صنوبرةٌ هوّت
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: عبَرَ مِن هُنا / دانية بقسماطي
صفحة 1 من اصل 1
18102008
صنوبرةٌ هوّت
صنوبرةٌ هوّت
شاعر ما ينحت قصيدة نثرية
على جذع صنوبرة بهجة نائية
فكيف لا يحملنا ايقاع القوافي
على إمتطاء أضواء طفولتنا
نرتل أناشيد مجدٍ
لقامات أشجارٍ عالية ؟
كيف لا يُغافل الوقت وقتنا
و قد أدرك إمعان الغبطة في أرواحنا
و يُقصينا عن إنتقاء مفردات لائقة
بحضرةِ صنوبرٍ إستضافنا
و كيف لتنهيدة هواء
لمحتنا نمضي حُفاة
أن لا ترُفّ أوراقها علينا
وريقات رشّحها الندى
كي نعبثُ , نلهو ، نترنّم
عن بعد
بالبيت الأخير من الاُهزوجة
قبل أن يركلنا
الوقت
إلى ما بعد الهاوية ؟
فرسٌ ما ترتعُ في السَهلِ
بأنامل الشمس
تُسّرح ضفائرها القمحية
كيف لا ننهض على وقع حوافرها
و طنين برق يتناثر في دمِنا
كيف لا نستتبع ايقاع خطوِها
لتعانق آثار خطانا النابضة
في شرايين العشب و عروق السنابل ؟
غريبٌ ما يدنو إلى شجرة عنب
دالية تفرش أكُفها فوق قامته
بأذرع حانية
كيف لا يستميلُهُ عنقودٌ يثرى
بثمار عابقة
كيف لا نٌرجىء للموسم المقبل كأساً
فيقطر الجسد الثمارا
و تتعتق روح الدنان
فيقطر النبيذ أنوارا ؟
طفلةٌ ما تتسلق سياج الحقل
تقطف حباتِ توتٍ ,
على ثوبها العالق شوكةٌ
من أعواد عوسجٍ
تخدش ساقها المشدودة كالوتر
جرح طفيف ,
لم يعجزها عن كسر غصنها المثمر
كيف للحارس الرابض خلف السور
أن لا يحجب النظر
عن طفلة مٌتلبسة بسرقة
و كيف للغُصن ألاّ ينحني
ليُخفي شقاوة الواقعة ؟
صندوقٌ ما ينصب كميناً لمدينة عتيقة
على بواباتها أقفال
يُزعم أنها تحرس التاريخ
فكيف لا تتطاير الأطيافُ من فم اللهب
أشلاء حدائق ,
أساطير , حكايا و معاجم
تتأوه , تصرخ , تستغيثُ
تنزف عرقا و حرائق
و كيف لا يخرج نيرون إلينا , مُقهقهاً منتشياً :
كيف لمدينة أن تُرمّد تاريخها
لو لم تكن بذاكرةٍ مُصدعّة ؟
رسامٌ ما يدق بريشته باب السحاب
بشغف مُبهم ,
يرسم فوق جدار الغيم صهيلا
يلون غيمة تنزع حذاءها
لتهبط حافية
تنتعل شهوتها
كيف لا تتبسّم ظلالنا الساخرة
لقرميد إحمرّت وجنتاه
على مرأى أقدامها العارية
و كيف لا ينهال المطر علينا
من ثقوب معطف , و أطراف مظلة ؟
حلمٌ ما يخترق جنود الزمن
في زرقة الفجر أسرج حصانه
إمتطى الأيام
مُتسلقاً أعمدة المدى
ليقطُن حلمه
كيف يتجاهل نومنا بريق أحلامنا
كيف ننام و لا نُوقظ سُبات مناماتنا
كي نلون بالزمرد قطن وساداتنا
يحبو الطفل الساكن فينا
ليلهو في باحات حدائق صيفية ؟
صنوبرةٌ برية تُطيل السهر على قمة التل
بدلاً منا ,
الأكواز قوارير عطر
تسكب الطيب , البخور و العبق
الفضاء ينتعش سحراً
يتوقد لذةً
يزهو إحتفاءً
كأنه إرتشف رحيقاً
لا يعرف مذاقه
إلاّ حنجرته ، التي أطلقت شهقة مدويّة ؟
صنوبرةٌ
تقرأ , تشرد ، تكتب
تختزنُ المِداد في ثدييها
عيناها ساهرتان
على غابة تسكن خلاياها
فكيف لطائر الحذر المتوتر
أن لا يفُرّ من وكره مذعوراً
خادشاً عنقها
و حفاّر تنشق ما تقطّر من ظلها
فإلتقط فأسه
كي يغتال براعم البهجة , مُصوباً الهدف صاعقة ؟
نراها ,
مُسجاة على ظلها , تتهجى عطور جراحها :
كيف سهوتُ عن تعاليم الدوري
في مراقبة الغابة المطلة على مصرعي
و أعجبُ ,
كيف لم أقرأ كتاب الغبطة بعين واحدة ؟؟؟
صنوبرةُ هوّت من شرود
الهواء يُمشّط خطاطات أوراقها
التراب يُلامس بمناديل أهدابه وجهها
الليل يُسرج قناديله
يُعد التمائم
ينثر البخور
يُصلي لجلالها
و الأرض تتحضّر
كي تُلقي على إبنتها أبهى قفاطينها
أما القلب
فرأيناه يتقافز ككوز صنوبر
من سفح التل
إلى القمة في الأعالي
ليدنو
مما تبقى من صنوبريات
1-7-2008
تمّ نشرها في صحيفة التمدن الطرابلسية
دانيه
عدل سابقا من قبل دانيه بقسماطي في 26/2/2009, 5:23 pm عدل 2 مرات
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
صنوبرةٌ هوّت :: تعاليق
رائع .. بحق ..
من جميل ما قرأت هذا المساء ..
"صنوبرةٌ هوّت"..
جعلتني اتوه و أنا أقرأ ..
فأجدني أحيانا هنا.. وأحياناً هناك..
و قد لا أجدني..
لكِ التحية التي تليق
محبتي والسلام
سلمى
من جميل ما قرأت هذا المساء ..
"صنوبرةٌ هوّت"..
جعلتني اتوه و أنا أقرأ ..
فأجدني أحيانا هنا.. وأحياناً هناك..
و قد لا أجدني..
لكِ التحية التي تليق
محبتي والسلام
سلمى
أنشودة مجد
عاليا عالياً ... كأشجار الصنوبر على الجبال
أرى روحي تتأرجح بين الأغصان
و تستحم بشلال من نور
أما قلبي ... أسمعه يصطخبُ برنين الشمس في الأكواز
شكرا ... لمروركم الأنيق على صنوبرتي
بوركت وليم , بوركت جو , بوركتِ سلمى
بوركتم ... أعزائي
دانية
صنوبرةٌ هوّت
كيف لا يستميلُهُ عنقودٌ يثرى
بثمار عابقة
كيف لا نٌرجىء للموسم المقبل كأساً
فيقطر الجسد الثمارا
و تتعتق روح الدنان
فيقطر النبيذ أنوارا ؟
طفلةٌ ما تتسلق سياج الحقل
تقطف حباتِ توتٍ ,
على ثوبها العالق شوكةٌ
من أعواد عوسجٍ
تخدش ساقها المشدودة كالوتر
جرح طفيف ,
أيتها العزيزة دانية
ما بكي شامخة كشموخ السرو والصنوبر أراكي
متعلقة بها ومتعمشقة بغصن يتلوَّى ولا ينكسر
يروح جيئة وذهاباولا يتأثر بالطبيعة التي تحيط به
بل يبقى متماسكاً مع الجذع الأقوى والجذور الأشد
قوة وكذا الخمر المعتق بالدنان وذاك اللون اللا
يوصف وأيضاً تلك الساق المشدودة كالوتر يا لها
من صورة تعبيرية هذي الأخيرة ~ لم يسبقكي لها
فنان لرسم هذه اللوحة الفاتنة بالجمال والقوة ~
كل هذه من صنوبرة هوت وتركت صديقاتها في
الأعلى ينتظرن الهوى ليهوين للأرض ، صورة
رائعة رسمتها يا دانية وأتممتها بشجرة الدالية التي
تُعَمِّر طويلا وتعطي كثيرا .
تمنياتنا لكي بالسعادة مع كل الحب والمحبة
[center]
سلام عليك ... ميشيل
نبتة العشَقة ... نبتةٌ تنمو لتداخل أغصانها طوعاً بعضاً ببعض مُتشابك . و إبان نموها تقسو الأغصان و تتخشب مع كل ما تحمله من رقة
فإذا حاولنا فك ترابط أغصانها و فك تشابكها , تقطعت أغصانها و تفتت و أصبحت إرباً و ماتت العَشَقة .
ربما , لستُ سوى زهرة أو نبتة بريّة ... دنت من تلك الشجرة , شجرة اللبلاب النبيلة و الجليلة التي تمتّد لِتغمر كل من يقربها
نرنو إليها ... لتغمرنا
لِنتغلغل بين أغصانها و نُعرّش في سُمو .
دانية
دريد يازجي كتب:
أجنحة الكلمات ترفرف فوق السطور
لتوقد شموع الحروف بألوان الشموع
و لترسم السطور الرائعة بأنامل وردية
كمن ينقش على الصخر حروفاً بقلم من ذهب
أستاذة دانيه
حملت لنا بوحاً صادقاً ينقل من المعاني أروعها ...
تقبلي وديّ و جل تقديري و خالص تحياتي
***
دريد يازجي
" الأستاذ دريد يازجي "
نقلا عن موقع جماليا
نقلا عن موقع جماليا
أنشودة مجد
المجد لِمن يملكون وقتاً كي يقرؤا
المجد لمن يجدون وقتاً كي يكتبوا
و كُلُّ المجد
لمن وهبه الخالق قلماً مبدعاً
و محبرة طافحة بلآلىء التور
يُطوق التعب
بقلادة مُعتقّة بفيض الذهب
أستاذ دريد يازجي
لكَ كلُّ المجد
دانية
عدل سابقا من قبل دانيه بقسماطي في 24/1/2009, 4:15 am عدل 1 مرات
شوقي مسلماني كتب:
قصيدة تشي بالكثير
دانيه شاعرة دانيه الشعر
شوقي مسلماني
" الأستاذ شوقي مسلماني "
أنت الشاعر
بل أنت الشاعر
أستاذ شوقي
في أحاسيسك التي إلتقطت بعضاً من مشاعري
شكراً للقراءة العميقة
دانية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى