الصَّفعَة
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
الصَّفعَة
الصَّفعَة
... ثم سرعان ما وجد نفسه وجهاً لوجه مع ما اجتهد في طمسه غاية الإجتهاد، وسعى إلى مواراته بسعي حثيث منذ زمن صار يحسبه اليوم بعيداً، ولم يقصر في غصب الذاكرة وإكراهها على نسيانه، فظن الوجه الكريه لديه، وقد انتصب أمامه متحدياً، غيمة عابرة، وحلم يقظة خاطف مصيره إلى زوال واندثار، كما هو شأن ومآل أضغاث الأحلام...
كيف لهذا الوجه الممقوت في تقديره الخاطئ أن يثبت له قرار، وأن لا يتلاشى ويضمحل سريعاً، وقد حكم عليه بالموت في ما سلف من حياته، بعد أن توهم إلقاءه في بئر النسيان العميقة؟
ثم أنى لذاك الوجه أن يبعث حياً من جديد، وقد عده متوهماً من الأموات الذين عفا عنهم الزمن؟...
بقي الوجه المغضوب عليه من قبله ماثلاً أمامه كعلم منصوب، وظل ملازماً له كظله لا يفارقه لحظة واحدة، فخيل إليه وكأن يداً صلبة خشنة قد امتدت إلى خده الأيسر بصفعة قوية، كادت أن تكون سبباً في إزهاق روحه، وعلة كافية لاختفاء جسده وذهاب أثره...
أحس بانقباض شديد في قلبه، وبضيق الأنفاس في صدره، وبثقل كجلمود صخر أطبق على سمعه وبصره، فانتابه الخوف مما ألم به فجأة، ولم يجد حوله عوناً على خلاصه من ذاك الوجه الذي باغته، ولم يعثر بين يديه على ما يدفع به آثار تلك الصفعة...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... ثم سرعان ما وجد نفسه وجهاً لوجه مع ما اجتهد في طمسه غاية الإجتهاد، وسعى إلى مواراته بسعي حثيث منذ زمن صار يحسبه اليوم بعيداً، ولم يقصر في غصب الذاكرة وإكراهها على نسيانه، فظن الوجه الكريه لديه، وقد انتصب أمامه متحدياً، غيمة عابرة، وحلم يقظة خاطف مصيره إلى زوال واندثار، كما هو شأن ومآل أضغاث الأحلام...
كيف لهذا الوجه الممقوت في تقديره الخاطئ أن يثبت له قرار، وأن لا يتلاشى ويضمحل سريعاً، وقد حكم عليه بالموت في ما سلف من حياته، بعد أن توهم إلقاءه في بئر النسيان العميقة؟
ثم أنى لذاك الوجه أن يبعث حياً من جديد، وقد عده متوهماً من الأموات الذين عفا عنهم الزمن؟...
بقي الوجه المغضوب عليه من قبله ماثلاً أمامه كعلم منصوب، وظل ملازماً له كظله لا يفارقه لحظة واحدة، فخيل إليه وكأن يداً صلبة خشنة قد امتدت إلى خده الأيسر بصفعة قوية، كادت أن تكون سبباً في إزهاق روحه، وعلة كافية لاختفاء جسده وذهاب أثره...
أحس بانقباض شديد في قلبه، وبضيق الأنفاس في صدره، وبثقل كجلمود صخر أطبق على سمعه وبصره، فانتابه الخوف مما ألم به فجأة، ولم يجد حوله عوناً على خلاصه من ذاك الوجه الذي باغته، ولم يعثر بين يديه على ما يدفع به آثار تلك الصفعة...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
رد: الصَّفعَة
عندما تصبح الروح كالبلور والخزف شفافة
يلازم الانسان أثارالدبابيس في جدارها لتلاحقه ولتصبح في علاقة عكسية
مع التي تسمو
ليشعر بكل حالة قفزة للاعلى أثار لم تندمل أو صفعة وربما أكثر
أستاذي قلمك جميل
وأسلوبك مشوق
مودة
يلازم الانسان أثارالدبابيس في جدارها لتلاحقه ولتصبح في علاقة عكسية
مع التي تسمو
ليشعر بكل حالة قفزة للاعلى أثار لم تندمل أو صفعة وربما أكثر
أستاذي قلمك جميل
وأسلوبك مشوق
مودة
شمعون يوسف- طبيب وشاعر
-
عدد الرسائل : 54
العمر : 56
البلد الأم/الإقامة الحالية : القامشلي
الشهادة/العمل : طبيب اسنان
تاريخ التسجيل : 10/06/2010
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى