لقد كان هناك ولم تكن تحلم
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: بـــــناتي / عبد المسيح دودوش
صفحة 1 من اصل 1
لقد كان هناك ولم تكن تحلم
متجاهلاً جسدها العاري أو بمعنى أخر قابعاً في كتلة رخام
ينحت منها ما يشاء ،و هذه المرة ينحت نفسه.
يسترق النظر بين اللحظة والأخرى دون أن يحرك رأسه المليء بالشغف.
أما هي فلم تكن لتعرف بأنها عارية ، كانت تمسك الكأس بيد
وسيجارة بيضاء طويلة باليد الثانية ،كانت تتحدث معه
وتنظر لجسده العاري دونما اهتمام " مصطنعة عدم اكتراثها ".
كان البرد يتسلل إلى الجدران الدافئة من الداخل ، كان الموقد يشع دفأً
يحرق الهواء لكن دفأه لم يصل أبعد من ذلك.
كان البجع الأبيض يهاجر من رأسها نحوه متأملاً منه بحيرة ليستريح
وضفافاً خضراء ليبني أعشاشه.
كانت الورود الحمر تتناثر من عينيها لتصنع سريراً قرمزياً للملك.
لـــــربما كانت تنتظر قبلة.
وهو كان يرسم أروع تكاوين جسدها على ورقة تتألف من
بطينين ، اذينتين،أوردة ،و شرايين .
كان يسجد لمساماتها المقشعرة البيضاء ناكراً كل الآلهة في كل الكتب.
كان يشرب الخمور من فمها حتى دون أن يعلم بأنه هو أيضاً عــارٍ.
ما الفرق بين غبي وآخر . إن الفرق بعض الغباء لا أكثر.
يلتفت ينظر إليها بتمعن وكأنه يكتشف الكون من جديد، يبتسم
وهي لا تعي ما يرى.
تسافر به نظراته لملكوت آخر يتمنى أن يمد يده ليلمسها
أو يلمس بعضاً من ثلجها المخمر.
أن يتذوق قليلاً من كل شيء فيها، لكنه خائف من أن تتلاشى .
لأنها حتماً ستتلاشى.
رائع هو الجمال القريب المستحيل، رائع هو الله بإبداعه ، ورائع هو لجم اليد.
يتجرأ أخيراً ويمد يده لكنها تذهب لكأس الماء فيأخذه ويشرب.
لقد قادها إحساسها الأنثوي لشعور غريب ، شعرت بالحر فجأة.
وقفت وذهبت لتبرد وجهها ببعض الماء
وعندما نظرت إلى نفسها في المرآة اكتشفت بأنها عارية تماماً.
انتزع الخجل منها كل ثباتها.
وضعت شيئاً على جسدها ورجعت بكل تأنٍ لمكانها
واحمرار وجنتيها أشهى من كل تفاحة حمراء.
أحست بأن صوتها لن يخرج أبداً وتمنت لو أن الأرض انشقت لتبتلعها.
وصلت أخيراً لتلك الأريكة التي شاركتها جسدها ، تلفتت حولها ولم تجد أحداً.
كيف لا وهي وحيدة في غرفتها، نائمة في سريرها تحلم ، بما قد يكون
ألطف كابوس قد يصادف عالمها.
ينحت منها ما يشاء ،و هذه المرة ينحت نفسه.
يسترق النظر بين اللحظة والأخرى دون أن يحرك رأسه المليء بالشغف.
أما هي فلم تكن لتعرف بأنها عارية ، كانت تمسك الكأس بيد
وسيجارة بيضاء طويلة باليد الثانية ،كانت تتحدث معه
وتنظر لجسده العاري دونما اهتمام " مصطنعة عدم اكتراثها ".
كان البرد يتسلل إلى الجدران الدافئة من الداخل ، كان الموقد يشع دفأً
يحرق الهواء لكن دفأه لم يصل أبعد من ذلك.
كان البجع الأبيض يهاجر من رأسها نحوه متأملاً منه بحيرة ليستريح
وضفافاً خضراء ليبني أعشاشه.
كانت الورود الحمر تتناثر من عينيها لتصنع سريراً قرمزياً للملك.
لـــــربما كانت تنتظر قبلة.
وهو كان يرسم أروع تكاوين جسدها على ورقة تتألف من
بطينين ، اذينتين،أوردة ،و شرايين .
كان يسجد لمساماتها المقشعرة البيضاء ناكراً كل الآلهة في كل الكتب.
كان يشرب الخمور من فمها حتى دون أن يعلم بأنه هو أيضاً عــارٍ.
ما الفرق بين غبي وآخر . إن الفرق بعض الغباء لا أكثر.
يلتفت ينظر إليها بتمعن وكأنه يكتشف الكون من جديد، يبتسم
وهي لا تعي ما يرى.
تسافر به نظراته لملكوت آخر يتمنى أن يمد يده ليلمسها
أو يلمس بعضاً من ثلجها المخمر.
أن يتذوق قليلاً من كل شيء فيها، لكنه خائف من أن تتلاشى .
لأنها حتماً ستتلاشى.
رائع هو الجمال القريب المستحيل، رائع هو الله بإبداعه ، ورائع هو لجم اليد.
يتجرأ أخيراً ويمد يده لكنها تذهب لكأس الماء فيأخذه ويشرب.
لقد قادها إحساسها الأنثوي لشعور غريب ، شعرت بالحر فجأة.
وقفت وذهبت لتبرد وجهها ببعض الماء
وعندما نظرت إلى نفسها في المرآة اكتشفت بأنها عارية تماماً.
انتزع الخجل منها كل ثباتها.
وضعت شيئاً على جسدها ورجعت بكل تأنٍ لمكانها
واحمرار وجنتيها أشهى من كل تفاحة حمراء.
أحست بأن صوتها لن يخرج أبداً وتمنت لو أن الأرض انشقت لتبتلعها.
وصلت أخيراً لتلك الأريكة التي شاركتها جسدها ، تلفتت حولها ولم تجد أحداً.
كيف لا وهي وحيدة في غرفتها، نائمة في سريرها تحلم ، بما قد يكون
ألطف كابوس قد يصادف عالمها.
إن ألذ شراب قد نشربه هو الماء
وأطيب شي قد نأكله هو الخبز
وأجمل رائحة قد تأسرنا هي رائحة التراب والمطر.
ليت القلب يقطع أو يتلف أو يبتر.
z.k
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 41
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: لقد كان هناك ولم تكن تحلم
العزيز عبد المسيح دائما يلفني سحر حرفك .. وأعجز عن رسم حروف الشكر لك سعدت حقا بالمرور من هنا .. ودي وتقديري حسناء |
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 49
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
لك الغيم ينحني
استاذ عبود
دام قلمك باذخ ساحر أخّاذ
يا رهيف الفكر يا مبدع ..
لك النجوم تخر
و الغيم ينحني ..
تقبل مروري ومودتي
جو
دام قلمك باذخ ساحر أخّاذ
يا رهيف الفكر يا مبدع ..
لك النجوم تخر
و الغيم ينحني ..
تقبل مروري ومودتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: لقد كان هناك ولم تكن تحلم
باقات من الزهور لكما من عالمي
إن ألذ شراب قد نشربه هو الماء
وأطيب شي قد نأكله هو الخبز
وأجمل رائحة قد تأسرنا هي رائحة التراب والمطر.
ليت القلب يقطع أو يتلف أو يبتر.
z.k
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 41
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
مواضيع مماثلة
» ألم دفين
» طفولةٌ تتقدّم نحو طفولتها - 3 -
» أنــا من هناك / محمود درويش
» الحلم الاخضر لسوسن سيف ومحمد عبد الوهاب
» طفولةٌ تتقدّم نحو طفولتها - 3 -
» أنــا من هناك / محمود درويش
» الحلم الاخضر لسوسن سيف ومحمد عبد الوهاب
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: بـــــناتي / عبد المسيح دودوش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى