حواسي الخمس

حسناء العمري كتب:

هناك...
قرب النافذة
أنظر من وراء الزجاج الى السماء الزرقاء المتلألأة بالنجوم
فأغرق في ذكرياتي وأسرح..

لا جديد...
إنه الألم نفسه ، والجرح نفسه ، والدمع نفسه ...

نطق القمر في حيرة وسألني :
مالي لا أرى النوم زائراً لهذه الجفون...؟
لماذا هذه الروح لا تلقى السكون...؟
لماذا أرى الحزن واليأس قاطناً في هذه العيون...؟
لماذا أسمع القلب يصيح خفاقا تحيط به الشجون...؟
وكانني ألمح في الخاطر كل الكآبة والظنون...؟

فبكتْ العيون وكشف الفؤاد عن جراح نائمة
انزويتُ في مكاني لم أستطع أن أفارقه والنفس هائمة

فمضيتُ أحكي قصتي..
أصابتني في أزقة الحب سهام قاتلة
أغرمت به عشقته أحببته حتى الجنون, حبي له فاق الخيال
لكنه مع الأسف حب بلا أمل ولقائنا هو من المحال
ضاق الخافق من عدم الوصل وهاجت النفس بالدمع سنين طوال
طريقي طويلة محفوفة بالهموم, وعرة يغطيها الغمام

تتوالى على خيالي صور طيفه, والقلب يشغله الغرام
أنهض من نومي مفزوعة أبصر طيفه في المنام
لكنه سرعان ما يضيع مني ويختفي في الظلام

يخيل لي أنني أسمع وقع أقدامه قريبة مني
أراه بالقرب من فراشي و أشم عطره ويعانق ظلي
يخيل لي, أم هذا بعض من هذياني وشدة يأسي

أنثر الدموع باكية وأتمنى لو يعود الأمس
هذا الشوق قتلني وفقدت حواسي الخمس
بت عاجزة عن التأمل وحتى عن اللمس
لا أحرك ساكنا وقد ولى زمن الهمس