قصة الديدان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة الديدان
الديدان
جورج جوزيف قريو- سوريا
لفحت أشعة الشمس الصباحية وجه نعيم النائم. أحس بحرارتها، فتململ في فراشه داخل منامته وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة، حك وجهه بأصابعه وانقلب على ظهره فاتحاً عينيه محدقاً لحظات في سقف الغرفة. جلس في السرير بتكاسل وخمول. أزاح الغطاء عن جسده، انتعل شحاطته وهو يهرش جسده وشعر رأسه بأصابعه متجهاً نحو الباب ليخرج صائحاً بزوجته..
- همسة.. همسة.. أين أنت؟
جاءه صوتها زاعقاً رفيعاً. بينما كان نعيم قد دخل الصالون.
- أنا هنا في المطبخ أعد لك القهوة..
تابع طريقه نحو الحمام.. غسل وجهه وشعره. ونشفهما بالمنشفة المعلقة على المسمار. تناول أدوات الحلاقة وطاف بالفرشاة على وجهه وعندما غطاه برغوة الصابون، أخذ الماكينة عن الرف وقبل أن يلامس بها صدغه رأى شيئاً يزحف على المرآة التي أكل عليها الدهر وشرب. همس..
- إنها دودة.. من أين جاءت؟
دفعها بماكينة الحلاقة، فسقطت في المغسلة.. سحقها بقاعدة الماكينة.. قطعها عدة قطع.. ثم رماها في سلة المهملات.. وتابع حلاقة ذقنه بارتياح..
بعد أن احتسى نعيم قهوته مع زوجته همسة، نهض واقفاً على قدميه ليخرج. دخلت ابنته ليلى وببشاشة ألقت على والديها تحية الصباح..
- صباح الخير
- صباح النور.. رد عليها نعيم ثم ضم أعلى كتفيها وقبلها في جبينها..
- أسمعت آخر الأخبار يا أبي؟
- بخصوص ماذا؟
- الديدان
- ما بها؟
- يقولون بأنها تغزو المدينة هذه الأيام
هتفت زوجته همسة بشيء من الاستغراب والدهشة..
- معقول..؟
أجاب نعيم باقتناع تام وهو يهز رأسه ويومئ بالموافقة مؤكداً خبر ابنته
- لم لا .. أنا نفسي رأيت الآن واحدة تزحف على المرآة، فقتلتها ورميتها في سلة المهملات
صرخت زوجته بلوم وعتب.
- أمعقول .. ؟ أمعقول أنت يا نعيم؟ .. تقتل دودة وترميها في سلة المهملات ليجتمع عليها النمل ويغزو بيتنا.. ألا يكفي الدود حتى يغزونا النمل أيضاً..
ثم التفتت إلى ابنتها ليلى..
- يا الله يا ابنتي اذهبي وارمي كيس القمامة في حاوية الحارة..
خرج نعيم من البيت وأغلق الباب خلفه.. كان نعيم يعيش منذ سنوات في حارة المساكين الشعبية التي تكتظ بالغرباء عن المدينة.
هتف في سره وهو يمشي في الزقاق الذي لا يتجاوز عرضه مترين فقط.. وينتهي إلى الشارع العريض في الحارة حيث يستقل النقل العام.
الديدان تغزو هذه الحارة أولاً لتجرب مدى قوتها ثم تمتد وتتطاول نحو المدينة والمدن الأخرى..
وقف ينتظر الحافلة وبينما كان متكئاً بكتفيه على عمود الكهرباء أحس برائحة عطر نسائي تتسلل إلى أنفه فالتفت إلى صاحبة العطر التي تجاوزته وهي تكلم نفسها عابسة، متجهمة تحرك كلتا يديها ذات اليمين وذات الشمال وبما أن نعيم كان يحب النظر إلى مؤخرات النساء في الشارع ومواقف النقل انزلق إلى الأسفل، فلفت انتباهه الحقيبة اليدوية التي كانت تحملها وهي مغطاة بالديدان التي كانت تتسلقها بارتياح وبدون رادع..
هتف في سره مندهشاً ..
- يا إلهي لماذا الحقيبة؟
ثم رسم عبارة استغراب على وجهه مفكراً وأردف في سره مخمناً ..
- ربما كانت مؤخرة هذه المرأة لها رائحة كريهة أو لعل النتوءات والهضاب تكثر فيها فما استطاعت الديدان تسلقها ففضلت البقاء على الحقيبة والتمسك بأزرارها وأطرافها..
- جاءت الحافلة
صرخ أحد المواطنين وهو يهرع نحو الحافلة فلحق به نعيم وركب إلى جانب السائق..
حياه نعيم بأدبٍ جم..
- صباح الخير ..
- صباح النور..
أجابه السائق صاحب الوجه المتعب بصوته الواهن منتظراً صعود بقية الركاب وعندما تأكد من خلال المرآة الداخلية أن جميع المقاعد امتلأت، انطلق ينهب شوارع المدينة نحو الكاراج .
ضم نعيم ذراعيه إلى صدره، وبينما كان شارداً وقع نظره على دودة صفراء مقيتة تزحف على التابلوه. مد يده وتناول شريط الكاسيت ودفعها بطرفه، فسقطت على الأرض ثم داسها بقدمه مرات عدة متتالية ليهرسها.
صرخ الرجل الجالس إلى جانبه مجفلاً فزعاً.
دودة يا جماعة.. دودة ..
فلم يعره أحد اهتماماً.. استغرب نعيم تجاهلهم وبرودة أعصابهم فالتفت بوجهه إلى الخلف.. رأى وجوهاً شاحبة مصفرة يطفح منها الكسل والخمول مع ارتخاء واضح في العضلات وأفواه فارغة وعيون متسعة وجامدة بذهول.
هتف في سره مفكراً بقرف واشمئزاز..
- مساطيل : كله من أكل الفول .. وأحدهم يأكل «طشت» فول في الصباح قبل أن يذهب إلى عمله..
دخل نعيم باب المديرية ثم صعد الدرج مفكراً بما حدث معه هذا الصباح في الحمام (والحافلة) لاحظه موظف الاستعلامات.. سأله عن سبب شروده وهو يغمز له بطرف عينه مستفسراً بفضول.
- ما بك يا أستاذ نعيم؟ تفكر وتفكر باستمرار .. وضعك أحسن من غيرك يا رجل بيتك ملكك ولديك ابنة واحدة فقط.. ليس مثلنا يا حسرة وراءنا جيش من الأولاد..
- الديدان يا أبا مصطفى.. الديدان.. هز أبو مصطفى رأسه ثم فتح السجل أمام نعيم..
- وقع .. وقع..
وقع نعيم على دفتر الدوام ومشى في رواق المديرية الطويلة وقبل أن يصل إلى باب غرفته صاح بصاحب البوفيه.. فنجان قهوة على الريحة يا محمد..
من داخل البوفيه القريبة من غرفته جاءه صوت محمد..
- حاضر أستاذ.. تكرم عينك..
- شكراً
دخل غرفته ثم خلع سترته وعلقها على المشجب.. التفت خلف طاولته وجلس على الكرسي متكئاً بكوعيه، ينظر بعينين متذمرتين إلى السجلات والأضابير المتراكمة على طرف الطاولة جهة الحائط.. تململ في جلسته. سحب الأضابير إلى أمامه وقبل أن يفتحها ليبدأ عمله، سمع صوت دقات خفيفة على الباب عرف على الفور أنه محمد صاحب الاستراحة في المديرية.
- تفضل محمد ..
دخل الشاب حاملاً صينية عليها فنجان قهوة وكأس من الماء .. وضعها على الطاولة أمام نعيم..
- سجله على الحساب..
وبشهامة أولاد الحارة القبضايات رد عليه..
- معلوم .. تكرم عينك يا قبضاي ..
ثم استدار نحو الباب وخرج وأغلقه خلفه على الرواق .. مد نعيم يده ورفع الفنجان إلى فمه وارتشف رشفة .. التفت جانباً بحثاً عن سجل كان قد فقده .. فجأة .. جحظت عيناه بخوف واستغراب منذهلاً ..
- يا إلهي .. الديدان وصلت إلى المديرية أيضاً..
حيث كانت دودة صفراء كتلك التي رآها في البيت والحافلة تتبختر بخيلاء على الطاولة.. دفعها بإصبعه نقراً وأسقطها على الأرض ثم نهض من مكانه بعجلة وبشيء من الارتباك.. داسها بقدمه..
عاد إلى مكانه خلف الطاولة وفتح الإضبارة الأولى ثم أخذ يقلب صفحاتها.. صرخ مذهولاً وكأنه لا يصدق ما يرى ..
- يا إلهي غير معقول ؟ كيف وصلت الديدان إلى أضابير المراجعين.. نفض الإضبارة فوق سلة المهملات الموجودة إلى جانبه تحت الطاولة، سقط بعض الديدان منها ثم شهق جزعاً عندما رأى جدران المكتب وقد امتلأت تماماً بالديدان الزاحفة عليها..
جن جنونه. رفع السجل الكبير بكلتا يديه وأخذ يضرب به الديدان على الجدران وهو يحوم داخل الغرفة بهستيرية.. أحس بدوار أصابه .. توقف.. سمع صوت نقرات بالأصابع على زجاج النافذة، فالتفت بحركة سريعة .. رأى وجوهاً لا يعرفها قد التصقت بالزجاج من الخارج تنظر إليه بعيون جاحظة وكل فاغر فمه بدهشة وذهول.
وقف في منتصف الغرفة حائراً يفكر بعمق ثم هتف بصوت عال : أنه اكتشفت فجأة حقيقة ما ..
- أتراني أحلم؟
خرج نعيم مندفعاً بجسده من مبنى المديرية إلى الرصيف الذي يعج بالمارة من مختلف الأعمار والأجناس، فتوقف يتطلع إلى غرفته التي تقبع في الطابق الثاني بريبة .. همس
-لقد حرمت علي هذه الغرفة إلى الأبد..
مشى على الرصيف بخطى متماثلة وكأنه كان يجر قدميه جراً مصطدماً بالمارة متعثراً في خطاه وصولاً إلى الجسر الكبير في المدينة حيث وقف هناك يراقب السيارات المنزلقة على الإسفلت تحته .. أحس بدوار يجتاح رأسه وشيء ما قريب من الخوف اختلج في حنايا صدره .. رفع وجهه إلى السماء مغمضاً عينيه ثم انخرط بضحك هستيري لدرجة القهقهة متذكراً مدير المديرية عندما صرخ وهو يستنجد ويستغيث بالمواطنين طالباً منهم اللحاق به إلى غرفته، فهرع جميع موظفي المديرية ودخلوا الغرفة وإذا بالمدير محاط بمجموعات هائلة من الديدان.
- أغيثوني.. أسعفوني يا أولادي
حاولوا أن يفعلوا شيئاً لأجله، لكنهم لم ينجحوا فتركوا السيد المدير في غرفته مع ضيوفه وهرعوا يهاتفون الجهات العليا ناقلين إليها الخبر مطالبين بالدعم والإمدادات للقضاء على الديدان وتخليص السيد المدير منها.
وعندما وصلت الإمدادات من رجال الإطفاء والطوارئ وقوى الأمن الداخلي كان مدير المديرية قد أغمي عليه.. وبعد ساعتين من الحادثة الأليمة وصل تصريح خطي من الوزير يعين نائب المدير بدلاً من المدير حيث اختل الأخير عقلياً ونقل إلى مشفى الأمراض العقلية والعصبية.
اعتدل نعيم في وقفته وهو ما زال على حاله .. يضحك ويضحك من دون توقف، فأضحك معه المارة من الرجال والنساء والشباب والصبايا والأطفال والباعة الجوالين وشكلوا دائرة من الضحك الهستيري ولم يتوقفوا إلا عندما سمعوا صوت زعيق دواليب سيارة وهي تتوقف بشكل مفاجئ ويترجل منها رجل في الخمسين من العمر يصرخ جزعاً..
- الديدان.. الديدان.. تملأ سيارتي.. الديدان تجتاح رأسي.. جسدي إنها تحت ثيابي. النجدة الحقوني.. لبثوا في أماكنهم صامتين لا يحركون ساكناً لنجدة هذا الرجل الذي كان يستغيث ويستنجد بهم .. وعندما رأى أن لا مجال للمساعدة والإنقاذ، صمت نهائياً ثم استدار كالمخدر أو المنوم مغناطيسياً نحو رصيف الجسر وتسلق سياجه الحديدي ورمى بنفسه إلى الأسفل، فهوى جثة هامدة تنـزف منها الدماء بغزارة على الإسفلت.
استلقى نعيم على ظهره فوق السرير منهكاً من شدة التعب الذي أصاب قدميه لطيلة ما مشى، بعد خروجه من المديرية. وضع كفيه وهما متشابكتان تحت مؤخرة رأسه وراح يحدق إلى سقف الغرفة باحثاً بعينين ثاقبتين فاحصتين عن الديدان، ولكنه لم يجدها، نفخ بارتياح وأغمض عينيه لبرهة فقط.. سمع صوت صرير باب الغرفة وهو يفتح، فتح عينيه ببطء، رأى زوجته تدخل حاملة بيدها صينية عليها إبريق شاي وكأسان زجاجيان وعبوة سكر وملعقة.. اقتربت منه وجلست على الأريكة القريبة من السرير جارة بيدها الأخرى التربيزة لتضع عليها الصينية.. نهض نعيم بتكاسل وجلس على طرف السرير.. بينما كانت زوجته همسة تصب له الشاي في الكأس، سمعا صوت جارتهما أم عمر تصرخ.
- يا ناس.. يا جيران.. الحقوني.. النجدة..
هرع نعيم مهرولاً نحو النافذة بارتباك وتلكؤ، فلحقت به زوجته همسة وقد أمسكت طرف قميص منامته من الخلف خائفة ..
مد كلتا يديه وفتح دفتي النافذة بعد أن رقع المزلاج فرأى أم عمر تقف على نافذتها المحتشمة..
- الحقني يا جار.. الديدان تغزو بيتي.. إنها في كل مكان.. على الأرائك، في الصالون، فوق مكتبة التلفزيون والتربيزات، على السرير في غرفة النوم وداخل الفراش والخزانة.. خزانتي يا ناس.. لقد احتلت الديدان خزانتي وتوزعت بشكل مرعب بين فساتيني.. أرجوكم يا جيران الحقوني.. لكزته زوجته بإصبعها في ظهره هامسة له بجانب أذنه..
- الحق المرأة إنها تستنجد بك..
- الديدان كانت سبباً في إدخال مدير المديرية الوقور إلى مشفى الأمراض العقلية، وأنا لا أريد أن ألحق به.. هو مديري صحيح، ولكن هذا لا يعني إن جن هو على جميع الموظفين أن يجنوا معه.. أجفل عندما سمع صوت الجارة أم عمر وهي تستنجد بالجيران الذين هرعوا إليها بشهامة أولاد الحارات الشعبية حاملين عصيهم الغليظة والقصيرة سلاحاً فتاكاً لتخليصها .. هتف مغتبطاً..
- ها هم.. ها هم الجيران يصعدون لنجدتها.. الحمد لله لم تعد بحاجة إليّ .. ثم أغلق دفتي النافذة وذهب نحو السرير ليجلس على طرفه ويرتشف الشاي بينما مشت همسة وراءه ممتعضةً فقد أخجلها أمام جارتها.. انصاع نعيم لرأي زوجته عندما صرخت به زاعقة من داخل المطبخ لتعلمه بأن حرارة سخان الحمام وصلت إلى الستين ..
في الحمام تعرى تماماً، فأضحكه منظره وهو يسترق النظر إلى جسده الخجول، وقد ألصق ساقيه الواحدة بالأخرى ليخبئ عورته.. هيأ كل شيء.. قطعة صابون الغار والمشط والليفة ثم مد يده وفتح حنفية الخلاط فامطرت الديدان بدل الماء.. صرخ فزعاً..
- الديدان.. الديدان.. همسة.. ليلى.. الحقا بي.. لم تردا عليه، ولم تستجيبا لندائه واستغاثته، فهرع نحو الباب ليفتحه.. أحس في تلك اللحظة خدراً هائلاً احتل واستوطن ذراعيه، ووقف في مكانه كتمثال حجري، أما وجهه غزاه الاصفرار والشحوب وصار يبدو كقناع لمحارب مهزوم لا هوية له.. هجمت عليه زاحفة متوحشة من كل الجهات.. على الباب.. الجدران.. الأرض وما زالت فوهة حنفية الخلاط تمطر بغزارة.. خطا إلى الخلف متراجعاً بذهول وجزع وكأنه كاد يجهش بالبكاء، زلت قدمه وسقط داخل الحمام وهو يصرخ ويستغيث..
- همسة .. ليلى .. الحقا بي .. أرجوكما .. الديدان تغزو الحمام.. جاءه صوت رفيع واحد..
- نعيم.. انهض يا نعيم .. إنه كابوس ..
نهض نعيم من سريره مجفلاً وهو يلتفت حواليه منكمشاً على نفسه في ذهول، كانت زوجته همسة تنظر إليه باستغراب، وفجأة أطلقت ضحكة ناعمة ثم قالت :
- كنت تحلم ها .. كنت تقول .. همسة ليلى الحقا بي .. الديدان تغزو الحمام .. منذ متى تهاب الديدان يا نعيم.. فهذا بيتك وحارتنا حارة المساكين الشعبية طول عمرها حارة مليئة بالديدان المقرفة فما الذي أفزعك الآن يا نعيم ..؟
فرد على زوجته بأنفاس متقطعة ولاهثة ..
- لا.. هذه الديدان ديدان من نوع آخر.. ديدان متوحشة. تهاجم وكأنها جيش من المحاربين المحترفين الذين يتقنون فنون الفتك.. حاولت أن أعرف يا همسة من أين جاءت ولكن الحلم لم يوضح هذا الجانب.. ثم سأل وهو يجيل النظر في أنحاء الغرفة ..
- أين ليلى؟
- في المطبخ تصنع لنا القهوة ..
أمام مرآة الخزانة ارتدى نعيم ثيابه بعد أن احتسى القهوة ودخن معها ثلاث سجائر تباعاً..
وقبل أن يفتح الباب ليخرج.. استدار نحو زوجته همسة مفكراً بعمق وبشيء من الذكاء مشى نحوها بخيلاء المعتدّ بنفسه..
- الآن عرفت من أين جاءت الديدان يا همسة ..
عرفت من أين أتت فهي معنا منذ خلقنا .. نعم يا همسة.. ودق بقبضة يده على أم رأسه قائلاً ..
- إنها هنا .. إنها هنا، .. إنها هنا
ملاحظة: كتبت هذه القصة عام 1987
جورج جوزيف قريو- سوريا
لفحت أشعة الشمس الصباحية وجه نعيم النائم. أحس بحرارتها، فتململ في فراشه داخل منامته وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة، حك وجهه بأصابعه وانقلب على ظهره فاتحاً عينيه محدقاً لحظات في سقف الغرفة. جلس في السرير بتكاسل وخمول. أزاح الغطاء عن جسده، انتعل شحاطته وهو يهرش جسده وشعر رأسه بأصابعه متجهاً نحو الباب ليخرج صائحاً بزوجته..
- همسة.. همسة.. أين أنت؟
جاءه صوتها زاعقاً رفيعاً. بينما كان نعيم قد دخل الصالون.
- أنا هنا في المطبخ أعد لك القهوة..
تابع طريقه نحو الحمام.. غسل وجهه وشعره. ونشفهما بالمنشفة المعلقة على المسمار. تناول أدوات الحلاقة وطاف بالفرشاة على وجهه وعندما غطاه برغوة الصابون، أخذ الماكينة عن الرف وقبل أن يلامس بها صدغه رأى شيئاً يزحف على المرآة التي أكل عليها الدهر وشرب. همس..
- إنها دودة.. من أين جاءت؟
دفعها بماكينة الحلاقة، فسقطت في المغسلة.. سحقها بقاعدة الماكينة.. قطعها عدة قطع.. ثم رماها في سلة المهملات.. وتابع حلاقة ذقنه بارتياح..
بعد أن احتسى نعيم قهوته مع زوجته همسة، نهض واقفاً على قدميه ليخرج. دخلت ابنته ليلى وببشاشة ألقت على والديها تحية الصباح..
- صباح الخير
- صباح النور.. رد عليها نعيم ثم ضم أعلى كتفيها وقبلها في جبينها..
- أسمعت آخر الأخبار يا أبي؟
- بخصوص ماذا؟
- الديدان
- ما بها؟
- يقولون بأنها تغزو المدينة هذه الأيام
هتفت زوجته همسة بشيء من الاستغراب والدهشة..
- معقول..؟
أجاب نعيم باقتناع تام وهو يهز رأسه ويومئ بالموافقة مؤكداً خبر ابنته
- لم لا .. أنا نفسي رأيت الآن واحدة تزحف على المرآة، فقتلتها ورميتها في سلة المهملات
صرخت زوجته بلوم وعتب.
- أمعقول .. ؟ أمعقول أنت يا نعيم؟ .. تقتل دودة وترميها في سلة المهملات ليجتمع عليها النمل ويغزو بيتنا.. ألا يكفي الدود حتى يغزونا النمل أيضاً..
ثم التفتت إلى ابنتها ليلى..
- يا الله يا ابنتي اذهبي وارمي كيس القمامة في حاوية الحارة..
خرج نعيم من البيت وأغلق الباب خلفه.. كان نعيم يعيش منذ سنوات في حارة المساكين الشعبية التي تكتظ بالغرباء عن المدينة.
هتف في سره وهو يمشي في الزقاق الذي لا يتجاوز عرضه مترين فقط.. وينتهي إلى الشارع العريض في الحارة حيث يستقل النقل العام.
الديدان تغزو هذه الحارة أولاً لتجرب مدى قوتها ثم تمتد وتتطاول نحو المدينة والمدن الأخرى..
وقف ينتظر الحافلة وبينما كان متكئاً بكتفيه على عمود الكهرباء أحس برائحة عطر نسائي تتسلل إلى أنفه فالتفت إلى صاحبة العطر التي تجاوزته وهي تكلم نفسها عابسة، متجهمة تحرك كلتا يديها ذات اليمين وذات الشمال وبما أن نعيم كان يحب النظر إلى مؤخرات النساء في الشارع ومواقف النقل انزلق إلى الأسفل، فلفت انتباهه الحقيبة اليدوية التي كانت تحملها وهي مغطاة بالديدان التي كانت تتسلقها بارتياح وبدون رادع..
هتف في سره مندهشاً ..
- يا إلهي لماذا الحقيبة؟
ثم رسم عبارة استغراب على وجهه مفكراً وأردف في سره مخمناً ..
- ربما كانت مؤخرة هذه المرأة لها رائحة كريهة أو لعل النتوءات والهضاب تكثر فيها فما استطاعت الديدان تسلقها ففضلت البقاء على الحقيبة والتمسك بأزرارها وأطرافها..
- جاءت الحافلة
صرخ أحد المواطنين وهو يهرع نحو الحافلة فلحق به نعيم وركب إلى جانب السائق..
حياه نعيم بأدبٍ جم..
- صباح الخير ..
- صباح النور..
أجابه السائق صاحب الوجه المتعب بصوته الواهن منتظراً صعود بقية الركاب وعندما تأكد من خلال المرآة الداخلية أن جميع المقاعد امتلأت، انطلق ينهب شوارع المدينة نحو الكاراج .
ضم نعيم ذراعيه إلى صدره، وبينما كان شارداً وقع نظره على دودة صفراء مقيتة تزحف على التابلوه. مد يده وتناول شريط الكاسيت ودفعها بطرفه، فسقطت على الأرض ثم داسها بقدمه مرات عدة متتالية ليهرسها.
صرخ الرجل الجالس إلى جانبه مجفلاً فزعاً.
دودة يا جماعة.. دودة ..
فلم يعره أحد اهتماماً.. استغرب نعيم تجاهلهم وبرودة أعصابهم فالتفت بوجهه إلى الخلف.. رأى وجوهاً شاحبة مصفرة يطفح منها الكسل والخمول مع ارتخاء واضح في العضلات وأفواه فارغة وعيون متسعة وجامدة بذهول.
هتف في سره مفكراً بقرف واشمئزاز..
- مساطيل : كله من أكل الفول .. وأحدهم يأكل «طشت» فول في الصباح قبل أن يذهب إلى عمله..
دخل نعيم باب المديرية ثم صعد الدرج مفكراً بما حدث معه هذا الصباح في الحمام (والحافلة) لاحظه موظف الاستعلامات.. سأله عن سبب شروده وهو يغمز له بطرف عينه مستفسراً بفضول.
- ما بك يا أستاذ نعيم؟ تفكر وتفكر باستمرار .. وضعك أحسن من غيرك يا رجل بيتك ملكك ولديك ابنة واحدة فقط.. ليس مثلنا يا حسرة وراءنا جيش من الأولاد..
- الديدان يا أبا مصطفى.. الديدان.. هز أبو مصطفى رأسه ثم فتح السجل أمام نعيم..
- وقع .. وقع..
وقع نعيم على دفتر الدوام ومشى في رواق المديرية الطويلة وقبل أن يصل إلى باب غرفته صاح بصاحب البوفيه.. فنجان قهوة على الريحة يا محمد..
من داخل البوفيه القريبة من غرفته جاءه صوت محمد..
- حاضر أستاذ.. تكرم عينك..
- شكراً
دخل غرفته ثم خلع سترته وعلقها على المشجب.. التفت خلف طاولته وجلس على الكرسي متكئاً بكوعيه، ينظر بعينين متذمرتين إلى السجلات والأضابير المتراكمة على طرف الطاولة جهة الحائط.. تململ في جلسته. سحب الأضابير إلى أمامه وقبل أن يفتحها ليبدأ عمله، سمع صوت دقات خفيفة على الباب عرف على الفور أنه محمد صاحب الاستراحة في المديرية.
- تفضل محمد ..
دخل الشاب حاملاً صينية عليها فنجان قهوة وكأس من الماء .. وضعها على الطاولة أمام نعيم..
- سجله على الحساب..
وبشهامة أولاد الحارة القبضايات رد عليه..
- معلوم .. تكرم عينك يا قبضاي ..
ثم استدار نحو الباب وخرج وأغلقه خلفه على الرواق .. مد نعيم يده ورفع الفنجان إلى فمه وارتشف رشفة .. التفت جانباً بحثاً عن سجل كان قد فقده .. فجأة .. جحظت عيناه بخوف واستغراب منذهلاً ..
- يا إلهي .. الديدان وصلت إلى المديرية أيضاً..
حيث كانت دودة صفراء كتلك التي رآها في البيت والحافلة تتبختر بخيلاء على الطاولة.. دفعها بإصبعه نقراً وأسقطها على الأرض ثم نهض من مكانه بعجلة وبشيء من الارتباك.. داسها بقدمه..
عاد إلى مكانه خلف الطاولة وفتح الإضبارة الأولى ثم أخذ يقلب صفحاتها.. صرخ مذهولاً وكأنه لا يصدق ما يرى ..
- يا إلهي غير معقول ؟ كيف وصلت الديدان إلى أضابير المراجعين.. نفض الإضبارة فوق سلة المهملات الموجودة إلى جانبه تحت الطاولة، سقط بعض الديدان منها ثم شهق جزعاً عندما رأى جدران المكتب وقد امتلأت تماماً بالديدان الزاحفة عليها..
جن جنونه. رفع السجل الكبير بكلتا يديه وأخذ يضرب به الديدان على الجدران وهو يحوم داخل الغرفة بهستيرية.. أحس بدوار أصابه .. توقف.. سمع صوت نقرات بالأصابع على زجاج النافذة، فالتفت بحركة سريعة .. رأى وجوهاً لا يعرفها قد التصقت بالزجاج من الخارج تنظر إليه بعيون جاحظة وكل فاغر فمه بدهشة وذهول.
وقف في منتصف الغرفة حائراً يفكر بعمق ثم هتف بصوت عال : أنه اكتشفت فجأة حقيقة ما ..
- أتراني أحلم؟
خرج نعيم مندفعاً بجسده من مبنى المديرية إلى الرصيف الذي يعج بالمارة من مختلف الأعمار والأجناس، فتوقف يتطلع إلى غرفته التي تقبع في الطابق الثاني بريبة .. همس
-لقد حرمت علي هذه الغرفة إلى الأبد..
مشى على الرصيف بخطى متماثلة وكأنه كان يجر قدميه جراً مصطدماً بالمارة متعثراً في خطاه وصولاً إلى الجسر الكبير في المدينة حيث وقف هناك يراقب السيارات المنزلقة على الإسفلت تحته .. أحس بدوار يجتاح رأسه وشيء ما قريب من الخوف اختلج في حنايا صدره .. رفع وجهه إلى السماء مغمضاً عينيه ثم انخرط بضحك هستيري لدرجة القهقهة متذكراً مدير المديرية عندما صرخ وهو يستنجد ويستغيث بالمواطنين طالباً منهم اللحاق به إلى غرفته، فهرع جميع موظفي المديرية ودخلوا الغرفة وإذا بالمدير محاط بمجموعات هائلة من الديدان.
- أغيثوني.. أسعفوني يا أولادي
حاولوا أن يفعلوا شيئاً لأجله، لكنهم لم ينجحوا فتركوا السيد المدير في غرفته مع ضيوفه وهرعوا يهاتفون الجهات العليا ناقلين إليها الخبر مطالبين بالدعم والإمدادات للقضاء على الديدان وتخليص السيد المدير منها.
وعندما وصلت الإمدادات من رجال الإطفاء والطوارئ وقوى الأمن الداخلي كان مدير المديرية قد أغمي عليه.. وبعد ساعتين من الحادثة الأليمة وصل تصريح خطي من الوزير يعين نائب المدير بدلاً من المدير حيث اختل الأخير عقلياً ونقل إلى مشفى الأمراض العقلية والعصبية.
اعتدل نعيم في وقفته وهو ما زال على حاله .. يضحك ويضحك من دون توقف، فأضحك معه المارة من الرجال والنساء والشباب والصبايا والأطفال والباعة الجوالين وشكلوا دائرة من الضحك الهستيري ولم يتوقفوا إلا عندما سمعوا صوت زعيق دواليب سيارة وهي تتوقف بشكل مفاجئ ويترجل منها رجل في الخمسين من العمر يصرخ جزعاً..
- الديدان.. الديدان.. تملأ سيارتي.. الديدان تجتاح رأسي.. جسدي إنها تحت ثيابي. النجدة الحقوني.. لبثوا في أماكنهم صامتين لا يحركون ساكناً لنجدة هذا الرجل الذي كان يستغيث ويستنجد بهم .. وعندما رأى أن لا مجال للمساعدة والإنقاذ، صمت نهائياً ثم استدار كالمخدر أو المنوم مغناطيسياً نحو رصيف الجسر وتسلق سياجه الحديدي ورمى بنفسه إلى الأسفل، فهوى جثة هامدة تنـزف منها الدماء بغزارة على الإسفلت.
استلقى نعيم على ظهره فوق السرير منهكاً من شدة التعب الذي أصاب قدميه لطيلة ما مشى، بعد خروجه من المديرية. وضع كفيه وهما متشابكتان تحت مؤخرة رأسه وراح يحدق إلى سقف الغرفة باحثاً بعينين ثاقبتين فاحصتين عن الديدان، ولكنه لم يجدها، نفخ بارتياح وأغمض عينيه لبرهة فقط.. سمع صوت صرير باب الغرفة وهو يفتح، فتح عينيه ببطء، رأى زوجته تدخل حاملة بيدها صينية عليها إبريق شاي وكأسان زجاجيان وعبوة سكر وملعقة.. اقتربت منه وجلست على الأريكة القريبة من السرير جارة بيدها الأخرى التربيزة لتضع عليها الصينية.. نهض نعيم بتكاسل وجلس على طرف السرير.. بينما كانت زوجته همسة تصب له الشاي في الكأس، سمعا صوت جارتهما أم عمر تصرخ.
- يا ناس.. يا جيران.. الحقوني.. النجدة..
هرع نعيم مهرولاً نحو النافذة بارتباك وتلكؤ، فلحقت به زوجته همسة وقد أمسكت طرف قميص منامته من الخلف خائفة ..
مد كلتا يديه وفتح دفتي النافذة بعد أن رقع المزلاج فرأى أم عمر تقف على نافذتها المحتشمة..
- الحقني يا جار.. الديدان تغزو بيتي.. إنها في كل مكان.. على الأرائك، في الصالون، فوق مكتبة التلفزيون والتربيزات، على السرير في غرفة النوم وداخل الفراش والخزانة.. خزانتي يا ناس.. لقد احتلت الديدان خزانتي وتوزعت بشكل مرعب بين فساتيني.. أرجوكم يا جيران الحقوني.. لكزته زوجته بإصبعها في ظهره هامسة له بجانب أذنه..
- الحق المرأة إنها تستنجد بك..
- الديدان كانت سبباً في إدخال مدير المديرية الوقور إلى مشفى الأمراض العقلية، وأنا لا أريد أن ألحق به.. هو مديري صحيح، ولكن هذا لا يعني إن جن هو على جميع الموظفين أن يجنوا معه.. أجفل عندما سمع صوت الجارة أم عمر وهي تستنجد بالجيران الذين هرعوا إليها بشهامة أولاد الحارات الشعبية حاملين عصيهم الغليظة والقصيرة سلاحاً فتاكاً لتخليصها .. هتف مغتبطاً..
- ها هم.. ها هم الجيران يصعدون لنجدتها.. الحمد لله لم تعد بحاجة إليّ .. ثم أغلق دفتي النافذة وذهب نحو السرير ليجلس على طرفه ويرتشف الشاي بينما مشت همسة وراءه ممتعضةً فقد أخجلها أمام جارتها.. انصاع نعيم لرأي زوجته عندما صرخت به زاعقة من داخل المطبخ لتعلمه بأن حرارة سخان الحمام وصلت إلى الستين ..
في الحمام تعرى تماماً، فأضحكه منظره وهو يسترق النظر إلى جسده الخجول، وقد ألصق ساقيه الواحدة بالأخرى ليخبئ عورته.. هيأ كل شيء.. قطعة صابون الغار والمشط والليفة ثم مد يده وفتح حنفية الخلاط فامطرت الديدان بدل الماء.. صرخ فزعاً..
- الديدان.. الديدان.. همسة.. ليلى.. الحقا بي.. لم تردا عليه، ولم تستجيبا لندائه واستغاثته، فهرع نحو الباب ليفتحه.. أحس في تلك اللحظة خدراً هائلاً احتل واستوطن ذراعيه، ووقف في مكانه كتمثال حجري، أما وجهه غزاه الاصفرار والشحوب وصار يبدو كقناع لمحارب مهزوم لا هوية له.. هجمت عليه زاحفة متوحشة من كل الجهات.. على الباب.. الجدران.. الأرض وما زالت فوهة حنفية الخلاط تمطر بغزارة.. خطا إلى الخلف متراجعاً بذهول وجزع وكأنه كاد يجهش بالبكاء، زلت قدمه وسقط داخل الحمام وهو يصرخ ويستغيث..
- همسة .. ليلى .. الحقا بي .. أرجوكما .. الديدان تغزو الحمام.. جاءه صوت رفيع واحد..
- نعيم.. انهض يا نعيم .. إنه كابوس ..
نهض نعيم من سريره مجفلاً وهو يلتفت حواليه منكمشاً على نفسه في ذهول، كانت زوجته همسة تنظر إليه باستغراب، وفجأة أطلقت ضحكة ناعمة ثم قالت :
- كنت تحلم ها .. كنت تقول .. همسة ليلى الحقا بي .. الديدان تغزو الحمام .. منذ متى تهاب الديدان يا نعيم.. فهذا بيتك وحارتنا حارة المساكين الشعبية طول عمرها حارة مليئة بالديدان المقرفة فما الذي أفزعك الآن يا نعيم ..؟
فرد على زوجته بأنفاس متقطعة ولاهثة ..
- لا.. هذه الديدان ديدان من نوع آخر.. ديدان متوحشة. تهاجم وكأنها جيش من المحاربين المحترفين الذين يتقنون فنون الفتك.. حاولت أن أعرف يا همسة من أين جاءت ولكن الحلم لم يوضح هذا الجانب.. ثم سأل وهو يجيل النظر في أنحاء الغرفة ..
- أين ليلى؟
- في المطبخ تصنع لنا القهوة ..
أمام مرآة الخزانة ارتدى نعيم ثيابه بعد أن احتسى القهوة ودخن معها ثلاث سجائر تباعاً..
وقبل أن يفتح الباب ليخرج.. استدار نحو زوجته همسة مفكراً بعمق وبشيء من الذكاء مشى نحوها بخيلاء المعتدّ بنفسه..
- الآن عرفت من أين جاءت الديدان يا همسة ..
عرفت من أين أتت فهي معنا منذ خلقنا .. نعم يا همسة.. ودق بقبضة يده على أم رأسه قائلاً ..
- إنها هنا .. إنها هنا، .. إنها هنا
ملاحظة: كتبت هذه القصة عام 1987
سمر يوسف- حمامة السلام
-
عدد الرسائل : 61
العمر : 58
البلد الأم/الإقامة الحالية : دمشق
الشهادة/العمل : موظفة
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
رد
تعبر هذه القصة عن فساد المجتمع
حيث إستشرت المحسوبيات والرشاوي
ونهب ثروات الوطن دون حسيب أو رقيب
وتمثل القصة تحول الكثير من المجتمعات
الى ديدان تأكل الأخضر واليابس
شكراً سمر على التعبير الصادق عن الواقع
حيث إستشرت المحسوبيات والرشاوي
ونهب ثروات الوطن دون حسيب أو رقيب
وتمثل القصة تحول الكثير من المجتمعات
الى ديدان تأكل الأخضر واليابس
شكراً سمر على التعبير الصادق عن الواقع
نعيم كمو- الـمـثـقـف
-
عدد الرسائل : 1236
البلد الأم/الإقامة الحالية : syria_ sweden
الشهادة/العمل : متقاعد _كاتب
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
رد: قصة الديدان
قرأت هذه القصة وشردت بعيدا .. بعيدا..
وها أنا اسجل اعجابي بقلم الأستاذ والأخ جورج قريو
اوصلي سلامي له ..
العزيزة سمر
دام نهر العطاء دفقاً..
ولنكثر من هذه اللوحات البديعة
التي تزين جدران المملكة
تقبلي مروري وودي
لك جل التحية
جو
وها أنا اسجل اعجابي بقلم الأستاذ والأخ جورج قريو
اوصلي سلامي له ..
العزيزة سمر
دام نهر العطاء دفقاً..
ولنكثر من هذه اللوحات البديعة
التي تزين جدران المملكة
تقبلي مروري وودي
لك جل التحية
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: قصة الديدان
قصة الديدان...
انها تعبير صادق عن الواقع المر الذي تعيش فيه المجتمعات...
عزيزتي سمر
مميزة أنت دائما في اختياراتك الموفقة
مع خالص الحب والمودة
تقبلي مروري المتواضع
حسـناء
انها تعبير صادق عن الواقع المر الذي تعيش فيه المجتمعات...
عزيزتي سمر
مميزة أنت دائما في اختياراتك الموفقة
مع خالص الحب والمودة
تقبلي مروري المتواضع
حسـناء
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
رد: قصة الديدان
السيد نعيم كمو والأخ جو والأخت حسناء العمري
شكراً لكم وأتمنى دوماً أن يكون اختياري موفق ويعجبكم
تحياتي لكم ....
شكراً لكم وأتمنى دوماً أن يكون اختياري موفق ويعجبكم
تحياتي لكم ....
سمر يوسف- حمامة السلام
-
عدد الرسائل : 61
العمر : 58
البلد الأم/الإقامة الحالية : دمشق
الشهادة/العمل : موظفة
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى