صلي كي لا تدخلي في تجربة

ممسكاً حبلاً مهترأً مربوطاً لتابوت خشبي يجره وراءه وهو يلحق بي
وأنا أركض بكل ما أوتيت من قوة أملاً الهرب منه ومن هواياته المفضلة.
للحقيقة, استمتع بالهرب منه منذ أجيال فأنا مختل من نوع آخر.
قبل أن تجلسي أحضري معك البوشار لأنها ستكون سهرة طويلة مملة
و ستشعرين بالبرد والجوع.
أنتِ تعرفين أنني لم أعد أريد القتال بعد الآن حتى ولو لم يبقى غيري في الوجود.
لقد امتهنتُ الهرب من كل أكواب الماء على كل الطاولات
فأنا لا أعرف السباحة ولا أريد الموت غرقـــاً.
إلى الآن مرت خمسة أيام وأنا لم أعد أثق بجودة صناعة عقلي الذي لحد الآن
استبدلته مرتين.
في ذلك الشيء الذي يشبه الخشب مثل الصندوق توجد جثة
هي جثتي بعد عدة عقود. نعم لقد تنبأتُ بموتي واخترت صندوقي
بنفسي فأنا لا أحب ذوق حاشيتي.
إنه يطاردني مما يقارب الدقيقة الكاملة .
جرت العادة أن نتوقف قليلاً لاحتساء القهوة وأن نتكلم بما يخص شؤون عائلتنا
وأن أدخن سجائري المحشوة مشاعر بشرية.
يبدو أنه يستعمل الخطة "ب" التي تقضي بإقلاعي عن التدخين.
لا أعرف إن كنت قد ورثت جنوني عنه أو عن أمي.
لا يهم فنحن عائلة واحدة مجنونة سعيدة.
أذكر أن لي خال مات منتحراً في بيته وأن لي عماً نكر الله وأصبح ابنه كاهناً فاشلاً.
نحن عائلة مختلة منذ أيام نوح وأنا لا أريد أن أتزوج حتى لا أورد لعالمنا الرائع
مختلين أكثر تطوراً.
لا تحزني وأكملي أكل البوشار وأحضري معطفك لأن وقود المدفأة
سينفذ والعاصفة قادمة لا محالة.
أريد منكِ أن تصلي للـــــــــ الله كي لا يكون هربكِ في الشتاء أو في السبت.
هكذا كُتب في أنجيل متى الإصحاح الرابع و العشرون.

أخي من غير زعل سأقيم عليك دعوى
بتهمة الدخول الغير مشروع إلى عقلي

دمت بكل خير