إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟؟!!..

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟؟!!..




الشمس تحبو ذابلةً ...

فوق أسطحة المنازل ...

والشواهق والمدن ....

سحابات دخان أسود ...

تتجه الى نافذة السماء ..

تمتص الشمس ...

تحول السماء الي غيوم قاتلة ....

وشوارع المدن تبكي دمائها ..!!..

البيوت تصرخ دمارها ..

والناس تنادي أشلائها ,,,,

فإلى متى ؟؟..

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟..



على شفاهي صرخة صامتة ,,,,

وفي عيوني دمعة حارقة ...

وبقلبي أمل منتظر ..

لقدوم أشدّاء اليد ...

لكن ضباب كثيف يلتف حول كياني ....

يخنق عنقي ...

يحرق صدري ...

أريد الصراخ ....!!

يا عرب بالله بالله ..!!..

لماذا ؟؟..

لا تتوقف قبائل الجراد والذئاب ...

إلا في أراضينا ؟؟

لماذا ؟؟..

ترحل عنا الأماني إلى أحلام الموت ..؟؟..

لماذا يغيب الحق وتسحق الصراحة ..؟؟..

لماذا يا عرب ..؟؟

لماذا أصبحتُ لا أرى سوى ظلنا المترهل ..!!؟..

وأبَر الوجع التي تُغرز بأحشائنا ..

بدواء الإنتظار ..؟؟..



لماذا نرى صورنا على جدران الموت ..

بوجوه حزينة اكتست غبار الزبد ..؟؟

لزمن صار بلا زبد؟؟!!..

بلا شمس ولا نور ..؟؟!!

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟..

هنا بين حطام الجثث ...

ودماء العيون..

وتطاير البيوت ..

أجلس ... أحسب أرقام غاب عنها الصفر ..!!

وأنا الصفر الآن ..!!..

أسافر بحضن الصمت ..

على أجنحة العراء ..

أتلمس فراغ روحي ...

من كل ألوان الطيف لأحلامي ...

متثائبةً كما الموت آوي..!!..

إلى وكنات خاوية ...

تلهو مع ذاكرة عصفورة ...

تحمل آخر قشة أمل ...

تبحث عن مأوى ..

فلم يبقى لي ركن آوي إليه بين هذا الخراب ...

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟..




هنا على تراب وطني ...

كنت أكتب عن الأماني ...

عن وطني الذي يسكن عيني ...

فهل توقفت الأحداث حد اللا معقول ..؟؟..

وطفت فوق القدرة ..؟؟..

كيف الآن ستمضي الأحلام والأيام ..؟؟!!..

كيف يصنع الكلام في بحر الحزن

والآهات والآلام..؟..




كيف سيمض ِ أحوال الزمن ويحلو المكان ...

ويزدهر المستقبل ... ويزهر البستان ..؟؟!!

وتتفتح ورود البنفسج ...

والياسمين والبيلسان ..؟؟!!..

وكيف يعود السحاب الأبيض ...

ليزيّن نوافذ الأيام ...

بعبق أمطار الأمل الجميل ..؟؟!!..

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟..

فلم يعد القلب يخفق كما كان ...!

ولم يعد السهر تحلو لنا ضحكاته ...!!

لنبدد به عتمة الليل بهمس الكلام وحنين الأيام وعذوبة الأحلام ..!!..

وها هو الصبح يختفي بهاء نوره الذي كان ...؟!

والشمس ها هي يا عرب ...

لم تعد تسطع كما كانت ...




والمغيب لم يعد بسحره المعهود ..!.

والقمر لم يعد يضىء الليل كما كان ...!!

وهاهو السواد يا عرب ...

يبدد النور ...

ويدق ناقوس الرحيل ...!!..

الآن يا عرب, أمتي و وطني ...

بقينا بلا أحلام ...

بلا أيام ...

بلا شمس ... بلا نور ...

بلا نبض ... بلا عنوان ...

فإلى متى ....؟؟؟؟؟؟..

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟...



كم طفلاً توجع ؟؟..

كم شيخاً تألم ؟؟.
ً
كم امرأة صرخت الإغتصاب ...؟

كم شاباً دهس ..؟؟..

وادخل سراديب الظلام ...!!؟؟

كم قلباً فجر ؟؟...

كم روحاً زهقت ؟؟؟

كم بيت فخر .. ؟؟!!

كم وطن سرق ..؟؟؟

ومسجد دنّس ... ؟؟؟

وكنيسة هُدّمت ..؟؟.

أين أنتم يا عرب ..؟


بالله عليكم أين ..؟؟؟!!

هل ماتت وحدتكم ..؟؟..

هل دثرت صرخاتكم ..؟؟..

هل كتمت أصواتكم ..؟؟..

هل بيعت عقولكم ..؟؟..

هل رحلت ضمائركم ..؟؟..

باللهِ عليكم إلى متى الصمت والركون ...؟؟

إلــى مـــتى الإنتظـــار يــــا عــــــرب ..؟...



أجيبوا باللهِ عليكم ؟!!!..

هل اقتربت السماء لحد أنني ....

لمست فيها الفراغ بعد الفراغ ..؟؟؟..

هل نحن سكنا في برج الصمت ؟؟..

بين السكون السخيف والضجيج *(("الجاعر"))* ...؟؟

هل نختزن أنفسنا من الضياع ؟؟!!..

أم هي التي تختزننا لضياع حقيقي ..؟؟

آآآآآآآآآه

وآآآآآآآآآآآه

وآآآآآآآآآآآآآآه


أيها العمر التائه ..

بين ماكان وما سيكون ؟؟..

بالله بالله ..
هل من أحداً يقول لي من أنا ..؟؟!!

وسط هذا الصمت والزحام والركام ..؟؟؟..

لا شيئ ... صمت ...

وسكون ... وخذلان ...

جفاف ... وجفاف ...

ظلام ... ودخان ...

ودمار يا عرب ...

جفاف ... يخنقي ...

جفاف يحنط حتى وهم الأمنيات ..؟..

فهـــــــل من نجــــــــاة ياعــــــــــرب ..؟؟؟

هـــــــــل من مـــــــجيب ....؟؟!!!....

فإلى متـــــــــــــى ...... إلى متـــــــــــــــى ..........




..................

مــــــــــــلاحظه : لمعني كلمة الجاعر

:*(( الجاعر))*
كلمة عامية تعني في بلادم الشام : الضجيج الصاخب والصوت المزعج


........................


وتقبلوا فائق احترامي وتقديري لكم جميعا


عبق الياسمين