شوقي للشام

علمني حبك يا شام الغزل
فأصبحت أحبك و أمسيت أحبك
و إذا نظرت إلى سواك أشعر بالملل
حاولت مرة أن أبحث فيك عن شائبة
فلم أجد و الله لا عيب و لا خلل
خضر العيون ماؤها مثل العسل
و الهدب أغصان أشجار
عانقت السماء بلا خوف أو وجل
و الثغر ينابيع ماء و أنهار
مرة للشرب و مرة للقبل
و القد قامة حسناء
معقود عليها الأمل
لأجلك طرقت أبواب المشايخ
من كل المذاهب و لملل
أبحث عن رقية أرقيك بها
من شر الحاسدين و كيد الدجل
مالي أراك تحمرين من الخجل !
أهو الحب أم هو أمر جلل ؟!
من أراد أن يمد يد الغدر إليك
لأدعون عليها بالشلل
هذي دمشق العروبة
ليست كباقي الدول
اسألوا التاريخ عنها
اسألوا القوافي اسألوا الرسل
رفقا بها يا الله
رفقا بالقلوب رفقا بالعقول رفقا بالمقل
فأنا من شدة الشوق
أصيب قلبي بالمرارة و عقلي بالخبل !