بنات البحر / جبران خليل جبران
2 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: جبرانيــات :: دمعة وابتسامة
صفحة 1 من اصل 1
بنات البحر / جبران خليل جبران
في أعماق البحر الذي يحيط بالجزائر القريبة من مطلع الشمس هنالك في الأعماق
حيث الدر الكثير جثة فتى هامدة بقربها بنات البحر ذوات الشعور الذهبية قد جلسن بين نبات المرجان ينظرن إليها بعيونهن الزرقاء الجميلة ويتحدثن بأصوات موسيقية ,حديثا سمعته اللجة فحملته الأمواج إلى الشواطئ فجاء به النسيم إلى نفسي .
قالت واحدة :
هذا بشري هبط بالأمس إذ كان البحر حانقا
فقالت الثانية :
لم يكن البحر حانقا ولكن الإنسان – وهو الذي يدعي بأنه من سلالة الآلهة – كان في حرب حامية أهرقت فيها الدماء حتى صار لون الماء قرمزيا .وهذا البشري هو قتيل الحرب .
فقالت الثالثة :
لاأدري ما الحرب ولكني أعلم أن الإنسان بعد أن تعلب على اليابسة طمع بالسيادة على البحر فابتدع الآلات الغريبة ومخر العباب .
فدرى نبتون إله البحار وغضب من هذا التعدي ,فلم ير الإنسان بدا إذ ذاك من إرضاء مليكنا بالذبائح والهدايا .فالأشلاء التي رأيناها بالأمس هابطة هي آخر تقدمة من الإنسان إلى نبتون العظيم .
فقالت رابعة :
ما أعظم نبتون ولكن ما أقسى قلبه ! لو كنت أنا سلطانة البحار لما رضيت بالذبائح الدموية.تعالي لنرى جثة هذا الشاب فربما أفادتنا شيئا عن طائفة البشر.
اقتربت بنات البحر من جثمان الشاب وبحثن في جيوب أثوابه فعثرن على رسالة في الثوب الملاصق قلبه
,فأخذت الرسالة واحدة منهن وقرأت:
يا حبيبي ! ها قد انتصف الليل وأنا ساهرة وليس لي مسل غير دموعي ,ولا معز سوى أملي برجوعك إلي من بين مخالب الحرب .ولا أقدر أن أفكر إلا بما قلته لي عند الوداع بأن عند كل إنسان أمانة من الدمع لا بد من ردها يوما ...لا أدري يا حبيبي ماذا أكتب بل أترك نفسي تسيل على الورق .نفس يعذبها الشقاء ويعزيها الحب الذي يجعل الألم لذة والأحزان مسرة .لما وحد الحب قلبينا وصرنا نتوقع ضم جسمين تجول فيهما روح واحدة ,نادتك الحرب فاتبعتها مدفوعا بعوامل الواجب والوطنية .ما هذا الواجب الذي يفرق المحبين ويرمل النساء وييتم الأطفال ؟ما هذه التي من أجل أسباب صغيرة تدعو الحرب لتخريب البلاد؟ما هذا الواجب المحتوم على القروي المسكين والذي لا يحفل به القوي وابن الشرف الموروث ؟إذا كان الواجب ينفي السلم من بين الأمم ,والوطنية تزعج سكينة حياة الإنسان , فسلام على الواجب والوطنية ..لا, لا يا حبيبي لا تحفل بكلامي بل كن شجاعا ومحبا لوطنك ولا تسمع كلام ابنة أعماها الحب وأضاع بصيرتها الفراق ..
إذا كان الحب لا يرجعك إلي في هذه الحياة فالحب يضمني إليك في الحياة الآتية .
وضعت بنات البحر تلك الرسالة تحت أثواب الشاب وسبحن بسكينة محزنة ,ولما بعدن قالت واحدة منهن :
( ان قلب الانسان اقسى من قلب نبتون)
مع خالص الود
حنين
حيث الدر الكثير جثة فتى هامدة بقربها بنات البحر ذوات الشعور الذهبية قد جلسن بين نبات المرجان ينظرن إليها بعيونهن الزرقاء الجميلة ويتحدثن بأصوات موسيقية ,حديثا سمعته اللجة فحملته الأمواج إلى الشواطئ فجاء به النسيم إلى نفسي .
قالت واحدة :
هذا بشري هبط بالأمس إذ كان البحر حانقا
فقالت الثانية :
لم يكن البحر حانقا ولكن الإنسان – وهو الذي يدعي بأنه من سلالة الآلهة – كان في حرب حامية أهرقت فيها الدماء حتى صار لون الماء قرمزيا .وهذا البشري هو قتيل الحرب .
فقالت الثالثة :
لاأدري ما الحرب ولكني أعلم أن الإنسان بعد أن تعلب على اليابسة طمع بالسيادة على البحر فابتدع الآلات الغريبة ومخر العباب .
فدرى نبتون إله البحار وغضب من هذا التعدي ,فلم ير الإنسان بدا إذ ذاك من إرضاء مليكنا بالذبائح والهدايا .فالأشلاء التي رأيناها بالأمس هابطة هي آخر تقدمة من الإنسان إلى نبتون العظيم .
فقالت رابعة :
ما أعظم نبتون ولكن ما أقسى قلبه ! لو كنت أنا سلطانة البحار لما رضيت بالذبائح الدموية.تعالي لنرى جثة هذا الشاب فربما أفادتنا شيئا عن طائفة البشر.
اقتربت بنات البحر من جثمان الشاب وبحثن في جيوب أثوابه فعثرن على رسالة في الثوب الملاصق قلبه
,فأخذت الرسالة واحدة منهن وقرأت:
يا حبيبي ! ها قد انتصف الليل وأنا ساهرة وليس لي مسل غير دموعي ,ولا معز سوى أملي برجوعك إلي من بين مخالب الحرب .ولا أقدر أن أفكر إلا بما قلته لي عند الوداع بأن عند كل إنسان أمانة من الدمع لا بد من ردها يوما ...لا أدري يا حبيبي ماذا أكتب بل أترك نفسي تسيل على الورق .نفس يعذبها الشقاء ويعزيها الحب الذي يجعل الألم لذة والأحزان مسرة .لما وحد الحب قلبينا وصرنا نتوقع ضم جسمين تجول فيهما روح واحدة ,نادتك الحرب فاتبعتها مدفوعا بعوامل الواجب والوطنية .ما هذا الواجب الذي يفرق المحبين ويرمل النساء وييتم الأطفال ؟ما هذه التي من أجل أسباب صغيرة تدعو الحرب لتخريب البلاد؟ما هذا الواجب المحتوم على القروي المسكين والذي لا يحفل به القوي وابن الشرف الموروث ؟إذا كان الواجب ينفي السلم من بين الأمم ,والوطنية تزعج سكينة حياة الإنسان , فسلام على الواجب والوطنية ..لا, لا يا حبيبي لا تحفل بكلامي بل كن شجاعا ومحبا لوطنك ولا تسمع كلام ابنة أعماها الحب وأضاع بصيرتها الفراق ..
إذا كان الحب لا يرجعك إلي في هذه الحياة فالحب يضمني إليك في الحياة الآتية .
وضعت بنات البحر تلك الرسالة تحت أثواب الشاب وسبحن بسكينة محزنة ,ولما بعدن قالت واحدة منهن :
( ان قلب الانسان اقسى من قلب نبتون)
مع خالص الود
حنين
حنين المدني- الملاك الحنون
-
عدد الرسائل : 904
العمر : 47
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرطوس
الشهادة/العمل : حقوق/ بلا
الهوايات : أدب - ثقافة
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
استاذتنا الغالية حنين
صباح الخير للجميع
مشرفتنا الغالية
سأبوح لك بسر
في بداية حياتي قرأت الاجنحة المتكسرة
وأحسست بالحزن الشديد
شعرت بأن هذا الكاتب
روحه حزينة
وأنا بطبعي أبتعد عن الحزن
(مو ناقصني أحزان)
ابتعدت عن كل ما كتبه ولم أقرأ له
أنا لا انقده أستغفر الله رب العالمين
إنما هذا ما جرى معي
اليوم فقط قرأت كل ما خطته أناملك
عن ذلك العبقري الذي نفتخر
أنه من شرقنا ونتشرف به
كما تتشرف أمة باحد انبياءها
نفس الشعور انتابني وكأنني رجعت لنفس الزمن الذي قرأت له أول مرة
سيدتي الغالية
هؤلاء العباقرة والاساطين
في الفكر والادب
هم ما فخر لنا على مدى الاجيال
أشكرك على إحياء ذكراهم
مع أنهم أحياء
دمت ودامت المملكة
مشرفتنا الغالية
سأبوح لك بسر
في بداية حياتي قرأت الاجنحة المتكسرة
وأحسست بالحزن الشديد
شعرت بأن هذا الكاتب
روحه حزينة
وأنا بطبعي أبتعد عن الحزن
(مو ناقصني أحزان)
ابتعدت عن كل ما كتبه ولم أقرأ له
أنا لا انقده أستغفر الله رب العالمين
إنما هذا ما جرى معي
اليوم فقط قرأت كل ما خطته أناملك
عن ذلك العبقري الذي نفتخر
أنه من شرقنا ونتشرف به
كما تتشرف أمة باحد انبياءها
نفس الشعور انتابني وكأنني رجعت لنفس الزمن الذي قرأت له أول مرة
سيدتي الغالية
هؤلاء العباقرة والاساطين
في الفكر والادب
هم ما فخر لنا على مدى الاجيال
أشكرك على إحياء ذكراهم
مع أنهم أحياء
دمت ودامت المملكة
سليم سليم- أمـير الـمنتدى
-
عدد الرسائل : 655
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سورية
الشهادة/العمل : مصور
الهوايات : رسم نحت, كتابة خواطر
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
رد: بنات البحر / جبران خليل جبران
استاذي العزيز سليم
كما تفضلت استاذ سليم
جبران كاتب كبير وعبقري نفتخر بانتمائه لشرقنا الحبيب
رغم كل ما وصف به من انه
عدو للانسانية..خيالي ..مفسد للاخلاق
حتى ان روايته الاجنحة المتكسرة وصفت بانها بمثابة دس السم بالدسم
رغم كل هذا فنحن لا نملك الا ان نقف اجلالا واحتراما لهذا المبدع
شكرا لك من القلب استاذ سليم
فحضورك المميزوكلماتك الجميلة..
هي مصدر دائم لاعتزازي وسعادتي
مودتي
حنين
كما تفضلت استاذ سليم
جبران كاتب كبير وعبقري نفتخر بانتمائه لشرقنا الحبيب
رغم كل ما وصف به من انه
عدو للانسانية..خيالي ..مفسد للاخلاق
حتى ان روايته الاجنحة المتكسرة وصفت بانها بمثابة دس السم بالدسم
رغم كل هذا فنحن لا نملك الا ان نقف اجلالا واحتراما لهذا المبدع
شكرا لك من القلب استاذ سليم
فحضورك المميزوكلماتك الجميلة..
هي مصدر دائم لاعتزازي وسعادتي
مودتي
حنين
حنين المدني- الملاك الحنون
-
عدد الرسائل : 904
العمر : 47
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرطوس
الشهادة/العمل : حقوق/ بلا
الهوايات : أدب - ثقافة
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
مواضيع مماثلة
» بدايات في حياة الأديب الكبير جبران خليل جبران
» الســـــلم والحرب من تائه جبران خليل جبران
» نافذة على موقع لكتابات جبران خليل جبران
» مناحة في الحقل/ جبران خليل جبران
» قصيدة الفصول الأربعة / جبران خليل جبران
» الســـــلم والحرب من تائه جبران خليل جبران
» نافذة على موقع لكتابات جبران خليل جبران
» مناحة في الحقل/ جبران خليل جبران
» قصيدة الفصول الأربعة / جبران خليل جبران
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: جبرانيــات :: دمعة وابتسامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى