قاموس المنفي , قاموس الغرباء

روحٌ تُحدّق في نفسها آمنة مُطمئنة , قالت :
- لغة ٌ بالية مُهترئة لا تليق بخيالي
إنْ كان لا بُدّ مِنْ لُغة
فلْتكُنْ
من معجم مُنبثق من قاع الروح , من دوائرها
مهاويها و أغوارها المُنوّرة
إن ْ كان لا بُدّ من سُؤال
فلِيكُنْ
وشماً في الذاكرة
سهْماً أُرجوانياً يخترق الخاصرة

روحٌ تُحاصرني :
- ما لون العيون التي إليها تتوقين , حين تُحلّقين ؟
- ما هوية عطر يحتضن جسدك , بهِ تُشرقين ؟
تجمعيه , تُطوقيهِ , تنثريه آيات حنين
ما ملامح وطن يسْكُنك ِ , فيه تنتشين ؟
ما عُمر قلمك , ما عمر عتمتك الباذخة ؟
يا روح ثملة مُثقلّة بشقاء الحروف , ألا تسأمين ؟

صمتكِ إبتسَم , بعدما أوغل في صمتهِ
و روحٌ أوغلتْ في قلق السؤال

روحٌ تُحاصر الروح :
- ما عمر صبرك
ما عمر فرحك الصارخ الكاذب ؟
صمتٌ تبَسّم , لامسَ وجهي , أشعلني و غاب
- يا روحاً طاعنة في صمتها , أينَ ألقاكِ
في البوح أم خلْف جُدر الصمت ؟
- لا تسلني عن جواب , فالجواب هو الوصول
الشمس لَنْ تُشرق في الطرف الآخر من الجسر
فاستمتع بالدرب
كي لا يخيب أملكَ بعدم الوصول , بخيبة الوصول

دعنا لا نركض وراء النُطق , لاهثين
دعنا نتسامر في الصمت
نتنقل من تيه ٍ إلى تيه
لِنبقى بالوصول , عابثين

دعنا نتسامر في الصمت
نَفرُّ من مرارة الأيام و صحراء العمر , هاربين
نتحاور , نهمس مِلء حناجرنا
لغة ربانية لم تكتبها , دواوين