ذَاتُ عِوَج
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
ذَاتُ عِوَج
ذَاتُ عِوَج
... فلم يكن لنفسه من أهوائها ونزواتها شبع، وكان يشقى كثيراً بطيشه، وكلما أوغل في إرضاء غيه وفساده، وأغرق في إرواء ضلاله وانحرافه، إلا واشتد به الحنين والظمأ من جديد إلى سوء وقبيح سيرته...
كان أنأى من أن يقصد في مشيه، وأبعد ما يكون من أن يحمل نفسه على صلاحها ونفعها، وغاية ما ظل يحرص عليه هو السعي إلى إلحاق منتهى الأذى بأدنى حركته وسكونه وأقصاهما، والاجتهاد في قلع أوتاد سعادته، وقطع أسباب رشاده وهدايته...
عز على الأبصار أن تأنس منه صنيعاً جميلاً، وشق على الأسماع أن تستقبل منه قولاً كريماً، وكل ما كان يلقاه بها على الدوام لم يعد أن يكون فعلاً منكراً شنيعاً أو لفظاً فاحشاً فظيعاً، إذ كان يبخل على الطفل الصغير مثلما كان يضن على الشيخ الكبير بما فطر عليه من الخير، بقدر ما كان يجود عليهما غاية الجود بما اكتسب من الشر واحتضن من الأذى...
غير بعيد من الحي وجدوه ملقى على ظهره وسط بركة من الوحل، جاحظ العينين، فاغر الفم، أشعث أغبر، لا يملك لنفسه شهيقاً ولا زفيراً، وقد تحلق حوله جمع من العابرين، فاندفع ثلاثة من بين من يعرفونه وحملوه بينهم إلى داره...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... فلم يكن لنفسه من أهوائها ونزواتها شبع، وكان يشقى كثيراً بطيشه، وكلما أوغل في إرضاء غيه وفساده، وأغرق في إرواء ضلاله وانحرافه، إلا واشتد به الحنين والظمأ من جديد إلى سوء وقبيح سيرته...
كان أنأى من أن يقصد في مشيه، وأبعد ما يكون من أن يحمل نفسه على صلاحها ونفعها، وغاية ما ظل يحرص عليه هو السعي إلى إلحاق منتهى الأذى بأدنى حركته وسكونه وأقصاهما، والاجتهاد في قلع أوتاد سعادته، وقطع أسباب رشاده وهدايته...
عز على الأبصار أن تأنس منه صنيعاً جميلاً، وشق على الأسماع أن تستقبل منه قولاً كريماً، وكل ما كان يلقاه بها على الدوام لم يعد أن يكون فعلاً منكراً شنيعاً أو لفظاً فاحشاً فظيعاً، إذ كان يبخل على الطفل الصغير مثلما كان يضن على الشيخ الكبير بما فطر عليه من الخير، بقدر ما كان يجود عليهما غاية الجود بما اكتسب من الشر واحتضن من الأذى...
غير بعيد من الحي وجدوه ملقى على ظهره وسط بركة من الوحل، جاحظ العينين، فاغر الفم، أشعث أغبر، لا يملك لنفسه شهيقاً ولا زفيراً، وقد تحلق حوله جمع من العابرين، فاندفع ثلاثة من بين من يعرفونه وحملوه بينهم إلى داره...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى