๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلطة الاقوى 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
السلطة الاقوى 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
السلطة الاقوى 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
السلطة الاقوى 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السلطة الاقوى

اذهب الى الأسفل

السلطة الاقوى Empty السلطة الاقوى

مُساهمة من طرف يسري راغب شراب 8/2/2009, 8:10 am

السلطة الأقوى
منذ ان بلغت سن الرشد ، تعودت على الصراحة ،ولم أكن، اعلم في ذلك الوقت ، أن هذه الصفة ستلازمني طوال حياتي ، ولم أكن اعلم ان هذه الصفة ستكون بمثابة لعنة في أغلب الأحيان تقض علي مضجعي في حياة الرجولة والشباب ،ولكني على ما يبدو تعلقت بالمثل الذي يقول في الصراحة راحة ، ومن أين تأتي الراحة في عصر تعود على النفاق من عواجيز ورجال وشباب .
لقد تعودت أن أعلن نقمتي على كل الأشياء غير الصحيحة بصوت مرتفع وعنيف ، كما إنني تعودت أن أعلن إعجابي بكل الأشياء الصحيحة بصوت مرتفع وعنيف أيضا ، والعجيب أنني في كلتا الحالتين لم أجد استحسانا من احد ، عندما أعلن نقمتي على أي وضع كنت أجد العقاب يلاحقني ويزهق روحي ،لأنه يطالبني بان أوقف عاده محببة لدي ، ربما أكون ورثتها عن أجدادي ، ولم يكن باستطاعتي أن أتخلى عنها رغم تعدد مرات العقاب ، وفكرت كثيرا في حالتي ، وانتهيت إلى نتيجة تنجيني من صراحتي : وقررت بيني وبين نفسي أن اكبت مشاعري واكتم غيظي أمام الأشياء التي تثير نقمتي ، والتي ينشا عنها العقاب علي .
وعلى هذا النمط سارت حياتي ، بعيدا عن الصراحة ، ونجوت بنفسي من سلطات عديدة في المجتمع الذي نشأت فيه ، لأنني عودت نفسي على كبت علامات النقمة ضد هذه السلطات على مختلف المستويات ، واكتفيت بحالات الإعجاب بكل الأشياء الصحيحة ، التي تمر أمامي أو أعيشها ،واسمعها ، حتى كان يوما من أيام ، حياتي الجميلة ، عندما التقيت بفتاة أحلامي ، فوجدت نفسي منقادا إليها دون أراده مني ، وأصبح كل ما في قلبي أسير عينيها ، وكل تصرف من تصرفاتي لا يدل إلا على شي واحد وهو أنني محب عاشق ولهان يتعبد في محراب فتاة شقراء عيناها خضراء ، وبعفويه عدت إلى طبيعتي في الإعلان عن حبي ، بالصراحة ، وشجعني قبولها لصراحتي في الإعلان عن حبي لها ، رغم أنها تتسم بالهدوء والتعقل ، عكس صراحتي ، المثيرة للانتباه في بدايتها والمجهضة لكل الحقائق والأشياء في نهايتها ، وهذا ما جنته علي صراحتي ، وما جنته علي حبيبتي ، التي اندمجت في إعجابي الصريح وأحبته ، وأصبح لديها عادة أن تسمع كلمات الغزل الساخن والعفيف مني إليها في كل صباح ، وأنا وجدت راحتي في هذا اللون من الحب الغزلي الرومانسي ، لتفريغ ما في جعبتي الأدبية من كلمات الهوى والهيام والحب والغرام ، ولم انتبه لتوالي الأيام ، وأنا على هذا المنوال دون تغيير، ولم أشعر بأن اسطوانة الحب التي اعزفها ، باتت قديمه ومملة لتكرارها ، ورنينها الموسيقي أصبح مزعجا لفتاتي التي نريد فعلا حيويا يؤكد على القول الرومانسي ، فانقلب استحسانها إلى استياء , وانتشائها إلى تأفف واشمئزاز ، لدرجة صادمة لي ولمشاعري ، وأنا أراها تتقبل الغزل ، وترقص وتلهو ، مع آخرين من رجال وشبان ، في العمل أو في ليالي السمر ، ووجدت أن صراحتي العمياء تعذبني وتقهرني ، وان الطريق إلى امتلاك الحبيبة يحتاج لهدوء واتزان وكلام معسول ، يصل بالحب إلى بر الأمان ، وكانت الغيرة ، وكان الشك ، طريقا موصله إلى القطيعة والهجر والخصام ، وسهر مع ارق ، أتقلب على الفراش فلا أنام ، ولا يرتاح لي جفن ، ولا تغمض لي عيون ، فكان عقابا اشد وأقسى من أي عقاب آخر جربته مع سلطات الحكومات ، فأي قوة قاهرة قهرية قوة الحبيبة ، التي لا تجعلني أنام الليل ، ولا أتذوق طعم الطعام أو الشراب ..؟؟؟ يا له من عذاب ، مرارته تلغي أجمل ما في الحياة ، وسوطه يدمي كل ما في الروح والجسد معا ، فيحول الإنسان إلى جثة متحركة ، تتنقل بخطوات ثقيلة مرهقه ، وعلى غير هدى ، تتوه وليس لها عنوان ، ولا يجدي معها هروب ، أو سفر من مكان إلى مكان ، ودواء الزمان بطيئا ، لا يأتي بحلول النسيان ، فالذات تهرب إلى الذات والعقل محكوم بالقلب ، والنبض مرهون لمالكة القلب ، التي أعلنت التمرد والعصيان ، وأمرت بعقابي كملكة متسلطة مستبدة . وقد أدماني هذا العقاب ، وقهرني هذا السلطان كما لم يقهرني أحد ،انه تسلط لا استطيع تحمل قانونه العرفي ، وسلطة لا ينفع فيها ثورة أو انقلاب ، سلطة أقوى من كل السلطات ، أقوى من كل الاجهزه والحكومات ، سلطة الحب ، السلطة الأقوى في كل مكان وفي أي زمان .
يسري شراب
يسري راغب شراب
يسري راغب شراب
كاتب و أديب
كاتب و أديب

ذكر
عدد الرسائل : 47
العمر : 71
البلد الأم/الإقامة الحالية : خان يونس
الشهادة/العمل : بكالوريوس ادارة اعمال- دبلوم عالي في العلوم السياسيه-دبلوم عالي بقسم الاعلام
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى