وليمة على سطح البحر

ضجيج الصمت
يلاحقني في اليقظة والحلم
أعدو بخطوات هاربة من المجهول
أرى نفسي وحيداً تحاصراني الغربان
والعيون تتهامس بالظلمة
تفترس صمت السكون
أياد كثيرة ملطخة بالدماء
تعتصر قرص الشمس
تحجب نورها ...
تصرخ تتلوى من شدة الألم
ودجى الليل آت مبتسم
يمتطي سحائب الحزن
يكشر عن أنيابه
دون أن يرمش له جفن
وعرائش الياسمين بكت وانتحبت
تناجي وتناجي
حتى يبس الفرع والغصن
لملمت الطيور ما تبقى لها من حنين الذكريات
حلقت عالياً
تبحث بين الغيوم المتشحة بالسواد
عن وميض نور دون جدوى
هوت صريعة
ارتطمت بصفحة الموج
تمزقت الأشلاء وتناثرت
كما تتناثر الأزهار
يوم تعصف بها الرياح
وسمك القرش يرنو من بعيد
انفرجت أساريره وضحك سره
فقد دعي اليوم
لوليمة عائمة على سطح البحر

الأستاذ الفاضل
العبيدي جو
لي الشرف أن تترك كلماتي بصمة على جدران المملكة
فتمنحني الحروف سمة الدخول
لقلوب الأعضاء الأعزاء
فينتشي اليراع عندئذ من عبق الحضور
وليعذرني الأحباء في أول ظهور
إن قدمت بوليمة يفوح منها رائحة الدماء
فمن خلال كآبتي تتفجر الينابيع والأشعار
من خلال كآبتي تولد الكلمات من رحم الأيام
.........

لكم باقة من الياسمين والود

عزيزتي
فاطمة عبدالله
جئتكم بجعبتي حروف وكلمات
فنثرتم دربي بالورود والأزهار
ماذا عساه أن يقول اليراع ؟
غير رد الشكر بالثناء
وتحية بحجم ملكوت السموات
مودتي وتقديري

وهنيئاً لي بانتمائي لعقدكم الفريد
فحروفي مذ عانقت نسائم المملكة
خلعت عنها العباءة السوداء
وارتدت حلة من نور حاكتها أنامل الأحباء
مرورك أخي وليم جبران
سكن القلب والوجدان
مودتي وتقديري