أهْلُ الدَّار
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
أهْلُ الدَّار
أهْلُ الدَّار
... ولم يتبادر إلى أذهانهم يوماً هذا النأي الذي أكرهوا عليه غصباً، وقد عهدوا أنفسهم منذ عقلوها معززين مكرمين، في أرض غالية عليهم، توارثوها أباً عن جد، ولم تحدثهم أنفسهم يوماً ولا حدثوها بالهجرة قسراً بعيداً عمن ألفوهم واستأنسوا بهم، من الصِّغار والكبار والأقران، وقد أمضوا بينهم أعوام الصِّبا والشبَاب...
جميعهم يذكرون جيداً تلك الوجوه الحاقدة، ولن ينسوا ما جرت الدمَاء في عروقهم سوء العذاب الذي أذابهم وشابت من آثاره رءوسُهم، وسيحكون لمن سيشبون بينهم كل صغيرة وكبيرة تجرعوها من الذل والهَوان، وفي ذاكراتهم سينحتون عميقاً وشمَ ما صنعت بهم وبأرضهم تلك الأيادي الأثيمة اللئيمَة، وستخفق قلوبهم على الدوام بيوم العودة المنشود، آمنين مطمئنين، إلى حيث رسا أصلهم العريق واستقرت جذورهم الثابتة...
سوى الأعداء منازلهم بالأرض ودكوها، إمعاناً في الظلم وحرصاً على الشماتة بهم، وعمدوا إلى كل أخضر فاقتلعوه، وفي كل يابس أشعلوا النار فأحرقوه، ثم ساقوهم ليلاً مقيدين بالأصفاد سوق الأغنام، بل أدهى وأمر، فأدموا بسياطهم العفنة وعصيهم النثنة الأجساد الطاهرة، وآذوا ببذيء ألسنتهم الأنفس الزكية الراضية، وداسوا بأقدامهم القذرة رءوس الأطفال والشيوخ والنسَاء...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
... ولم يتبادر إلى أذهانهم يوماً هذا النأي الذي أكرهوا عليه غصباً، وقد عهدوا أنفسهم منذ عقلوها معززين مكرمين، في أرض غالية عليهم، توارثوها أباً عن جد، ولم تحدثهم أنفسهم يوماً ولا حدثوها بالهجرة قسراً بعيداً عمن ألفوهم واستأنسوا بهم، من الصِّغار والكبار والأقران، وقد أمضوا بينهم أعوام الصِّبا والشبَاب...
جميعهم يذكرون جيداً تلك الوجوه الحاقدة، ولن ينسوا ما جرت الدمَاء في عروقهم سوء العذاب الذي أذابهم وشابت من آثاره رءوسُهم، وسيحكون لمن سيشبون بينهم كل صغيرة وكبيرة تجرعوها من الذل والهَوان، وفي ذاكراتهم سينحتون عميقاً وشمَ ما صنعت بهم وبأرضهم تلك الأيادي الأثيمة اللئيمَة، وستخفق قلوبهم على الدوام بيوم العودة المنشود، آمنين مطمئنين، إلى حيث رسا أصلهم العريق واستقرت جذورهم الثابتة...
سوى الأعداء منازلهم بالأرض ودكوها، إمعاناً في الظلم وحرصاً على الشماتة بهم، وعمدوا إلى كل أخضر فاقتلعوه، وفي كل يابس أشعلوا النار فأحرقوه، ثم ساقوهم ليلاً مقيدين بالأصفاد سوق الأغنام، بل أدهى وأمر، فأدموا بسياطهم العفنة وعصيهم النثنة الأجساد الطاهرة، وآذوا ببذيء ألسنتهم الأنفس الزكية الراضية، وداسوا بأقدامهم القذرة رءوس الأطفال والشيوخ والنسَاء...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد
aghanime@hotmail.com
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: زاوية الدكتور عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي (السندباد)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى