زُخْرُف
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
زُخْرُف
زُخْرُف
... ثم جاءوه يدعون محبته، وجميعهم يزعم له خالص النية، وصفاء الطوية، ونقاء السريرة، بل إنهم أقبلوا عليه وهم يشهدون الله تعالى على ما يحفظون له من مقام كريم في أفئدتهم، وعلى ما يكنون له من صادق المودة وصدق الأخوة...
أوجس منهم خيفة، وأحس بزيف ما يطرقون به سمعه، وتنبه إلى أن ما ينتقونه من زخرف كلامهم ويلفظونه لا يتجاوز أذنيه، ولا يجد إلى قلبه سبيلا، فصار يزداد حيطة ويضاعف حذره منهم كلما أوغلوا في مدحه، وتمادوا في الثناء عليه...
مد يده يريد فتح حقيبته، فنزلت عليها أعينهم نزول الطيور الجارحة، وعندما غاصت اليد فيها، تعالت أصواتهم بالدعاء له، وتشابكت مقدمات أدعيتهم مع خواتمها، وتلاحمت استهلالات أشعارهم بقوافيها، فكادت أيديهم أن تمتد مسرعة إلى الحقيبة التي بين يديه، وأوشكت قلوبهم أن تنبعث من صدورهم متهافتة على ما فيها...
استبشروا خيراً بما ستطفو به اليد من غنيمة لهم بعد غوصها، وكان الطمع والنفاق قد عبثا بما تكلفوه من القناعة وتصنعوه من صدق الحديث، إلا أن ما أكرهوا عليه وجوههم من الإصباح والإشراق لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما أظلمت تلك الوجوه وعادت إلى سيرتها الأولى، عندما أخرج صاحب الحقيبة نظارته السوداء ووضعها على عينيه، ثم غادرهم إلى حيث يريد غير معقب...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... ثم جاءوه يدعون محبته، وجميعهم يزعم له خالص النية، وصفاء الطوية، ونقاء السريرة، بل إنهم أقبلوا عليه وهم يشهدون الله تعالى على ما يحفظون له من مقام كريم في أفئدتهم، وعلى ما يكنون له من صادق المودة وصدق الأخوة...
أوجس منهم خيفة، وأحس بزيف ما يطرقون به سمعه، وتنبه إلى أن ما ينتقونه من زخرف كلامهم ويلفظونه لا يتجاوز أذنيه، ولا يجد إلى قلبه سبيلا، فصار يزداد حيطة ويضاعف حذره منهم كلما أوغلوا في مدحه، وتمادوا في الثناء عليه...
مد يده يريد فتح حقيبته، فنزلت عليها أعينهم نزول الطيور الجارحة، وعندما غاصت اليد فيها، تعالت أصواتهم بالدعاء له، وتشابكت مقدمات أدعيتهم مع خواتمها، وتلاحمت استهلالات أشعارهم بقوافيها، فكادت أيديهم أن تمتد مسرعة إلى الحقيبة التي بين يديه، وأوشكت قلوبهم أن تنبعث من صدورهم متهافتة على ما فيها...
استبشروا خيراً بما ستطفو به اليد من غنيمة لهم بعد غوصها، وكان الطمع والنفاق قد عبثا بما تكلفوه من القناعة وتصنعوه من صدق الحديث، إلا أن ما أكرهوا عليه وجوههم من الإصباح والإشراق لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما أظلمت تلك الوجوه وعادت إلى سيرتها الأولى، عندما أخرج صاحب الحقيبة نظارته السوداء ووضعها على عينيه، ثم غادرهم إلى حيث يريد غير معقب...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى