كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الشهداء
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: المملكــة الشبـابيـــة :: الأفراح والتهاني والأخبار السارة
صفحة 1 من اصل 1
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الشهداء
يــوم الشــهيد تحيــة وســلام...... بك والنضال تؤرخ الأعلام
بك والضحايا العز يزهو شامخاً.. علم الحساب وتفخر الأرقام
بك والذي ضم الِثرى من طيبهم ... تتعطر الأرضون والأيام
بك يبعث الجيل المحتم بعثـــه...... وبك القيامـة للطغاة تقـــام
وبك الغزاة سيحشرون وجوههم... سود وحشو أنوفهم إرغام
السادس من أيار عيد الشهداء ذكرى أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية
يوافق هذا اليوم 23 نيسان شرقي
إذ يتزامن هذا اليوم مع عيد الشهيد مار جرجس (سان جورج)
عيد الشهداء: مناسبة وطنية يحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سوريا ولبنان.
وسبب اختيار التاريخ هي أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين
في كل من بيروت ودمشق في 6 أيار 1916.
فبعد اتهامهم بالخيانة والاتصال بجهات أجنبية والعمل على فصل البلاد العربية عن الدولة العثمانية،
أصدر جمال باشا السفاح أحكام الإعدام على 11 وطنياً أعدموا في بيروت في 21 آب 1915،
ثم نفذت أحكام مماثلة بدفعة أخرى من الوطنيين في 6 أيار 1916،
حيث أعدم 14 في ساحة البرج في بيروت و7 في ساحة المرجة بدمشق،
وهي تدعى منذ ذلك الحين بساحة الشهداء.
أما شهداء دمشق فهم:
عبد الحميد الزهراوي، شفيق المؤيد، عبد الوهاب الإنكليزي،
رشدي الشمعة، رفيق سلوم، عمر الجزائري، وشكري العسلي.
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
ما هي قصة هذا اليوم المجيد ?
1- السادس من أيار عيد الشهداء:
تحتفل الجمهورية العربية السورية في كل عام في السادس من أيار بعيد الشهداء وأعتبر هذا اليوم أحد الأعياد القومية في القطر العربي السوري توضع فيه أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء التي ترصع كل مدينة وقرية وتقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ويعلو صوت المآذن مدوياً (الله أكبر) .
وتقرع النواقيس في جميع الكنائس وتطلق المدافع قنابلها تحية لأرواح الشهداء الأبرار وتعزف الموسيقا لحن الشهيد ويقاوم احتفال مهيب في مقبرة الشهداء يحضره رئيس الجمهورية -القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وكل قادة الأسلحة البرية والبحرية والجوية فما هي قصة هذا اليوم المجيد..?
2- الاحتلال التركي للوطن العربي وعهد الإرهاب في بلاد الشام:
دام الاحتلال التركي للوطن العربي أربعة قرون أي أربعمائة عام وشهدت السنوات الأخيرة لهذا الاحتلال عهداً من الظلم والإرهاب قل نظيره وتزامن مع بدء الحرب العالمية الأولى ودخول تركيا طرفاً فيها إلى جانب دول المحور (ألمانيا -ايطاليا ) وقد بدء الظلم والإرهاب بشكل كبير في عهد السلطان عبد الحميد ثم ازداد بشكل يفوق الوصف مع استلام الاتحاديين الحكم (جمعية الاتحاد والترقي ) وهي جمعية تركية تتبع المبادىء العلمانية وانحيازها الماسوني والصهيوني شديد الوضوح .
وفي 23كانون الثاني 1913 تألفت وزارة اتحادية برئاسة محمود شوكت باشا ضمت عدداً من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي المتطرفين من أمثال أنور وطلعت وجمال وعهد إلى ثلاثة من اليهود بمقاعد وزارية بينما أبعد عنها العنصر العربي وقد سعت الوزارة إلى تطبيق برامج التتريك مع تغطية ذلك بالضرب على وتر الرابطة الإسلامية وأشاعت جواً من الإرهاب والظلم والتعسف بشكل لا يطاق وانتشرت الأوبئة والمجاعة والفقر الشديد انتشاراً واسعاً وطبقت الأحكام العرفية وصادرت الدولة الحبوب والمنتوجات الزراعية والاقتصادية وسيق كل القادرين على حمل السلاح إلى مختلف جبهات القتال باسم الجهاد المقدس .
3- اليقظة القومية العربية وظهور الحركات الاصلاحية :
إزاء هذا الظلم والإرهاب وحملة التتريك انتشرت الجمعيات العربية السرية لمناوئة الاحتلال ومقاومة الظلم مثل ( جمعية العربية الفتاة) و(جمعية العهد) و ( الجمعية القحطانية) وأكثر هذه الجمعيات في مدن دمشق وبيروت والعراق وهناك بعض الجمعيات خارج الوطن العربي مثل (رابطة الوطن العربي في باريس ) كما انتشرت الخلايا السرية الثورية بين ضباط الجيش الذين هم من أصل عربي وهذه الجمعيات جميعها تبشر بالحرية والعدالة والمساواة وتؤكد أن الأمة العربية تنفرد عن غيرها بتاريخها وحضارتها ومركزها وأنه لا فرق بين العربي المسلم والعربي المسيحي وأن الدين لله والوطن للجميع وأن روح الوطنية هي التي تميز العربي عن غيره عن بقية قوميات الدولة ومن هذه القوميات العنصر التركي وقد ساهم المفكرون العرب والأدباد والشعراء بإذكاء اليقظة العربية فكانت مقالات عبد الرحمن الكواكبي قلم من نار وثورة على الاستعمار والتي طبعت في مابعد في كتاب (أم القرى) و(طبائع الاستبداد ) وكذلك مقالات الشيخ محمد عبده وأذكى الشعراء روح الحماسة العربية في اجتماعات الجمعيات العربية ومثالاً علي ذلك قصيدة الشاعر إبراهيم اليازجي والتي مطلعها :
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب.
فقد طمى السيل حتى غاصت الركب
4- ظهور الحركة القومية العربية على المسرح الدولي وانعقاد مؤتمر باريس الدولي من 17-23 حزيران 1913:
عقد هذا المؤتمر في باريس نظراً للأحكام العرفية وساهمت فيّ أكثر الجمعيات السرية العاملة في دمشق وبيروت والآستانة وباريس وبلاد المهجر الأميركي وكان المؤتمر برئاسة الشيخ عبد الحميد الزهراوي وكان هدفه التأكيد بأن هناك أمة عربية تتميز عن
- الشعوب الأخرى المتعايشة في ظل الراية العثمانية والخلافة الإسلامية
وكان من أهم مقررات المؤتمر ما يلي :
1- وجوب تنفيذ الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية بسرعة
2- تطبيق الإدارة المركزية في الولايات العربية
3- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في مجلس المبعوثان العثماني ومجالس الولايات العربية .
4- إقامة الخدمة العسكرية في الولايات العربية إلا في ظروف استثنائية
5- تعيين الشريف الحسين ابن علي أميراً لمكة والتحضير للثورة العربية الكبرى :
كان الشريف الحسين ابن علي قد استنكر المظالم ولم يطق السكوت على الظلم والابتزاز التي ناءت تحت وطأتها كواهل الناس لذلك فقد صدر الأمر بنفيه من الحجاز إلى استنبول وكان عند نفيه في الأربعين من عمره وبقي منفياً وتحت الإقامة االجبررية لمدة ستة عشر عاماً وكان رجلاً محترماً ينتمي إلى السلالة النبوية المحمدية وشديد التدين والتقوى وحسن السيرة والأخلاق ورعاً - مستقيماً - رزيناً - قوي الشخصية - شديد الغيرة على العروبة والدين وكان معه في المنفى أولاده الثلاثة وقد أعاده السلطان عبد الحميد شريفاً لمكة وبعد استلام الاتحاديين الحكم بدأت الحرب غير المعلنة بينه وبينهم فقد تركت سنوات النفي الطويلة وما رافقها من رقابة شديدة وضغط شديد مرارة أليمة في نفسه إزا ءالأتراك وعدم الثقة فيهم لما يكنه الأتراك من حقد على العرب ونتيجة لتتابع الحوادث فقد قرر الشريف حسين الثورة على الأتراك على أن يتم ذلك بالتنسيق مع الأحرار في بلاد الشام والعراق وبمساعدة الحلفاء أعداء تركيا لتزويد الثوار بالسلاح وقام بالاتصال بالحلفاء عن طريق السير مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر والسودان كما أرسل ابنه فيصل إلى الشام والعراق للاتصال بالزعماء الوطنيين وكبار الضباط العرب في الجيش التركي من أجل التنسيق للقيام بالثورة وبالفعل اجتمع فيصل بزعماء الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد واتفق على إعلان الثورة على أن يعترف الحلفاء بعد الحرب باستقلال البلاد العربية في دولة واحدة مستقلة يكون الشريف حسين ملكاً عليها وعاد فيصل وأطلع أبيه على الغليان الشعبي في سورية وقوة الحركة القومية ودقة تنظيمها وأدرك الشريف أن قيام في الحجاز والشام بأن واحداً يزيد في قوتها وفرص نجاحها مما يسهل نجاح الثورة .
6- تعيين جمال باشا قائداً للجيش الرابع في بلاد الشام ومحاولة عبور قناة السويس واحتلال مصر :
عين أحمد جمال باشا ( 1873 - 1922 ) قائداً للجيش الرابع في سورية عام 1915 وفرض سلطانه على بلاد الشام وأصبح الحاكم المطلق فيها وهو من زعماء جمعية الإتحاد والترقي وقاتل البلغار في مقدونيا واشترك في الانقلاب على السلطان عبد الحميد وقتل رئيس الوزراء مع أنور وطلعت وشغل منصب وزير الأشغال العامة 1913 ثم قائداً للبحرية العثمانية عام 1914 وحين عين في منصبه الجديد في بلاد الشام اتبع في بادئ الأمر سياسة المداورة ومحاولة كسب العرب في صف تركيا محاولاً الاستفادة منهم في الحرب الدائرة وجهز الجيش الرابع بمعدات اعتبرها كافية لعبور قناة السويس واحتلال مصر وفي ليل 2 شباط 1915 بدء هجومه على مصر مخترقاً صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات فكانت القوات التركية تصل إلى القناة منهوكة القوى - جائعة - عطشى لتحصدها البوارج البريطانية الموجودة في القناة أو القوات البريطانية التي تتحصن على الضفة الغربية للقناة بمدافعها ورشاشاتها ومع أن بعض السرايا القليلة استطاعت اجتياز القناة إلا أن الهجوم فشل فشلاً ذريعاً ولم ينج من الجنود إلا القليل من الموت الزؤام ليروي لزملائه وقادته ما رأته عيناه من مجزرة رهيبة وفشل ذريع ...
7- فشل الحملة على مصر بقيادة جمال باشا وبدء سياسة البطش والإرهاب :
حين أخفقت الحملة على مصر وكان سبب إخفاقها الرئيسي سوء تقدير جمال باشا للموقف العسكري وسوء إدارته للمعركة عاد جمال باشا من جبهة سيناء وهو يشعر بالمذلة والانكسار والمهانة وأصبح عصبياً حاد المزاج كما هي عادة القادة العسكريين حين يصابون بالهزيمة وبخيبة الأمل المريرة وتوالت التقارير التي تنبئه بالخلايا الثورية العربية المدنية والعسكرية فولدت في نفسه دواعي الاهتمام والرغبة الكبيرة في الانتقام فبدأ باستبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت وقد بدأ بإعدام وشنق رجل يدعى يوسف الحايك في 22/3/1915 وفي 21 آب 1915 قام باعدام 11 من المناضلين من مختلف البلاد السورية ( من دمشق وبعلبك وبيروت وحماة وجنين ) وكان أحدهم وهو الشهيد محمد المحمصاني أحد مؤسسي الجمعية العربية الفتاة وخريج كلية الحقوق في باريس استشهد تحت التعذيب الوحشي دون أن ينطق بحرف واحد عن الجمعية التي ينتمي إليها .
8 - السادس من أيار - تنفيذ أحكام الإعدام بالزعماء الوطنيين الأحرار :
هكذا بدء جمال باشا بسياسة البطش والإرهاب التي استفحل شرها إلى درجة مذهلة حيث لقب بالسفاح لما سفك من دماء ثم ألقى القبض على طائفة أخرى من الزعماء العرب أكثر عدد من سابقتها وبينهم أشهر الرجال وأوسعهم نفوذاً في بلاد الشام واحالهم الى المحكمة في عاليه بلبنان بعد ان لاقوا من اساءة وتعذيب وتنكيل وأديرت المحكمة بقسوة شديدة متعمدة وتدخل الشريف حسين ابن علي فأرسل البرقيات إلى جمال باشا وإلى السلطان وإلى الصدر الأعظم ولكن دون جدوى وقال في أحد برقياته مهدداً ( بأن الدماء سوف تستثير الدماء ) وتدخل الأميرفيصل ابن الحسين وقابل جمال باشا ثلاث مرات محاولاً إنقاذ الزعماء لكن جمال السفاح قرر المضي في مخططه الإجرامي حتى النهاية وكان أول الضحايا جوزيف هاني حيث شنق في 5 نيسان 1916 وأصدر أحكام الإعدام بعد شهر واحد بتهمة الخيانة العظمى بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين شنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة الحرية ببيروت وكان بينهم :
- الشيخ عبد الحميد الزهراوي ( من حمص ) وهو رئيس المؤتمر العربي في باريس وعضو مجلس الأعيان .
- ثلاثة مبعوثين من ممثلي دمشق هم : شفيق المؤيد العظم وشكري العسلي ورشدي الشمعة .
- سليم الجزائري وهو ضابط عربي قدير وشجاع في الجيش التركي .
- سيف الدين الخطيب ( من حيفا ) وكان قاضياً كبيراً
- الأمير عارف الشهابي من ( حاصبيا ) وكان محامياً لامعاً شاباً
أحمد طبارة من بيروت ) وكان صاحباً جريدة وأحد المندوبين في المؤتمر العربي
- علي عمر النشاشيبي ( من القدس ) - محمد الشنطي ( من يافا )
- الأمير عمر الجزائري ( من دمشق ) حفيد الأمير عبد القادر الجزائري الشهير
- جورج حداد ( من جبل لبنان ) - عبد الغني العريسي
- أمين لطفي الحافظ ( من طرابلس ) - عبد الوهاب الإنكليزي
ولم تعلن الاحكام قبل تنفيذ الشنق بل دخل السجان في ليلة التنفيذ قاعة السجن وقرأ أسماء هؤلاء الابطال وأمرهم أن يرتدوا ملابسهم ويتبعوه ونقل الذين تقرر إعدامهم في دمشق إليها بالقطار وحينما وصلوا إلى ساحة المرجة حيث نصبت سبع مشانق واقتيد الاخرون على مركبات إلى بيروت وحينما وافى الفجر كان الموكب قد وصل إلى ميدان الحرية حيث نصبت أربع عشرة مشنقة لقد خمن هؤلاء الابطال مصيرهم فكانوا ينشدون أثناء الطريق الاهازيج العربية عن حرية العرب وكان النشيد الاكثر ترديدا هو :
نحن أبناء الالى شادوا مجدا وعلا
نسل قحطان الابي جد كل العرب
وحين وصلوا إلى المشانق أحسنوا استقبال الموت وكانوا رجالا وأبطالا وقالوا كلمات ظلت تتردد طويلة مثل :
- مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الابطال
- إن الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جاجمنا ستكون أساسا لاستقلال بلادنا
- نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية التي ارتكبها السفاح قد انتهت ولم تمضي ساعتان حتى كان عدد خاص من جريدة ( الشرق )والتي كان صاحبها الشيخ تاج الدين الحسني ويحررها محمد كرد علي وخير الدين الزركلي توزع مجانا وقد اشتملت على إعلان التهم والمحاكمات والاحكام والتنفيذ جملة واحدة ( لم يكن المذياع - الراديو قد اخترع بعد .
9- صدى تنفيذ أحكام الاعدام بحق الشهداء واندلاع الثورة العربية الكبرى
بالرغم من أن الموت قد أصبح ضيفا مقيما في بلاد الشام ( سوريا الطبيعية ) حيث كانت المجاعة والجوع والاوبئة والحرب تعصف في البلد وتفتك في الناس فتكا ذريعا فقد غطت هذه المجزرة البشرية على كل ماألفه الناس وزرعت في نفوسهم خوفا تحول بسرعة إلى نقمة عارمة وحقد دفين وكانت جثث هؤلاء الشهداء الأبطال المعلقة في ساحات دمشق وبيروت أفضل أشكال الدعاية الثورية والدعوة إلى الثورة .
- كان الامير فيصل بن الحسين في اليوم الذي تم فيه تنفيذ الحكم مقيما مع آل البكري في مزرعتهم في القابون القريبة من دمشق وبينما كان يتناول الفطور مع مضيفيه في الحديقة جاءهم رسول وأبلغهم النبأ وقدم إليهم العدد الخاص من جريدة الشرق التي تروي القصة الاليمة المقيتة فقرأها واحد من آال البكري جهرا فأصيب الجميع بالوجوم ودوت أسماء الضحايا الواحد والعشرين دويا حزين فاجعا كأنها أنغام مرثية حزينة تنساب في الجو الساكن الذي كان يخيم على صباح ذلك اليوم من أيام الربيع في غوطة دمشق وانقضت دقائق طويلةفي صمت رهيب لا يقطعه سوى دعوات خافتة وسوى التأوه والترحم على أرواح الشهداء وقرأ أحدهم الفاتحة ثم قفز الامير فيصل واقفا كم أصابه مس مفاجىء وانتزع الكوفية من على رأسه وقذف بها إلى الارض وداس بعنف وصاح ( طاب الموت ياعرب ) وبعدها عاد فيصل إلى الحجاز على جناح السرعة وبشكل سري وأرسل برقيته الشهيرة ( أرسلوا الفرس الشقراء ) أي ( أعلنوا الثورة ) وبدأت الثورة العربية الكبرى .
وليد عاروض
العميد المتقاعد
رئيس رابطة المحاربين القدماء
تحتفل الجمهورية العربية السورية في كل عام في السادس من أيار بعيد الشهداء وأعتبر هذا اليوم أحد الأعياد القومية في القطر العربي السوري توضع فيه أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء التي ترصع كل مدينة وقرية وتقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ويعلو صوت المآذن مدوياً (الله أكبر) .
وتقرع النواقيس في جميع الكنائس وتطلق المدافع قنابلها تحية لأرواح الشهداء الأبرار وتعزف الموسيقا لحن الشهيد ويقاوم احتفال مهيب في مقبرة الشهداء يحضره رئيس الجمهورية -القائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وكل قادة الأسلحة البرية والبحرية والجوية فما هي قصة هذا اليوم المجيد..?
2- الاحتلال التركي للوطن العربي وعهد الإرهاب في بلاد الشام:
دام الاحتلال التركي للوطن العربي أربعة قرون أي أربعمائة عام وشهدت السنوات الأخيرة لهذا الاحتلال عهداً من الظلم والإرهاب قل نظيره وتزامن مع بدء الحرب العالمية الأولى ودخول تركيا طرفاً فيها إلى جانب دول المحور (ألمانيا -ايطاليا ) وقد بدء الظلم والإرهاب بشكل كبير في عهد السلطان عبد الحميد ثم ازداد بشكل يفوق الوصف مع استلام الاتحاديين الحكم (جمعية الاتحاد والترقي ) وهي جمعية تركية تتبع المبادىء العلمانية وانحيازها الماسوني والصهيوني شديد الوضوح .
وفي 23كانون الثاني 1913 تألفت وزارة اتحادية برئاسة محمود شوكت باشا ضمت عدداً من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي المتطرفين من أمثال أنور وطلعت وجمال وعهد إلى ثلاثة من اليهود بمقاعد وزارية بينما أبعد عنها العنصر العربي وقد سعت الوزارة إلى تطبيق برامج التتريك مع تغطية ذلك بالضرب على وتر الرابطة الإسلامية وأشاعت جواً من الإرهاب والظلم والتعسف بشكل لا يطاق وانتشرت الأوبئة والمجاعة والفقر الشديد انتشاراً واسعاً وطبقت الأحكام العرفية وصادرت الدولة الحبوب والمنتوجات الزراعية والاقتصادية وسيق كل القادرين على حمل السلاح إلى مختلف جبهات القتال باسم الجهاد المقدس .
3- اليقظة القومية العربية وظهور الحركات الاصلاحية :
إزاء هذا الظلم والإرهاب وحملة التتريك انتشرت الجمعيات العربية السرية لمناوئة الاحتلال ومقاومة الظلم مثل ( جمعية العربية الفتاة) و(جمعية العهد) و ( الجمعية القحطانية) وأكثر هذه الجمعيات في مدن دمشق وبيروت والعراق وهناك بعض الجمعيات خارج الوطن العربي مثل (رابطة الوطن العربي في باريس ) كما انتشرت الخلايا السرية الثورية بين ضباط الجيش الذين هم من أصل عربي وهذه الجمعيات جميعها تبشر بالحرية والعدالة والمساواة وتؤكد أن الأمة العربية تنفرد عن غيرها بتاريخها وحضارتها ومركزها وأنه لا فرق بين العربي المسلم والعربي المسيحي وأن الدين لله والوطن للجميع وأن روح الوطنية هي التي تميز العربي عن غيره عن بقية قوميات الدولة ومن هذه القوميات العنصر التركي وقد ساهم المفكرون العرب والأدباد والشعراء بإذكاء اليقظة العربية فكانت مقالات عبد الرحمن الكواكبي قلم من نار وثورة على الاستعمار والتي طبعت في مابعد في كتاب (أم القرى) و(طبائع الاستبداد ) وكذلك مقالات الشيخ محمد عبده وأذكى الشعراء روح الحماسة العربية في اجتماعات الجمعيات العربية ومثالاً علي ذلك قصيدة الشاعر إبراهيم اليازجي والتي مطلعها :
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب.
فقد طمى السيل حتى غاصت الركب
4- ظهور الحركة القومية العربية على المسرح الدولي وانعقاد مؤتمر باريس الدولي من 17-23 حزيران 1913:
عقد هذا المؤتمر في باريس نظراً للأحكام العرفية وساهمت فيّ أكثر الجمعيات السرية العاملة في دمشق وبيروت والآستانة وباريس وبلاد المهجر الأميركي وكان المؤتمر برئاسة الشيخ عبد الحميد الزهراوي وكان هدفه التأكيد بأن هناك أمة عربية تتميز عن
- الشعوب الأخرى المتعايشة في ظل الراية العثمانية والخلافة الإسلامية
وكان من أهم مقررات المؤتمر ما يلي :
1- وجوب تنفيذ الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية بسرعة
2- تطبيق الإدارة المركزية في الولايات العربية
3- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في مجلس المبعوثان العثماني ومجالس الولايات العربية .
4- إقامة الخدمة العسكرية في الولايات العربية إلا في ظروف استثنائية
5- تعيين الشريف الحسين ابن علي أميراً لمكة والتحضير للثورة العربية الكبرى :
كان الشريف الحسين ابن علي قد استنكر المظالم ولم يطق السكوت على الظلم والابتزاز التي ناءت تحت وطأتها كواهل الناس لذلك فقد صدر الأمر بنفيه من الحجاز إلى استنبول وكان عند نفيه في الأربعين من عمره وبقي منفياً وتحت الإقامة االجبررية لمدة ستة عشر عاماً وكان رجلاً محترماً ينتمي إلى السلالة النبوية المحمدية وشديد التدين والتقوى وحسن السيرة والأخلاق ورعاً - مستقيماً - رزيناً - قوي الشخصية - شديد الغيرة على العروبة والدين وكان معه في المنفى أولاده الثلاثة وقد أعاده السلطان عبد الحميد شريفاً لمكة وبعد استلام الاتحاديين الحكم بدأت الحرب غير المعلنة بينه وبينهم فقد تركت سنوات النفي الطويلة وما رافقها من رقابة شديدة وضغط شديد مرارة أليمة في نفسه إزا ءالأتراك وعدم الثقة فيهم لما يكنه الأتراك من حقد على العرب ونتيجة لتتابع الحوادث فقد قرر الشريف حسين الثورة على الأتراك على أن يتم ذلك بالتنسيق مع الأحرار في بلاد الشام والعراق وبمساعدة الحلفاء أعداء تركيا لتزويد الثوار بالسلاح وقام بالاتصال بالحلفاء عن طريق السير مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر والسودان كما أرسل ابنه فيصل إلى الشام والعراق للاتصال بالزعماء الوطنيين وكبار الضباط العرب في الجيش التركي من أجل التنسيق للقيام بالثورة وبالفعل اجتمع فيصل بزعماء الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد واتفق على إعلان الثورة على أن يعترف الحلفاء بعد الحرب باستقلال البلاد العربية في دولة واحدة مستقلة يكون الشريف حسين ملكاً عليها وعاد فيصل وأطلع أبيه على الغليان الشعبي في سورية وقوة الحركة القومية ودقة تنظيمها وأدرك الشريف أن قيام في الحجاز والشام بأن واحداً يزيد في قوتها وفرص نجاحها مما يسهل نجاح الثورة .
6- تعيين جمال باشا قائداً للجيش الرابع في بلاد الشام ومحاولة عبور قناة السويس واحتلال مصر :
عين أحمد جمال باشا ( 1873 - 1922 ) قائداً للجيش الرابع في سورية عام 1915 وفرض سلطانه على بلاد الشام وأصبح الحاكم المطلق فيها وهو من زعماء جمعية الإتحاد والترقي وقاتل البلغار في مقدونيا واشترك في الانقلاب على السلطان عبد الحميد وقتل رئيس الوزراء مع أنور وطلعت وشغل منصب وزير الأشغال العامة 1913 ثم قائداً للبحرية العثمانية عام 1914 وحين عين في منصبه الجديد في بلاد الشام اتبع في بادئ الأمر سياسة المداورة ومحاولة كسب العرب في صف تركيا محاولاً الاستفادة منهم في الحرب الدائرة وجهز الجيش الرابع بمعدات اعتبرها كافية لعبور قناة السويس واحتلال مصر وفي ليل 2 شباط 1915 بدء هجومه على مصر مخترقاً صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات فكانت القوات التركية تصل إلى القناة منهوكة القوى - جائعة - عطشى لتحصدها البوارج البريطانية الموجودة في القناة أو القوات البريطانية التي تتحصن على الضفة الغربية للقناة بمدافعها ورشاشاتها ومع أن بعض السرايا القليلة استطاعت اجتياز القناة إلا أن الهجوم فشل فشلاً ذريعاً ولم ينج من الجنود إلا القليل من الموت الزؤام ليروي لزملائه وقادته ما رأته عيناه من مجزرة رهيبة وفشل ذريع ...
7- فشل الحملة على مصر بقيادة جمال باشا وبدء سياسة البطش والإرهاب :
حين أخفقت الحملة على مصر وكان سبب إخفاقها الرئيسي سوء تقدير جمال باشا للموقف العسكري وسوء إدارته للمعركة عاد جمال باشا من جبهة سيناء وهو يشعر بالمذلة والانكسار والمهانة وأصبح عصبياً حاد المزاج كما هي عادة القادة العسكريين حين يصابون بالهزيمة وبخيبة الأمل المريرة وتوالت التقارير التي تنبئه بالخلايا الثورية العربية المدنية والعسكرية فولدت في نفسه دواعي الاهتمام والرغبة الكبيرة في الانتقام فبدأ باستبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت وقد بدأ بإعدام وشنق رجل يدعى يوسف الحايك في 22/3/1915 وفي 21 آب 1915 قام باعدام 11 من المناضلين من مختلف البلاد السورية ( من دمشق وبعلبك وبيروت وحماة وجنين ) وكان أحدهم وهو الشهيد محمد المحمصاني أحد مؤسسي الجمعية العربية الفتاة وخريج كلية الحقوق في باريس استشهد تحت التعذيب الوحشي دون أن ينطق بحرف واحد عن الجمعية التي ينتمي إليها .
8 - السادس من أيار - تنفيذ أحكام الإعدام بالزعماء الوطنيين الأحرار :
هكذا بدء جمال باشا بسياسة البطش والإرهاب التي استفحل شرها إلى درجة مذهلة حيث لقب بالسفاح لما سفك من دماء ثم ألقى القبض على طائفة أخرى من الزعماء العرب أكثر عدد من سابقتها وبينهم أشهر الرجال وأوسعهم نفوذاً في بلاد الشام واحالهم الى المحكمة في عاليه بلبنان بعد ان لاقوا من اساءة وتعذيب وتنكيل وأديرت المحكمة بقسوة شديدة متعمدة وتدخل الشريف حسين ابن علي فأرسل البرقيات إلى جمال باشا وإلى السلطان وإلى الصدر الأعظم ولكن دون جدوى وقال في أحد برقياته مهدداً ( بأن الدماء سوف تستثير الدماء ) وتدخل الأميرفيصل ابن الحسين وقابل جمال باشا ثلاث مرات محاولاً إنقاذ الزعماء لكن جمال السفاح قرر المضي في مخططه الإجرامي حتى النهاية وكان أول الضحايا جوزيف هاني حيث شنق في 5 نيسان 1916 وأصدر أحكام الإعدام بعد شهر واحد بتهمة الخيانة العظمى بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين شنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة الحرية ببيروت وكان بينهم :
- الشيخ عبد الحميد الزهراوي ( من حمص ) وهو رئيس المؤتمر العربي في باريس وعضو مجلس الأعيان .
- ثلاثة مبعوثين من ممثلي دمشق هم : شفيق المؤيد العظم وشكري العسلي ورشدي الشمعة .
- سليم الجزائري وهو ضابط عربي قدير وشجاع في الجيش التركي .
- سيف الدين الخطيب ( من حيفا ) وكان قاضياً كبيراً
- الأمير عارف الشهابي من ( حاصبيا ) وكان محامياً لامعاً شاباً
أحمد طبارة من بيروت ) وكان صاحباً جريدة وأحد المندوبين في المؤتمر العربي
- علي عمر النشاشيبي ( من القدس ) - محمد الشنطي ( من يافا )
- الأمير عمر الجزائري ( من دمشق ) حفيد الأمير عبد القادر الجزائري الشهير
- جورج حداد ( من جبل لبنان ) - عبد الغني العريسي
- أمين لطفي الحافظ ( من طرابلس ) - عبد الوهاب الإنكليزي
ولم تعلن الاحكام قبل تنفيذ الشنق بل دخل السجان في ليلة التنفيذ قاعة السجن وقرأ أسماء هؤلاء الابطال وأمرهم أن يرتدوا ملابسهم ويتبعوه ونقل الذين تقرر إعدامهم في دمشق إليها بالقطار وحينما وصلوا إلى ساحة المرجة حيث نصبت سبع مشانق واقتيد الاخرون على مركبات إلى بيروت وحينما وافى الفجر كان الموكب قد وصل إلى ميدان الحرية حيث نصبت أربع عشرة مشنقة لقد خمن هؤلاء الابطال مصيرهم فكانوا ينشدون أثناء الطريق الاهازيج العربية عن حرية العرب وكان النشيد الاكثر ترديدا هو :
نحن أبناء الالى شادوا مجدا وعلا
نسل قحطان الابي جد كل العرب
وحين وصلوا إلى المشانق أحسنوا استقبال الموت وكانوا رجالا وأبطالا وقالوا كلمات ظلت تتردد طويلة مثل :
- مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الابطال
- إن الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جاجمنا ستكون أساسا لاستقلال بلادنا
- نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية التي ارتكبها السفاح قد انتهت ولم تمضي ساعتان حتى كان عدد خاص من جريدة ( الشرق )والتي كان صاحبها الشيخ تاج الدين الحسني ويحررها محمد كرد علي وخير الدين الزركلي توزع مجانا وقد اشتملت على إعلان التهم والمحاكمات والاحكام والتنفيذ جملة واحدة ( لم يكن المذياع - الراديو قد اخترع بعد .
9- صدى تنفيذ أحكام الاعدام بحق الشهداء واندلاع الثورة العربية الكبرى
بالرغم من أن الموت قد أصبح ضيفا مقيما في بلاد الشام ( سوريا الطبيعية ) حيث كانت المجاعة والجوع والاوبئة والحرب تعصف في البلد وتفتك في الناس فتكا ذريعا فقد غطت هذه المجزرة البشرية على كل ماألفه الناس وزرعت في نفوسهم خوفا تحول بسرعة إلى نقمة عارمة وحقد دفين وكانت جثث هؤلاء الشهداء الأبطال المعلقة في ساحات دمشق وبيروت أفضل أشكال الدعاية الثورية والدعوة إلى الثورة .
- كان الامير فيصل بن الحسين في اليوم الذي تم فيه تنفيذ الحكم مقيما مع آل البكري في مزرعتهم في القابون القريبة من دمشق وبينما كان يتناول الفطور مع مضيفيه في الحديقة جاءهم رسول وأبلغهم النبأ وقدم إليهم العدد الخاص من جريدة الشرق التي تروي القصة الاليمة المقيتة فقرأها واحد من آال البكري جهرا فأصيب الجميع بالوجوم ودوت أسماء الضحايا الواحد والعشرين دويا حزين فاجعا كأنها أنغام مرثية حزينة تنساب في الجو الساكن الذي كان يخيم على صباح ذلك اليوم من أيام الربيع في غوطة دمشق وانقضت دقائق طويلةفي صمت رهيب لا يقطعه سوى دعوات خافتة وسوى التأوه والترحم على أرواح الشهداء وقرأ أحدهم الفاتحة ثم قفز الامير فيصل واقفا كم أصابه مس مفاجىء وانتزع الكوفية من على رأسه وقذف بها إلى الارض وداس بعنف وصاح ( طاب الموت ياعرب ) وبعدها عاد فيصل إلى الحجاز على جناح السرعة وبشكل سري وأرسل برقيته الشهيرة ( أرسلوا الفرس الشقراء ) أي ( أعلنوا الثورة ) وبدأت الثورة العربية الكبرى .
وليد عاروض
العميد المتقاعد
رئيس رابطة المحاربين القدماء
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» كل عام وأنتم بخير بمناسبة أحد الشعانين
» كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد المولد النبوي
» كل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكرى انتقال العذراء للسماء(عيد السيدة)
» فصـح مجيــد
» تهنئة .
» كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد المولد النبوي
» كل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكرى انتقال العذراء للسماء(عيد السيدة)
» فصـح مجيــد
» تهنئة .
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: المملكــة الشبـابيـــة :: الأفراح والتهاني والأخبار السارة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى