الحنين للوطن وبحر الذكريات / سطور واقعية
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: نفحـــــــات عبيديــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
الحنين للوطن وبحر الذكريات / سطور واقعية
"الحنين للوطن وبحر الذكريات"
سطور واقعية
قصة جرت معي تحاكي وبتصرف مقال " الحنين وبحر الذكريات في خواطر مغترب"
للكاتب ميخائيل عيد
كان طوني من أكثر الشبان الذين عرفتهم ذكاء وطموحاً واجتهاداً
على كثير من الطيبة والصدق والتواضع،
قيل له:
الفقر في الوطن غربة فحمل صرة همومه وذكرياته وطموحاته ورحل..
صديق طفولة مهاجر
تركني من عام 1982
صار له 24 سنة في بلاد الإغتراب باميريكا اللاتينية
لم يرى الوطن منذ ذلك الوقت
بحثت عنه كثيرا خلال هذه السنين الطويلة
ولكن دون جدوى..
الى أن حالفني الحظ بصديق مغترب.. أستاذ ومفكر من السويد
صار له هذا الآخر 18 سنة لم يزور الوطن
وجلسنا ساعات طويلة نتسامر ونتذكر الماضي الجميل
وأيام الطفولة والمراهقة في هذا البلد الحبيب
وسألته هل تعرف شيئا عن صديقنا الغالي طوني
قال لي وكيف لا أعرف.. لقد زارني منذ سنتين في السويد
هو يقطن في الأرجنتين مع عائلته وهذا إيميله
أعطاني الإيميل أخذته بكل لهفة وأضفته عندي
وأخذت أرقب الأيام كي أحظى به
وفي الساعة الثانية من صباح عيد الام الحادي والعشرين من آذار 2007
كان اللقاء السعيد:
ناديته محييا اياه:
صديقــــــــي الغالـــــــــي......
فأجاب:
ahlan ua sahlan
فقلت:
عرفتني يا صديقي
فأجاب بالإسبانية:
tenes camara de video
قلت:
نعم يوجد كاميرا
لكن أنت ما عرفتني
أنا صديقك القديم القديم من أيام الطفولة والمراهقة
أنا صديقك في الوطن
أنا رمز وطنك الغالي
أنا الذي أبى أن يترك الوطن للعابثين
دعاني el tony de america لبدء محادثة فيديو
قبلت الدعوة لبدء المحادثة
فلما رآني قال:
أهلا بالعبيدي أهلا بالسوري العتيق
رفع يده ملوحا
رأيته أخيرا
وقد بانت سحنته الجميلة البشوشة وقد علاها الشيب
وزينت عيناه الحلوتين نظارة القراءة
عرفني فورا
ثم قال:
أنا متفائل بهذا اليوم
لقاء حميم مضاعف: عيدالأم ولقاء رمز الوطن
الأم والوطن أقنومان مقدسان لدى شعوب العالم قاطبة..
وأنت التقيت معي في صباح عيد الام وأول يوم من الاستقلاب الربيعي في الوطن
اي في عيد الربيع
اخي الغالي: لكل وطن رمز يدل عليه, وأنت يا صديقي كنت رمزي في الوطن
حملته معي في ذاكرتي طول هذي السنين
لكم أنا سعيد بلقائك مجددا
حييته لكلامه الرائع وفي ذهني تدور عجلات الزمن رجوعاً إلى تلك الأيام..
سطعت الذكريات ونهضت الوجوه والأشياء والأمكنة
من كهوف طمرها النسيان بغباره, على مدى 24 عاماً أو يزيد.
ما أعجب الذاكرة البشرية!
أهذه العوالم الغافية توقظها في لحظة همسة أو إشارة؟
بعد 24 عاماً من الدراسة والعمل كان اكتشافه الوجودي الأهم في نظره
هو أن الثروة والجاه والمجد والشهرة فقر في الغربة..
وأن لا شيء يضاهي الأهل والوطن..
أيُّ سحرٍ عجيب هو هذا الذي يجعلنا نعاود اكتشاف الوطن؟
أو أيّ طاقة روحية هي التي تجعلنا مشدودين إليه ونحن على بعد مئات الأميال عنه؟.
يتابع القول:
-إلى وطني الحبيب الذي أحمل في غربتي من قرابة ربع قرن تربته زاداً
لتدفع عن جذور نفسي الموت الذي كنت ولا أزال أخشاه...
ورحنا نتذكر ونتذكر
ولم أدري أن طوني قد صار مهتما بالشعر في الغربة
فعن صبايا بلاده أخذ أمامي يردد بعض الابيا ت للشاعر المغترب الدكتور ريان الحلو:
أتذكرني.. صباياها
أنا الولد الذي سافر
أخذت وجوههن معي
إلى عالميَ الأكبر
ثم تأتي صورة الأم..
فيحن صديقي المغترب إلى خبزها وإلى الزيت والزعتر:
أينسى حضنها طفل
غداً شيخاً ولم يكبرْ
بدفء غير ما أعطاه
صدر الأمِ لم يشعر
لكم حقق أحلاماً
ولا زال هو الأفقر
فقلت له مستشعرا أنا ايضا:
تعبت وأنا أسال عن الفتى
الذي في الكونِ قد هاما
وخبأ في حنايا القلب
من وطنه أحلاماً
واليوم عرس الأعراس
فإن الحلم قد قاما
ويستمر صديقي يشكو..
ويشكو.. عطشه إلى الوطن
وثم تمر صور أيام الدراسة..
فتطل علينا وجوه رفاق الصف ورفيقاته..
ثم تابع يقول:
-لقد هرمنا يا أخي! أنظر جيداً إلى الصورة..
أنظر إليه وتشدني ملامح الوجه الجميل الهادئ...
وتلفت نظري ألوان ربطة العنق الجميلة...
أتملاها وأبتسم:
إنها العلم الوطني تحته شعار سورية...
النسر السوري منحرف قليلاً إلى ناحية القلب...
أو هكذا خيل لي...
يكبر في نظري الصديق والشاعر الوطني طوني...
ويكبر... ويكبر السؤال!
إلى متى ستبقى مطروحة مسألة الفقر في الوطن والغنى في الغربة؟..
متى ستلغى من حياة البشر هذه المزدوجة؟
أطوي السؤال الذي لا أجد له جواباً...
وأحلم بأن تتاح لي فرصة
ابتسم للحلم الذي لن يتحقق وأعود إلى الكتابة..
أحييك يا صديقي الجميل... وآمل أن أراك في الوطن كما وعدت
وإلى اللقاء..
بعد هذا اللقاء الحميم
وعدني أنه سيأني للوطن
سيأتي للوطن بعد شهرين.. إنه أكّد..
حاملا معه وفي جعبته كل الحنين والشوق
لقد كان حلم العودة يراوغه دوما
ولكن اليوم وبعد هذا اللقاء
فكرة العودة أصبحت حقيقة راسخة
*** *** ***
العبيدي جو عدو الإغتراب
22-3-2007
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
ألف سلام ... على ذاكرة تتذكّر
الذاكرة نوعان أو وجهان :
ذاكرة وحليّة أميّل إلى السيولة
تبقى فيها الأشياء طافية فترة عابرة , ثم تغطس و تختفي
و لا تعود إلى السطح أبداً , إلاّ في ظروف عاصفة
و الذاكرة الصخرية يبقى فيها النقش أعواماً بالوضوح نفسه
بُوركت تلك الذاكرة ... بُوركت ذاكرة تتوسّد ذاكرتها
بُوركتَ سيد الوفاء !!!
دانيه بقسماطي
ذاكرة وحليّة أميّل إلى السيولة
تبقى فيها الأشياء طافية فترة عابرة , ثم تغطس و تختفي
و لا تعود إلى السطح أبداً , إلاّ في ظروف عاصفة
و الذاكرة الصخرية يبقى فيها النقش أعواماً بالوضوح نفسه
بُوركت تلك الذاكرة ... بُوركت ذاكرة تتوسّد ذاكرتها
بُوركتَ سيد الوفاء !!!
دانيه بقسماطي
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: الحنين للوطن وبحر الذكريات / سطور واقعية
وأي ذاكرة أثبت؟
الكتابة على الحور العتيق
أم على رمل الطريق....
في حضرة ردكِ المفعم بالدفئ
الذي أسكرتني عذوبته..
وتحليلك المضرّج
على وسائد الذاكرة..
أغدو كورقة ترنو تحت أناملٍ ذهبية
شكراً لمروركِ أيتها الرائعة
فلحضوركِ دوماً بهاء مميز
مع المحبة
جو
الكتابة على الحور العتيق
أم على رمل الطريق....
في حضرة ردكِ المفعم بالدفئ
الذي أسكرتني عذوبته..
وتحليلك المضرّج
على وسائد الذاكرة..
أغدو كورقة ترنو تحت أناملٍ ذهبية
شكراً لمروركِ أيتها الرائعة
فلحضوركِ دوماً بهاء مميز
مع المحبة
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: الحنين للوطن وبحر الذكريات / سطور واقعية
يا أيها العبيــــــــــدي جو
((( الذكرى طائر أخضر يبتسم دائماً )))
&&& الذكرى ريح تعصف في عالم البعد والفراق &&&
وأجمل ما في الذكرى هي حضورها في أوانها والعيش فيها ولها
لك كل التحايا والمحبة
ميشيل ميرو- The Jew
-
عدد الرسائل : 284
العمر : 74
البلد الأم/الإقامة الحالية : الحسكة
الشهادة/العمل : اعدادية / ملـّلاك
الهوايات : الشعر الغزلي والزجل
تاريخ التسجيل : 31/08/2008
مواضيع مماثلة
» قصيدة للوطن
» «الحنين الى المَعْبد»
» المسرح في محافظة الحسكة - الجزء الثاني - مسرح مناطق الحسكة / إسماعيل خلف
» كلمات في سطور
» سطور في دفاتر الحياة
» «الحنين الى المَعْبد»
» المسرح في محافظة الحسكة - الجزء الثاني - مسرح مناطق الحسكة / إسماعيل خلف
» كلمات في سطور
» سطور في دفاتر الحياة
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: نفحـــــــات عبيديــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى