قصة بقاء

قصة بقاء


خرج الطير المتحمّس للصيد يوما واثقا متفائلا متناسيا قليلا شعوره بالجوع الذي بدأ يسيطر عليه عند ساعات الصباح الأولى.فامتطى ظهر الهواء الطلق فوق صفحة من الزرقة المتحركة ... وتوقف لدى مشاهدته سمكة حمراء تقترب منه ويا للعجب بدل أن تهرب وتولي الأدبار وتنفذ بروحها .
" صباحك صيد وافر أيها الطير "
" صباحك ... أيتها السمكة إنك اليوم غدائي المنتظر فدعيني أقفز إليك وألتقطك فآكلك ..."
" لكن على رسلك يا راكب الهواء ... لن تستطيع فعل ذلك ..."
" لكن لماذا ؟ أنت هي غدائي المفترض فأرجوك أن تلزمي الصمت والهدوء علّني اليوم أنجح في الأكل باكرا فأعود أدراجي إلى يابستي ممتلئ البطن فارغ الذهن "
"أقول لك هذا لأنك لن تجدني لذيذة اليوم والسرّ هو أن معدتي خاوية . لكن هل أنت جائع كثيرا ؟"
" بالطبع "
" وكم؟ "
" أكثر منك ..."
" إذا اسمح لي أن أقدم لك اقتراحي المتواضع علّه ينقذنا مما نحن فيه من حيرة "
" هات ماعندك "
فهمّت السمكة بالقول " سأطلب منك أن تنتظرني قليلا ... فإذا أنت أكرمتني بدقيقتين أو أكثر حتى أحضر غدائي فآكل , عندها تأتي و تتناولني كما تحب وترغب.."
" لا لا لا لا . سأبحث عن عن سواك يكون وجبة لطير آسر كحضرتي بطريقة التهامه للصغيرات اللذيذات أمثالك "
" لكن تمهل , أنا السمكة الوحيدة هنا "
"ياللصدفة وأنا العصفور الوحيد أيضا .. حسن ابقي هنا ولا تهربي ... فأنا هنا أراقبك . وآتني حالما تملئين جوفك الدقيق هذا بالطعام "
" فليطمئن بالك أيها العالي "
وفكرت السمكة في نفسها قائلة " هذا صيدي فوقي تماما وقد اعترف لتوه بأنه جائع أكثر مني . فإذا كان ما يقوله صحيحا سأجعله ينتظر ليموت قبلي . ويسقط من على مطيته الغير مرئية في البحر وسأعتاش على جثته المنحلّة لشهور . لكن الكارثة ستقع إذا لم يكن ما قاله صحيحا عندها سأكون الميتة رقم واحد وسأطفو على ظهر الماء وسأبقى الوجبة المنتظرة ...
مر وقت طويل وطويل على المخلوقين وهما على مقعد الانتظار وكأنهما ينتظران ذات المعجزة وذات الشخص وفجأة تسرب الضعف إلى جسديهما كسائل سام وبدأ الإثنان يشعران بخدر . هنا حاول الطير التقاط السمكة فلم يستطع إلى ذلك سبيلا وفي اللحظة نفسها لم تفلح السمكة في الهرب من أمامه ...
الاثنان تصارعا للاستمرار في الحياة وبنفس الطريقة . اعتقدا أنهما يستطيعان خداع بعضهما لكن لم يكونا على علم بوجود جائع ثالث يصيخ السمع إلى حديثهما هنا وفي كل مكان . هذا الجائع الثالث لم يكن لينتظر فلا وقت لديه ولم يكن ليعرف الضعف لأنه الأقوى , ولا الإبطاء لأنه الأسرع, ولم يكن لتنطلي عليه الحيل لأنه الأذكى ... فهو الموت الذي لم يستطيعا خداعه .....
النهاية
رزان

وليم جبران كتب:

مررت فتاملت ..
وها أنا اسجل لكِ اعجابي بقلمكِ الشامخ
دام قلمك بهذا الشموخ وأكثر
تقبلي حضوري المتواضع
لكِ تحياتي
وليم

وليم
مرحبا بك
واسمح لي بتسجيل تقديري لردك
الغامر والعابر لقارات الجمال
دمت بخير

العبيدي جو كتب:تصارعا للإستمرار في الحياة ...
اعتقدا أنهما يستطيعان خداع بعضهما...
لكن لم يكونا على علم بوجود جائع ثالث يصيغ السمع إلى حديثهما ...
لم يكن لينتظر فلا وقت لديه....
ولا تنطلي عليه الحيل........
هو الموت الذي لم يستطيعا خداعه...

عزيزتي رزان
في البداية مرحى بعودتكِ المبروكة


حرفك اليوم سكبتيه على صفحات مملكتكِ
فاستمتعنا بمفردتكِ القرمزيه
واستمتعنا بإرتشاف نبيذ حرفك الناضج

فأنتِ تسلبيـن نجـوم التميّز من سماء
المُبدعين بـ لغةٍ عميقـة العاطفة كأنتِ ..!!
ما أجمل محرابكِ...

شكراً لكِ رزان وشكراً
لروحك المليئة بالحب والإدراك واللغة
ابق ِ بخير

دائما
الغالي على قلبي جو
وكأنه رياح الجهات الأربعة
تراه
من كل جانب يقدر الكلمة الجديدة
شكرا لك
وأنا من هذا المنتدى وإليه أعود

العبيدي جو كتب:تصارعا للإستمرار في الحياة ...
اعتقدا أنهما يستطيعان خداع بعضهما...
لكن لم يكونا على علم بوجود جائع ثالث يصيغ السمع إلى حديثهما ...
لم يكن لينتظر فلا وقت لديه....
ولا تنطلي عليه الحيل........
هو الموت الذي لم يستطيعا خداعه...

عزيزتي رزان
في البداية مرحى بعودتكِ المبروكة
حرفك اليوم سكبتيه على صفحات مملكتكِ
فاستمتعنا بمفردتكِ القرمزيه
واستمتعنا بإرتشاف نبيذ حرفك الناضج

فأنتِ تسلبيـن نجـوم التميّز من سماء
المُبدعين بـ لغةٍ عميقـة العاطفة كأنتِ ..!!
ما أجمل محرابكِ...

شكراً لكِ رزان وشكراً
لروحك المليئة بالحب والإدراك واللغة
ابق ِ بخير

دائما
الغالي على قلبي جو
وكأنه رياح الجهات الأربعة
تراه
من كل جانب يقدر الكلمة الجديدة
اشكرك
وأنا من هنا بدأت وإلى هنا أعود

حسناء العمري كتب:

رزان...يا ملكة الابداع

انني أعلن اليوم اعجابي الكبير بقلمك الماسي..

هذا القلم العطر العبير..

رزان ،

يا نجمة تتلألأ ابداعا واشراقا

قصة بقاء ...قرأتها وأعجبتني كثيرا ...تابعت القصة حتى النهاية...

لأجد النهاية...فالغلبة كانت للموت ...فهو الأذكى و الأسرع و الأقوى...

بوركت لنا عزيزتي الجميلة




مع المودة والاعجاب

حــــسناء

زمن جميل ولى
لكن ترك لنا حسناء العمري
لنستدل عليه
أشكرك مرة تلو المرة
وأقدّر ذائقتك
للنكهة الجديدة

الضعفاء يتربصون بالضعفاء
والأقوياء سيبتلعونهم بلقمة واحدة
هذا الحوار الرائع
بين العصفور والسمكة
وهذا الخداع
خداع الضعيف للضعيف
ولكن الموت القوي
سيبتلع الكل
لايوجد في هذه الحالة
أي استثناءات

قصة رائعة بكل المقاييس....أحب أن أكحل عيني وأحرك قلبي وعقلي بما هو جديد