كامو " أسطورة سيزيف "
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كامو " أسطورة سيزيف "
ألبير كامو , إرتبط إسمه بالعبث و التحدي و اللامبالاة .
كامو الوجودي كتب عام 1940 و في غمرة الحرب العالمية الثانية , مقالاً بعنوان " أُسطورة سيزيف " و اعتبره دعوة للعيش في صميم صحراء الحياة .
سيزيف على حد علمنا , كان رجلا إغريقيا ً إستطاع أن يخدع ثاناتوس " إله الموت " بل و أن يقيده بالسلاسل , ليشله عن القيام بوظيفته . فكان أن غضب زيوس , كبير الآلهة , فأمر بأن يرفع سيزيف صخرة ضخمة من أسفل التل إلى القمة . فلمّا رفعها أسقطها زيوس إلى الأسفل آمرا سيزيف أن يعود لرفعها . و كلما فعل ذلك سيزيف هوّت الصخرة إلى القاع .
و هكذا إلى الأبد .
من هنا يستنتج كامو أن سؤال الفلسفة الأهم
هل تستحق الحياة أن تُعاش رغم عبثيتها و خلوّها من المعنى , فضلاً عن البهجة و السرور ؟
سؤال ساخط بالطبع , لكنه في غاية المعنى , خصوصاً في بداية الألفية الثالثة :
في أخلاقيات العبث . يقول " كامو " : أن الاحساس يخدع " و حين نعي ذلك تماماً فذلك يقودنا
إلى فكرة أن الانسان حُر . و عليه أن يمتع في السعادة في الحياة و أن يحصد نتيجة أعماله .
العبث بالنسبة لكامو ليس هو العالم و لا الانسان و إنما هو العلاقة التي تربط العالم بالإنسان و العالم برأيه ليس عبثيا ً و إنما لا عقلاني .
فالصفة الجوهرية للعبث هي إستعصاء العالم على الخضوع للمقاييس العقلية . و هكذا يرى كامو أن العقل محدود و لا يستطيع أن يصل إلى عقلنة الوجود . و لكنه يقرر في الوقت نفسه
أن العقل هو الوسيلة وسيلة الإنسان الوحيدة الموصلة إلى الحقيقة . العبث إذن هو مقابلة الوعي الذي هو " رغبة مجنونة في الوضوح " مع هذا العالم اللاعقلاني .
و رغم إعتراف كامو بعبث الحياة , فإنه يرفض فكرة الإنتحار . فالتجربة العبثية ضرورية لأنها تحرر الوعي من قيوده و تمنحه سلاح الشك . غير أنه لا يحب التوقف عندها و إنما يتعين تجاوزها .
لذلك يدعو الإنسان إلى عيش حياته بإمتلاء و بوعي مضاعفين و لكن يستلزم أن يكون الإنسان شجاعاً لكي يعيش إرادته و هي التمرد على مصيره الذي لا مصير غيره و هو الموت , و يفجر هذا التناقض بين الوعي بحتمية الموت و رفض اليأس من الحياة .
العبرة ليست بفلسفة كامو , بل في أننا لا نزال في صحراء الحياة . أننا محكومون بالواقع السيزيفي الأبدي . صخرة سيزيف تعود رجوعاً .
أما نيتشه فكان أكثر سخطاً عندما قال أنه إذا رأيت أحدهم يتدهور نحو الأسفل , فلندفع به الأكثر .
ولهذا ...أجد أننا قوم منذور للوقوف على شفير الهاويات
منذورين للقدر السيزيفي !
دانيه بقسماطي
كامو الوجودي كتب عام 1940 و في غمرة الحرب العالمية الثانية , مقالاً بعنوان " أُسطورة سيزيف " و اعتبره دعوة للعيش في صميم صحراء الحياة .
سيزيف على حد علمنا , كان رجلا إغريقيا ً إستطاع أن يخدع ثاناتوس " إله الموت " بل و أن يقيده بالسلاسل , ليشله عن القيام بوظيفته . فكان أن غضب زيوس , كبير الآلهة , فأمر بأن يرفع سيزيف صخرة ضخمة من أسفل التل إلى القمة . فلمّا رفعها أسقطها زيوس إلى الأسفل آمرا سيزيف أن يعود لرفعها . و كلما فعل ذلك سيزيف هوّت الصخرة إلى القاع .
و هكذا إلى الأبد .
من هنا يستنتج كامو أن سؤال الفلسفة الأهم
هل تستحق الحياة أن تُعاش رغم عبثيتها و خلوّها من المعنى , فضلاً عن البهجة و السرور ؟
سؤال ساخط بالطبع , لكنه في غاية المعنى , خصوصاً في بداية الألفية الثالثة :
في أخلاقيات العبث . يقول " كامو " : أن الاحساس يخدع " و حين نعي ذلك تماماً فذلك يقودنا
إلى فكرة أن الانسان حُر . و عليه أن يمتع في السعادة في الحياة و أن يحصد نتيجة أعماله .
العبث بالنسبة لكامو ليس هو العالم و لا الانسان و إنما هو العلاقة التي تربط العالم بالإنسان و العالم برأيه ليس عبثيا ً و إنما لا عقلاني .
فالصفة الجوهرية للعبث هي إستعصاء العالم على الخضوع للمقاييس العقلية . و هكذا يرى كامو أن العقل محدود و لا يستطيع أن يصل إلى عقلنة الوجود . و لكنه يقرر في الوقت نفسه
أن العقل هو الوسيلة وسيلة الإنسان الوحيدة الموصلة إلى الحقيقة . العبث إذن هو مقابلة الوعي الذي هو " رغبة مجنونة في الوضوح " مع هذا العالم اللاعقلاني .
و رغم إعتراف كامو بعبث الحياة , فإنه يرفض فكرة الإنتحار . فالتجربة العبثية ضرورية لأنها تحرر الوعي من قيوده و تمنحه سلاح الشك . غير أنه لا يحب التوقف عندها و إنما يتعين تجاوزها .
لذلك يدعو الإنسان إلى عيش حياته بإمتلاء و بوعي مضاعفين و لكن يستلزم أن يكون الإنسان شجاعاً لكي يعيش إرادته و هي التمرد على مصيره الذي لا مصير غيره و هو الموت , و يفجر هذا التناقض بين الوعي بحتمية الموت و رفض اليأس من الحياة .
العبرة ليست بفلسفة كامو , بل في أننا لا نزال في صحراء الحياة . أننا محكومون بالواقع السيزيفي الأبدي . صخرة سيزيف تعود رجوعاً .
أما نيتشه فكان أكثر سخطاً عندما قال أنه إذا رأيت أحدهم يتدهور نحو الأسفل , فلندفع به الأكثر .
ولهذا ...أجد أننا قوم منذور للوقوف على شفير الهاويات
منذورين للقدر السيزيفي !
دانيه بقسماطي
اطلب كتابي " عبرَ ... من هُنا "
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: كامو " أسطورة سيزيف "
دانيه بقسماطي كتب:
ولهذا ...أجد أننا قوم منذور للوقوف على شفير الهاويات
منذورين للقدر السيزيفي !
دانيه بقسماطي
صحيح دانيه نحن استطعنا ان نخدع اله الموت ونكبله بالسلاسل..
لكن عقوبة ذلك, أن الهاويات صارت قدرنا..
و شقائنا الأبدي..
مقال أبدعتِ فيه دانيه
محبتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
تسلّق قمم الأحلام العالية
حتما , الهاويات صارت قدرنا و شقاءنا الأبدي
و في صعود الأعالي خطر السقوط الى الهاوية
و السقطة من قمم الأعالي , سقطة مُميته
و رغم ذلك
نتسلق قمم الأحلام العالية
ألف تحية جو العبيدي
و للمنذورين للوقوف على شفير الهاويات
دانيه بقسماطي
و في صعود الأعالي خطر السقوط الى الهاوية
و السقطة من قمم الأعالي , سقطة مُميته
و رغم ذلك
نتسلق قمم الأحلام العالية
ألف تحية جو العبيدي
و للمنذورين للوقوف على شفير الهاويات
دانيه بقسماطي
اطلب كتابي " عبرَ ... من هُنا "
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: كامو " أسطورة سيزيف "
وسيظل سيزيف رمز شقائنا الأبدي
مودتي
سلمى
مودتي
سلمى
سلمى شومري- مـشــرفـــــة
-
عدد الرسائل : 255
البلد الأم/الإقامة الحالية : أترا د سورايه
الهوايات : معاقرة التاريخ والادب
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد كامو "اسطورة سيزيف"
سيزيف فشل...بدليل أن الموت مازال... وسيبقى
ونحن لسنا على شفا الهاويه... بدليل أننا نحب ونبتسم
رغم أنف كامو
أرجو أن تكوني دائما في قلب الفرح
غسان نبهان
ونحن لسنا على شفا الهاويه... بدليل أننا نحب ونبتسم
رغم أنف كامو
أرجو أن تكوني دائما في قلب الفرح
غسان نبهان
غسان نبهان
غسان نبهان- أديب, مهندس
-
عدد الرسائل : 338
العمر : 74
البلد الأم/الإقامة الحالية : حلب-سوريا- مقييم حاليا في كندا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
الهوايات : المطالعه والكتابه
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
مواضيع مماثلة
» خواطر بمناسبة عيد الحب.. نرجو المشاركة لمن لم يشارك
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى