النزيف...
2 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
النزيف...
النزيف...
yazid ashor
السويد / 06 04 2010
لم يكن يدري ان الوقت سيعبث فيه وان الشوارع الغريبة سوف تتقاذفه منذ ان غادر.
طعم الصباحات، المطر الخجول المنتضر. والذي قد لا ياتي.
ماذن الجوامع التي لم تعد قادرة على منازعة الأبنية المحيطة في الارتفاع . هاهي اثرت الوقوف في فضائات مكشوفة.. قبيل فيضانات الاسمنت.
اصوات اجراس الكنائس القابعة بحميمية دافئة بين البيوت.
المستنقعات الصغيرة بقايا الضفادع.. اصوات الباعة والمشردين ...غادرها.
ابتلعته مدن بلا الوان ،غريبة الطرقات...لاصديقة..لا عدائية،هي شارة استفهام لم يجد لها تفسر تاويل او سبب.
لعبت بك الأيام يا عاشور...
مرغتني بعهرها، لم تقبلني ..لم ترفضني ..لم تتجهم. لم تبتسم
منحتني رقما جديدا فرشت قدامي ازقتها وقالت .امضي ايها الغريب.
حاولت غير مرة ان ارفع الغطاء عن وجه ا لمدينة ..نجحت بالوصول لأطرافها رفعت الغطاء المكون من مصانع .من غابات ، من ناس منتشرين بصمت من بيوت.
تحت بساط المدينة اكتشفت مدينة اخرى لذات المصانع وذات الناس ذات الشوارع ذات البيوت.
تذكرت العروسة التي اقتنيتها في موسكو، حين اكتشفت ان بداخلهاعروسة اصغر ...واصغر واصغر ، حتى توقفت عن كشف العرا ئس حين حاصرني الملل ،والكابة كللتني بجلالها البهي والغامر.
خبز التنور رائح / البندورة/ الطازجة،/سندويشات الزيت والزعتر ..دبس البندورة..وبقايا جبنة بيضاء مزقت باهمال في احسن الأحوال.
بائع المحص المسلوق على طريق المدرسة وهو ينادي بطريقته الغريبة والمعتادة/اومووت حال اموت حال يااموووت/ونحن نفهم انه يقصد حمص حار حمص حار يا حموووص.
جدارالفضيحة على طريق المدرسة حيث كتب احد الحاقدين بخط عريض ـ يزيد يحب لينا ـ ياللعار ....
طلاب المدرسة باسماءهم واسمالهم،موريس ابن الجيران،بسام الذي غادر الى المانيا واصبح مبشرا، بيت القصاب القادمين من حلب وحكاياتهم عن بطولات خالهم الذي يستطيع رفع شاحنه بيد واحدة وتعليقات جوزيف ابن خالو/دي جوري دي/
خالي فهيمة طيبة القلب و لأنها دائما تمشي مسرعة وبقايا فستانها يكنس تراب الرصيف فانها تثير بعض الغبار وراءها، اطلق عليها اولاد الحارة اسم /عجاجة/
بيت ابو ميناس الذين جاء بهم عمو كريكور ميناس هربا من مجزرة الأتراك،ام جوني تلك السيدة الأنيقة الفاتنة وهمس زوزو ابن الجيران عنها،هي تستقبل رجالآ غرباء بعد ان يغادر زوجهاالموضف بالبلدية،الصور /قليلة الأدب التي اهتراءت من كثرة التنقل بين الأيدي الصغيرة الدافئة والمرتجفة.
صوفي عالو وهو يدفع عربته العتيقة المتخمةبالفواكه والخضار/باجان اسود...يلا يا بانادورة يا خيار ياقتي يالا يا عجوور.
ـ جاواني صوفي
ـ ساغ بي ....، رافعا راسه لسماء الحسكة الصافية /الحمدلله/يتمتم وتنسال عن جبينه حبتي عرق مثل لؤلؤتين،تنساب على وجنتيه اللتين غيرت الأيام سحنتهما فصار لونهما الجديد مزيج ما بين البني العتيق والأصفر الخائف والأحمر الغاضب والأسود الحكيم.
*لا القهوة ذات الملمس الناعم والمثير، لا اللفافات البيضاء ولا الضغط على الجرح اجدى نفعا، يزداد النزف بالجرح ،تتحول الهمهمات الى اصوات وصراخ فيما بعد.
ـ وراك ابني جرحو كبير وي ،اش متخلفين انتن ...وراك لازم يروح عل المستشفى.
فشلت كل الطرق في وقف النزيف المشاكس والمعاند،ثشكلت في البدء بقعة دم سرعان ما تحولت الى بركة صغيرة رجراجة براقة متهالكة على رصيف الحكومة ،شقت على الطريق ممرا امنا ضيقا لهاومضت بثقة بتثاقل الى مكان تعرفه.
ـ /يوالو شنو هذا الدم شوف شوف شلون يمشي ..اي مو يكولون ان الدم يتخثر.؟
_وراك اشون ا يتخثر،حمار انت شي وراك موتشم ريحتو كلا عرق كل شرب عرق حتى ما قال بس.
ـ عمو ابوجان هوي كان يشرب براندي مو عرق ، هذا براندي محلي طعمتو متل المازوت
ـ اي ابني ليش ايش تفرق الخرا اخو البول وي.
بدء الخدر يزحف هادئا من قدميه متجها نحو الراس،كان واثقا هادئا وهو يجتاز البطن حينها اعلنت المصارين والمعدة بعض الاعتراض باصداراصوات متململة من هذا الاجتياح،
تابع الخدر البغيض طريقه نحو الصدر ،ثقيلآ كان،مؤلما وضاغط.
ازداد التنفس اولآ ثم بدء يتقطع بعض الشئ،غاب الألم حين وصل الخدر حد الراس وصار الضغط هادئا وثقيلا ومحبب وبطئ،الالوان بدات تتلاشى شيا فشيا ،تحولت الاصوات الى همهمات قادمة من بئر سحيق، ساد الصمت... الصمت السيد، الجليل الساحرالعضيم المسيطر المطبق.
والله..الله سترك يازلمة كان رحت فيها
اصبحت حديث اهل البلد يا رجل، الدم الذي نزف منك كان كثيرا جدا ،شئ لايصدق..وقد مضى فوق الشوارع ومر على البيوت ولعقت منه الكلاب القذرة والقطط الضالة واصابع الاطفال عبثت به،/ يلعن ابو هيك عيشه/ هذا ما قاله الرجال ذوي الثياب النظيفة وهم يقفزون فوق دمائك ، واردفوا ـ وسخ و وحل و رائحة جيفة الآ يكفي.. هل ينقصنا دم على الطرقات ايضا.
قالوا حينها ان الدم مضى بطيئا متثاقلا حتى اجتاز المساكن عابرامحل سمارة لبيع الفلافل في شارع القامشلي ثم تابع سيره الى ما قبيل جسر النشوة حيث انعطف يمينا ليمضي باتجاه اراضي بيت حبو،وانتهى به المطاف الى نهر الخابور.يا رجل كانما صار للخابور رافد جديد...شئ عجيب.
ـ ياسيدي كان يوما عضيما في الحسكة وسوف تتحدث عنه الناس لسنوات وسنوات،
تصور ان ابونا المطران في قداس الاحد قال للمصلين ان العذراء قد باركت هذا الرجل ولأن العذراء هي رحمة وبركة لكل الناس ولكل الديانات فانا اطلب منكم ان تتبرعوا له بدمكم لأن زمرة دمه - o - سلبي وهي غير متوفرة في مشفى العزيزية، حتى اني سمعت ان الشيخ ياسين حث المصلين ـ بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير على التبرع با لدم واذكر يومها الفوضى التي صارت على بوابة المشفى، ولكي يرضي الأطباء كل المتبرعين قالو سناخذ من كل متبرع كمية دماء قليلة.
يعني ان ما يجري في جسدك هو دماء كل اهل الحسكة،يا رجل تصور دماء اهل الحسكة كلها ممزوجة في جسدك.
-كاملا ستان...تينيستا.... ،.... صوت المرافق في قطار الأنفاق في استوكهولم وهو يعلن باللغة السويدية ان المحطة القادمة هي المدينة القديمة.
تمتم بانتعاش الآن ساذهب لأشتري سندويشة كباب تركي وبعدهاسوف اتسكع في المدينة العتيقة وعلني احضى ببعض الغرباء الذين يعزفون الموسيقى .
انتهت
يزيد عاشور ـ السويد
يزيد عاشور- كاتب و أديب
-
عدد الرسائل : 152
العمر : 62
البلد الأم/الإقامة الحالية : sweden/ syr
الشهادة/العمل : ......
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
رد: النزيف...
استاذ يزيديزيد عاشور كتب:ابتلعته مدن بلا الوان ،غريبة الطرقات...لاصديقة..لا عدائية،
هي شارة استفهام لم يجد لها تفسر تاويل او سبب.
لعبت بك الأيام يا عاشور...
مرغتني بعهرها، لم تقبلني ..لم ترفضني ..لم تتجهم. لم تبتسم
منحتني رقما جديدا فرشت قدامي ازقتها وقالت .امضي ايها الغريب.
استوقفتي كثيراً قصتك
وعدت قراءتها أكثر من مرة
وكنت أتوقف كثيرا عند العامية المحببة الى اذني وقلبي
وأيضا كانت تدهشني الأخطاء اللغوية والاملائية المتعمدة
كالإبدال مثلا بين حرفي /ض و ظ/
والحركات والفواصل والزوائد والشحطات...
((خبز التنور رائح / البندورة/ الطازجة،/سندويشات الزيت والزعتر ..دبس البندورة..وبقايا جبنة بيضاء مزقت باهمال في احسن الأحوال.))
((بائع المحص المسلوق)) تقصد الحمص.. حماك الله يا صديقي
أكيد هزت ايدك لما كان قطار الأنفاق يضرب فريم, أو أنك حقاً تنزف....
موريس ابن الجيران، بسام المبشر، بيت القصاب الحلبية, جوزيف ابن خالو/دي جوري دي/
خالي فهيمة /عجاجة/ .. ابو ميناس .. ام جوني الأنيقة وضيوفها.. صوفي عالو...
اكيد النزف بلش من حارتكن.. و أكيد الدم لف من عند سمارة ومر من قدام بيت الشاعر جان فرا صاحب همسات دافئة, وبعدين من قدام بيتنا لما راح لأراضي حبو وبعدين عالخابور
ذكرني أكثر بأي حارة كان بيتكن يا صديقي ..
انت خلصت كتابة القصة لما وصلت المدينة العتيقة في قطار الأنفاق
وأنا قربت اصل لحارتكن...
سعيد بالصدفة التي جمعتنا من غير ميعاد يا ابن البلد
ود و ورد
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: النزيف...
استاذ جورج عبيد مراحب
شكراً لمجاملتي بقولك اخطاء متعمدة - والحقيقة انها نتيجة اهمالي في مراجعة المادة ...
بالنسبة لجان فرا فأنا أعرفه جيداً - التقينا مراراً في ازقة الحسكة - له تحياتي اذا كنت على اتصال به
أما حارتي فتدعى المساكن الأرضية أو كانت تلقب بعلب الكبريت للتحقير كونها تحتوي بيوتات صغيرة أقرب للجحور منها للسكن الآدمي
عملت بالحسكة مديراً للمسرح المدرسي وثم موجهاً في اعدادية التطبيقات ثم غادرت الى موسكو وبعد ذلك الى السويد .. تخللتها انتقالة سريعة لبضعة سنوات الى دبي عملت فيها محرراً بمجلة شؤون اجتماعية وكنت اكتب في مجلة زهرة الخليج - الصفحة الأدبية- وجريدة البيان والخليج و.. بعض الصحف والمجلات احياناً
الآن انا في السويد ثانية واكتب في موقع الادباء العرب وادباء الشمال وبتحرير اللوتس المهاجر لاستاذ اسحق القومي وبعض المواقع الاخرى وآخرها مملكتكم العامرة ... اش تحكيك كمان ... اي بحب التبولي وكتابة النثر ...والحكي بالسياسي
اي اخي جو هوذا بعض من يزيد عاشور وتلك كانت حارته
لك الخير يا ابن البلد
يزيد عاشور
اها... على فكرة باب النثريات يبدو مخفياً على الزوار .. ولا يمكن الدخول اليه إلا للأعضاء ، وبعد دخولهم الموقع ... هل لاحظت الأمر أم انه مُتعمّد ....سلام لك
شكراً لمجاملتي بقولك اخطاء متعمدة - والحقيقة انها نتيجة اهمالي في مراجعة المادة ...
بالنسبة لجان فرا فأنا أعرفه جيداً - التقينا مراراً في ازقة الحسكة - له تحياتي اذا كنت على اتصال به
أما حارتي فتدعى المساكن الأرضية أو كانت تلقب بعلب الكبريت للتحقير كونها تحتوي بيوتات صغيرة أقرب للجحور منها للسكن الآدمي
عملت بالحسكة مديراً للمسرح المدرسي وثم موجهاً في اعدادية التطبيقات ثم غادرت الى موسكو وبعد ذلك الى السويد .. تخللتها انتقالة سريعة لبضعة سنوات الى دبي عملت فيها محرراً بمجلة شؤون اجتماعية وكنت اكتب في مجلة زهرة الخليج - الصفحة الأدبية- وجريدة البيان والخليج و.. بعض الصحف والمجلات احياناً
الآن انا في السويد ثانية واكتب في موقع الادباء العرب وادباء الشمال وبتحرير اللوتس المهاجر لاستاذ اسحق القومي وبعض المواقع الاخرى وآخرها مملكتكم العامرة ... اش تحكيك كمان ... اي بحب التبولي وكتابة النثر ...والحكي بالسياسي
اي اخي جو هوذا بعض من يزيد عاشور وتلك كانت حارته
لك الخير يا ابن البلد
يزيد عاشور
اها... على فكرة باب النثريات يبدو مخفياً على الزوار .. ولا يمكن الدخول اليه إلا للأعضاء ، وبعد دخولهم الموقع ... هل لاحظت الأمر أم انه مُتعمّد ....سلام لك
يزيد عاشور- كاتب و أديب
-
عدد الرسائل : 152
العمر : 62
البلد الأم/الإقامة الحالية : sweden/ syr
الشهادة/العمل : ......
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
رد: النزيف...
الأستاذ الصديق يزيد عاشور
اشكرك على ما افدتني به.. نعم انا اذكر تلك الحارة علب الكبريت (المساكن الارضية)
واذكر سكان بعض بيوتها........ نعم.
وقد تركتُ لكم رسالة على الخاص.. أدعوكم فيها على التبولة.
ودي
اشكرك على ما افدتني به.. نعم انا اذكر تلك الحارة علب الكبريت (المساكن الارضية)
واذكر سكان بعض بيوتها........ نعم.
وقد تركتُ لكم رسالة على الخاص.. أدعوكم فيها على التبولة.
ودي
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: دعونا قليلا نستريح / سنعود... :: سلام أيها الخابور / يزيد عاشور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى