وحدهَا الأَرضُ تمنحُ الثَّبات.
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: تراتيلُ عشقٍ ... للأُنثى وَ الحُريَّةِ و ضَوءِ القَمَر / برهان محمَّد سيفو
صفحة 1 من اصل 1
وحدهَا الأَرضُ تمنحُ الثَّبات.
وحدهَا الأَرضُ تمنحُ الثَّبات.
***
هنالك ...
حيث ترقدُ" بيوتاتٌ" نائية
ثمَّةَ جدرانٍ هَرمَة
تَروي تاريخَ الغِلال
طاحونةٌ عتيقة تُداعبُ مواسِمَ الحصَّادين
تنهض جدرانها في كلّ صباح
لتُعانقُ نقاءَ السَّماء
كُواها مُشرعةٌ للنُّسور
حيثُ يغمرُ الكونَ الضِّياء
رُكنَها البعيد يأوي مدفأة هادئة
بينما صخبُ القَمحِ يَهبُ مخلوقاتِ الرَّبِّ الحَيَاة
و مزاريبٌ تدفقُ السَّنابلَ
حُبَّاً أَبدياً
*
على ذلكَ الجِدار العَتيق
بمدادٍ تفحَّمَ من زمنِ الاغتراب الحزين
و يد مُرتجفة
خَطَّ حَصَّادٌ عَابِر
عِبرة ًلم تزلْ مَحفورةً في حنايا الذَّاكِرة
"من نامَ على الأَرضِ لا يسقط"
كلماتٌ لم تلدْهَا أَرحامُ الكُتب
بلْ رَسمَتها يدُ الحياةِ لوحةً بسيطة
تَجعلُكَ مشدوهاً حدَّ الذُّهول
كُلَّمَا تأمَّلتُهَا اتَّضَحَت أَمامي الدُّروب
وحدهَا الأرضُ تمنحُ الثَّبات
و كلُّ ما سِواها
مُجرَّدُ هُراء
*
مزاريبُ الخيرِ تَدفقُ الغِلال
و "بيوتاتٍ "هَرِمَة تحتضنُ صِغارَ الطَّير
طفولةٌ تلهو قبيلَ شروقِ الغَمام
عمرٌ يمضي على كتفِ فلَّاح مُجهد
في صفحةِ وجههِ العتيق
حفرَت الأَيَّام ُحكاية شرقٍ أَحمق
و سماءٌ تجتازُهَا بضع غَيمات
تهرولُ نحو الشِّتَاء
*
لم تزل الأَرضُ تُنجبُ الأَجيال
و ما برحت الأَجنحَة نموَّها البطيء
و ذاتَ يومٍ ربيعِيٍّ دافئ
يَستهويها التَّحليقُ الى حيثُ النُّجوم
و تغدو "البيوتات" خلو اًمنَ الموسيقى
ثمَّةَ نايٍ حزين لم يزلْ يُحدِّقُ في الشَّمس
عبرَ ذلكَ الجدار الهَرِم
الرُّكنُ المكينُ تشقَّقَ منذُ حين
و ريَاحٌ عاتيةٌ ولدَتْ في مَغربِ الشَّمس
تَرتحلُ سريعاً نحو المَشرِق
حيثُ كلُّ الأَشياء اليابسة
تبدو في لحظاتِ التَّلاشِي
وحدهُ الزَّمنُ يحثُّ خُطَاه
نحو َالعاصِفَة
*
دوَّامةٌ تَعصفُ الحيرة
تُنبتُ القلقَ في المآقِي الشَّاحِبَة
النِّهايَاتُ جميعُهَا تبدو بغيرِ نهايَة
حيثُ كلُّ المفارِق
لوَّثَتهَا يدُ الصَّقيعُ و صَلفُ الطُّغَاة
فتلمَّسِ الدَّربَ أَيُّها الزَّاهدُ الحزين
حيثُ الأَرض لم تزلْ تُنبتُ الفُصُول
و العَواصفُ لنْ تبرحَنَا
حتَّى تُشرقَ الشَّمس
*
مفارقُ الطُّرقِ جميعُها
باتَتْ تُفضِي إِلى حيثُ هبوبِ الرِّياح
و السَّماءُ وحدَهَا تَمنَحُ الضَّوءَ للعابرين
الشَّمس تتوهَّجُ أكثر
و يَنفلقُ الطَّوقُ الَّذي نبتَ في أحشاءِ الظَّلام
فَقلاعُ المُوتِ تَلجُ رويداً رويداً
في هُوَّةَ العدم
و تَتَدفَّقُ السَّنابِلُ بيادرَ كِفاح
و كُوىً أَغلقَهَا طاغيَةٌ أَحمَق
تُعلنُ ولادةَ الضِّياء
و الكُونُ مُبتهج
فأَرضُنَا تُحقِّقُ المُستَحيل
***
بِقَلَمْ : بُرْهَانْ مُحمَّدْ سِيْفُوْ .
بتاريخ
9/1/2012
التوقيع
"محبَّة الآخرين هي الدِّين الحقيقي لغير الأغبياء"
"محبة الآخرين هي الدين الحقيقي لغير الأغبياء"
بُرهَانْ مُحَمَّدْ سِيْفُوْ
بُرهَانْ مُحَمَّدْ سِيْفُوْ
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: تراتيلُ عشقٍ ... للأُنثى وَ الحُريَّةِ و ضَوءِ القَمَر / برهان محمَّد سيفو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى