لغة المصالح والجيوب – خذ وهات
صفحة 1 من اصل 1
لغة المصالح والجيوب – خذ وهات
لغة المصالح والجيوب – خذ وهات
جميل جدا هذا النشاط والرقي التثقيفي الذي تحفل به حياتنا. وجميل جدا تباشير النضج المتزايدة يوما بعد يوم. فهل... من انقاذ لحياتنا!!
هل الانانية والطمع يولدان مع الانسان ام ان طبيعة الانسان مفطورة على الخير؟ ام ان اوضاع المجتمع هي التي تغير هذه الطبيعة البشرية وتوجه هذه الفطرة؟
كم من مرة نسمع يوميا كلمة مصلحة، مصالح، "مصلحتي" مقارنة مع كلمة مبادئ واخلاق الآخذة بالانقراض من قاموس حياتنا، فلقد حلت ثروة مالنا في عصرنا هذا محل ثروة انفسنا التي اصبحت لغة المصالح والجيوب هي اللغة المسيطرة، واصبحنا نتسارع لطلب الربح من جميع ابوابه واسبابه مع شعار "خذ وهات" تحت مبدأ الفكر المادي الجدلي.
الحق يقال انني اشتهي رؤية القليل من مجتمعنا اصحاب ادمغة تفكر يجلسون حول مائدة واحدة يتحاورون بالفكر والثقافة وزيادة الوعي، فمع كل اسفي نرى الفئة الاخرى فئة الاذكياء من مجتمنا الذين يبنون افكارهم وجيوبهم تحت شعار "الموديرن والبيزنيس" فاذا كشفت يفهم وابعدتهم عن مفهوم المصلحة وحدثتهم عن المبادئ يتهمونك انك لست ابن عصرك بل انت بقايا جيولوجية من عصر قد ولى!! فليتهمني البعض باني آخذ المجموع بذنب الجزء فدوافع غريبة لهذه الافكار تدفعها المصلحة التي تخفف نظافتها الظاهرة من بشاعة الانانية بقدر ما تضاعفها، بمعنى آخر اصبحت المصلحة جزءًا لا يتجزأ من بناء الانسان فالامثلة كثيرة وتقع تحت سمعنا وبصرنا كل يوم.
ان المصلحة والتفكير بالجيب - في وقتنا هذا - لا تبشر بذرة من الانسانية لكنها الف باء تضع المصالح في مكان الراكب والاخلاق في مكان المركوب.
فلماذا لا نفكر بطريقة اشرف وانظف للسلوك؟ ولماذا لا نحمي مجتمعنا من التمزق؟
وهل هذا الكم من الفساد والافساد العالمي صدفة ام هي ايد سياسية بذرت في نفوس البشر بذورًا مادية، وصولية، انتهازية.
فللنظر الى الاخلاق العامة في الماضي والى الاخلاق اليوم، وبالنظر لقيمة الصداقة سابقا مقارنة مع قيمة الصديق اليوم فنحن مع اسفي الشديد ننحدر باخلاقنا الى السوء والاسوأ!!
فلنعد بناء حياتنا وتحويلها لحياة فكرية وثقافية وسلوكية حقيقية تكون الزهرة والثمرة الاصيلة لحضارتنا. فحياتنا لا تنيرها الكهرباء وانما بالنور الصادر من وعينا وعقل انساننا ووجدانه. لعلني استذكر مقوله الفيلسوف "نيتشه" في كتابه الاخير "ما وراء الخير والشر" بوصفه لحالنا: اننا هنا اهل الحداثة نتعين بخلقيات متباينة "بفضل الميكانيك المعقد" فافعالنا تشع تباعا بمختلف الالوان ونادرا ما تكون صريحة وثمة حالات عديدة نفعل فيها افعالا متلونة".
اعزائي: اذا كانت خطوط بصمات الاصابع تختلف بين الناس كاختلاف خطوط العقل والتفكير عندها!! يكون الصمت ثمنه اغلى من الكلام.
وقفة مع النفس قد تفيد
هيام طه
الجمعة 15/4/2005
جميل جدا هذا النشاط والرقي التثقيفي الذي تحفل به حياتنا. وجميل جدا تباشير النضج المتزايدة يوما بعد يوم. فهل... من انقاذ لحياتنا!!
هل الانانية والطمع يولدان مع الانسان ام ان طبيعة الانسان مفطورة على الخير؟ ام ان اوضاع المجتمع هي التي تغير هذه الطبيعة البشرية وتوجه هذه الفطرة؟
كم من مرة نسمع يوميا كلمة مصلحة، مصالح، "مصلحتي" مقارنة مع كلمة مبادئ واخلاق الآخذة بالانقراض من قاموس حياتنا، فلقد حلت ثروة مالنا في عصرنا هذا محل ثروة انفسنا التي اصبحت لغة المصالح والجيوب هي اللغة المسيطرة، واصبحنا نتسارع لطلب الربح من جميع ابوابه واسبابه مع شعار "خذ وهات" تحت مبدأ الفكر المادي الجدلي.
الحق يقال انني اشتهي رؤية القليل من مجتمعنا اصحاب ادمغة تفكر يجلسون حول مائدة واحدة يتحاورون بالفكر والثقافة وزيادة الوعي، فمع كل اسفي نرى الفئة الاخرى فئة الاذكياء من مجتمنا الذين يبنون افكارهم وجيوبهم تحت شعار "الموديرن والبيزنيس" فاذا كشفت يفهم وابعدتهم عن مفهوم المصلحة وحدثتهم عن المبادئ يتهمونك انك لست ابن عصرك بل انت بقايا جيولوجية من عصر قد ولى!! فليتهمني البعض باني آخذ المجموع بذنب الجزء فدوافع غريبة لهذه الافكار تدفعها المصلحة التي تخفف نظافتها الظاهرة من بشاعة الانانية بقدر ما تضاعفها، بمعنى آخر اصبحت المصلحة جزءًا لا يتجزأ من بناء الانسان فالامثلة كثيرة وتقع تحت سمعنا وبصرنا كل يوم.
ان المصلحة والتفكير بالجيب - في وقتنا هذا - لا تبشر بذرة من الانسانية لكنها الف باء تضع المصالح في مكان الراكب والاخلاق في مكان المركوب.
فلماذا لا نفكر بطريقة اشرف وانظف للسلوك؟ ولماذا لا نحمي مجتمعنا من التمزق؟
وهل هذا الكم من الفساد والافساد العالمي صدفة ام هي ايد سياسية بذرت في نفوس البشر بذورًا مادية، وصولية، انتهازية.
فللنظر الى الاخلاق العامة في الماضي والى الاخلاق اليوم، وبالنظر لقيمة الصداقة سابقا مقارنة مع قيمة الصديق اليوم فنحن مع اسفي الشديد ننحدر باخلاقنا الى السوء والاسوأ!!
فلنعد بناء حياتنا وتحويلها لحياة فكرية وثقافية وسلوكية حقيقية تكون الزهرة والثمرة الاصيلة لحضارتنا. فحياتنا لا تنيرها الكهرباء وانما بالنور الصادر من وعينا وعقل انساننا ووجدانه. لعلني استذكر مقوله الفيلسوف "نيتشه" في كتابه الاخير "ما وراء الخير والشر" بوصفه لحالنا: اننا هنا اهل الحداثة نتعين بخلقيات متباينة "بفضل الميكانيك المعقد" فافعالنا تشع تباعا بمختلف الالوان ونادرا ما تكون صريحة وثمة حالات عديدة نفعل فيها افعالا متلونة".
اعزائي: اذا كانت خطوط بصمات الاصابع تختلف بين الناس كاختلاف خطوط العقل والتفكير عندها!! يكون الصمت ثمنه اغلى من الكلام.
وقفة مع النفس قد تفيد
هيام طه
الجمعة 15/4/2005
هيام طه- صحافية وكاتبة
-
عدد الرسائل : 19
العمر : 54
البلد الأم/الإقامة الحالية : حيفا
الشهادة/العمل : صحافية
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى