๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 Empty ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2

مُساهمة من طرف صبري يوسف 21/10/2008, 1:51 am

ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة



2



الشِّعر رحلةُ عناقٍ مع العشب البرّي


الشِّعر صديق غربتي الفسيحة، وهجٌ منبعثٌ من نداوة الرُّوح، بحيرة حنان آمنة على مرّ الأيام والشهور والسنين، براعم مزنّرة فوق قبابِ الحلم، وحده الشعر قادر على السباحة عبر السديم، عبر العواصف، عبر النسيم العليل، الشعر صديق البلابل والزهور البرّية، صديق عاشقة من ضوء منبعثة من زرقة السماء، الشعر وحبق العشق توأمان، الشعر أسبق من اللغة، صديق منصهر بخبايا اللغة، وسيبقى بعد رحيل اللغة لأنه ينبع من خصوبة الحياة، هو الحياة بعينها! ..
يمنح الشاعر الحياة رحيق عمره، راغباً أن يزيّن وجه الضحى بالياسمين، يحاول دائماً أن يغسل عذابات الطفولة بدموع القصائد المتناثرة من خاصرة السماء، يمسح أحزان الكهول، عابراً مخابئ الهموم ليلملم أنيناً مندلقاً من ضجر الأيام ويبدّده بين تلافيف الريح، يمسك محبرته متحدِّياً اعوجاجات هذا الزمان، محاولاً إعادة صياغات البسمة على وجنة الليل، دائماً في عراكٍ مع ذاته المندلعة بنيران طغاة هذا العالم، وحده الشعر يمنح نشوة ولادات القصائد، يحلّق عالياً كنسرٍ قويّ الجناحين، مرفرفاً في قبّة السماء، يعانق نجمةً متلألئة كلون الفرح!

الشعر هو بوّابة خصبة، غنيّة أبهى من اخضرار الربيع، الشعر ترتيلةُ حبٍّ تنشدها فيروز، إيقاع متصالب مع بهجة الطبيعة، وتغريد البلابل في عزّ الربيع، الشعر حلمٌ منعش مفتوح على أغصانِ العاشقة، سديمٌ معطَّر بالبخور، قنديلٌ مصهور من خلاصة العسل البرّي، يضيء برزخ الروح، الشعر حركةُ باشق محلّق فوق خمائلِ النجوم، صلاةُ ناسكٍ منعزلٍ في كهفٍ طافحٍ بالانتعاش، عطشٌ أزليّ لا يروي ظمأ القلب ..الشعر يزيدُ جموح العاشقة توقاً لإرواء غليل الحنين إلى شهوة الارتقاء! .. الشعر حالة قلقٍ متشظِّية من زخّات المطر.. هاطلة من عيون السحاب على غبطةِ المكان! .. هاجسُ وردة معطّرة بالطلِّ، تريدُ أن تباركَ خصوبة الأرض!
الشعر صديق راقصات الباليه وحبق موسيقى البحر المنبعثة من هسيس كائنات مشتعلة بالشوق على إيقاعات هداهد العشق! .. الشعر لغة مفهرسة بعذوبة السماء، بنكهة النّعناع المنثور حول قبّة المحبّة، حالة انتعاشٍ نحو الأعالي، لمعانقة نقاوة عبق اللَّيل، الشعر نداء وردة محشورة بين أنياب الضواري، تريدُ الخلاص من خشونة الرياح! .. مغامرة عاشقٍ للغوص في أعماقِ البحار، لإنتشال عاشقة من لونِ المحار! .. الشعر صديق وحدتي .. حالة انتشاءٍ في دنيا من ضجر!

الشعر كائنٌ بريء لأنّه يولد من رحاب الطفولة، صديق الكائنات كلَّ الكائنات، ..يتداخل مع خيوط العمر من أجل أن يمنح القلب خصوبة الحياة، ومضة فرحٍ فوق قبّة الأحزان، بركةٌ هاطلة من خدود الشمس، صديق روحي المتدفّقة فوق أغصان الصباح! .. رحيق الميلاد .. غابة خضراء تحطّ كالنسيم على أكتاف الطفولة، الشعر واحة مرحِّبة بأنين القلوب المكلومة .. لتبلسم جراحات الليل والنهار، يتعانق الشعر مع جموحِ العقل والروح وبهجة الإنتشاء!.. الشعر توأم الروح .. جمرة مشتعلة في حدائق الأحلام لتضيء بهجة العمر على أنغام اخضرار أنشودة الحياة!
لا أظنُّ يا صديقتي أنَّكِ تهربين من الشعرِ، ولا أظنُّ أنَّ الشعرَ يهرب منكِ أو إليكِ ، أنتِ والشعر يا عزيزتي صديقان متعانقان إلى حدِّ الاسراف، تتوهين أحياناً عن فراديس الشعر، عابرةً أحزان الروح، ململمةً جراحات الأيام والشهور والسنين، لا تصدِّقينَ أنّكِ أنتِ التي عبرتِ محطّات عمركِ المبعثرة حزناً إلى حدِّ السبات، إلى حدِّ النوم تحت عجلات آلام هذا الزمان، ألم يخالجكِ أحياناً كثيرة أنتِ لستِ أنتِ؟! .. أنَّكِ أنَّاتٌ على خارطةٍ من بكاء! .. أن تكوني أنثى من هناك، يعني أنَّكِ مُتخمة بأحزان الصباح، متشظّية بأحزان الليل والنهار! .. أن تكوني أنثى من لون الربيع، في زمنٍ من رماد، فلا بدَّ أن يقطعوا جلاوزة العصر أوتار صوتكِ، وتسافرين عبر مدنٍ أكلتها الريح وجرفتها أعاصير الحلم في دنيا تتعانق فيها الكوابيس!.. حنجرتكِ غير متخمة بالاوجاع فقط، بل مبرعمة أيضاً بأشواكٍ لا تخطر على بال، مبرعمة بأنهارٍ من الحنظل!

نتصافح فوق أجنحة الغربة والمسافات، فوق أجنحة النسيم، فوق أجنحة الحياة، فوق أعاصير المحبّة، فوق دياجير الشوق إلى روحٍ تتلظّى من غدر هذا الزمان! .. إلى أصابعٍ مرتعشة وهي تخطُّ أحرفاً من بكاء، من دموع الأطفال والنساء والأشجار! .. أشجارنا تبكي يا صديقتي، وروحي هائمة شوقاً إلى أنشودة الحياة، غائصٌ الآن في كتابة نصٍّ مفتوح على فضاء الذاكرة المتصالبة مع غربة الإنسان مع أخيه الإنسان في هذا الزمن الأحمق! .. نصٌّ مندلقٌ من خاصرة الروح، جرفني معه في وهادٍ لا تخطر على بال الجنّ! آه .. يا عزيزتي، أنا القائل، "كم من الدموع حتّى هاجَت البحار!" .. قلبٌ متجذِّرٌ في دنيا من بكاء، ابن المسافات وأحزان الدنيا!
هل استيقظتِ يوماً واستنشقتِ وردةً ملء روحكِ؟ هل احتضنْتِ نجمةً وأنتِ غارقة في سماوات الحلمِ؟!.. هل عانقتِ حلماً من لون العصافير، من لون الفراشات، من لون الماء الزلال؟ .. هل أنتِ معي أم أنَّكِ شاردة، تلوذين الفرار من خفافيش الليل؟

آهٍ .. حتّى أحلامنا مهشّمة من خشونة الطوفان الهاطل على قباب القلب من كلِّ الجهات، إنّه زمن الشعر يا صديقتي، الشعر هو ملاذنا الفسيح، هو كهفٌ آمنٌ بعيدٌ عن مرمى صولجانات هذا الزمان، واحةٌ مكلّلة بالندى تبعث في أعماقنا أهزوجة الحياة، الشعر يبلسم جراحنا الغائرة، صديقنا الحنون، غابةٌ مكتنـزة بالنرجس البرّي، الشعر حكمةٌ منشطرة من ذيلِ نيزكٍ على وجه الليل، بركة هاطلة من رحيق الغمام، مطرٌ متدفِّق من رحم السماء، قبلة شمسٍ في صباحٍ باكر، الشعر رذاذات تبرٍ صافٍ، أمواجٌ مرتسمة على بسمة الطفولة، رحلة فرحٍ على أكتاف المساء!
بعد قرنٍ أو قرون سيأتي شعراء يقودون هذا العالم، فشلت سياسات العالم، وفشلَت قيادات العالم بقيادة الكون، الشعر سيعيد صياغات هذا العالم إلى جادة الصواب، الشعر صديق النوارس والبحار، صديق الأرض والسماء، صديق الروح الجريحة، ماءٌ زلال يسقي قلوباً عطشى، الشعر بوّابةُ فرحٍ مفتوحة على أعشاب الجنّة، يتطاير من جناحيه وهج المحبّة، طفولةٌ مزنّرة بورودٍ متفتّحة حول سهول القلب، غذاء الروح، الشعر يطمس اليباس ويبدِّد المساحات القاحلة من الجسد، الشعر رحلةُ عناقٍ مع العشب البرّي ، الشعر درّةٌ ثمينة في قاع البحار، يلتقطها الشاعر بذبذبات روحه ليقدِّمها إلى عاشقة من ضوء! لا تبكَي كثيراً يا صديقتي، من هنا أرى دموعَ فرحٍ، دموعَ شوقٍ إلى حنان الليل ، إلى صديقٍ منبعث من وهَجِ الإنكسار، أرى ومضةَ عينيكِ ، بسمةَ روحكِ، أوّلَ مرّة أرى بسمة الروح، بسمةٌ متطايرة من نسيمٍ نديٍّ، بسمةٌ طافحة بالعذوبة، بسمةٌ منعشة كتغريدِ البلابل، بسمة مسربلة مع دموع الأطفال وهم يعانقون أمهاتهم قبل أن يناموا في أحضان قبلة الصباح، غاليتي لا تقولي أهرب من الشعر، انّنا يا صديقتي نهرب أحيانا من ذواتنا، لكنَّ ذواتنا المفهرسة في ينابيع الشعر تلاحقنا أينما حللنا وأينما رحلنا، تدغدغ شواطئ الينابيع، فيهتاج حبق الشعر فنكتب بانتعاشٍ ما تمليه علينا خصوبة الروح، نرحل وتبقى نصوصنا متربِّعة على جدار الزمن كأنشودةِ الحياة ..

"صديقتي! ..
ويبقى الشَّوقُ إلى محيّاكِ
قصيدةً معلّقةً
بينَ أحضانِ اللَّيل!!

ستوكهولم

الشِّعرُ صديقُ روحي
وبهجةُ خلاصي من ضجرِ الحياةِ


الشِّعرُ حفيفُ نحلةٍ غارقة في ولادةِ العسلِ من رحيقِ الزُّهورِ، موجةٌ وارفة فوقَ أرخبيلاتِ العمرِ، شعاعاتُ فرحٍ منبعثة من تكويرةِ النَّهدِ، ولادةُ طفلٍ على إيقاعِ زخّاتِ المطر، لونُ البداياتِ وضياءُ النَّهايات، جنّةٌ مزدانة بالغزلانِ والبلابلِ المغرّدة تغريدةَ الرَّحيلِ، حوارُ الأرضِ مع قبّةِ السَّماءِ، حلمٌ معبّقٌ بأريجِ الطُّفولة، ابتساماتُ ورودٍ غافية فوقَ نهودِ التِّلالِ، شلالاتٌ هائجة مثل إهتياجِ البراكينِ، صوتُ الإنسانِ المتسامي فوقَ حافّاتِ الغمامِ، نداوةُ زهرةٍ مكحَّلة بدموعِ الشَّوقِ ..

الشِّعرُ صديقُ روحي وبهجةُ خلاصي من ضجرِ الحياةِ، هو صديقتي الأزلية الشهيّة مثل أريجِ الغابات، نورُ العتمةِ التي أعبرها على ايقاعاتِ حفيفِ اللَّيلِ، حبقُ النّعناعِ المستشري في صحارى الرّوح، أجنحةُ حمامٍ مرفرفة فوقَ ينابيعِ الخيرِ، مهارةُ سمكةٍ تعبرُ أعماقَ البحرِ لانتشالِ محارةٍ مكتنزةٍ ببخورِ العيدِ، خلاصُ الإنسانِ من ترّهاتِ الحياةِ، رحلةُ اخضرارٍ في ظلالِ العمرِ، موسيقى هائمة فوقَ وجنةِ الحلمِ، فوقَ أرجوحةِ الحنينِ، لغةُ نديّة من لونِ الشَّفقِ القزحيِّ، مناجاةُ الرُّوحِ للحميميات المختطفة من وجنةِ الحياة، حوارُ القلبِ معَ سكونِ اللَّيلِ، معَ خريرِ السَّواقي، معَ أغاني الغجرِ الصادحة في أعماقِ البراري.

الشِّعر هو الغدُ الآتي المسربل بالقرنفل، بسمةُ عاشقة متلألئة اهتياجاً فوقَ أمواجِ البحارِ، هو سديمُ الذَّاكرة المتلألئ حولَ مسقطِ رأسي، غفوةُ طفلِ بينَ أحضانِ أمّه، خيوطُ الضُّوءِ المنبعثة من مروجِ السَّماءِ، ذكرى معبّقة بعناقيدِ التينِ، بأيامِ الطُّفولة المزدانة بالأعشابِ البرّية، حنينُ المجرّة إلى وهادِ الأرضِ، طراوةُ ليالي الحصادِ المكتنزة بالسَّنابلِ، هو باقاتُ الحنطة المبعثرة على وجهِ الدُّنيا، هو دالياتي الخضراء، عناقيدُ عنبِ "البحدو والدارْ كفنارْ" التي قطفتها في صباحات ديريك الباكرة، هو شوقي العميق إلى أزقّتي الطِّينيّة، صوتُ المدفأة وهي تنشدُ أنشودةَ الدُّفءِ في ليالي الشتاءِ الطويلة، دبكةُ "باكيّة" في ليلةٍ منعشة محفوفة بالقهقهاتِ.

الشِّعرُ عشقٌ لا يقاوم، صوتُ فيروز في صباحاتي الباكرة، براعمُ شوقي العميق إلى أصدقائي الّذين تعفّرت وجوههم بضبابِ غربةِ هذا الزَّمان، هو حالةُ تجلٍّ متسامية مع هلالاتِ النُّجوم، ارتعاشاتُ عشقُ القمرِ لخدودِ البحرِ في ليلةٍ قمراء، شوقُ الجندي المرمى على خطوطِ الموتِ إلى أحضانِ الحياة، هو كلمة متراصّة بالمتاريسِ في وجهِ جلاوزةِ هذا الزَّمان، في وجهِ طغاةِ هذا العالم، هو تجلِّياتُ صعود الرُّوحِ فوقَ موجةٍ هائجة تحنّ إلى الارتماءِ بين أحضانِ الغسقِ، نقاوةُ الثلجِ وهو يهطلُ فوقَ جفونِ المساء، حديقة وارفة بالفرح، وداعُ الإنسانِ لوجهِ الثرى في ليلة مكتنفة بالآهات، آهات عبورنا للحياة، وآهات الرّحيل، هو دمعةُ أمٍّ قبلَ أن تودِّعَ غمائمَ الحياة.

الشِّعر حلمي المفهرس بأغصانِ البيلسان، هو أنثى معفّرة ببهجةِ الحياة، صديقةٌ غافية على خاصرةِ الرُّوحِ تنتظرُ نسائمَ البحرِ في ليلةٍ عذراء، هو قارئ مجهول يحبُّ حرفي وينتظره مثلَ طفلٍ ملحاح لمشاهدة هدايا العيد، هو وردة متفتّحة عند الضُّحى على إيقاعِ أجراسِ الرَّحيل، حالةُ إندهاشٍ على مدى رحابِ العمرِ، هو رحلتي الفسيحة في سماءِ غربةٍ مترجرجة بتدفٌّقاتِ لظى الاشتعال، هو غربتي العميقة في الحياة، أنشودتي الأزلية التي أغفو فوقَ خدودِها كلّ يوم، هو شهقتي الأولى عندما ولدتني أمِّي بين باقاتِ الحنطة وقمَّطتني بالسَّنابل لهذا أحنّ إلى اخضرارِها حتى في رحابِ الحلم.

الشِّعر صديقُ الكائنات كلَّ الكائنات، صديقُ اللَّيل والنَّهار، صديقُ البساتين والبحار والأنهار والصَّحارى المحفوفة بالرِّيح الهائجة، صديقُ البراري الوديعة والذئاب المروّضة على عبورِ البحرِ في عتمِ اللَّيلِ، هو أغنية مفتوحة على خاصراتِ الأماسي الغافية فوقَ أحلامِ البحار، هو عناقُ عاشقٍ لعاشقة من لونِ السَّماء، هو سيمفونية مكتوبة على إيقاعاتِ حفيفِ الرِّيحِ، هو بسمةُ طفلٍ في صباحٍ ممطر، هو لونُ البدايات والنّهايات، هو أسطورة مبرعمة في أعماقِ المغائرِ المنسيّة، هو صوتُ الضَّمير الحيّ في قلبِ الإنسان، هو محبّة الطَّبيعة والمروج المنعشة للروح، هو روحٌ هائجة متمرِّدة تعبرُّ ضجر الحياة بهمّة لا تلين، هو صوتُ الحنينِ الغارقِ في أعماقِ الذاكرة، هو الذاكرة المتلألئة في بحيراتِ المحبة، هو أمُّ الأمّهات وخصوبةُ الخصوبات، هو ترتيلة عشقٍ منبعثة من ضياءِ النُّجوم، هو نجمةُ الصَّباحِ في ليلة مهتاجة بالفرح، هو قصيدةُ حبِّ مفتوحة على شهيقِ الحياة!

ستوكهولم: 20 . 9 . 2005

قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة


لا تراودني الأحلام الفاضلة، ولا يقلقني فيما إذا تتحقَّق أحلامي أوْ لا، ما يعجبني في الحلم أنّه حلم غير قابل للتحقيق! ولا أريده أن يتحقَّق أصلاً، لأن جمال الأحلام هو في عدم تحقيقها، لأنَّ عدم تحقيقها يجعلنا أن نبقى دائماً في شوق عميق إليها!
الحلم حالة راقية، طموح غير محدود، وعندما يتحقَّق جزءاً من حلمي أو طموحي في مجالٍ ما، سرعان ما أتحايل على نفسي وأبحث عن حلمٍ آخر بحيث أن يكون سقفه مفتوحاً مطلاً على غابة فسيحة من دنيا الأماني! ..

يحتاج المبدع دائماً إلى حالات قلق، يسمونه قلق الإبداع! ولا أخفي على القارئ والقارئة، أن هذه الرؤية أعجبتني، لهذا لا يستهويني الاستقرار بالمفهوم التقليدي، فلا أجدني مستقرّاً، عندما أكون في حالة قلق مفتوحة، لأنَّ القلق يحفِّزني على الكتابة، ويفتح أمامي فضاءات رحبة لشهوةِ الحرفِ، لهذا لا أبحث عن الاستقرار بالمفهوم الدارج للكلمة، وقد بحثت عن أسباب هذه الظاهرة على صعيدي الشخصي، فوجدت أنني على صواب، لأنني فعلاً أحتاج أن أكون في حالة متوفّزة وقلقة كي أتمكّن أن أكتب نصّاً جديداً، أتحدّث هنا ضمن إطار صحّي وسويّ لمفهوم القلق المبدع، وليس القلق بالمفهوم المرَضي! ولكي لا يذهب المتلقّي بعيداً فلا يقلقني شيئاً حتى القلق نفسه، لأنّه بمثابة الخيط الذي يقودني إلى محراب القصيدة! وهو الذي يقود الكاتب إلى أحلام فسيحة يسبح فيها ويكتب حرفه وكأنّه يصعد نحو معراج السماء بحثاً عن ظلال القمر، وعندما يصل إلى ظلال القمر يأخذ غفوة هناك ثم يبدأ بالبحث عن ظلال الشَّمس فلا يستطيع الوصول إليها فيكتب عن توهان عاشقة من لون وهج الشَّمس فيتوه في عالم متعانق مع معابر حلم الأحلام!

إنَّ أكثر ما يعجبني في تكويني المزاجي هو هذه الأحلام المتشابكة المفتوحة على ربوع الدُّنيا! لأن الأحلام التي تتحقَّق لم تعُدْ أحلاماً ويخفتُ بريقها عندما نعيشها ونتعايشها، ولا أخفي على القارئ العزيز أنني لا أكترث كثيراً بالحلم بقدر ما أقتنصه لرحاب الحرف كحالة إبداعية! والطُّموح الذي يعدُّ واحة فسيحة للأحلام لا يأخذ من إهتماماتي شيئاً بقدر ما أسخِّره هو الآخر لحبقِ الإبداع، شراهة ولا كلّ الشَّراهات للكتابة، وما يجذبني في العيش إلى أقصى درجات العيش هو شهوتي المفتوحة على عبور معالم الحرف، البحث عن خفاياه المتعرّشة فوق نداوة وردة، أنا القائل:

لو كانت الحياة
خالية من الشِّعر والموسيقى والحبّ
لتهتُ أجوبُ الصَّحارى والبراري
أبحثُ عن أبجدياتٍ جديدة للموت!

تتقاطع عوالم زهرةٍ برّية عبرت خلسةً إلى معالمِ حرفي مع قصيدة لم أكتبها بعد، لربما أمسك خيطها قريباً وأكتبها أنا الآخر خلسةً، بعيداً عن تلألؤات نجمة الصَّباح!
عندما أنام أحياناً أشعر أنني أكبر ظالم في حقِّ نفسي، وأشعر بنوع من الانزعاج لأنني سأنام، خاصَّة عندما تنتظرني قصيدة معلّقة بين شفاه غيمة، فأنهض من مخدعي ضارباً النَّوم عرض الحائط لأتمم ما تبقَّى من بسمة وردة، وعندما أتمم ما تبقَّى من معالم الوردة، أعود بشهية مفتوحة مسترخياً للنوم فيصبح وكأنه الجزء المتمِّم للقصيدة!
الكتابة أمانة، رسالة منبعثة من حنين السَّماء!


نقلاً عن موقع دروب
صبري يوسف
صبري يوسف
كاتب-شاعر-فنان
كاتب-شاعر-فنان

ذكر
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 Empty الشعر ... إبن الروح

مُساهمة من طرف دانية بقسماطي 27/1/2009, 6:03 pm

أقرأ حروفك ... و لا أدري لما تحضرني كلمات الأديبة " غادة السمان "
" الزمن يُعلن علينا ذلك الإحتضار الجميل المُلقّب حباً
الإحتضار الوحيد الذي تعقبه ولادة ...
ولادة الأمل أو الألم ... لا فرق
لكنه الإحتضار الوحيد الذي يخلفك أكثر حياة و توهجاً
و يُحيل جسدك من إناء مظلم إلى مصباح متأجج النور "

...الإحتضار الوحيد الذي تعقبه ولادة
" القصيدة "

استاذ صبري
دامت حروفك السامية
دانيه
دانية بقسماطي
دانية بقسماطي
شــاعـرة المملكــة
شــاعـرة المملكــة

انثى
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2 Empty رد: ملف خاص بالاحتفاء بالكتابة 2

مُساهمة من طرف صبري يوسف 28/1/2009, 3:33 am


الشاعرة العزيزة دانية بقسماتي

مروركِ طيب وعميق
أحييك أيتها الشاعرة القارئة الشفيفة

يفرحني عندما تتوغل نصوصي إلى أعماق المتلقي

ويفرحني أكثر عندما يتفاعل القارئ والقارئة مع حفاوة النص

دمت متألقة قارئة وشاعرة

صبري يوسف
صبري يوسف
كاتب-شاعر-فنان
كاتب-شاعر-فنان

ذكر
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى