فيروز صديقةُ براري الرّوح 1 ـ 5
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
فيروز صديقةُ براري الرّوح 1 ـ 5
فيروز صديقةُ براري الرّوح 1 ـ 5
فيروز صديقةُ براري الرُّوح
أنشودة الحياة* ـ الجزء الثَّامن
(نصّ مفتوح)
إهداء: إلى الفنّانة المبدعة السيّدة فيروز
1
..... ..... ....
تُخشخِشُ الرِّيحُ بكلِّ رعونةٍ
مؤذنةً بانسيابِ دمعةٍ طازجة
من لونِ السُّخونة!
دمعةُ عشقٍ فوقَ بوبؤِ الرُّوحِ
دمعةُ شوقٍ إلى طينِ الأزقّةِ
إلى أختي الحنونة!
يفرُّ العمرُ كالنَّسيمِ
عابراً دكنةَ اللَّيلِ
وجعٌ في ظلالِ الأمانِ
وجعٌ على ايقاعِ القلبِ
يتناثرُ فوقَ تخومِ التِّلالِ!
طائرُ الشَّوقِ يحلِّقُ فوقَ عرشي
عرشٌ لا يجاري مخالبَ العصرِ
يتوارى بينَ شهوةِ الحرفِِ
بعيداً عن خفرِ الولاءِ
عن هجومِ القرشِ!
عرشي مملكةٌ مبرعمة من دهشةِ الحرفِ
تنقشُ على وجنةِ الموجِ شهقةَ الخلاصِ!
خلاصُ الرُّوحِ من ضجرِ العمرِ
من خطرِ الانزلاقِ!
فرحٌ يلوحُ في غمائمِ الأفقِ
يهفو القلبُ إلى بحيراتِ الصِّبا
إلى مشاكساتِ الطُّفولةِ
إلى هلاهلِ الشَّفقِ!
تفرُّ الأيّامُ من أجنحةِ العمرِ
عابرةً زرقةَ السَّماءِ
تخورُ بينَ طلاسمِ الزَّمنِ
بينَ قهقهاتِ السِّنينِ!
زمنٌ معلَّقٌ من أذنيهِ
ملولبٌ في غبارِ العجاجِ
زمنٌ من فيضِ البكاءِ
أينَ سترسو تلافيفُ الغبارِ
كم من الضَّجرِ حتّى تشقَّقَتْ
وجنةَ القمرِ!
يرخي اللَّيلُ صدرهُ على أشواكِ القنافذِ
تتكوَّرُ كَكُراتٍ مرميّةٍ
على أطرافِ الأراجيحِ!
تنهضُ القصيدةُ بكلِّ شموخٍ
كأنَّها مندلقة من حفاوةِ المروجِ
وحدُه حرفي يسطعُ في قبّةِ الرُّوحِ
يمنحني فرحاً
أسمو فوقَ خفقةِ الموجِ
من ألقِ الانتشاءِ!
تتراكمُ الأيّامُ فوقَ غشاوةِ الحلمِ
تذوبُ مثلَ الثَّلجِ
بينَ توقِ الحنينِ ورغوةِ الألمِ!
تشتعلُ الذَّاكرةُ شوقاً إلى معابرِ الصِّبا
إلى بيادرِ الرُّوحِ
إلى فيروز وهي تغنّي لنجيماتِ الصَّباحِ!
فيروز يا موجةَ فرحي
يا غصناً دائمَ الاخضرارِ
يا صديقةَ المحبّةِ والسَّلامِ
يا صديقةَ الشَّجرِ والعصافيرِ
يا وجعَ الإنسانِ المضرّجِ بغبارِ الحروبِ!
فيروز شمعةٌ متلألئة
من زخّاتِ المطرِ
من نداءِ الذَّاكرة
من خيوطِ الصَّباحِ!
بستانٌ مكتنزٌ بأزاهيرِ الكرزِ
بكنوزِ البحرِ
بحبّاتِ اللَّوزِ
بزخّاتِ المطرِ!
فيروز ترتيلةٌ منبعثةٌ من ظلالِ الجنّةِ
من الحلمِ الآفلِ
غفوةُ طفلٍ فوقَ أعشابِ المروجِ!
لآلئُ الرُّوحِ تنمو فوقَ حنينِ البحرِ
تهفو إلى عذوبةِ الماءِ
إلى تجلّياتِ الحرفِ
إلى هطولِ خيراتِ السَّماءِ!
فيروز صديقةُ براري الرُّوحِ
ترفرفُ مثلَ النَّسيمِ فوقَ تواشيحِ الفجرِ
فوقَ أسرارِ اللَّيلِ
تغفو على حفيفِ الموجِ على ألوانِ الوفاءِ!
فيروز كنزٌ معبّقٌ بمرجانِ البحرِ
صوتُ الضّياءِ المتهاطلِ فوقَ شهوةِ النُّجومِ
فوقَ ترانيمِ البهاءِ!
جاءني انسيابُ الصَّوتِ
على إيقاعِ رفرفاتِ الموجِ
صوتٌ تشكَّلَ من حناجرِ البحرِ
صوتٌ متناغمٌ معَ حبقِ السَّوسنِ
يتماهى بفرحٍ معَ بتلاتِ الطُّفولةِ
معَ شموخِ الجبالِ
معَ اشراقةِ الشَّفقِ!
فيروز يا أميرةَ التَّراتيلِ
يا بحراً في سماءِ الغناءِ
كيفَ عبرتِ رحابَ الأغاني
تزرعينَ في ظلالِ القلبِ أبهجَ الأماني!
موجةٌ تغازلُ موجةً
نسمةٌ مهتاجةٌ تنتظرُ خيراتِ الغيومِ
صوتٌ ينبعُ من رحمِ الحياةِ
يرتسمُ فوقَ بسمةِ أملٍ
فوقَ رذاذاتِ الشَّوقِ
فوقَ جبينِ البقاءِ!
فرحٌ عندَ بزوغِ الشَّفقِ
عندَ انبعاثِ التجلِّي
فرحٌ عندَ انشراحِ الدِّيارِ
حيثُ شراعُ القلبِ
يهتفُ لأزاهيرِ اللَّيلِ
لحفيفِ البراري!
فرحٌ عندَ هبوطِ اللَّيلِ
عندَ عناقِ البدرِ
فرحٌ على مساحاتِ الشِّعرِ
على تمايلاتِ النَّفلِ
على ثراءِ البذارِ!
فيروز أنشودةُ فرحٍ على رحابِ البراري
فرحٌ رغمَ جراحِ السِّنينِ
رغمَ غبارِ الحروبِ
رغمَ أحزانِ البنينِ
شمعةٌ تضيءُ القلبَ على مدى النّهارِ!
فرحٌ فوقَ قبّةِ الرُّوحِ
فرحٌ ينمو في سماءِ يومي
كلّما تصدحينَ لأجنحةِ الرِّيحِ
لاخضرارِ الجنينِ
لأسرابِ العصافيرِ!
فيروز يا هديةَ السَّماءِ
يا وجعي المعفّرِ بعشبةِ الخلاصِ
يا رسولةَ البحرِ
يا صديقةَ الشَّمسِ في أوجِ الانبلاجِ!
تروينَ عطشَ الفيافي
ثغورَ البساتينِ
حنينَ المسافاتِ
بعذوبةٍ يداعبُ صوتُكِ أهدابَ البنينِ!
فيروز يا زهوةَ الرُّوحِ
يا لونَ البياضِ
يا شجرةَ القلبِ الوارفة
بأقراصِ العسلِ
بحبقِ النّعناعِ!
أيّتها الصَّوت المتلألئ بحفيفِ الملائكة
ببسمةِ الطُّفولةِ
بأسرارِ البحرِ
بأجنحةِ الرِّيحِ
بخصوبةِ الحنينِ!
يا لونَ البداياتِ وأريجَ النَّهاياتِ
يا لبَّ الأناشيدِ
يا شهدَ الأماني في صباحِ العيدِ!
تموجينَ بانتعاشٍ في غبشِ الصَّباحاتِ
تهطلينَ عذوبةً فوقَ نسائمِ الشَّفقِ
فوقَ مروجِ العناقِ!
تصدحينَ مثلَ طيورِ النَّعيمِ
مثلَ حفيفِ الرّوضِ
فيرقصُ البحرُ رقصةَ التجلّي
يخفقُ قلبي من بهجةِ الدُّفءِ
المتهاطلِ من ثغرِ السَّماءِ!
يزدادُ الطَّّلُّ نضارةً من حُبورِ الغناءِ
من جموحِ الموجِ
من روعةِ العناقِ
عناقُ الأرضِ لزخّاتِ الوفاءِ
عناقُ البحرِ لبيادرِ المحبّة
لنورِ الضّياءِ!
فيروز يا بسمةَ بدرٍ
تعانقُ خيوطَ الشَّمسِ
تسمو نحو الأعالي
نحوَ أقاصي السَّماءِ!
تسترخي زنابقُ الرّوضِ من وهجِ الانتعاشِ
تعلو في قبّةِ الشَّوقِ
تغفو على نضارةِ النَّدى على جبينِ المساءِ!
يا موجةَ فرحٍ تظلِّلُ نداوةَ الوردِ
يا خفقةَ طائرٍ يحلّقُ في ضبابِ اللَّيلِ
يا بهجةَ الرَّبيعِ
يا هديلَ اليمامِ!
هل تقمَّصَتْكِ أريجُ الزُّهورِ
أم تغلغلَتْ نسائمُ الرَّبيعِ
في أسرارِ البحرِ
ثمَّ استقرَّت في شهقةِ الآهِ؟!
آهاتُكِ من لونِ الحياةِ
من بسمةِ البساتينِ
تغفو على أنغامِكِ أسرابُ القطا
أشواقُ البنينِ!
أحملُ أغانيكِ فوقَ رضابِ الرُّوحِ
تطهِّرني من زمهريرِ الغربةِ
من صقيعِ المنافي
تنقذني من ضجرِ الرَّحيلِ!
رحيلُ الإنسانِ في متاهاتِ الحياةِ
في خضابِ اللَّيلِ
في جمرِ الصّحارى
في ظلالِ السِّنينِ!
كم من اللَّيالي كم من الصَّباحاتِ
من الآهاتِ
كم من الجراحِ وأنتِ ما تزالينَ أنتِ
سيّدةُ الشَّفقِ
روعةُ الغسقِ عندَ إندلاعِ العناقِ!
ترنو نجيماتُ الصَّباحِ إلى بهاءِ الشُّموخِ
إلى الصَّوتِ المبلَّلِ بحبقِ الأزاهيرِ
بأريجِ الوفاءِ!
يا بحراً مغطّى بالنَّارنجِ
يا شوقَ العصافيرِ إلى بيادرِ العمرِ
إلى الذَّاكرة الغافية فوقَ تخومِ المروجِ
فوقَ أكوامِ السَّنابلِ!
يا حديقةً مكتنزةً بنداوةِ الظِّلالِ
بعناقيدِ العنبِ
بجموحِ غزالةٍ برّية
بحمائمِ السَّلامِ!
يا لونَ البخورِ
يا رنينَ الأجراسِ
كم من الأغاني حتّى انتعشَتْ
قلوبُ النّاسِ!
أحبُّكِ أكثرَ من البحرِ
أكثرَ من حلمي
أكثرَ من سُفُنِ الحبِّ
أكثرَ من حنينِ العشبِ
إلى اكتنافِ الضَّبابِ
أكثرَ من أريجِ الأزاهيرِ
أكثرَ من غفوةِ الرُّوحِ يينَ خمائلِ الأملِ
أكثرَ من جولةِ الشِّعرِ في بحارِ المزاميرِ!
يا صديقةَ الأرضِ
يا صوتاً يضاهي بلابلَ الرَّوضِ
يا فرحي المفتوح على هديرِ الرِّيحِ
على اِمتدادِ جنَّاتِ الخلدِ!
أحبُّكِ أكثرَ من وهجِ الصَّباحِ
أكثرَ من حنينِ الأمواجِ إلى خيوطِ الشَّفقِ
إلى خدودِ الهلالِ!
تغفينَ فوقَ مرافئِ سُفُني
فوقَ دفاترِ حلمي
فوقَ بسمةِ الشَّوقِ
فوقَ نضارةِ النَّدى
فوقَ غمائمِ اللَّيلِ
فوقَ هدهداتِ الرُّوحِ
فوقَ أرجوحةِ الشَّجنِ!
تعبرينَ تواشيحَ الدُّفءِ
كنوزَ القلبِ
خمائلَ القصيدةِ
حتّى الثَّلجُ لا ينجو من وهجِ الأغاني
ينامُ فوقَ بياضِ الوئامِ
فوقَ ربوعِ القِمَمِ!
يرقصُ القمرُ طرباً على أنغامِ المحبّة
على هدهداتِ الغناءِ
على بشائرِ القلمِ!
تولدُ القصيدةُ على أنغامِ أغانيكِ
على حكايا الأزاهيرِ
على رنينِ النواقيسِ
على معابرِ الألمِ!
أجرامُ السَّماءِ تهتاجُ
تستحمُّ بالماءِ الزّلالِ
بأشجارِ الرّوحِ
بالبخورِ المتصاعدة من رحابِ الحلمِ!
يا بياضَ الأثيرِ
يا قصيدةً مختومةً
بأغصانِ الوفاءِ
بحروفٍ متناثرة
من نُدَفِ الثَّلجِ
يا صوتاً منبعثاً من حنينِ الوردِ
إلى اشراقةِ الهُدُبِ!
تنتشي الكلماتُ
فيرقصُ الحرفُ ألقاً
من تمايلاتِ روعةِ الزَّنبقِ
من عذوبةِ الشَّفقِ
من بهجةِ ايقاعِ الطَّربِ!
السَّماءُ شامخةٌ
تزغردُ من حبورِ الأغاني
ينتعشُ القلبُ سموّاً
فرحٌ يسترخي فوقَ بيادرِ الطُّموحِ
خفقةُ الرّوحِ تزهو
تسمو إلى أعماقِ أغوارِ التجلِّي!
تنزاحُ غشاوةُ حزنٍ
كلّما أسمعُ ترانيمَكِ
كلَّما أسمعُ هدهداتِ الحنينِ
كلَّما تنامُ عصافيرُ الخميلةِ
فوقَ أعشابِ شبّاكي!
تموجُ أغانيكِ مثلَ خفقةِ طائرٍ
بين أحلامِ الصَّباحِ
ترقصُ موجةُ الحبِّ طرباً
على إيقاعِ الأماني
على تجلِّياتِ ليلاكِ!
بلسمُ الرُّوحِ أنتِ
يا خمرةَ الكرومِ
يا انتعاشةَ القلبِ
يا خفقةَ الدُّفءِ
في رضابِ القصيدة
في سموِّ دنياكِ!
... ... ... يتبع!
ستوكهولم: ليلة رأس السَّنة،
2003، 2004، 2005، 2006
صبري يوسف- كاتب-شاعر-فنان
-
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
مواضيع مماثلة
» فيروز صديقةُ براري الرّوح 2 ـ 5
» فيروز صديقةُ براري الرّوح 3 ـ 5
» فيروز صديقةُ براري الرّوح 4 ـ 5
» فيروز صديقةُ براري الرُّوح 5 ـ 5
» تحت عنوان "فيروز تغني للبنان" طرح ألبوم منوعات لـ"فيروز"
» فيروز صديقةُ براري الرّوح 3 ـ 5
» فيروز صديقةُ براري الرّوح 4 ـ 5
» فيروز صديقةُ براري الرُّوح 5 ـ 5
» تحت عنوان "فيروز تغني للبنان" طرح ألبوم منوعات لـ"فيروز"
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى