في شي يبقى على حالو .... ( الكراكير تصير كباش .. والكباش تختّير .) .. هوذا الخابور قد القى بجثته الهزيلة على التراب ... لا غير الرائحة النتنة وبقايا مياه الصرف الصحي .. ودمعتين حارقتين في المُقل وذكريات صنوبرتين عاليتين في شغاف الروح .
-- السيارات الصفراء القبيحة ... أصوات الموسيقى الشاذة .. صبح الصبيح ولك عبود ... وحبيبي قرّب ... بص بص .
-- تتزاحم في الفضاء رائحة الشاورمة والتأوهات الشبقة تزيد من إختناق التى تمر مغناجة ببنطالها الضيق على الرصيف .
-- سجائر المارة .. حسرة النساء الزينة الرخيصة والعيون التي تخترق القمصان وصولاً الى الصدر المتعرق .. أو حتى القفص الصدري أحياناً .
-- بس اسمع مني .... ياللي مجنني .. سارية السواس هويتنا الجديدة ...بعد أن دُفن الخابور وتبولت عليه الكلاب الضالة .كُنست الخضرة من على جدران المدينة وأكتضت بالغرباء .... رقص الخابور مع فتيات الحارة في مواسم السليقة أنتهى .... عيد الرشيش ... وتجمعات المؤمنين قدام باب الكنيسة ... انتهى ... عيد السيدي والشعانين وفساتين النذر الزرقاء الصافية مثل وجه الإله ... إنتهت ... تكسير الزجاج على الأبواب والسهر في القرى الآشورية .... أنتهى ... إنتهى إنتهى لا غير الحسرة ودمع الخابور باقً لا غير الحريق
- اش صار عمو كورية .. والله أحس حالي غريب ... هاي هيي الحسكي ....?
-- اي ابوي .... إنتن سافرتن وتركتن الشقى ... على من بقى
يزيد عاشور
-- ورك مو عيب عليك ?.. أدب سيس إنتَ وي ، ورك ما شبعت من شرب سم الهاري .
-- عرق خالي فهيمة .. اسمو عرق ، مو سم الهاري .
-- ليش مو عرف عرق .. ، كواد إنتَ وي ، يوميي بهل لزبالي وما خلَيت وحدي من شرك ورك ......
-- إمك اش طيبي كانت ... الله يرحمى ارتاحت .
-- العمر الكي خالي
-- ابوك زي ما طول ... ما كان يقدر بلاها ... اش جيل وي أنتن ابني .... هاي آخر الدنيي .
-- تعبث كلماتها في فضاء الروح ... تأبى أن تغادر محيط الجمجة ، انها تراتيل خالة فهيمة اليومية ، ترشقني بها منذ أن إختلفت مع خالي إم الشهيد .تشبه - المغص - حين تتلوى الأمعاء .. ونرتمي أنا وعبدالأحد على كرسيين في محطة الكرنك ...
-- مثل العادي سليم ... ماريا وبيرة باردي الله يرضى عليك ، يسحب ابو بحري أقرب كرسي الى يديه نحو الطاولة وهو يصرخ باردي .. باردي .. سليم باشا .
-- والله ما في غير سليم عايش ... نسونجي ها لا تشوفو هيك .. هذا ملعون ......
-- ك ..... إخت هيك عيشي .. اي هاي عيشي هاي ... الكلاب عايشي أحسن من عيشتنا ... يقاطعه صوت مألوف في ذاك الفراغ :
-- هذا وقد أستقبلت الرفيقة هيام ضويحي كلاً من الرفاق أبو جوان وبرخو ، وقد تقرر إنشاء حديقة عامة مابين حي النشوة وتل حجر .
-- يول فياض يا جايف ... ايش جاب النشوة على تل حجر يول ...
-- اي شكون أنا جايب الأخبار من عند امي ... هاي أخبار دولتك .... هاتلك سيكارة هات .
-- ويمضي فياض إلى طاولة أُخرى وهو يتابع قراءة نشرة الأخبار محاولاً بيع جرائده ، ولعله يحضى بسيكارة أخرى أو صندويشة خاروف في أحسن الأحوال .
-- لا نشاطات جديدة في المركز الثقافي ، سيتم غالباً إختيار محطة القطار ، أو ابو ريمون للعشاء بالرغم من عدم ترحيبه بنا ، فنحن كما هو معروف زباين طفراني .... نكتفي بشوية حمص وبابا غنوج وتبولي وعرق ، وأبو ريمون يكره من لا يطلب سمك ومشاوي .
-- للحسكة مساراتها الثابتة والمقدسة ، إما أن تسلك طريق المساكن متجهاً صوب تقاطع فلافل سمارة لتُعّرج بإتجاه محطة القطار مساءات السبت أو تمضي الى المدينة مروراً بمحل فاطمي وكسبو بإتجاه نوفوتيه إيغو وصولاً الى مركز المدينة حيث سوق الصاغة والنجارين ، ولن يخلو المكان من الشوايا عند بياعي الجبن والأثاث العربي .
سيمتد طريقك إلى سوق الخضرة الذي يلتقي بدوره بسوق القصابين حيث تختلط العضام بالخضرة التالفة والكلاب الشاردة .إذا إنعطفت يميناً فسوف تمر بالبلدية ومقهى البلور مروراً بالجامع الكبير حتى تقاطع لوحة الشرف حيث نقابة المعلمين والمحكمة ........ قد تسمع صوت عيار ناري في طريقك ، ثم صمت محدود ليتبعه هرج ومرج كبيرين ... ما في شي بسيطة .. واحد مقوس براسو .. أكيد شغلة ثأر.
-- ياخي ما في شي رخيص بهالبلد غير لبني آدم .
-- الله يستر على أختك ... أستر علينا
-- ورك جبناء أنتن ... والمسيح الحي مو يشيلا إلا اللي ركبّا ( مشيراً الى رأسه ).
-- دي جوري ... لفى زي أنت بطل إنت أبوي .
-- أنين الناعور يختصر وجع المدينة ... أنهكها ثقل الآلام وماء الخابور وهي تغرف منه ليل نهار لتروي حقول بيت حبو .
--هناك سيلتقي الصيادون والعشاق والسكارى وحفيف الخابور يتلوى بعنفوان ووجلٍ بين الحقول ... هو إله المدينة الباقي ....
-- مدينة بلا إله ... لا ماء فيها ..... وصوت عمو كورية يأتي محشرجاً ..... أخ .. أح .. أحم اي ابني هاي الدنيي ، ما في شي يبقى على حالو .... ( الكراكير تصير كباش .. والكباش تختّير .) .. هوذا الخابور قد القى بجثته الهزيلة على التراب ... لا غير الرائحة النتنة وبقايا مياه الصرف الصحي .. ودمعتين حارقتين في المُقل وذكريات صنوبرتين عاليتين في شغاف الروح .
-- السيارات الصفراء القبيحة ... أصوات الموسيقى الشاذة .. صبح الصبيح ولك عبود ... وحبيبي قرّب ... بص بص .
-- تتزاحم في الفضاء رائحة الشاورمة والتأوهات الشبقة تزيد من إختناق التى تمر مغناجة ببنطالها الضيق على الرصيف .
-- سجائر المارة .. حسرة النساء الزينة الرخيصة والعيون التي تخترق القمصان وصولاً الى الصدر المتعرق .. أو حتى القفص الصدري أحياناً .
-- بس اسمع مني .... ياللي مجنني .. سارية السواس هويتنا الجديدة ...بعد أن دُفن الخابور وتبولت عليه الكلاب الضالة .كُنست الخضرة من على جدران المدينة وأكتضت بالغرباء .... رقص الخابور مع فتيات الحارة في مواسم السليقة أنتهى .... عيد الرشيش ... وتجمعات المؤمنين قدام باب الكنيسة ... انتهى ... عيد السيدي والشعانين وفساتين النذر الزرقاء الصافية مثل وجه الإله ... إنتهت ... تكسير الزجاج على الأبواب والسهر في القرى الآشورية .... أنتهى ... إنتهى إنتهى لا غير الحسرة ودمع الخابور باقً لا غير الحريق
- اش صار عمو كورية .. والله أحس حالي غريب ... هاي هيي الحسكي ....?
-- اي ابوي .... إنتن سافرتن وتركتن الشقى ... على من بقى
يزيد عاشور
يزيد عاشور- كاتب و أديب
-
عدد الرسائل : 152
العمر : 62
البلد الأم/الإقامة الحالية : sweden/ syr
الشهادة/العمل : ......
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
رد: هذيان الجزيرة
أستاذ يزيد كأنك حاضر الآن معها.. كما لذكرياتها المرة وصوت خالِه فهيمة حاضرين في بالك
لكنها كانت -وستبقى خالدة أبدا في البال- أحسن حالاً من اليوم بألف مرة ومرة
ذلك فعلاً حال حبيبتك المبعثرة اليوم وحال هويتها الجديدة وهي مكتظة بالغرباء والسيارات الصفراء
كما أخبرك عمو كورية.....
انها تستنجدكم.. لكن هل ينفع ذلك بعد الآن وهي تحتضر
دمت أيها المبدع
جو
لكنها كانت -وستبقى خالدة أبدا في البال- أحسن حالاً من اليوم بألف مرة ومرة
ذلك فعلاً حال حبيبتك المبعثرة اليوم وحال هويتها الجديدة وهي مكتظة بالغرباء والسيارات الصفراء
كما أخبرك عمو كورية.....
انها تستنجدكم.. لكن هل ينفع ذلك بعد الآن وهي تحتضر
دمت أيها المبدع
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى