ألا تجلسينَ قليلاً؟ - نزار قباني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ألا تجلسينَ قليلاً؟ - نزار قباني
ألا تجلسينَ قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبرَ منكِ.. وأكبرَ مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينكِ..
لم يكُ نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظةِ ضعفٍ
نريد اغتيالَ السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائقَ أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتلُ العواطف في لحظات
وإلقاءُ حبكِ في سلةِ المهملات..
فإن تراثاً من الحبِ.. والشعرِ.. والحزن..
والخبز.. والملحِ.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتكِ تفتكرينَ قليلاً بما تفعلين
فإن القضيةَ..
أكبرُ منكِ.. وأكبرُ مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيهِ..
وأن الحمامةَ ليست طريقَ اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينكِ..
ليست تموتُ بتلك السهوله
وأن المشاعرَ لا تتبدلُ مثل الثياب الجميلهْ..
أنا لا أحاولُ تغييرَ رأيكِ..
إن القرارَ قرارُكِ طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلبِ،
ذاتَ الشمالِ ، وذات اليمين..
فكيف نفكُّ حصارَ العصافير، والبحرِ،
والصيفِ، والياسمينْ..
وكيف نقصُّ بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
- سأسكب كأساً لنفسي..
- وأنتِ؟
تذكرتُ أنكِ لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلكِ.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليكِ سقوطَ المطر
فماذا يضيركِ لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطرْ..
وما يضيركِ؟
لو تضعينَ قليلاً منَ الكحل فوق جفونكِ..
أنتِ بكيتِ كثيراً..
ومازال وجهكِ رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثلَ القمرْ..
أنا لست ضدّ رحيلكِ..
لكنْ..
لديَّ اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعرِ.
علَّ قليلاً من الشعرِ يكسرُ هذا الضجرْ..
... تقولينَ إنكِ لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديدْ..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكرُ..
كم كنتِ تحتفلينَ بشعري..
وتحتضنينَ حروفي صباحَ مساءْ..
وأضحكُ..
من نزواتِ النساء..
فليتكِ سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منكِ .. وأكبرُ مني..
كما تعلمين..
أما زلتِ غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنتِ حبيبةُ قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفتُ مثل جميع الرجال
ببعض الخشونهْ..
وبعض الغرورْ..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسورْ؟
وإحراقِ كل الشجر..
أنا لا أحاول ردَّ القضاء وردَّ القدر..
ولكنني أشعر الآنَ..
أن اقتلاعكِ من عَصَب القلب صعبٌ..
وإعدام حبكِ صعبٌ..
وعشقكِ صعبٌ
وكرهكِ صعبٌ..
وقتلكِ حلمٌ بعيد المنالْ..
فلا تعلني الحربَ..
إن الجميلاتِ لا تحترفن القتالْ..
ولا تطلقي النارَ ذات اليمين،
وذاتَ الشمال..
ففي آخر الأمرِ..
لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ..
لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ..
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
رد: ألا تجلسينَ قليلاً؟ - نزار قباني
الى الساندريلا الاميرة
أشكرك على نقلك هذه القصيدة الرائعة
لقد عشت لحظات حالمة مع هذه الكلمات و التعابير
أحب قرائة قصائد نزار قباني
انها تأخدنا الى عالم مليئ بالخيال والحب
قلما نجده في هذه الايام
مع سلامي
هـــناء
أشكرك على نقلك هذه القصيدة الرائعة
لقد عشت لحظات حالمة مع هذه الكلمات و التعابير
أحب قرائة قصائد نزار قباني
انها تأخدنا الى عالم مليئ بالخيال والحب
قلما نجده في هذه الايام
مع سلامي
هـــناء
هــناء العمري- أمــيرة الـــورود
-
عدد الرسائل : 343
العمر : 39
البلد الأم/الإقامة الحالية : المغرب
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : الاستماع الى الشعر والموسيقى
تاريخ التسجيل : 20/09/2009
مواضيع مماثلة
» ما بين حب وحب .. / نزار قباني
» القدس / نزار قباني
» القدس / نزار قباني
» بعد العاصفة / نزار قباني
» ثقافتنا / نزار قباني
» القدس / نزار قباني
» القدس / نزار قباني
» بعد العاصفة / نزار قباني
» ثقافتنا / نزار قباني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى