رائحة القهوة ...للشاعر العملاق محمود درويش
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رائحة القهوة ...للشاعر العملاق محمود درويش
مع طقوس الصباح و إرتشاف القهوة و إحتراف التأمل و الغوص في النفس و الذكريات في مواجهة مناخ ٍ خريفي
أجدني أتأمل , أتوغّل في فلسفة القهوة , في مذاقها , صوتها و رائحتها
و تحضرني حروف الشاعر العملاق :
كيف تكتب يد لا تُبْدع القهوة ؟
أعرف قهوتي , و قهوة اُمي , و قهوة أصدقائي , أعرفها عن بعيد و أعرف الفوارق بينها .
لا قهوة تُشبه قهوة أُخرى , و دفاعي عن القهوة هو دفاع عن خصوصية الفارق .
ليس هناك مذاق إسمه مذاق القهوة , فالقهوة ليست مفهوماً و ليست مادة واحدة , و ليست مطلقاً , لكل شخص قهوته الخاصة ,
الخاصة إلى حد أقيس معه درجة ذوق الشخص و أناقته النفسية بمذاق قهوته .
ثمة قهوة لها مذاق الكزبرة ,
ذلك يعني أن مطبخ السيدة ليس مرتباً .
و ثمة قهوة لها مذاق عصير الخروب ,
ذلك يعني أن صاحب البيت بخيل
و ثمة قهوة لها رائحة العطر
ذلك يعني أن السيدة شديدة الإهتمام بمظاهر الأشياء
و ثمة قهوة لها ملمس الطحلب في الفم
ذلك يعني أن صاحبها يساري طفولي
و ثمة قهوة لها مذاق القِدّم من فرط ما تألب البن في الماء الساخن
ذلك يعني أن صاحبها يميني مُتطرّف
و ثمة قهوة لها مذاق الهال الطاغي
ذلك يعني أن السيدة محدثة النعمة ...
لا قهوة تُشبه قهوة أُخرى . لكل بيت قهوته , و لكل يد قهوتها , لأنه لا نفس تشبه نفساً أُخرى
و أنا أعرف القهوة عن بعيد : تسير في خط مستقيم , في البداية , ثم تتعرج و تتلوى و تتأوه و تلتف على السفوح و المنحدرات ,
تتشبث بسنديانة أو بلوطة , و تتفلت لتهبط الوادي و تلتفت إلى الوراء و تتفتت حنيناً لصعود الجبل و تصعد حين تتشتت في خيوط الناي الراحل إلى بيتها الأول ...
رائحة القهوة عودة و إعادة الشىء الأول , لأنها تنحدر من سلالة المكان الأول , هى رحلة بدأت من آلاف السنين و ما زالت تعود , القهوة مكان .
القهوة مسام تُسّرب الداخل غلى الخارج , و إنفصال يُوحد ما لا يتوحّد إلا منها هى رائحة القهوة .
هي ضدُّ الفطام , ثدي يُرضع الرجال بعيداً
صياحٌ مولود من مذاق حُر , حليب الرجولة , و القهوة جغرافيا ...
و يُضيف الشاعر :
لا أعرف سيدات مهووسات بصباح القهوة .
...
و أجدني اُحدق الى قبة السماء ,بإبتسامة باذخة .
بينما أحتسي آخر رشفة من قهوتي و أنا أتسأل :
كيفَ تتبرّج يد اُنثى تحترّف الكتابة ؟
أجدني أتأمل , أتوغّل في فلسفة القهوة , في مذاقها , صوتها و رائحتها
و تحضرني حروف الشاعر العملاق :
كيف تكتب يد لا تُبْدع القهوة ؟
أعرف قهوتي , و قهوة اُمي , و قهوة أصدقائي , أعرفها عن بعيد و أعرف الفوارق بينها .
لا قهوة تُشبه قهوة أُخرى , و دفاعي عن القهوة هو دفاع عن خصوصية الفارق .
ليس هناك مذاق إسمه مذاق القهوة , فالقهوة ليست مفهوماً و ليست مادة واحدة , و ليست مطلقاً , لكل شخص قهوته الخاصة ,
الخاصة إلى حد أقيس معه درجة ذوق الشخص و أناقته النفسية بمذاق قهوته .
ثمة قهوة لها مذاق الكزبرة ,
ذلك يعني أن مطبخ السيدة ليس مرتباً .
و ثمة قهوة لها مذاق عصير الخروب ,
ذلك يعني أن صاحب البيت بخيل
و ثمة قهوة لها رائحة العطر
ذلك يعني أن السيدة شديدة الإهتمام بمظاهر الأشياء
و ثمة قهوة لها ملمس الطحلب في الفم
ذلك يعني أن صاحبها يساري طفولي
و ثمة قهوة لها مذاق القِدّم من فرط ما تألب البن في الماء الساخن
ذلك يعني أن صاحبها يميني مُتطرّف
و ثمة قهوة لها مذاق الهال الطاغي
ذلك يعني أن السيدة محدثة النعمة ...
لا قهوة تُشبه قهوة أُخرى . لكل بيت قهوته , و لكل يد قهوتها , لأنه لا نفس تشبه نفساً أُخرى
و أنا أعرف القهوة عن بعيد : تسير في خط مستقيم , في البداية , ثم تتعرج و تتلوى و تتأوه و تلتف على السفوح و المنحدرات ,
تتشبث بسنديانة أو بلوطة , و تتفلت لتهبط الوادي و تلتفت إلى الوراء و تتفتت حنيناً لصعود الجبل و تصعد حين تتشتت في خيوط الناي الراحل إلى بيتها الأول ...
رائحة القهوة عودة و إعادة الشىء الأول , لأنها تنحدر من سلالة المكان الأول , هى رحلة بدأت من آلاف السنين و ما زالت تعود , القهوة مكان .
القهوة مسام تُسّرب الداخل غلى الخارج , و إنفصال يُوحد ما لا يتوحّد إلا منها هى رائحة القهوة .
هي ضدُّ الفطام , ثدي يُرضع الرجال بعيداً
صياحٌ مولود من مذاق حُر , حليب الرجولة , و القهوة جغرافيا ...
و يُضيف الشاعر :
لا أعرف سيدات مهووسات بصباح القهوة .
...
و أجدني اُحدق الى قبة السماء ,بإبتسامة باذخة .
بينما أحتسي آخر رشفة من قهوتي و أنا أتسأل :
كيفَ تتبرّج يد اُنثى تحترّف الكتابة ؟
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: رائحة القهوة ...للشاعر العملاق محمود درويش
أشكر طقوس قهوة الصباح التي جعلتكِ من محترفي التأمل
حيث حضرتكِ وانسابت من ذاكرتكِ تلك الحروف الرائعة للدرويش
وتبعها تعقيبكِ الأجمل, فزينتِ صفحات المملكة
سلمت يداكِ دانيه
حيث حضرتكِ وانسابت من ذاكرتكِ تلك الحروف الرائعة للدرويش
وتبعها تعقيبكِ الأجمل, فزينتِ صفحات المملكة
سلمت يداكِ دانيه
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» وطن/ محمود درويش
» في دمشق / محمود درويش
» حــــالة حصـــار / محمود درويش
» أنــا من هناك / محمود درويش
» كـزهـر اللـوز أو أبعــــد / محمود درويش
» في دمشق / محمود درويش
» حــــالة حصـــار / محمود درويش
» أنــا من هناك / محمود درويش
» كـزهـر اللـوز أو أبعــــد / محمود درويش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى