أظن أنكِ لن تجيبي .

ماذا تعرفين عن همسات المساء ؟
ماذا قالوا لك عن العذاب الوردي ؟
هل تذوقتِ طعم الضياع في المسافة اللامتناهية الفاصلة بين العينين ؟
هل غرقتِ في بحر الياسمين الذي صنعه الله عندما أحب ؟
هل سمعتِ أعظم سيمفونية ألفها القلب من نغمةٍ واحدة ؟
سواء تعبتِ أم لا هل ذهبتِ إلى القمر مع أحدهم في نزهة ؟
من قطف لك النجوم و عبأ لك البحر في قارورة ، و صنع لكِ ملاكاً يطرد الكوابيس في الليل و أعطاكِ عيناه عندما تألمتِ ؟
من بعثر الكون و رفض الجنة و قبِل بكِ حياةً أبدية ؟
من جعلكِ ملكة كل الصباح و قمر كل الليالي و أراد أن يموت معك جنةً أم جحيماً لا يهم كما تريدين ؟
هل ثملتِ يوماً من الأيام و بكيتِ من كل قلبكِ و بقيتِ تشربين ؟
من اشترى لك تلك النجمة و ظل يحفر اسمكِ عليها حتى هرم ؟
من كتب لك قصائد بمئة ألف ألف لغة غير معروفة ؟
هل سرتِ على الطريق المفروش بالياسمين بين المجرات التي أهديت لك ؟
من أحبكِ حتى الثمالة و قبِل بقتل كل الشياطين حتى ترجعي إليه ؟
هل غمر الحنان عالمكِ يوماً ما ؟
من سار تحت المطر و ظل يحلم أنك بجانبه طوال الليل عبثاً ؟
من ِمن البشر لم يقل لك كلمة أحبك ؟
من رآكِ تقتلينه و أنتِ صغيرة و ابتسم ؟
هل رأيتِ رجلاً ميتاً يمشي ؟
هل سار أحد عاشقيك في نفق الموت ؟
هل رقبتك خلابة كالندى و صدرك الأبيض نهاية العالم الوردي ؟
هل طار أحد عاشقيكِ من الفرحة بمجرد أنكِ خطرتِ على باله ؟
ماذا ستقولين لابنتكِ عن العالم الذي مات مذ رحلت ؟


أظن أنكِ لن تجيبي .

أسئلتك صعبة جدا
لايستطيع أحد أن يجيب في هذا الزمن
الذي أصبح الأخذ بل الهبش
هو وجه العصر وفكره وروحه
ولكنها أسئلة رائعة
حركت روحي نحو أمل العطاء اللامحدود
والهدف المنشود للنخبة

جميل ما كتبت يا عبد المسيح ...خيالك يبحر باللامحدود نحو عوالم أجمل من الخيال

منور سيد غسان منور