أُمْنِيَّةٌ
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
أُمْنِيَّةٌ
أُمْنِيَّةٌ
... فيا ليتني كنت مكانه في ذلك المنصب، وكان لديَّ من السلطة الواسعة ما لديه، لأنجزت الكثير في زمن قصير، ولحققت وحدي ما قد يعجز عن تحقيقه أناس كثر، ولبادرت دون تأخير أو إبطاءٍ إلى تغيير العديد من الأمور، ولعمدت مسرعاً إلى هدم غير قليل من المظاهر الزائفة والظواهر الفاسدة، ولشمرت عن ساعد الجد فبنيت ما لا يعد على رؤوس الأصابع من المشاريع النافعة والمنجزات المفيدة، وحتما كنت سأحيي وأسن سننا حسنة، وسأميت أخرى سيئة في مهدها وحتى التي شبت عن المهد...
نظر إلى وجهه في المرآة، وكأنه يبحث عمن سيشاطره الرأي في ما تمناه وفي ما يعتزم القيام به من إصلاح وتسديد وتقويم، ثم أدار الكلام في نفسه متسائلاً أن يا ترى ما الذي كان سيحدث لو كنت مكان ذلك الشخص المسئول، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وآخذ للضعيف المظلوم حقه من القوي الظالم، فأسوي بالعدل ما بين الفقير والغني، ولا أخاف في الله لومة لائم؟ أتراني سأكون جديرا بتحمل تلك المهام الجسام وأهلاً لها؟ أم أني سأفشل في القيام بها على الوجه المطلوب؟...
أغمض عينيه بعض الوقت مفكراً في ما أطمع النفس فيه، ثم عاد لينظر إلى وجهه ثانية في المرآة، وقد أخذ جبينه يتصبب عرقاً، واحمرت عيناه مما انتابه من غضب قديم يعاوده بين الحين والحين، ولفحه من لهب الأسَى، الذي نادراً ما يفارقه...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... فيا ليتني كنت مكانه في ذلك المنصب، وكان لديَّ من السلطة الواسعة ما لديه، لأنجزت الكثير في زمن قصير، ولحققت وحدي ما قد يعجز عن تحقيقه أناس كثر، ولبادرت دون تأخير أو إبطاءٍ إلى تغيير العديد من الأمور، ولعمدت مسرعاً إلى هدم غير قليل من المظاهر الزائفة والظواهر الفاسدة، ولشمرت عن ساعد الجد فبنيت ما لا يعد على رؤوس الأصابع من المشاريع النافعة والمنجزات المفيدة، وحتما كنت سأحيي وأسن سننا حسنة، وسأميت أخرى سيئة في مهدها وحتى التي شبت عن المهد...
نظر إلى وجهه في المرآة، وكأنه يبحث عمن سيشاطره الرأي في ما تمناه وفي ما يعتزم القيام به من إصلاح وتسديد وتقويم، ثم أدار الكلام في نفسه متسائلاً أن يا ترى ما الذي كان سيحدث لو كنت مكان ذلك الشخص المسئول، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وآخذ للضعيف المظلوم حقه من القوي الظالم، فأسوي بالعدل ما بين الفقير والغني، ولا أخاف في الله لومة لائم؟ أتراني سأكون جديرا بتحمل تلك المهام الجسام وأهلاً لها؟ أم أني سأفشل في القيام بها على الوجه المطلوب؟...
أغمض عينيه بعض الوقت مفكراً في ما أطمع النفس فيه، ثم عاد لينظر إلى وجهه ثانية في المرآة، وقد أخذ جبينه يتصبب عرقاً، واحمرت عيناه مما انتابه من غضب قديم يعاوده بين الحين والحين، ولفحه من لهب الأسَى، الذي نادراً ما يفارقه...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى