هل أنت هنـــا

أنا لستُ موجوداً. هكذا قلتُ لنفسي بعد أن أيقنتُ بأنها تنجرف وراء شهواتي.
أنا لم أكن يوماً ملكاً لي ولا أعرف من أي روح مكون.
يدان متشنجتان ممدودتان على طولهما تحتضنان صدراً مرهقاً بشرايينه.
يحرس هذا الأخير قطعة من لحم لا تتعب من النبض أبداً.
علماً بأننا " أي أنا ويداي وصدري وشرايين صدري"
لا نمتلكها " أي قطعة اللحم التي لا تتعب من النبض" والتي مع مرور الوقت أُطلق عليها تسمية القلب.
كان يجب أن أُخلق مزهرية عاجية تحتضن الأزهار والماء.
أو ربما على هيئة حرف محفور في وسط ريشة معدنية لقلم حبر سيُكتب به يوماً.
أنا دائماً أحمل نفسي التي لا أملك مسؤولية ما أريد ولا أستطيع.
وألقي باللوم على قلبي الذي كره مكوثه في صدري
ألومه على أخطاء لم يفعلها هو بل افتعلتها أنا بينما كنت أتسول في طريق حياتي البائسة.
في طريق حياتي البائسة هنالك ماء ومطر وأشجار، وللأشجار ظلال
وفي الظلال هناك مقاعد للمسافر بغية الاستراحة.
وأنا لا أعرف لم أظل عطشاً ولم أظل تعباً ،و لم الطريق لا يبدأ ولا ينتهي.
مشكلتي هنا هي نفسها مشكلتكم . فنحن لا نفهم علي .
لا تستغربوا فالخطأ موجود في دائماً ، عِلما أنني لا أعرفه ولا أريد.
هل أنتِ هنا . كلمات أرددها لكِ ربما أو للهواء المحيط بكِ أو للألم الثقيل المتشبث بعنقي كالرحى.
فنجان آخر من القهوة وسيجارة بيضاء هما ما أريد الآن وبشدة لأن ذاكرتي ممتلئة بكِ.
وكلكم تأكلونني على مهل من الداخل.