اعتذار للسيدة فيروز

أهدي كلماتي الى كل المحطات العربيات الهابطات
وإلى كل من لم يتمسك بتراثه

اعتذار لسيدتنا فيروز

عفوا فيروز ومعذرة
زمنك ولًى ولن يرجع
لا عاد غناؤك يطربنا
وبأرباب الغناء لم نعد نسمع
سيدتي نحن جيل ثاني
غير جيلك
لانستمع إليك
ولا إلى ترتيلك
يا من طربت آباؤنا وآمهاتنا
ويا من كنت تشدي لنا
كم كنا نغنيلك
يا تاريخ بلادنا
ويا كتب الأغاني
حاشاك من العيب
العيب في أهل الزمان

يا معجزة القرن العشرين
يا أسطورة لن تتكرر
لم تعد الأساطير
عندنا تسمع

يا فيروزة ليس لها مثيل
أغانيك يلزمها وقت طويل
وقلب دافي وفكر صافي
كهمس ملائكة يأتينا
وبالملائكة نحن لا نقنع

أيتها الأسطورة
اليوم لانفرق بين شدو الحمام
والصهيل
ولا تهمنا الموسيقى
ولا الكلمات
ولا الذوق الجميل
نحب اليوم العاريات
تغني لنا بأجسادهن الفاتنات
تكشف لنا عن مفاتنها المغريات
وتثير لدينا كل الشهوات
أما مطربينا
فلكي نستمع إليهم
فهم يستعينوا بالعاهرات
يرقصن كما ترفس البقرات
ويلوحن بشعورهن
بخصورهن وآلياتهن
ونستمتع نحن بآلياتهن
وونستمتع بعري اجسادهن
فكيف تريدين
الى أغانيك نسمع
لن نسمع

فأنت على المسرح أميرة
تغطي جسدك ولاترقصي
ترتلي ألحان سماوية
وملائكية
أشجى من الطيور
ونحن لم يعد يغرينا
صوت الطيور
بل يغرينا
صوت الطبول
والرق والزمور
وشعبان ورجب
ومن تغسل وثوبها فوق الركب
أوعلى آلة رياضية
تركب
وعلى المسرح
تتلوى لأغوائنا
والصوت غير مهم
واللحن غير مهم
ولا الكلمات تنفهم
وتفعل أي شيئ لإرضائنا
فماذا ترين أن نصنع

صحيح هي لا تملك صوت مخملي
وتغني على عجل
واغنيتها طرب مبتذل
والحانها كحب الخردل
ولكنها تملك عيون صناعية
ورموش صناعية
ونهود صناعية
وأرداف وأكتاف
ولباس شفاف شفاف
أو ليس هذا من صوتك أنجع

فعفوا سيدتي ومعذرة
زمانك ولًى ولن يرجع
والعيب فينا سيدتي
أو نحن العيب والأبشع

نعم استاذنا

اكتب من حرقتي إلى ما آلت
إليه الأغنية أو أكثر أغنياتنا
وأنا المتابع لها بحكم عملي

شكرا لمرورك استاذنا
وضوع حرفك
وتقبل مني فائق التقدير

دمت بكل خير