بين أمواج الزمن ؟ بقلم نازك الحلبي يحيى

ليس قليــــلاً ....
أن أخرجَ من سجني المكسور
بعد الثورةِ ....
بعد الخيبةِ ....
بعد العبــور
على جسر الصرخات المخنوقة
والبكاء ...
فما عاد في الارض رجاء
يعيد المسافرَ والمنبوذَ والمجنون
الى مهدِ يبردُ في سكون
لم يعد في البحر ماء
يطفىء اللهيبَ المستعر
في الصدور ...
والارواحُ في نفوسٍ سقيمةٍ
تنتظر ...
صدى القيامة .
ليس قليلاً أن نعرفَ
أن الليلَ يتنكّرُ للقمر
والانسانُ ينكرُ اسمَه
حين يفاجئُه الصوتُ
ويعلن :
أن عادتِ الحربُ
لتمنعَ ...لتقتلَ رسمَه
لتجرحَ القلوبَ
بألف سهمٍ وسهم
وتلتهمَ حلمَه ...
ليس غريباً ...
أن نعودَ من العرس
بألف سؤالٍ بلا جواب
بألف جوابٍ بلا معنى
ونحملَ وزرَ الأشقياءِ
على الكتفِ...
ونطوي الليلَ في قلقٍ
وفي شغفِ ...
ما عادَ غريباً
أن نعطي العمرَ
نقدمَه....
على مذبح لا يعرف الرحمةَ
من الصلف ...
ظنونُ الليلِ ترأفُ بالعشّاق
واعماقُ البحرِ ترأفُ
بصغارِ السمكِ الزاحفِ
نحو الأعماق .
أمّا هنا فكلّ شيء
لا يعرف الرأفةَ من القسوة
ولا الخوفَ من الأمان
ما عادَ للأملِ طريق
بين أمواجِ الزمنِ
والجرحِ العتيق ....
ما لم يتحقّقْ للحرِّ
لن يتحقّقَ للغريق .