عشاء القبائل المقدس

عشاء القبائل المقدس


نثرية النزع الأخير....


كنت أنتَ .... أنت
هل أنتَ اليوم ...... أنت ؟؟
طوفان الشهوة أنت
إحتراق الطريق ما بين اللوز وبين العصفور.....
مرغَتك المساحات ... والقوافي ... والسطور..
وأنت ... لم تزل..... أنت .
لوجد الصبح.... لا جدوى الإشراق في المهجةِ .... والبهجةِ ... والإنتظار ...... أو العبور .
أين أنت ؟؟؟
عبثٌ هو إحتراق الوقتِ..... عبثٌ إختزال الوقتِ ... عبثٌ إمتداد الوقت .
حاربت طواحين الهواء .... ونسيت سيفك الوحيد حين هبَت العاصفة .
لك المجد أنت .
يا مسيح الدم .
تناهشتك القبائل .... احتست آخر ما تبقى من دمك ......
أكلوا لحمك المُمزق على امتداد الشوك ....... والشهوة .
حملَوك كل صلبانهم ؛ ودفعوك على امتداد البرزخ ما بين الجنة .... والجنة ؛ ما بين جهنم .. وجهنم .
سراطك المستقيم لم ينتهي عند خطوتك الأخيرة .
يا ................ مسيح الدم .
شيَعتك القبائل .... ونسيت نعشك بعد إذ أتعبها الطريق .
كان لقلبك نافذتين وباب مُشرعة .... وحقول .
كان لقلبك عصفورة بيضاء ، وخابور ماجفّ ، وأنين ناعورة ثكلى تفرش صدى المواجع على ما تبقَى من مواسم و... حنين .
يا أنت ......يا رفيق
قالوا أن لأشجار الصنوبر تدرَن مثير يشبه الأثداء .......
وقالوا أن الزيت المقدس اختلط بصمغ الزيزفون..... وكإثبات على استمرار المعجزة ..... ما توقف نزف الحقول .
وقالوا .................
أنك ما كنت وحيداً في العشاء الأخير .
رجال الكنيسة حينها مسحوا رسم المجدلية مريم مابينك وبين بطرس الرسول .
وقيل أن الكأس المقدسة سُرقت بُعيد الوليمة مباشرة .
بلا كأس ...... بلا مجدلية ......
إحتست الجموع نخب دمك المهدور على الصليب .
ياااااااااا أنت .
لم تعد أنت ..... أنت
شهوة الدراق ، ندى الصباحات ، حنين الروح لقهوة الفيروز ، إختلاس الدفء في قشعريرة اللذَة ، .... والفراغ .
يا أبناء جلدتي
يا أيها الشعب...
يا أيتها الجماهير الغفيرة :
أيها المُتخمون بلحمه ....... المُترعون بدمه .
( الشعب ... يريد ... مزيداً من عرق .)
( الشعب ... يريد ... فستق .... وبندق ... وجوز )
( الشعب ... يريد ... تغيير .... المازة )
( الشعب ... يريد ... تغيير رأس الأركيلة )
( ... الشعب ..... يريد ......... إسقاط ............ التفاح ).
أحلامك خضراء .......... يا أنت .
تشعر أن العادة الشهرية .... قد إنقطعت .
تشعر أن بداخلك ..... شيء ما ..... بمكان ما ..... يولد ينمو ، ولربما أوجاع الطلق قد ...... بدأت .
مخاض ما ..... قد بدأ الآن .
تأخذك نزوة الوحام هذا الوقت ....
تتوحم روحك على بطيخ بارد ....... وعنب نابلسي ... وحرية .
تتوحم على بعض اللوز الأخضر ...... والبصل الأخضر ...... وكرامة خضراء .
على خبز دافء ....... ووطن دافء ......... وهواء .
إشبع وحامك يا أنت .
قالوا أن الوحمة تظهر في وجه المولود ........ وقالوا
إن رفعت عقيرتها الأغنام ستعرف كيف تموت .
(--- طير أحمر كبير .... في الطريق ...... رسالة من بعيد ...... خبرٌ عاجلٌ...... تتناهشه كلاب مسعورة ....... وسمكة صفراء تخرج من كتل الطين .)
- هذا ما قرأته العرافة بفنجان الصبح ............... من سيقرأ تابوت الليل ؟؟؟ .
يا أنت ..........
ليس لك .... إلاك .
أنت وحدك ....... كنت وحدك .
تجوع وحدك ..... تثور وحدك ... تشرّع الأحكام وحدك ..... وتسقط التفاح وحدك .
ترفع راياتك وحدك ...
قُد قدماك قدر ما تستطيع ..... ولا تستطيع وحدك .
إنشر جلدك الممزق أعلاماً ...... بلا صاريات .
إزرع أصابعك العشرة في الحقول القاحلة ..........
علق رأسك على عكازة الوقت ......... علك تُخيف الطيور الجارحة .....
علك تحمي ما تبقى من مواسم ....... من مطر
يزيد عاشور

يا أنت ..........
أنت الآن وحدك..... في نزاعك الأخير
تجوع وحدك.. تعطش وحدك.. تتألم وحدك..
ترفع راياتك وحدك..
وتزرع أصابعك العشرة في الحقول القاحلة.....

يزيد عاشور كتب:علق رأسك على عكازة الوقت.... علك تُخيف الطيور الجارحة....
علك تحمي ما تبقى من مواسم.... من مطر

وهل بعد هذا يا صديقي سيتبقى مواسم.. و مطر

لقد كسر لهم الخبز ووزعه قائلاً لهم خذوا كلوا هذا هو جسدي
ومزج عصير الكرمة بالماء في هذه الكأس المقدسة وأعطاهم قائلاً:
اشربوا هذا هو دمي الذي يراق عنكم لمغفرة الخطايا والحياة الأبدية..
فتناهشه هذا الجمع القبلي المفجوع... واحتسوا آخر ما تبقى من دمه...
وبما أن هؤلاء الجياع كالقطط - آكلين ناكرين -
أخذوه لحما, وسيرموه عظما...
فهل يكون هذا.. هو.. النزع الأخير ؟!!!....