نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
4 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: حنا خوري
صفحة 1 من اصل 1
نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
[size=24]
نظريــــــــــــــــــة ألعم تويجر
كانت قرية من قرى جنوب الـــــــــرد القريبة من القامشلي ، تدعى ألخولة بنت الآزور .لأن معظم القرى في تلك المنطقة سمّيت بأسمــاء من التاريخ العربي . نعم كنتُ أستمتع جداً عندما كنت أقضي عدة أيام في تلك القرية وذلك لظروف عملي ..مع أنها كانت صحراوية التربة ولم يكن فيها أي شيئ يشبه شجرة أو خضرة ما ؛ حتى الماء نادر الوجود ، فقط كانت هناك بئر إرتوازية تبعد عن القرية مسافة ثلاثة كيلومترات هي المصدر الوحيد لشرب أهل القرية ...
كان صديقي العزيز ...رجل تخطى السبعين من العمر اسمر اللون داكنه ذو شيبة ضافت على سحنته لونا من البياض ....أكل الدهر عليه وشرب ..خبر الحياة وخلص الى نتيجة حتمية مفادها أن الحياة هي عبارة عن كيسٍ من التبغ ورشفات من القهوة في مضافة شيخ القرية .التي لا تبعد الكثير عن دارته التي كانت سابقا له ولدابته التي تركته وحيدا مترجلاً ..
ما كان يستغني عن سيجارته حتى يشعــــر أنه ليس بمقدوره أن يتحمل حرارتها بين أصابعه ،، عندها فقط يتركها ...بحرقة ولوعة.
لم يكن وقتها لا تلفاز ولا دور سينما ، كل ما هناك عبارة عن راديو بدائي في مضافة الشيخ حيث كنا نذهب للسهر ونرشف القهوة العربية ..وأحيانا يجود علينا شيخ القرية فيسمح لنا بسماع أغاني نجاح سلام وسميرة توفيق
كان الوقت صيف تموز ؛ والليل في تلك المنطقة جميل لأن الطقس يكون بارد ليلاً وحار خانق في النهار ..كانت المضافة تبعد مئتي متر فقط عن منزل صديقي تويــــجر.وفي الطريق إليها كنا نقضي ساعة ونيف للوصول لأنه عزيزي يصر على أن يلف سيجارته وهو يحادثني ...وعند وصولونا نستولي على مكان مميزبحث نرى الراديو والحضور ونكون قريبين مــــــــن عُدة القهوة .
لم نكد نصل ونجلس تلك الليلة حتى فوجئنا بمقدم إمام الجامع، فقام الحضور كُلهم إحتراما له ......جلس بعد أن استند إلى مخدة كبيرة لأنه كان ضخم الجثة . وبإعتباره إمام جامع وعالم دين فمن البديهي ستكون المحاضرة الليلة والمناقشات كلها تصبُّ في المواضيع الدينية ...
بدأ الكلام امامنا الحديث عن الموت بعد هذه الحياة وبعد العمر الطويل للحضور والسكنة الأبدية في الجنة ...وبدأ يستفيض في وصف الجنة ويسهب في جمالها وممــــــــــــــــا قاله....
الجنــــــة بيها عســــل....والجنـــــــة بيها لبــــــــــن....الجنة بيها فيي .....الجنة بيها مي ...والجنة بيها كــــــذا.....وكذا......
طــــالت المحاضرة على عزيزي تويجر وظهرت على وجهه دلائل الملل من طول الموضوع ....ورمق جميع الحضور بنظرة عامة فهم من خلالها ومن وجوه القوم ان الضجر استشرى بينهم ...فرش كيس تبغه ولف حكيمنا لنفسه سيجارة وأشعلها من نار الموقد ثم تنحنح أي سعل سعالاًخفيفاً وكانت هذه الحركة في عادات العرب أن الفاعل يريد أن يشارك بالموضوع أو المناقشة ..
إلتفت إليه إمــــــامنا قائلاً ..خير يا تويجر ايش بيك ....تبي تكول شيئ ؟؟؟
رد عليه فيلسوفنا بربــــــاطة جأش ورزانة المفكر...أريد أســــــــــــأل سؤال يا شيخي..
جاوبه شيخنا ..تفضـــــــــل
وهنا هجم عليه تويجر بالسؤال..ألجنة يا شيـــخي بيها قهوة وتـــــــتن؟؟؟؟؟
وهنا كانت صدمة إمامنا كبيرة وحيرته بالغة ...صمت واستعاد في ذاكرته مباشرة ما قرأه وتعلمه من صغره وحتى تعيينه إماماً للجامع،من الكتب الدينية والتفسير والحديث وما كتبه العلماء .لم يجد أي دلالة على سؤال تويجر أي هل يوجد في الجنة من يوزع سجاير وقهوة ...
رد إمام الجامع رد المغلوب على أمره ...
لا بالـــــــــــــله ما بيها من هذا اللي تقولو يا تويجر .
نظر إليه العم تويجر نظرة المنتصر ورد بكل فصاحة وبلاغة لا بعدها حكمة ..
مــــا تسوى بصلة اترك علومها ..أي ما معناه ..إلغهذا الموضوع وافتح غيره ......[/size]
نظريــــــــــــــــــة ألعم تويجر
كانت قرية من قرى جنوب الـــــــــرد القريبة من القامشلي ، تدعى ألخولة بنت الآزور .لأن معظم القرى في تلك المنطقة سمّيت بأسمــاء من التاريخ العربي . نعم كنتُ أستمتع جداً عندما كنت أقضي عدة أيام في تلك القرية وذلك لظروف عملي ..مع أنها كانت صحراوية التربة ولم يكن فيها أي شيئ يشبه شجرة أو خضرة ما ؛ حتى الماء نادر الوجود ، فقط كانت هناك بئر إرتوازية تبعد عن القرية مسافة ثلاثة كيلومترات هي المصدر الوحيد لشرب أهل القرية ...
كان صديقي العزيز ...رجل تخطى السبعين من العمر اسمر اللون داكنه ذو شيبة ضافت على سحنته لونا من البياض ....أكل الدهر عليه وشرب ..خبر الحياة وخلص الى نتيجة حتمية مفادها أن الحياة هي عبارة عن كيسٍ من التبغ ورشفات من القهوة في مضافة شيخ القرية .التي لا تبعد الكثير عن دارته التي كانت سابقا له ولدابته التي تركته وحيدا مترجلاً ..
ما كان يستغني عن سيجارته حتى يشعــــر أنه ليس بمقدوره أن يتحمل حرارتها بين أصابعه ،، عندها فقط يتركها ...بحرقة ولوعة.
لم يكن وقتها لا تلفاز ولا دور سينما ، كل ما هناك عبارة عن راديو بدائي في مضافة الشيخ حيث كنا نذهب للسهر ونرشف القهوة العربية ..وأحيانا يجود علينا شيخ القرية فيسمح لنا بسماع أغاني نجاح سلام وسميرة توفيق
كان الوقت صيف تموز ؛ والليل في تلك المنطقة جميل لأن الطقس يكون بارد ليلاً وحار خانق في النهار ..كانت المضافة تبعد مئتي متر فقط عن منزل صديقي تويــــجر.وفي الطريق إليها كنا نقضي ساعة ونيف للوصول لأنه عزيزي يصر على أن يلف سيجارته وهو يحادثني ...وعند وصولونا نستولي على مكان مميزبحث نرى الراديو والحضور ونكون قريبين مــــــــن عُدة القهوة .
لم نكد نصل ونجلس تلك الليلة حتى فوجئنا بمقدم إمام الجامع، فقام الحضور كُلهم إحتراما له ......جلس بعد أن استند إلى مخدة كبيرة لأنه كان ضخم الجثة . وبإعتباره إمام جامع وعالم دين فمن البديهي ستكون المحاضرة الليلة والمناقشات كلها تصبُّ في المواضيع الدينية ...
بدأ الكلام امامنا الحديث عن الموت بعد هذه الحياة وبعد العمر الطويل للحضور والسكنة الأبدية في الجنة ...وبدأ يستفيض في وصف الجنة ويسهب في جمالها وممــــــــــــــــا قاله....
الجنــــــة بيها عســــل....والجنـــــــة بيها لبــــــــــن....الجنة بيها فيي .....الجنة بيها مي ...والجنة بيها كــــــذا.....وكذا......
طــــالت المحاضرة على عزيزي تويجر وظهرت على وجهه دلائل الملل من طول الموضوع ....ورمق جميع الحضور بنظرة عامة فهم من خلالها ومن وجوه القوم ان الضجر استشرى بينهم ...فرش كيس تبغه ولف حكيمنا لنفسه سيجارة وأشعلها من نار الموقد ثم تنحنح أي سعل سعالاًخفيفاً وكانت هذه الحركة في عادات العرب أن الفاعل يريد أن يشارك بالموضوع أو المناقشة ..
إلتفت إليه إمــــــامنا قائلاً ..خير يا تويجر ايش بيك ....تبي تكول شيئ ؟؟؟
رد عليه فيلسوفنا بربــــــاطة جأش ورزانة المفكر...أريد أســــــــــــأل سؤال يا شيخي..
جاوبه شيخنا ..تفضـــــــــل
وهنا هجم عليه تويجر بالسؤال..ألجنة يا شيـــخي بيها قهوة وتـــــــتن؟؟؟؟؟
وهنا كانت صدمة إمامنا كبيرة وحيرته بالغة ...صمت واستعاد في ذاكرته مباشرة ما قرأه وتعلمه من صغره وحتى تعيينه إماماً للجامع،من الكتب الدينية والتفسير والحديث وما كتبه العلماء .لم يجد أي دلالة على سؤال تويجر أي هل يوجد في الجنة من يوزع سجاير وقهوة ...
رد إمام الجامع رد المغلوب على أمره ...
لا بالـــــــــــــله ما بيها من هذا اللي تقولو يا تويجر .
نظر إليه العم تويجر نظرة المنتصر ورد بكل فصاحة وبلاغة لا بعدها حكمة ..
مــــا تسوى بصلة اترك علومها ..أي ما معناه ..إلغهذا الموضوع وافتح غيره ......[/size]
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
رد: نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
هههههههههههههههه خاطرة جميلة ولكن شو يلي جاب الامام الى القهوة
والتحدث بأمور الدين والجنة والنار في مكان يعج بالشاي والدخان
فكيف سيجد اذن صاغية لما يقول هداه الله على سوء الاختيار
جاب لنفسو الأحراج
دمت قلمك يزداد تالقا إروينا من منهلك المعطاء
تقبل
والتحدث بأمور الدين والجنة والنار في مكان يعج بالشاي والدخان
فكيف سيجد اذن صاغية لما يقول هداه الله على سوء الاختيار
جاب لنفسو الأحراج
دمت قلمك يزداد تالقا إروينا من منهلك المعطاء
تقبل
ريما حريري- الصَديقة الصدوقة/مشرفة
-
عدد الرسائل : 890
العمر : 59
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : فنون نسوية معهد
تاريخ التسجيل : 16/05/2011
نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
اختي الصدوقـــــــــــــــــة ريما
اشكرك لكونك مررتِ على نظرية العم تويجر في الجنة والنعيم فجميع الأنبياء المرسلين وكافة الكتب السماوية وما ابدعت في وصف الجنة وما فيها من ملذّات واطياب الأطعمة كل هذه لم يقف عندها فكر حكيمنا وبرفوسورنا تويجر ولذلك سال الشيخ هل يوجد محلات لبيع الدخان و محلات لشرب القهوة في الجنة واذا لا تتواجد مثل هذه الأماكن فحسب دستور سقراطنا تويجر لا تساوي بصلة .
ثم سؤالك اختي عن قدوم شيخ الى هكذا مكان
قديما وفي تلك السنين لم تكن الحضارة وصلت الى تلك القرية وكانت المضافة التي ذكرتُها عبارة عن صالة كبيرة مبنية على شبه مكان عالي في القرية ليراها جميع السكان ويذهبوا اليها للسهر والتسلية فلم يكن يومها لا تلفزيون ولا حتى راديو كان بداية انتشار الراديو وطبعا كانت كل هذه الهلمّ ملك المختار في القرية . فتواجد الشيخ طبيعي ويوميا على الأغلب
اشكرك من القلب عزيزتي
اشكرك لكونك مررتِ على نظرية العم تويجر في الجنة والنعيم فجميع الأنبياء المرسلين وكافة الكتب السماوية وما ابدعت في وصف الجنة وما فيها من ملذّات واطياب الأطعمة كل هذه لم يقف عندها فكر حكيمنا وبرفوسورنا تويجر ولذلك سال الشيخ هل يوجد محلات لبيع الدخان و محلات لشرب القهوة في الجنة واذا لا تتواجد مثل هذه الأماكن فحسب دستور سقراطنا تويجر لا تساوي بصلة .
ثم سؤالك اختي عن قدوم شيخ الى هكذا مكان
قديما وفي تلك السنين لم تكن الحضارة وصلت الى تلك القرية وكانت المضافة التي ذكرتُها عبارة عن صالة كبيرة مبنية على شبه مكان عالي في القرية ليراها جميع السكان ويذهبوا اليها للسهر والتسلية فلم يكن يومها لا تلفزيون ولا حتى راديو كان بداية انتشار الراديو وطبعا كانت كل هذه الهلمّ ملك المختار في القرية . فتواجد الشيخ طبيعي ويوميا على الأغلب
اشكرك من القلب عزيزتي
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
رد: نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
اذا ما بيها تتن وگـْهَوَهَ ما تسوى بصلة.. غيّر الموضوع
هههههههههههه
شكراً استاذ حنا
أمتعت مسامعنا وغمرت البسمة في أفئدتنا
ودي
هههههههههههه
شكراً استاذ حنا
أمتعت مسامعنا وغمرت البسمة في أفئدتنا
ودي
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
r=green]]عزيزي الغالي جـــــــــــو
تعدّدت وتلوّنت مسيرة حياتي بين عدّة مجتمعات عزيزي وخرجتُ من كل بيئة بذكريات جميلة على قلبي واحترمها في داخلي ودائما افتخر بهذه النماذج التي مرّت بحياتي .. فقد كان زمن بريء وحياة هادئة ومجتمع بسيط لا مشاكل ولا مصائب ولا ضريبات التطوّر والحداثة .
كان كل شيء كما يقولون في العامّية عالسبحانية .
ايه سنين وسنين لها طعمها وحلاوتها .
اشكرك عزيزي والله يوفقك مدى حياتك [/size]
تعدّدت وتلوّنت مسيرة حياتي بين عدّة مجتمعات عزيزي وخرجتُ من كل بيئة بذكريات جميلة على قلبي واحترمها في داخلي ودائما افتخر بهذه النماذج التي مرّت بحياتي .. فقد كان زمن بريء وحياة هادئة ومجتمع بسيط لا مشاكل ولا مصائب ولا ضريبات التطوّر والحداثة .
كان كل شيء كما يقولون في العامّية عالسبحانية .
ايه سنين وسنين لها طعمها وحلاوتها .
اشكرك عزيزي والله يوفقك مدى حياتك [/size]
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
رد: نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
استاذنا الجليل
ليس مستحيلا
احتمال يلقى آذان صاغيه
ليس مستحيلا
حقا هى رائعه
وسبحنا بها لتدخل البسمة
اكثر واكثر للقلب
جميل ما طرحته هنا سيدي
دمت
ودام جمال قلمك
نسمه أحمد- عبق الياسمين
-
عدد الرسائل : 148
العمر : 44
البلد الأم/الإقامة الحالية : لبنان
الشهادة/العمل : لسانس تاريخ / عيادة خاصة
الهوايات : كتابة الخواطر والشعر
تاريخ التسجيل : 25/11/2011
نظرية العم تويجر
العزيزة نســــــــــــــــــــــــمه
قرأتُ وتمتّعتُ بهذه النسمه الرائعة التي هبّت علي من خلال الأثير .... فحمدتُ ربي وشكرته لأنّها آتية من نســـــمه أحمد .
تحيــــــــــــــــــــــــــــاتي لك عزيزتي وألف شكر
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
مواضيع مماثلة
» الصحـــــــــــــة تاج بقلم حنا خوري
» عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
» عازف النــــــــــــــــــاي بقلم حنا خوري
» نحن لا نزرع الشوك بقلم حنا خوري
» قد تسخر مني ... يا صديقي .. بقلم حنا خوري
» عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
» عازف النــــــــــــــــــاي بقلم حنا خوري
» نحن لا نزرع الشوك بقلم حنا خوري
» قد تسخر مني ... يا صديقي .. بقلم حنا خوري
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: حنا خوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى