يوميات من ذاكرة محمد (2 )

فتل محمد شاربيه على الجانبين وهو ينظر في مرآته النصف مكسورة ، مزهوا بوسامته ،يعد نفسه ليوم جديد ، انتعل حذاه المغربي ، ثم حمل براميل الزيت وراح يتهدهد بهم في أزقة وحارات المدينة ، حمله ثقيل وعياله كثير ، ونذرة الشغل يشيب لها شعر الرأس، طويلة هي قامته وجميلة طلعته ، ينادي رافعا صوته _ الزيت ، الزيت - من يشتري الزيت ،ذهب محمد معظم يومه وهو راكض وراء لقمة العيش ولم يبقى من يومه الا القليل ليقفل راجعا الى بيته ، رأته سيدة تطل من نافذة بيتها ، فظن انها تريد شراء بعض الزيت ، لكنه عندما اقترب منها رمقته بنظراتها الساحرة فأطرق وطأطأ برأسه الى الأرض ظلت هي صامتة وتمعن النظر اليه ، جريئة هي نظراتها ،وظل محمد مطرق ينتظر ، تبسمت له ، فتبسم لها ورمى بخطوة الى الوراء ، وصاح الزيت ، الزيت ، ورمى بالأخرى وهمّ راجعا ، لكنها استوقفته قائلة _كم انت وسيم لو انك لم تكن بائع زيت _ اهتز بدنه من قولها وشعر لحظتها انه فعلا لا يليق به ان يكون زيات لم يدري بما يرد نظر في براميل الزيت فألقاها من يديه ثم ادبر تاركا المكان خجلا دون ان يلتفت

بائع الزيت شخصية عايشت صاحبها رحمه الله وانت كما ترى وقع كلمة من سيدة ماكان حتى يعرفها قلبت كل حياته وغيرت من مسار طريقه لذا لا ينبغي أن نستهين بما نقول

فعلا كلامك صحيح ،فالعمل الشريف لا يعاب وعلينا ان لا نستهين بكد الآخرين ومهما كانت وظائفهم ، بل نرفع ونجل من مستواهم شكرا صديقي لإطلالتك الجميلة على زويتي المتواضعة