سلام ايها الماء..

سلام ايها الماء..
زيزفونة الروح يا مساحات المدينة ، إبتهالات المظلومين ، رنين أجراس الكنائس .... والمدارس يا مدينتي .
سلاماً للمطر متأخراً يأتي ...
أو بعد فوات الأوان .
للرصيف أتعبه وطيء أقدام العابرين
لرائحة اليباس ... وإصفرار الوقت
للماهر .. والعاهر والربان
سلام يا خراف العيد حيث الرقاب تعرف طريقها الى السياف
سلام أيها الماء الذي لا يأتي
سلام للمواسم فاقدة الخضرة ، للعيون بلا بريق
للمقعد الصغير تحت نافذة الريحان
للخبيزة ... وصفصاف الخابور وملح الأرض
سلام لكحل عيون الفلاحات لشبق شفاه البدويات ولبائعات حليب الصبح
للحيطان أتعبتها اعمدة السطح فشرعت نوافذها صوب الريح
لمدينتي ... يا مدينتي ......للباعة والسيارات وشارات المرور تُضيء ....
ولا تُضيء .
لمهرجان الروائح من كل حدب وصوب ...
إحتراق النفايات ، العطور الرخيصة ، شواء اللحم ، وتعرق النهود الناصعة
و.... ما تبقى من مطر
يا مدينتي سلام
للأبيض والأسود مُمزق على أحجار الرصيف
للشوارع وقد أتعبتها المُنعطفات
سلامي لأبو مازن وموريس ومحمود وبافي جاندا وكبرو أفندي ومصطو وحسون الأعور.
لرحلات المدارس وحقائب الأطفال وغنج المعلمات
سلام للأحياء منهم وللأموات
ذاك قطار العمر ... فات
للقاتل والمقتول ... ومن على ثأره بات
سلام ياحسكة وتحياتي للقرى والحقول بلا مواسم وجواميس القامشلي ونيران نفط الهول وال ... الخابور بلا ماء
سلام ... أيها الماء
يزيد عاشور