نأكل لنعيش لا .. نعيش لنأكل
صفحة 1 من اصل 1
نأكل لنعيش لا .. نعيش لنأكل
نأكل لنعيش لا .. نعيش لنأكل / هيام طه
هناك ظاهرة تسترعي التأمل والتعجب:
كم هي نسبة المجتمع الصحي السليم الذي يدخل الضوء الاخضر فوق جيل الاربعين بدون مرض قلب، سكري، ضغط ،سرطان مقارنة مع متوسط عمر الانسان.
ويحدث ان ينطلق خيالي احيانا متسائلا: لماذا نرى الاجيال الناشئة – اجيال المرتديلا – لا حول لها ولا قوة فهي اقل تحملان ا للمشقة واضعف صبرا على المجهود.. بل وفقدت القدرة على المجهود، وكرهت كل ما يجهد الذهن.. لو قمنا بقلب هذه القضية – بحثا وفحصا – لرأينا اننا اصبحنا شعبا تشعر بالحاجة الى الطعام اكثر من عوزنا الى دفء سلام داخلي مبني على "صحة سليمة"، فالتبذير في المصروفات والترف والاكل هي من مميزات عصرنا.. فمواد الطعام من اللحم والهامبورجر والارز هو طبقنا وقت الغداء والعشاء والبدائل من الخبز والاطعمة المتنوعة باشكالها الهندسية والوانها المتعددة – دون طعم – ما هي الا صنوف من الهندسة التي تملأ بطوننا، فكثرة الغذاء وتنويعه في عصرنا اليوم له شأن في الاضطراب والفوضى وخصوصا ان انفعالاتنا الجسدية – الناجمة عن جسدنا – لها تأثير كبير في مزاجنا ومناخ تفكيرنا الذي يصب وقت الغذاء بمعرفة نوعية العشاء.
لقد قال الحكيم الشهير ابقراطوس في مواجهة صحيحة ودائما لقضايا الانسان "ليكن الطعام دواءك" ولكن عصرنا اليوم عكس هذه الموازين ليقول "التخمة اصل الداء.. والحمية رأس الدواء" لما يحمله عصرنا من امراض، فالفواكه والخضار اليوم بلا طعم ولا نكهة وبلا رائحة، فهي جامدة شديدة الاحمرار فاقدة لاي حلاوة، ولحوم الدجاج اشبه بالقطن الطبي، أي ان ما نأكله اليوم هي بدائل فقدت طعمها واصالتها – ليصبح الرغيف "الحاف" الخارج من الفرن اطعم وافيد من كل هذه الموائد الباهظة الثمن.
فهذه الملاحظات التي استقيتها من بطون هذا العصر – ومن اختباري الشخصي في العيش – لها علاقة قوية- بل مؤثرة – بانتشار الاوبئة والامراض الماحقة من سكري وقلب وضغط وغيرهما. فالجسم البشري واعضاؤه واغشيته مكونة من الطعام الذي نأكله والشراهة والاكثار منها ينتج عنه ترسبات وفضلات في الاوردة والشرايين.. والعكس صحيح.. نقاوة الجسد وتطهيره والتقرب من الغذاء الطبيعي – من الطبيعة – يؤدي الى النشاط المتجدد والصحة السليمة.. فعلم الصحة والحياة لا يبتكر ويخترع من جيل بل نتيجة اختبار الانسان لنفسه وكل اسراف وكل انجذاب يؤدي الى اختلال واضطراب. ومع هذا ويا للمذهل، انه لا حديث لنا اليوم الا عن الغلاء والوضع الاقتصادي فمهما يكون من قوة الاسباب الاقتصادية او غيرها مما يؤثر في السوق ويرفع الاسعار فان السبب الاكبر هو في ايدينا نحن، بل في بطوننا فما ان تأخذ الجيبة راحتها بالمال وناموس البطن يدبر لها طريقة لازالتها ولا بأس من ان نغمض اعيننا – على سبيل اللعبة المسلية – لنتذكر موائدنا في اليومين السابقين ونسبة الاطعمة المفيدة "غير المصنعة" الناجم عن التناقض العكسي ما بين الفائدة والضرر... فشراهة البائع تنتج من شراهة المستهلك – ولا اقول التقشف والحرمان – بل القناعة والبساطة هما اساس التقدم بكل شيء سواء على الصعيد الصحي او المعنوي.
فهذه الظاهرة "نعيش لنأكل" هي ظاهرة من فصيلة المأساة الاجتماعية لما ينتج عنها من عوارض وامراض.. ولكن الفرق بينها وبين أي ظاهرة ان عللها معروفة فظاهرها "ليس في الامكان" وباطنها "لست املك الصحة" بينما الظواهر الاخرى نستطيع معالجتها فلنعد حساباتنا قليلا ونقلل من الاسراف والتبذير ونلجأ الى الطبيعة وكل ما هو طبيعي – غير مصنع – وسنرى كيف ان الكروش ستختفي وينقص الترهل، ومرض السكر وضغط الدم.
لست ادري، هل تلاحظون هذه الظاهرة العجيبة مثلي؟
الثلاثاء 24/5/2005
هناك ظاهرة تسترعي التأمل والتعجب:
كم هي نسبة المجتمع الصحي السليم الذي يدخل الضوء الاخضر فوق جيل الاربعين بدون مرض قلب، سكري، ضغط ،سرطان مقارنة مع متوسط عمر الانسان.
ويحدث ان ينطلق خيالي احيانا متسائلا: لماذا نرى الاجيال الناشئة – اجيال المرتديلا – لا حول لها ولا قوة فهي اقل تحملان ا للمشقة واضعف صبرا على المجهود.. بل وفقدت القدرة على المجهود، وكرهت كل ما يجهد الذهن.. لو قمنا بقلب هذه القضية – بحثا وفحصا – لرأينا اننا اصبحنا شعبا تشعر بالحاجة الى الطعام اكثر من عوزنا الى دفء سلام داخلي مبني على "صحة سليمة"، فالتبذير في المصروفات والترف والاكل هي من مميزات عصرنا.. فمواد الطعام من اللحم والهامبورجر والارز هو طبقنا وقت الغداء والعشاء والبدائل من الخبز والاطعمة المتنوعة باشكالها الهندسية والوانها المتعددة – دون طعم – ما هي الا صنوف من الهندسة التي تملأ بطوننا، فكثرة الغذاء وتنويعه في عصرنا اليوم له شأن في الاضطراب والفوضى وخصوصا ان انفعالاتنا الجسدية – الناجمة عن جسدنا – لها تأثير كبير في مزاجنا ومناخ تفكيرنا الذي يصب وقت الغذاء بمعرفة نوعية العشاء.
لقد قال الحكيم الشهير ابقراطوس في مواجهة صحيحة ودائما لقضايا الانسان "ليكن الطعام دواءك" ولكن عصرنا اليوم عكس هذه الموازين ليقول "التخمة اصل الداء.. والحمية رأس الدواء" لما يحمله عصرنا من امراض، فالفواكه والخضار اليوم بلا طعم ولا نكهة وبلا رائحة، فهي جامدة شديدة الاحمرار فاقدة لاي حلاوة، ولحوم الدجاج اشبه بالقطن الطبي، أي ان ما نأكله اليوم هي بدائل فقدت طعمها واصالتها – ليصبح الرغيف "الحاف" الخارج من الفرن اطعم وافيد من كل هذه الموائد الباهظة الثمن.
فهذه الملاحظات التي استقيتها من بطون هذا العصر – ومن اختباري الشخصي في العيش – لها علاقة قوية- بل مؤثرة – بانتشار الاوبئة والامراض الماحقة من سكري وقلب وضغط وغيرهما. فالجسم البشري واعضاؤه واغشيته مكونة من الطعام الذي نأكله والشراهة والاكثار منها ينتج عنه ترسبات وفضلات في الاوردة والشرايين.. والعكس صحيح.. نقاوة الجسد وتطهيره والتقرب من الغذاء الطبيعي – من الطبيعة – يؤدي الى النشاط المتجدد والصحة السليمة.. فعلم الصحة والحياة لا يبتكر ويخترع من جيل بل نتيجة اختبار الانسان لنفسه وكل اسراف وكل انجذاب يؤدي الى اختلال واضطراب. ومع هذا ويا للمذهل، انه لا حديث لنا اليوم الا عن الغلاء والوضع الاقتصادي فمهما يكون من قوة الاسباب الاقتصادية او غيرها مما يؤثر في السوق ويرفع الاسعار فان السبب الاكبر هو في ايدينا نحن، بل في بطوننا فما ان تأخذ الجيبة راحتها بالمال وناموس البطن يدبر لها طريقة لازالتها ولا بأس من ان نغمض اعيننا – على سبيل اللعبة المسلية – لنتذكر موائدنا في اليومين السابقين ونسبة الاطعمة المفيدة "غير المصنعة" الناجم عن التناقض العكسي ما بين الفائدة والضرر... فشراهة البائع تنتج من شراهة المستهلك – ولا اقول التقشف والحرمان – بل القناعة والبساطة هما اساس التقدم بكل شيء سواء على الصعيد الصحي او المعنوي.
فهذه الظاهرة "نعيش لنأكل" هي ظاهرة من فصيلة المأساة الاجتماعية لما ينتج عنها من عوارض وامراض.. ولكن الفرق بينها وبين أي ظاهرة ان عللها معروفة فظاهرها "ليس في الامكان" وباطنها "لست املك الصحة" بينما الظواهر الاخرى نستطيع معالجتها فلنعد حساباتنا قليلا ونقلل من الاسراف والتبذير ونلجأ الى الطبيعة وكل ما هو طبيعي – غير مصنع – وسنرى كيف ان الكروش ستختفي وينقص الترهل، ومرض السكر وضغط الدم.
لست ادري، هل تلاحظون هذه الظاهرة العجيبة مثلي؟
الثلاثاء 24/5/2005
هيام طه- صحافية وكاتبة
-
عدد الرسائل : 19
العمر : 54
البلد الأم/الإقامة الحالية : حيفا
الشهادة/العمل : صحافية
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى