نهر / عبد اللطيف الحسيني
صفحة 1 من اصل 1
نهر / عبد اللطيف الحسيني
نهر.
عبد اللطيف الحسيني*
إلى دارين : ابنتي .
كأنّي أتنفّسُهُ , أتنفّسُ جحيماً حينَ أذكرُهُ , كأنّ أفعىً نفخَتْ في ترابٍ فجاء على شكل منعطف يرمي الصبيةُ فيه شغباً ألتقطُهُ قبلَ أنْ يُرمى .
أيّها النهرُ : أينَ خبّأتَ كلَّ هذي الظّلال التي مرّتْ بكَ أو مررْتَ بها فسحبْتَها إلى شهيقكَ .
أيّها النهرُ: ها أنا أمدُّ يدي لتمشيَ عليها مَرَحَاً لا يعدِلُهُ مرحُكَ حينَ تجلسُ الفتياتُ بجانبكَ .
: ها يدي زورقٌ يمشي على مائِكَ الوهميّ الفيّاض .
اهطلْ علينا أنتَ الذي لا ماءَ عندكَ , أيُّها النهرُ : ها أنا نهرُكَ وقد أصحبتُ جَدّي الذي يخبّئ رأسَهُ بيديهِ حين تأتيه شتائمُ الصبية , و كأنهُ – كأني – المُتهمُ بشرب كلّ هذي المياه .
مَنْ أَوقفَكَ قبالتي لأراكَ يتيماً .. خاسراً كأنّكَ – كأنّي - قادمٌ من معركةٍ طُعنتْ من الخلف فيها ؟.
لا تحدّثني عن خساراتِكَ أيّها النهرُ , فلي منها ما يملأُ كلّ جوانبي .
كنْ كما عهدْتُكَ : يخافُ هديرَكَ مَنْ يمرُّ بكَ هارباً وأنتَ تلاحقُ , لتلتهمَ ظلالَهُ .
كنْ كما عرفَكَ الصبيُّ : ماءٌ ميّتٌ أو عشبٌ يخجلُ من ذبولِهِ في الربيع .
......
هذي المياهُ التي لا تراها في النهر , إنها دموعي كي يرمي الصبية سفنَهم الورقيّة فيها .
- ملاحظة : مقطع من نصّ غير منشور
من مخطوط معدّ للطباعة : نحن الذين نسكن في الشمال .
عبد اللطيف الحسيني
alanabda9@gmail.com
عبد اللطيف الحسيني*
إلى دارين : ابنتي .
كأنّي أتنفّسُهُ , أتنفّسُ جحيماً حينَ أذكرُهُ , كأنّ أفعىً نفخَتْ في ترابٍ فجاء على شكل منعطف يرمي الصبيةُ فيه شغباً ألتقطُهُ قبلَ أنْ يُرمى .
أيّها النهرُ : أينَ خبّأتَ كلَّ هذي الظّلال التي مرّتْ بكَ أو مررْتَ بها فسحبْتَها إلى شهيقكَ .
أيّها النهرُ: ها أنا أمدُّ يدي لتمشيَ عليها مَرَحَاً لا يعدِلُهُ مرحُكَ حينَ تجلسُ الفتياتُ بجانبكَ .
: ها يدي زورقٌ يمشي على مائِكَ الوهميّ الفيّاض .
اهطلْ علينا أنتَ الذي لا ماءَ عندكَ , أيُّها النهرُ : ها أنا نهرُكَ وقد أصحبتُ جَدّي الذي يخبّئ رأسَهُ بيديهِ حين تأتيه شتائمُ الصبية , و كأنهُ – كأني – المُتهمُ بشرب كلّ هذي المياه .
مَنْ أَوقفَكَ قبالتي لأراكَ يتيماً .. خاسراً كأنّكَ – كأنّي - قادمٌ من معركةٍ طُعنتْ من الخلف فيها ؟.
لا تحدّثني عن خساراتِكَ أيّها النهرُ , فلي منها ما يملأُ كلّ جوانبي .
كنْ كما عهدْتُكَ : يخافُ هديرَكَ مَنْ يمرُّ بكَ هارباً وأنتَ تلاحقُ , لتلتهمَ ظلالَهُ .
كنْ كما عرفَكَ الصبيُّ : ماءٌ ميّتٌ أو عشبٌ يخجلُ من ذبولِهِ في الربيع .
......
هذي المياهُ التي لا تراها في النهر , إنها دموعي كي يرمي الصبية سفنَهم الورقيّة فيها .
- ملاحظة : مقطع من نصّ غير منشور
من مخطوط معدّ للطباعة : نحن الذين نسكن في الشمال .
عبد اللطيف الحسيني
alanabda9@gmail.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد اللطيف الحسيني* (من أعضاء المنتدى)
أرسل لي الشاعر عبد اللطيف الحسيني هذه المشاركة لأنشرها له
علما أنه من أعضاء المنتدى ويستطيع نشرها بنفسه
للرد على هذا النص يمكنكم مراسلته على الايميل
واعطائه رابط المشاركة التالي:
https://gaoo.ahlamontada.net/montada-f30/topic-t2596.htm
وتذكيره بالعودة لوضع المشاركات بنفسه كما سأفعل
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» يأس / عبد اللطيف الحسيني
» اهلا بالاستاذ عبد اللطيف البكوري
» مقارنة بين الجنس اللطيف والجنس الخشن
» "شرفات الشاعر عبد اللطيف الحسيني " / نائلة خطيب - عودةالله
» اهلا بالاستاذ عبد اللطيف البكوري
» مقارنة بين الجنس اللطيف والجنس الخشن
» "شرفات الشاعر عبد اللطيف الحسيني " / نائلة خطيب - عودةالله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى