ضَرْبَةُ مُعَلِّمٍ
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
ضَرْبَةُ مُعَلِّمٍ
ضَرْبَةُ مُعَلِّمٍ
... وبعد أن أيقن أنهم قد وثقوا فيه ثقة عمياء، واطمأنوا إليه غاية الاطمئنان، هوى كالسيل الجارف على الأمانة التي استودعوه إياها، ثم بات بين ظهرانيهم ذات يوم ولم يصبح حاضرا بينهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فافتقدوه إذ طرقوا باب بيته ولم يخرج إليهم، والتمسوا له بدل العذر أعذارا كثيرة، وبدل الحجة اصطنعوا له حججاً غزيرة، فدعوا له مخلصين بالحفظ من كل مكروه، وبالسلامة من أي سوء...
مر اليوم الأول والثاني على غيبته، وانقضى الثالث فالرابع ولا شيء عنه يذكر، ثم إن القلق انتابهم في اليوم السابع، وكانوا قد رجحوا من قبل أن يكون الرجل على سفر، فعزموا على كسر باب بيته لينظروا ما الخبر، وما إذا حال بينه وبين الخروج إليهم مانع قطر، ولتطمئن قلوبهم بعض الشيء وأعينهم تقر...
لم يجدوه داخل البيت، فزاد قلقهم حدة بشكهم وتفاقم استعاراً وتأججاً، والتمسوا الأمانة في سائر أركان بيته، المقفر من أي أثاث إلاَّ من حبل قديم مهمل، فلم يعثروا عليها، واهتزت ثقتهم في صاحبهم، ثم إنهم صدموا واضطربوا إذ فوجئوا بما لم يتوقعوه منه، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون أن كان الحرص منكم على مراقبته أجدر بكم، وكان الأولى بكم أخذ الحيطة والحذر، لكن اللوم لم يفدهم في شيء قليل أو كثير، وقد تبين لهم في الأخير ما لم يفطنوا له إلاَّ بعد فوات الأوان...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... وبعد أن أيقن أنهم قد وثقوا فيه ثقة عمياء، واطمأنوا إليه غاية الاطمئنان، هوى كالسيل الجارف على الأمانة التي استودعوه إياها، ثم بات بين ظهرانيهم ذات يوم ولم يصبح حاضرا بينهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فافتقدوه إذ طرقوا باب بيته ولم يخرج إليهم، والتمسوا له بدل العذر أعذارا كثيرة، وبدل الحجة اصطنعوا له حججاً غزيرة، فدعوا له مخلصين بالحفظ من كل مكروه، وبالسلامة من أي سوء...
مر اليوم الأول والثاني على غيبته، وانقضى الثالث فالرابع ولا شيء عنه يذكر، ثم إن القلق انتابهم في اليوم السابع، وكانوا قد رجحوا من قبل أن يكون الرجل على سفر، فعزموا على كسر باب بيته لينظروا ما الخبر، وما إذا حال بينه وبين الخروج إليهم مانع قطر، ولتطمئن قلوبهم بعض الشيء وأعينهم تقر...
لم يجدوه داخل البيت، فزاد قلقهم حدة بشكهم وتفاقم استعاراً وتأججاً، والتمسوا الأمانة في سائر أركان بيته، المقفر من أي أثاث إلاَّ من حبل قديم مهمل، فلم يعثروا عليها، واهتزت ثقتهم في صاحبهم، ثم إنهم صدموا واضطربوا إذ فوجئوا بما لم يتوقعوه منه، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون أن كان الحرص منكم على مراقبته أجدر بكم، وكان الأولى بكم أخذ الحيطة والحذر، لكن اللوم لم يفدهم في شيء قليل أو كثير، وقد تبين لهم في الأخير ما لم يفطنوا له إلاَّ بعد فوات الأوان...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى