شر البليّة... ما يضحك!
صفحة 1 من اصل 1
شر البليّة... ما يضحك!
شر البليّة... ما يضحك!
الاغاني مرصوصة بنفس الطريقة، اظهار الاغراء يتم على نفس النسق، والخيط المستعمل واحد. يقولون الفن ولادة.. وليس هناك ولادة بلا ألم، وآلام الولادة عند الفنان الحقيقي هي ثروة الآلام من اجل صياغة جديدة للحياة لتصبح الاغنية "مغامرة" محملة بصورة الحياة والوجود..
لقد نادى افلاطون في جمهوريته منذ آلاف السنين بتثقيف الشعب بالموسيقى، وجعل من الموسيقى حصة ثابتة في المنهاج التعليمي بوصف الموسيقى حقيقة ابداع عمالقة وخلاقين!! وما هو الا ليضيف (الكمال) الى شيء (ناقص) وبهذا تتوحد الطاقات من اجل التغيير لتصبح الموسيقى نوعا من العبادة. ولو ان افلاطون بُعث اليوم حيا لانكر ما يرى وما يسمع، ولسحب كلامه وحل جمهوريته وفضل عليها بيع الخيار والفقوس في الاسواق. فالفن اليوم – ومع اسفي الشديد – عبارة عن اغنية دمها خفيف وعرض "سكس" وابتسامة جذابة ويا ريت!!! لو انتاج الفن يتم من على المسرح بل معظم الاغاني "الراقية الحس" تغنى وتنتج من على "تخت النوم" وكأن رسالة الفن ما هي الا اظهار الاغنية في مراهقة صبيانية تحس ان السامع خلالها يتقيأ محصول ما يسمعه قبل ان يصل الى بلعومه وقبل ان يهضمه. فحقيقة الفنان هي حقيقة انسان خارق للعادة لان الموسيقى والفن يمثلان ثقافة وحضارة لتصبح مقياس التحضر الطبيعي والنهضة الحقيقية للمجتمع لا في التطبيق والتنفيذ بل في التأليف والخلق والتفكير وفي خالقي هذه النهضة. فالفنان الحقيقي هو الذي يصور دنيا الناس للناس ليروا انفسهم في عمله حتى لو كان ذلك من صنع خياله ليضيفوا الى حياتهم المألوفة حياة جديدة.. وهذا ما يسعون لتحقيقه كل من عمالقة الطرب – الجديرون بالتقدير – هيفاء وهبه" رجب حوش صاحبك عني "والفنان الموهوب جاد شويري باغنية "اجيلك حيران نفسي اولعك" ومروة وروبي وكلهم في الهوى سوا.
وما دمنا نتكلم هنا عن آلام الفنان الحقيقي، تلك الآلام التي تفرخ التوجع والتأوه لكنها آلام مضيئة تنفذ الى قلب الاشياء، مثلما تنفذ اشعة الشمس من خلال العدسة لتعطي الضوء لتهر (الواقع الراهن) في احزان (الحلم) بالمثال... بواقع اروع وافضل واكثر اشراقا – لعل هذا يذكرنا بالفنانة ماريا – النغنوشة – في اغنيتها.. العب العب العب. وكأن مجتمعنا يعاني من ثغرات في الحياة الجنسية مستنجدين بذلك الفضائيات ومخرجي الاغاني لسد هذه الثغرات.
شر البلية ما يضحك.. عندما نرى بتهوفن وشوبان وفاجنر واصوات عبد الحليم وعبد الوهاب تراجعت ليحتل المسرح وقصدي – تخت النوم – روبي وماريا واليسا، يلا!! فالاخلاق في النازل والذواق في النازل.. لا يهم ما دامت المكاسب في الطالع.
لقد دخل رصيد الفنانات والفنانين الـ 10 TOP ليتم الاعلان عن اعلى رصيد بنكي للفنانين اليوم.. لنتوقف قليلا هنا، لنتكلم عن حقيقة ما يعرفها القليلون عن الموسيقيين "موتسارت" و "باخ" وغيرهم الذين كانوا ينصهرون لتتجمر مواهبهم، لقد توفي اعظم موسيقي عرفة التاريخ وهو "موتسارت" بسبب فقره الى حد انه لا يملك شراء الحطب لتدفئة غرفته حتى انه مات وهو في الخامسة والثلاثون بداء الصدر نتيجة سوء التغذي... وماذا عن "باخ" الموسيقي الالماني الذي الف معزوفاته في ضوء القمر فقد كان يؤلف ويقرأ في حضرته – القمر – لان مصباح غرفته كان بلا غاز ولا يملك المال لشراء الغاز لمصباحه. ولو شئنا ان نترصد تحت مصباح (الفقر) العبقري فان الكلام يطول.. ولكن جميع اصحابها ما زالوا يملأون اسماع الوجود بموسيقاهم الخالدة.
فيا امة هذا التاريخ: ان الفن هو من اهم الثمرات الحقيقية التي تستخلصها البشرية من أي تطور او تمدن او ازدهار. فان بناء حياة فنية حقيقية يكون الزهرة والثمرة الاصلية لحياتنا كلها، ولكم ايها الفنانون ان تخترعوا من شؤون الفن ما شئتم من اختراع.. ولكن بربكم اتركوا لنا رماد حلمنا الازلي الجميل وصورتنا المثالية الرائعة ليتذكرنا التاريخ، والسلام عليكم.
هيام طه
الأحد 8/5/2005
الاغاني مرصوصة بنفس الطريقة، اظهار الاغراء يتم على نفس النسق، والخيط المستعمل واحد. يقولون الفن ولادة.. وليس هناك ولادة بلا ألم، وآلام الولادة عند الفنان الحقيقي هي ثروة الآلام من اجل صياغة جديدة للحياة لتصبح الاغنية "مغامرة" محملة بصورة الحياة والوجود..
لقد نادى افلاطون في جمهوريته منذ آلاف السنين بتثقيف الشعب بالموسيقى، وجعل من الموسيقى حصة ثابتة في المنهاج التعليمي بوصف الموسيقى حقيقة ابداع عمالقة وخلاقين!! وما هو الا ليضيف (الكمال) الى شيء (ناقص) وبهذا تتوحد الطاقات من اجل التغيير لتصبح الموسيقى نوعا من العبادة. ولو ان افلاطون بُعث اليوم حيا لانكر ما يرى وما يسمع، ولسحب كلامه وحل جمهوريته وفضل عليها بيع الخيار والفقوس في الاسواق. فالفن اليوم – ومع اسفي الشديد – عبارة عن اغنية دمها خفيف وعرض "سكس" وابتسامة جذابة ويا ريت!!! لو انتاج الفن يتم من على المسرح بل معظم الاغاني "الراقية الحس" تغنى وتنتج من على "تخت النوم" وكأن رسالة الفن ما هي الا اظهار الاغنية في مراهقة صبيانية تحس ان السامع خلالها يتقيأ محصول ما يسمعه قبل ان يصل الى بلعومه وقبل ان يهضمه. فحقيقة الفنان هي حقيقة انسان خارق للعادة لان الموسيقى والفن يمثلان ثقافة وحضارة لتصبح مقياس التحضر الطبيعي والنهضة الحقيقية للمجتمع لا في التطبيق والتنفيذ بل في التأليف والخلق والتفكير وفي خالقي هذه النهضة. فالفنان الحقيقي هو الذي يصور دنيا الناس للناس ليروا انفسهم في عمله حتى لو كان ذلك من صنع خياله ليضيفوا الى حياتهم المألوفة حياة جديدة.. وهذا ما يسعون لتحقيقه كل من عمالقة الطرب – الجديرون بالتقدير – هيفاء وهبه" رجب حوش صاحبك عني "والفنان الموهوب جاد شويري باغنية "اجيلك حيران نفسي اولعك" ومروة وروبي وكلهم في الهوى سوا.
وما دمنا نتكلم هنا عن آلام الفنان الحقيقي، تلك الآلام التي تفرخ التوجع والتأوه لكنها آلام مضيئة تنفذ الى قلب الاشياء، مثلما تنفذ اشعة الشمس من خلال العدسة لتعطي الضوء لتهر (الواقع الراهن) في احزان (الحلم) بالمثال... بواقع اروع وافضل واكثر اشراقا – لعل هذا يذكرنا بالفنانة ماريا – النغنوشة – في اغنيتها.. العب العب العب. وكأن مجتمعنا يعاني من ثغرات في الحياة الجنسية مستنجدين بذلك الفضائيات ومخرجي الاغاني لسد هذه الثغرات.
شر البلية ما يضحك.. عندما نرى بتهوفن وشوبان وفاجنر واصوات عبد الحليم وعبد الوهاب تراجعت ليحتل المسرح وقصدي – تخت النوم – روبي وماريا واليسا، يلا!! فالاخلاق في النازل والذواق في النازل.. لا يهم ما دامت المكاسب في الطالع.
لقد دخل رصيد الفنانات والفنانين الـ 10 TOP ليتم الاعلان عن اعلى رصيد بنكي للفنانين اليوم.. لنتوقف قليلا هنا، لنتكلم عن حقيقة ما يعرفها القليلون عن الموسيقيين "موتسارت" و "باخ" وغيرهم الذين كانوا ينصهرون لتتجمر مواهبهم، لقد توفي اعظم موسيقي عرفة التاريخ وهو "موتسارت" بسبب فقره الى حد انه لا يملك شراء الحطب لتدفئة غرفته حتى انه مات وهو في الخامسة والثلاثون بداء الصدر نتيجة سوء التغذي... وماذا عن "باخ" الموسيقي الالماني الذي الف معزوفاته في ضوء القمر فقد كان يؤلف ويقرأ في حضرته – القمر – لان مصباح غرفته كان بلا غاز ولا يملك المال لشراء الغاز لمصباحه. ولو شئنا ان نترصد تحت مصباح (الفقر) العبقري فان الكلام يطول.. ولكن جميع اصحابها ما زالوا يملأون اسماع الوجود بموسيقاهم الخالدة.
فيا امة هذا التاريخ: ان الفن هو من اهم الثمرات الحقيقية التي تستخلصها البشرية من أي تطور او تمدن او ازدهار. فان بناء حياة فنية حقيقية يكون الزهرة والثمرة الاصلية لحياتنا كلها، ولكم ايها الفنانون ان تخترعوا من شؤون الفن ما شئتم من اختراع.. ولكن بربكم اتركوا لنا رماد حلمنا الازلي الجميل وصورتنا المثالية الرائعة ليتذكرنا التاريخ، والسلام عليكم.
هيام طه
الأحد 8/5/2005
هيام طه- صحافية وكاتبة
-
عدد الرسائل : 19
العمر : 54
البلد الأم/الإقامة الحالية : حيفا
الشهادة/العمل : صحافية
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى