تِلْكَ الصُّورَةُ
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
تِلْكَ الصُّورَةُ
تِلْكَ الصُّورَةُ
... ثم من يدري؟ .. لعله كان ساعتها يفكر في أولاده الصغار وزوجه، ويتذكرهم مشفقاً عليهم مما يلاقونه في حال غيابه من العناء الشديد وضيق ذات اليد بعيداً عنه هنالك في ذلك المنزل الصغير، حيث لا يستطيع إليه سبيلاً، أو ربما كان ذهنه في تلك اللحظة شارداً في ما حل به من بلاءِ لم يصطفيه لنفسه عن طيب خاطر، ولا خطر له يوماً أو في حين من الأحيان أن ينزل به...
ومن يدري؟ .. لعله غاص حينها متأملاً تفاصيل الحدث الذي جرى منذ سنة بعيدة، وكان هو ذاته قطب الرحى فيه، إذ أن ما داهمه في تلك الليلة لم يكن بالنسبة إليه ظرفاً معتاداً أو وضعا مألوفا، بل إنه كان صاعقاً مزلزلاً...
ثم من يدري؟ .. ربما قفزت إلى ذهنه وقتها ذكرى توجهه إلى الله ذي اللطف الخفي بخالص الدعاء، عندما كان مصاحبا بمن لا يعرفهم ولا يعرفونه إلى مكان يجهله وهم يعلمونه...
استرسل في تأملها واستقراء معالمها الدقيقة بصوت مسموع، فإذا به يلمح بسمة صاحبها قد سطعت مشرقة في سماء وجهه الوضاء، وداعبت بسكينتها عينيه المستبشرتين، فخفقت هادئة مطمئنة نشيطة في فؤاده النابض بالإيمان...
سأله صاحبه: أتراك كنت تحدثني بالذي ذكرت؟ أم كنت تحدث به نفسك؟ ثم قل لي: عمن كنت تتحدث بتلك الكلمات الجريحة، وبذلك الصوت الشجي؟..
وفيما كانت عيناه مشدودتين إلى حيث بدا ذاك الوجه مطلاً من جوف الجدار القائم أمامه، رد عليه مجيباً: لم أكن أحدث إلا نفسي، وإن كنت تريد معرفة من قصدت في حديثي، فانظر إلى تلك الصورة...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... ثم من يدري؟ .. لعله كان ساعتها يفكر في أولاده الصغار وزوجه، ويتذكرهم مشفقاً عليهم مما يلاقونه في حال غيابه من العناء الشديد وضيق ذات اليد بعيداً عنه هنالك في ذلك المنزل الصغير، حيث لا يستطيع إليه سبيلاً، أو ربما كان ذهنه في تلك اللحظة شارداً في ما حل به من بلاءِ لم يصطفيه لنفسه عن طيب خاطر، ولا خطر له يوماً أو في حين من الأحيان أن ينزل به...
ومن يدري؟ .. لعله غاص حينها متأملاً تفاصيل الحدث الذي جرى منذ سنة بعيدة، وكان هو ذاته قطب الرحى فيه، إذ أن ما داهمه في تلك الليلة لم يكن بالنسبة إليه ظرفاً معتاداً أو وضعا مألوفا، بل إنه كان صاعقاً مزلزلاً...
ثم من يدري؟ .. ربما قفزت إلى ذهنه وقتها ذكرى توجهه إلى الله ذي اللطف الخفي بخالص الدعاء، عندما كان مصاحبا بمن لا يعرفهم ولا يعرفونه إلى مكان يجهله وهم يعلمونه...
استرسل في تأملها واستقراء معالمها الدقيقة بصوت مسموع، فإذا به يلمح بسمة صاحبها قد سطعت مشرقة في سماء وجهه الوضاء، وداعبت بسكينتها عينيه المستبشرتين، فخفقت هادئة مطمئنة نشيطة في فؤاده النابض بالإيمان...
سأله صاحبه: أتراك كنت تحدثني بالذي ذكرت؟ أم كنت تحدث به نفسك؟ ثم قل لي: عمن كنت تتحدث بتلك الكلمات الجريحة، وبذلك الصوت الشجي؟..
وفيما كانت عيناه مشدودتين إلى حيث بدا ذاك الوجه مطلاً من جوف الجدار القائم أمامه، رد عليه مجيباً: لم أكن أحدث إلا نفسي، وإن كنت تريد معرفة من قصدت في حديثي، فانظر إلى تلك الصورة...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى