عاقرة عقارب الوقت

لا حلّقت في السماء
لا غاصت في اليّم
ضاعت في سرمد الأزرقين.
عاقرة عقارب الوقت
لاتخاف تجرّع سُمها.
حين يغادر بيادره ويتجه صوب العُمق .. هو يدري اين كان..
يدري اين يكون ..
سيقولون المُنتحر بعد وجيز وقت.
قرر فعل الموت بكامل حبه وحربه .. وعصيانه المدني .
لماذا تُنقذه في اللحظة الاخيرة لتُفسد حلمه .. تهدم مملكة موته التي أخذت عمره كله حتى أكتملت .
من يُرعب من .....
إستقامة الخطوط أم دوائر البهجة .
جدران قلبك باردة .. رغم الحريق
هو الخواء بعد ازدحام الفواصل والقبائل والعويل ...
ضاعت في لا مُنتهى الأزرقين .
هل يعزّيك الندم .
بارت حقولك .. لا قطى بين السنابل .. لا فرّي بُعيد الحصاد
هذا الغناء الخُلبي لن يجديك نفعاً .
جلجلت أصواتك في الاماكن كُلها ...
عزفت الموسيقى ، غزلت الشِعر ، رسمت أيامك ، مسحت الغبار عن مرآتك المُكتضة باليباب وبالوجوه .
سبحت في البرك الآسنة وخاضت قدميك في المستنقعات .
زرعت الصفصاف على منعطفات النهر .
غازلت ضفاذعه ونسوته ورقصت على نحيب الناعورة فوق الضفاف.
أنت تدري أين ولدت ..
وتقرأ تفاصيل الجزيرة شبراً شبر وصبحاً صبح .
تمرّغت في الأزقة .. وتركت بقايا جلدك الذي شوحه الأنين والعجاج والحنين .
تدري أنك لن تموت هناك .. ها أنتذا تتلوى بجلدك الذي ضاق على ترهُل جثتك ... وأعتقل روحك الثكلى .
لن يُجديك نفعاً ....
سافرت صوب المدائن كلها ..
آملا أن تلتقي عصفورة الصبح ...
نجمة الإله .... ماء الخلود .
ما زال يجويك الضمأ ... ما زال يملاؤك الخواء .
صاغر ستُعلن استسلامك بعد حين .
وصاغر ستلملم ما تبقى من ضياء ....
تحارب حلكة الوقت .
عافك الطيب والعابث والقواد ... وما تعلمت كيف تموت .
حُرمت نعمة أن تنتهي ....رغم الفواصل والقبائل والعويل .
لملم قواك الخائرة ... إمتشق أيامك من جديد .
إعلن موتك مرة واحدة .. وحيدة .. ونهائية .
خذ قرارك الآن .
كن مقداماً مثلما حلمت طوال الوقت .
إمضي مُسرعا خطاك نحو صمتك الأزلي وفراغك العميق .
كفاك حياة أيها الأنت .....
هذا زمانك ... زمن الموت
شرّع أبوابه العالية .... لا تلتفت الى الوراء .
خلفك أيام عاهره ... قدامك الموت المقدس .