๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
فلسطينيه كانت ولم تزل 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
فلسطينيه كانت ولم تزل 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
فلسطينيه كانت ولم تزل 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
فلسطينيه كانت ولم تزل 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسطينيه كانت ولم تزل

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

فلسطينيه كانت ولم تزل Empty فلسطينيه كانت ولم تزل

مُساهمة من طرف يسري راغب شراب 26/2/2009, 12:20 pm

فلسطينيه كانت ولم تزل

--------------------------------------------------------------------------------

الحب تلك الكلمة التى تحوي فى معناها عظمة الانسان وقدرته على أن يكون إنسانا , لغة لا يستطيع أن يفهمها إلا من عاش حياته بالحب محبا ومحبوبا 000 والحياة هي ارض وناس , هي عقيدة تحكم التصرفات فلسفة بسيطة وسهلة , ولن تصعب إلا على الجاحدين للحياة نفسها 000 وياسر شاب تعلم الحب منذ نعومة أظفاره , وكان محبوبا منذ طفولته 000 والحب عنده متكامل المعاني والمثل , والحب معه لا يكون مجردا , من الحياة , والحب والحياة متلازمان لا ينفصلان أبدا 000 في وطنه وبين أهله فى الوطن تعلم الحب , لم يعرف الحرمان أبدا , ولم يعرف الشقاء يوما , فأحب كل الناس وأحبه الناس أيضا 000 فكانت طفولته وصباه ملأى بالشفافية المفرطة فى المثل العليا .
عندما أحب لأول مرة , كانت رندا أمامه الطفلة التي ترعرع معها سنة بعد سنة , الشقية الفاتنة منذ طفولتها , فغير شعرها الناعم الطويل , وجسمها الملفوف بتناسق أخاذ , وعينيها العسيليتين وبشرتها البرونزية , كان فيها شقاوة الطفولة وأيامها العذبة البريئة , 00 لقد أحب فيها طفولته البريئة قبل أي شيء أخر 000 فالطفولة هي الميلاد هي الذكريات هي الأصل بين والأهل وفى الوطن , والأطفال هم أحباب الله وكثيرا ما كان يسمع والدية يقولان أن الأطفال حينما ينتقلون إلى العالم الأخر يكون الله قد اصطفاهم ليكونوا عصافير الجنة , ورندة بالنسبة أليه عصفورة من عصافير الجنة , عرفها طفلة , وتعلق بها صبية , فأحبها فتية ناضجة الأنوثة 000 ولم يضع فى اعتباره يوما من الأيام فراقه عنها او فراقها عنه , أن فراقها إلغاء لطفولته 000 إلا انه كان يضع فى اعتباره انه احبها لأنها ابنة بلده , احبها لأنها فلسطينية قبل أي شيء أخر فهو فلسطيني وطفولته فلسطينية , وأسرته فلسطينية , ورندة من عائلته التى ينتمي لها , ومن فلسطين التى عاشت طفولتها معه 000 وحبه لرندة تكريما لحبه الوطني , وتأكيدا لطفولته الاجتماعية 00 ولم يكن يجد إلا التلازم بين حبه لفلسطين وحبه لرندة000 وجاءت عليه أيام كان حبه لفلسطين أقوى وأكبر , وتذمرت رندة واحتجت عليه بأنه لا يهتم بها , ولا يسأل عنها , فإذا جلس معها حدثها عن الثورة والثوار 000 بدلا من الحديث عن أمانيه وأماله معها 000 وابتعدت عنه لانه نسيها تماما واصبح مشغولا بالخطب الحماسية والكتابات الوطنية 000 بدلا من أن يكتب عن جمالها وعنفوان شبابها 00 ولم تفهم انه إذ يفكر فى فلسطين فلأنه يفكر فى مستقبله معها 000 فما هو المستقبل بدون وطن نملكه وكيف يكون هذا المستقبل بغير الوطن 000 انه مستقبل باهت لن يعطي سوى وظيفة مهما كانت ستسميه أجيرا , بينما المستقبل فى الوطن ستجعله مالكا او شخصا مرموقا 000 وهذا هو المستقبل الذي يخططه لها 000 مستقبل فلسطيني عظيم , ولم تفهم ذلك لآن خطابها كثيرون ومزعجون لأنهم جاهزون وهكذا كان الآمر هو اختار أن يكون مستقبله فلسطينيا مع " رندة " أما المجتمع وتقاليده فأختار لها مستقبلا آخر 00 انه لم يخطئ فى حساباته أبدا فحبه لرندة نابع من حبه لفلسطين وحبها له أيضا كان فى فلسطين , فهما مولودان فلسطينيان وإذا تم زواجهما فهو زواج فلسطيني 000 فأين الخطأ الذي حدث , وقد تزوجت رندة من غيره , هل الخطأ عنده000 هو لم يخطىء وتقديراته سليمة تماما , إنما هي التى أخطأت لأنها لم تصبر وتنتظر الزواج الفلسطيني , لأنأهلها أقنعوها ومعهم ياسر بأن الزواج الذي يخطـط له ياسر يحتاج صبر سنين طويلة فى الكفاح ولم يكن الآمـر سهـلا على ياسـر لينسى{ رندة } بسهولة وبسرعة , فإن نسيانها يحتاج منه إلى درجة كبيرة من التحمل لانه سينسى كل ذكريات الطفولة الجميلة التى كانت تشاركه رندة حلاوتها وكان حبه لفلسطين في ذلك الوقت يملأ عليه كل وقته000 كلما شارك في مظاهرة تمنى لو أن رندة تشاركه المظاهرة وانها كل اعماله فى سبيل الوطن 000 كم هو جميل الفناء من اجل الحب كقضية وطنية , انه أسمى من كل ألوان الحب , وتتابعت الأيام والأسابيع والشهور على ياسر وهو يعيش الحب الفلسطيني كأعظم ما يكون الحب , حتى جاء الوقت الذي التحق به فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسة وكانت رندة فى وداعه تقول له : لا بد انك ستنسى بنات الوطن , وأنت تعيش وسط بنات الجامعة الجميلات 00 ونظر إليها طويلا , لقد كانت متغيرة , لم تعد تلك الطفلة التى احبها لسنوات طويلة , وشعر بارتياح بالغ وهو يرى أنها لم تعد تملك ذات التأثير القوي على عواطفه , إلا أن عبارتها كانت مؤثرة على تفكيره فرد عليها مصرا : لا يمكن أن أنسى بنات الوطن , مهما كان الجمال صارخا بين بنات الجامعة فسأبحث فيه عن الجمال الفلسطيني وسأعيش مع بنات الوطن فى الجامعة أيضا 000 ولم يكن يلقي كلماته تلك بدون إحساس , بل كانت كلماته هي فى عمق ايماناته وقناعاته الحياتية فلم يكن طالبا جامعيا فقط , بل كان طالبا فلسطينيا مميزا , حياته وتصرفاته فلسطينيـة , حين التـقى بزميـلته { فادية }000 عيناها زرقاوان كالبحر فى عنفه وجبروته , وأنفها الطويل يشير إلى نزعة الصلابة والكبرياء , وملابسها ذات السمة الواحدة تشير إلى فاعليتها وديناميكيتها العملية , أما حديثها فينساب انسيابا من شفتيها وكأنها موسوعة ثقافية متنقلة , كل هذا شده إليها بعنف وقوة , وجذبه نحوها بحصار من الحب الفلسطيني أنها نصفه الآخر فلسطينيا , فحياتها وتصرفاتها كما حياته وتصرفاته , كلها فلسطينية فكان الحب بينهما طبيعيا 000 زميلان فى كلية واحدة , أفكارهما متماثلة وعاداتهما متقاربة000 وذلك ما كان يبحث عنه دائما في فتاة أحلامه 000أن تكون فلسطينية المنهج 000 وفاديه هي الفتاة المثالية كما اختارها كل الفلسطينيات فى الجامعة من بينهن 000 الزمالة بينهما فى العام الأول تطورت إلى صداقة فى العام الثاني , وفى العام الثالث أصبحت الصداقة معايشة , والمعايشة حباَ000 فى المحاضرات متجاورين وبين المحاضرات معا جالسين وأغلب الأيام يتناولون الطعام سويا , وفى المساء يتناقشان كل الأيام والنقاش اغلبه حول فلسطين وعن فلسطين امالهما وآلامهما واحدة وطريقهما واحدة ولا بد أن ترفرف السعادة بأجنحتها عليهما , لا بد أن حياة الجامعة مع ابنة الوطن كانت من اسعد سنوات الحياة عند ياسر 000 كانت فلسطين معهما فى كل وقت وفى كل مكان وسعادتهما الكبرى حينما يرفعان اسم فلسطين عاليا داخل الجامعة وخارج الجامعة , فى كل وقت وفى كل مكان 000وكان نصيبهما فى السفر إلى مهرجان الشباب العالمي من بين سبعين شابا فلسطينيا اختيروا ليمثلوا الشباب الفلسطيني فى المهرجان فرصة لهما ليعززا حبهما ذو الوجه والعقل والقلب الفلسطيني , سيقضيان عشرين يوما او اقل قليلا بين شباب العالم من كل مكان يظللهما حبهما فى كل خطوة يخطونها هناك , مثل ما كانت خطواتهما تسير بنجاح فلسطيني فى الجامعة000 إلا أن هذا المهرجان شهد بينهما خلافا نشأ عن طبيعة النشاط الذي يقوم به كل منهما على حدة فقد حددت نشاطات ياسر فى العلاقات الداخلية للشباب الفلسطيني المشارك فى المهرجان بينما كانت فادية تقوم بنشاطها مع ممثلي الشباب العالمي ويجب أن تركز اهتماماتها بلقاءات مستمرة مع شبان الدول الأخرى .
رأى ياسر أن فاديه تتعدى فى علاقاتها الخارجية حدود الأعلام بالقضية وتتصرف بدون تحفظ , متجاهلة أنها مسلمة عربية فلسطينية , وهذا يعنى عادات وتقاليد عربية يجب مراعاتها وطنيا وقيما ومثل عليا إسلامية يجب المحافظة عليها دينيا , فهو مؤمن تماما بأن الظهر الفلسطيني هو فى العمق العربي الإسلامي , أما ما عدا ذلك فانه يتم فى إطار الصداقة والمصالح المتبادلة فقط .
ونعتته فادية بالرجعية والتخلف وانه يدعي العصرية , والثورية بينما هو فى الحقيقة يضع القيود عليها ويحصر الوطنية الفلسطينية فى حدود الأمة العربية والإسلامية فقط , بينما أصدقاء فى العالم لفلسطين اكثر تجاوبا وتفاعلا مع القضية 000 وقد تطور الخلاف بينهما , فياسر مصمم على أن تكون تصرفاتنا ومنطلقاتنا فلسطينية بعمق عربي و إسلامي , وفادية مصممه على أن هذا فيه تخلف ورجعية 00 ولم تكتف بذلك بل أنها اخذت تتندر عليه بعد عودتهما من المهرجان بين أصدقائهما , لأنه حصر كل اهتماماته الأساسية بين الشباب الفلسطينيين والعرب ولم يحاول التعرف على شباب العالم التقدمي , ولم يحاول ياسر الرد عليها , واكتفى بأنه كان يشعر بسعادة كاملة وهو يرافق مجموعات من الشباب خرجوا إلى العالم الخارجي , يحملون مشاعل القضية , فكان وجوده بينهم يساعدهم ليظهروا بأعظم مظهر ليكونوا النور الحقيقي أمام شباب العالم الذي يريد التعرف على الوجه الحقيقي للإنسان الفلسطيني ولم يطاوعه حبه الفلسطيني لفادية أن يتابع معها التهجم عليه , بل كان يقف أمام كل من يحاول تعميق سوء الفهم بينه وبين فادية ولم يسمح حتى لفادية أن تزيد من حدة الخلاف بينهما , وطلب منها المحافظة على روح الصداقة والزمالة والاخوة بينهما , إذا كان الحب قد انتهى عندها له 00 ولم يشعر ياسر بكثير من المعاناة لفراقه فادية ولم يفكر فى الأسباب التى أدت إلى نهاية حبه لها 00 وفكر كثيرا , لماذا لا يصيبه الأرق والقلق والسهر فى حبه لفادية, مثل ما كانت حالته مع { رندا } ولم يكن بحاجة ليعرف , لقد احبها وطنيا , احب فيها فلسطين وهذا الحبسيظل حيا وهي مخلصة وفية فى حبها الفلسطيني , وهو ما زال فى طريقه يعيش حبه الكبير 000 أما رندا فقد كان فراقه لها بحكم العادات والتقاليد التي زوجتها من إنسان غيره , فقد كانت العلاقة بينهما شخصية , والحب الذي ربط قلبيهما إنسانيا ولد فى الوطن 000 ميلاده كان وطنيا 000 لذلك كان تأثير حب رندا عليه إنسانيا وعاطفيا , فقدانه لرندة كحبيبة , جعله يشعر بأنه أصغر من الحب شعر بالهزيمة وهو يجد نفسه غير قادر على أن يحافظ على حبها له ليقترن بها فى زواج فلسطيني كان يتمناه , أما فادية فالحب بينهما كان حبا وطنيا قبل أن يكون حبا إنسانيا , والحب الوطني مستمر والخلاف بينهما حدث فى الطريقة التى احب كل منهما فيها فلسطين000 ولم يكن هناك خطأ عند رندة أو عند فادية , إنما الخطأ هو 000 أنه يريد فى حبيبته الكمال يريد فيها الانسانة المحبوبة ويريد منها حكاية الوطن بكل معانيها 000 وفشله مع رندة يعود إلى انه لم يكن قادرا على نشر حكاية الوطن بين ثناياها 000 وفشله مع فادية انه لم يجد معها ذلك الدفء الإنساني الذي يشد الحبيب لحبيبه 000 وفتاة أحلامه يجب أن تعطيه الدفء الإنساني الذي يحمي عواطفه باستمرار , بجانب الحس الوطني الذي يعطيه أحاسيس العظمة والفخر والكبرياء فى كل مكان 000 فأين يجد تلك الفتاة 000 هل يمكن أن تكون الفتاة التى يبحث عنها هي { سلافة } التى كانت فادية تعيره باهتمامه الشديد بها أثناء مهرجان الشباب 000 سلافه , الفتاة ذات الخمسة عشر ربيعا والتى شاركت مع عشرة آخرين من مؤسسة صامد فى المهرجان , أنها لم تحرك مشاعره , واهتمامه بها كان لسبب 000 !؟
يسري راغب شراب
يسري راغب شراب
كاتب و أديب
كاتب و أديب

ذكر
عدد الرسائل : 47
العمر : 71
البلد الأم/الإقامة الحالية : خان يونس
الشهادة/العمل : بكالوريوس ادارة اعمال- دبلوم عالي في العلوم السياسيه-دبلوم عالي بقسم الاعلام
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسطينيه كانت ولم تزل Empty فلسطينيه لم تزل 2

مُساهمة من طرف يسري راغب شراب 26/2/2009, 12:22 pm

فلسطينيه كانت ولم تزل
2
لماذا كان اهتمامه بسلافة الفتاة الصغيرة 000 ؟ هل لأنها تمثل مؤسسة صامد , بما تعنيه هذه المؤسسة من معاني الكفاح والمعاناة الفلسطينية 000؟ هل لأنها صغيرة السن بريئة الوجه نحيفة الجسم 000 ؟ هل لأنه شعر بها وحيدة منطوية على نفسها , تفكر وتفكر وعندما يحين دورها تقوم به على خير وجه000 هل لكونها ذات جمال طفولي كله عظمة وكبرياء 000؟ عيناها الخضراواتان اللتان يشع منهما ذكاء وقاد وحركة يديها القويتين تنم عن قوة جبارة صامته , وحديثها المعبر القوي الذي يشد كل من يستمع إليه , حينما يستمع إليها ينسى كل الأشياء , ويتذكر الوطن 00 فى حديثها تعبيرات بنت الشارع الفلسطيني , وفيه ثقافة الانسان الفلسطيني التى اكتسبها بالممارسة النضالية اليومية 00 واقعية وعملية , وقنوعة ومقنعة , وطموحه خيالية , ومثالية صغيرة السن 00 تلك { سلافه } الوجه الفلسطيني المعبر بكل ثناياه عن قضية الانسان الفلسطيني 000 فلماذا لا تأخذ منه كل اهتمامه 000؟ أنها تستحق كل الاهتمام00أحيانا يكون الاهتمام دليلا على الحب , انه بالفعل يحبها 000 يحبها لأن فيها ما يجعله يعيش طفولته ببر ائتها انه يذكر يوم جاءته مرتبكة فى إحدى حفلات السمر الليلية , تقول بأن شابا لا تعرفه طلب منها أن تعلمه رقصة الدبكة الفلسطينية , ولكنها رفضت , ولو كانت تجيد الدبكة الفلسطينية فإنها تبدع فيها مع شاب فلسطيني 000 فقد كان الشاب من المانيا 00 انه لا ينسى تلك الليلة عندما قال لها : إذا طلب منا العالم أن يتعلم فنوننا معجبا بنا فلا عيب ألبته فى أن نعلمه إياها , وهذا هو دورنا فى هذا المهرجان , أن يعرف الآخرون كم نحن شعب متحضر ومثقف و قوي وبكل طفولة وبراءة عادت إلى الشاب وبكل قوة سحبته من يده وبكل شجاعة وقفت تعلمه الدبكة الفلسطينية , وسط إعجاب وتصفيق الحاضرين , وحين انتهت التف الجميع حولها يعربون لها عن احترامهم وتقديرهم لها 000 وهي صامتة بينهم تبتسم للجميع ولم تقو على ضبط عواطفها فانهمرت الدموع من عينيها , وأسرع ياسر ينتشلها من بين المعجبين وهو يكتشف أصالة العواطف فيها من خلال دموعها , فقد نجحت في شد انتباه كل الحاضرين للفن الشعبي الفلسطيني , وهذا النجاح هو سر بكائها وكانت فادية تقف على بعد خطوات تنظر إلى ياسر وهو يمسح دموع " سلافة " بحب وحنان الأمر الذي جعلها تعاتبه على أنه نسي حبه لها من أجل الفتاة الصغيرة " سلافة " حينما كان هو لا يعرف حقيقة مشاعره نحو " سلافة " فوجد في قول " فادية " حجة تحاول من خلالها أن تبرر تصرفاتها وإهمالها له خلال المهرجان , ولكنه عندما عاد من المهرجان كان يفكر في سلافة بقوة وإلحاح لقد شعر أنه يحبها بالفعل 000 ولقد قرر الذهاب إليها والسؤال عنها في مؤسسة" صامد" إنها حبه الذي يبحث عنه 000 فهو يحبها وقد جمعت في شخصيتها الجمال الفلسطيني والعقل الفلسطيني والكبرياء الفلسطيني .بجانب طفولتها التي توحي بالصدق والفاعلية والعفوية المحببة لديه ومضت عليه شهور وهو يفكر في السفر إليها والعيش معها 00 في تلك الشهور كانت لبنان تحترق000 وفي أول طائرة تحمل أفواج المتطوعين إلى لبنان بعد انتهاء امتحاناته توجه إليها000 إلى ميدان المعركة في لبنان وكان كل شئ هناك يمثل الصمود الفلسطيني 000 ورغم كل القوى المضادة فالموقف على ما يرام وذهب بعد وصوله بأيام يسأل عن "سلافة " في مؤسسة صامد حتى عرف من بعض العاملات أنها تركت لبنان مع أسرتها وسافرت إلى القاهرة وأين يجدها في القاهرة ؟ لا بد أن يسأل عنها عند جيرانها000 وفهم أنها وأسرتها ذهبوا إلى القاهرة , ولن يمكثوا فيها فهم ذاهبون لإبنهم في أبو ظبي وقرر أن يذهب إليها في القاهرة قبل أن تتوجه إلى الخليج مع أسرتها فجهز حقيبته متوجها إلى القاهرة وبالرغم من نصائح أصدقائه له بأنهم لن يسمحوا له بدخول المطار بدون تأشيرة فإنه لم يستمع إلى نصائحهم فهو متعود على ذلك فتأشيرة دخول المطارات دائما هي هويته الفلسطينية000 وفوجئ في مطار القاهرة بأنهم يمنعونه من الدخول بدون تأشيرة , فصرخ وصرخ فوضعوه في غرفة الحجز بانتظار الطائرة العائدة إلى بيروت وركبها وهو يصرخ عائدا إلى لبنان وبرج المراقبة في مطار بيروت غير مستعد لاستقبال الطائرات والمطار مغلق فاضطرت الطائرة إلى تغيير وجهتها نحو مطار آخر ولم يتمكن ياسر من البقاء في المطار أكثر من أربع وعشرين ساعة , حملته طائرة أخرى إلى مطار آخر وهكذا حتى تعب من الطيران وتعبت منه الطائرات , ولم يكن أمامه سوى الذهاب إلى الخليج , وله من الأقارب والأصدقاء والزملاء مئات من العاملين والموظفين منذ سنوات وسنوات هناك لعله يجد الراحة بينهم ويعود بعدها إلى ميدانه الفلسطيني الذي لا يشعر بالحياة بعيدا عنه , وفي مطار أبو ظبي كان الاستقبال دافئا وأصيلا وأحس براحة نفسية فقد وجد أخيرا ذاكرة عربية تحتفظ في عقلها بالتاريخ , وفي صدرها مكان رحب ومتسع في مثل سعة الدين ويسره… لم يكن يعرف أحدا في المطار فانتظر ساعات طويلة حتى تمكن من الوصول إلى دليل تلفون ساعده على معرفة رقم أحد أقاربه العاملين في أبو ظبي واتصل به مستنجدا ولم تمض نصف الساعة حتى كان قريبه أمامه في المطار في نفس اللحظة التى كانت طائرة أخرى تصل ابو ظبي من القاهرة , فطلب من قريبه الانتظار لعله يتعرف على أحد القادمين فى الطائرة , وكانت المفاجأة السعيدة له عندما رأى سلافه بين القادمين على الطائرة ووقف مشدوها , فهو يبحث عنها والصدفة وحدها تجمعه بها فى مطار لم يكن يقصده 000 كانت شاحبة الوجه, هزيلة القوام , واللمعان الذي كان يكسو عينيها غطاه ذبول خريفي , وعلامات الإرهاق والإجهاد بادية عليها ,وحالتها لا تسر أبدا , ولم يجد ما يقوله لها فى تلك اللحظات , وهي بين أمها وأبيها واخوتها , ولكنه تعمد أن يقترب منها وأن يصدم بها فلم تنظر إليه , وكأنها جماد لا يتحرك , ولا يؤثر به شيئاً 00 انها على حق فى عدم الاهتمام الذي تبديه للأمور , فالملاعين فى هذه الدنيا يفرضون عليها وعلى أسرتها نزوحا أخر لا يريدونه 00 ولكنه لن يتخلى عنها , فهو يحتاج إليها , أنها بجواره تحقق له شخصية ذاتية ووطنية فى آن واحد 00 مهما كان الحال بها , ولكنه فى أبو ظبي لا بد له من عمل حتى يبقى بجوارها , أنها قضية حياة جديدة , وتباحث مع قريبه في قضية العمل , ولكنه لم يجد ما يناسبه وانتظر شهرا , يبحث عن عمل وعن سلافة , وأصبح العمل بالنسبة إليه طريقا نحو سلافة , صاحبة الوجه الفلسطيني الذي احبه فى مهرجان .. وأضطر أن يعمل فى شركة خاصة , ولكنه لم يحتمل جو العمل بما فيه من طغيان المادة على كل القيم ,فترك الشركة , وعمل فى أحد البنوك , والمصيبة أن مدير ذلك البنك يكره كل ما هو فلسطيني , فكره العمل فى البنك , وتركه بعد أن أعطى لمديره درساً عن الفلسطيني الذي يموت ولا يركع 00 ومرت الشهور وكانت عصيبة , ولكنه عاشها بقلب وعقل فلسطيني كما يجب أن تكون الحياة فى ميادين النضال السياسة , لم ينس يوما بأن وجوده فى الخليج كان سببه مطارات لم تستقبله , لم يكن حباً فى الوظيفة أو راتبها , وفى نفس الوقت لم ينس بأن قصة المطارات بدأت مع بحثه عن < سلافة > وهو لم يجد سلافه حتى الآن رغم انه يعرف بأنها فى ابو ظبي فلو وجد سلافه سيشعر بأهمية كل الاشياء التى يهتم بها غيره فى الخليج , وبعد شهور عديدة تنقل فيها بين وظائف مختلفة , قبل وظيفة أقل بكثير من الوظائف التى تركها 00 وكان السبب الوحيد الذي دفعه لقبول تلك الوظيفة الصغيرة , أنها ستجعله قريبا جدا من سلافهً, ويعرض عليها الزواج , حيث يعودان الى سوريا الى مؤسسة { صامد } تعمل فى الشئون الادارية هناك , وهو يعمل فى المجالات الثقافية , سيكون كل منهما قد حقق ذاته بالزواج , وهو سنة الحياة , ونصف الدين , بالاضافة الى ان زواجهما سيكفل لهما التكامل هى بمنطقها العملي , وهو بفكره وخياله السياسي , الذي يحقق فيه شخصيته الوطنية الاصيلة 0
0
يسري راغب شراب
يسري راغب شراب
كاتب و أديب
كاتب و أديب

ذكر
عدد الرسائل : 47
العمر : 71
البلد الأم/الإقامة الحالية : خان يونس
الشهادة/العمل : بكالوريوس ادارة اعمال- دبلوم عالي في العلوم السياسيه-دبلوم عالي بقسم الاعلام
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فلسطينيه كانت ولم تزل Empty رد: فلسطينيه كانت ولم تزل

مُساهمة من طرف د. محمد الأسطل 23/9/2011, 8:26 am

أهلا بك أستاذنا القدير
طابت أوقاتك
إستمتعت بمشاركاتك
كل المحبة والتقدير
د. محمد الأسطل
د. محمد الأسطل
يراع جديد
يراع جديد

ذكر
عدد الرسائل : 2
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : فلسطين - الأتحاد الأوروبي
الشهادة/العمل : طبيب أخصائي أطفال
تاريخ التسجيل : 23/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى