๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش

اذهب الى الأسفل

ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش Empty ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش

مُساهمة من طرف صبري يوسف 20/6/2010, 3:25 pm

ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل
الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علّوش


بقلم: صبري يوسف


الأستاذ د. محمد رحَّال

تحيّة،

إنَّ ما كتبتَه ردَّاً لِما أثاركَ في مقال د. ناهد غزول بخصوص تداعيات ما حصل مؤخَّراً مع د. أيمن علُّوش القائم بالأعمال في السَّفارة السُّورية في ستوكهولم، قد فاجأني وأدهشني كثيراً لما فيه من ابتعاد عن الحقيقة وعن جوهر الموضوع، ولما فيه أيضاً من اقحام مواضيع وتشعُّبات عديدة ليست لها علاقة بالموضوع الأساسي والمتعلِّق بابنة السفير وتداعيات ما آلت إليه هذه القضية، والتي لا تمتُّ إلى العمل الديبلوماسي بقدر ما تمتُّ لقضية أسروية ممكن أن تحصل مع أي ديبلوماسي وأي إنسان عادي مهاجر أو مقيم، وممكن أن تحصل مع أبناء البلد الأصليين أيضاً، ولا أرى أية ضرورة أن يتم تضخيم الأمور إلى كلّ هذه الجوانب المتشعِّبة وتعقيدها، في الوقت الذي يجب الوقوف عند قضيَّة مصير الفتاة التي تمَّ تدمير مستقبلها ومستقبل أسرتها وتمَّ الإساءة إلى سمعة أبويها وأسرتها وكلّ هذا انعكس سلباً على الديبلوماسية السُّورية في الوقت الذي ليس لهذا الأمر صيغة مباشرة بالديبلوماسية فهي قضية تتعلَّق بكيفية التربية والعادات والتقاليد لكل مجتمع من المجتمعات، فكيف تحاسب د. أيمن علُّوش على موقفه وتُحمِّلُه أخطاء لم يرتكبها وتوجّه إليه كلمات جارحه ونابية وغير منطقية وغير مناسبة أن تصدر من قبل كاتب أو متابع يهتم بهذا الأمر، وليس لأنه ديبلوماسي، بل حتى ولو كان مجرد إنسان عادي، فكلامك وتحليلك ليس منطقياً ولا يعتمد على أسس قانونية ولا على أسس موضوعية دقيقة، ويبدو أنك تودُّ الاصطياد في المياه العكرة، بعيداً عن وضع النقاط على الحروف كما يجب أن تكون بل قمتَ بكيل التهم إليه، وتطرَّقتَ إلى بعضِ الأمور غير الصحيحة وغير الدقيقة، ثم وضعْتَ مقدِّمات وخرجْتَ لنا بنتائج غريبة وعجيبة حيث أراكَ تطالب القيادة السُّورية بمحاسبة د. أيمن علّوش، في الوقت الذي كان عليك وعلى كلّ متابع سوري أو شرقي أو حتى غربي موضوعي أن يطلب من القيادة السورية والديبلوماسية السورية بالتدخّل السريع والدفاع عن تبعات ما حصل وبالتالي الدفاع عن مواطنها وديبلوماسيها لما ترتَّبَ من إهانات ونتائج وخيمة على هذا الديبلوماسي البرئ من جرَّاء توجيه تهم كبيرة إليه والقضية لا تعدو عن كونها سوء تفاهم وسوء تقدير في الترجمة وفي صيغة التفكير ولم يضع الجانب السويدي سواء الشرطة السويدية أو أية جهة أخرى قامت برفع الدعوى القضائية ضد د. علوش، لم تضع بالاعتبار أنه ديبلوماسي سوري وليس ملزماً أن يخضع للقانون ولعادات وتقاليد السويد حتى ولو أنه على أرض مملكة السويد، لأنه ديبلوماسي، وكل حجة الجهات المعنية باتخاذ قرار ابعاده وترحيله أنه شخص غير مرغوب فيه في السويد نظراً لأنه أراد أن يعيد ابنته بعد انتهائها من مدرستها إلى بلدها سورية كي تعيش هناك ضمن عادات وتقاليد بلدها، وهذا التفكير وهذا التوجُّه ليس جرماً ولا جنحة ولا يمكن لأي عاقل على وجه الدنيا أن يترجم موقفه هذا على أنه سيرحِّلُها إلى سورية ثم سيذبحها أو يقتلها على حدِّ قول الصحافة السويدية المستندة إلى بعض الجهات السويدية بأنها سمعت مكالمات هاتفية بينه وبين سياسي سويدي من أصل سوري، مع أنَّ هذا السياسي قد تدخَّل بناء على طلب من جمعية "اليكترا" وإدارة المدرسة التي تدرس فيها ابنة القائم بالأعمال، كوسيط بين العائلتين، وكل ما قاله د. علوش عبر الهاتف كان يرتكزُ على أنَّه لا يريد لابنته أن تعيش في بلد يحمل هكذا توجّهات في كيفية تقرير مصير المراهقين والمراهقات، ويريد لابنته أن تعيش وتتابع دراساتها في وطنها الأم.

السؤال المطروح، أين يكمن خطأ الديبلوماسي عندما خطِّط لابنته عبر توجهاته التربوية التي تناسب عاداته وتقاليده وقوانين بلده، وقد التقى الشاب وأهله عن طريق جهات سويدية، جمعية "اليكترا" وإدارة المدرسة مع ابنة الديبلوماسي، والقائم بالاعمال وقال أثناء اللقاء أن ابنتي صغيرة الآن وهي بصدد متابعة دراستها، ولم يرفض حبهما ولا علاقتهما وأكَّدَ على ضرورة أن تتابع ابنته دراستها الجامعية كي تؤمن مستقبلها أولاً، وبعدئذٍ يقرر الشاب والشابة ما هو مناسب لهما.

لهذا أقول يا أستاذ محمد رحَّال، أن مقالكَ الذي ردَّيتَ على د. ناهد غزول، ما كان أكثر من صبِّ جام غضبكَ على القائم بالأعمال، وكأنك كنتَ بصدد تصفية حساباتكَ معه، لغرضٍ في نفسِ يعقوب، منتهزاً الظروف المستجدة، والقضية لم تنتهِ بعد يا عزيزي كي تطلق أحكامكَ عليه، وماتزال الديبلوماسية السورية بصدد الردِّ على الجهات المعنية في السويد والديبلوماسية السويدية، وحول هذه النقطة أرى أن الديبلوماسيّة السورية قد تأخَّرت كثيراً في الردّ لوضع النقاط على الحروف وتسوية مستجدات ما حصل مع الديبلوماسي السوري ولكن كما هو معلوم لدى الجميع أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، المعهود بهدوئه وصبره ـ على الأرجح ـ يخطط بهدوء ورويَّة للرد المناسب ونحن أغلب الجالية السورية بانتظار الرد المناسب ومعالجة هذه القضية الأسروية والتي تفاقمت وتطوَّرت خلال أيام معدودة وصعَّدَت الجهات المعنية في السويد الموقف بدون أي مبرِّر موضوعي إلى أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وبكل بساطة ما كان هناك أية ضرورة لكل هذه التطورات وخلق أزمة ديبلوماسية بين بلدين على موضوع أسروي عادي وممكن أن يحصل في كل يوم في أي بيت سوري أو شرقي مهاجر، لأن ابنة السفير كانت تواظبُ دوامها بشكل طبيعي، وتمارس حياتها بشكل طبيعي، وقد سبق أن التقت العائلتان عن طريق إدارة المدرسة وبحضور جمعية "اليكترا" كي يحلُّوا الاشكالات بين العائلتين كما ذكرت منذ قليل قبل نهاية آذار الماضي، وقال الديبلوماسي لأهل الشاب وللشاب أن ابنته ستتابع دراستها وهي صغيرة الآن لموضوع الزواج، ولنترك هذا الأمر للمستقبل، ثم استمرَّت الفتاة من حينها تداوم دوامها في المدرسة كالمعتاد دون أية مشكلة تذكر، وكان والدها يود أن تتابع دراستها إلى أن تنتهي من دراستها الثانوية، ولكن بكل أسف تم حجزها في يوم الاثنين من المدرسة تاريخ: ( 10 . 5 . 2010 ) ولم تتمكن فعلاً من التقدم إلى بعض موادها كي تمتحن بها، ولم يسمحوا لها بالتقدم للمواد الباقية فيما بعد!

وهنا أتساءل: لو كان في نيّة الديبلوماسي أن يرحِّل ابنته في حينها ويخطط لاختطافها كما قالت الصحافة السويدية بناء على كلام الجهات السويدية المعنية بمتابعة هذه القضية، لماذا أرسل الوالد ابنته إلى المدرسة بكل حريتها ومعها موبايلها وحقيبتها وكتبها وأقلامها ووظائفها وودَّعت أهلها من المنزل وهي في طريقها إلى المدرسة، لماذا لم تترك الشرطة السويدية أن تتقدم الفتاة لامتحانات المواد التي كان عليها أن تتقدمها في ذلك اليوم وبقية المواد لاحقاً، وتحميها من الاختطاف المزعوم من قبل والدها! لماذا الجهات السويدية المعنية بهذا الأمر قامت بدور أشبه ما يكون بالاختطاف؟!

أين هي الفتاة الآن، هل تعيش مع صديقها الذي كان يحبها، هل معالجة قضايا الشباب والمراهقين تتمُّ بهذه الطريقة المؤذية للطرفين؟ إذا أحبَّ كل مراهق في السويد وفي أوربا فتاة ما وتمَّت معالجة مشكلته ومشكلة المراهقة بهذا الشكل ويتم طرد آبائهم سواء كانوا ديبلوماسيين أو من عامّةِ الناس، سنجد آلاف بل ملايين الآباء المهاجرين مرحَّلين ومطرودين من أوربا إلى بلدانهم، وبناتهم موقوفات ومحجوزات لحمايتهم من آبائهم، وسنقع في أزمة عالمية في قضية أقل ما نقول عنها قضية تتعلق بنزوات المراهقين وحب عابر، وهكذا نزوات وحب عابر لا يمكن حله بهذا الشكل الاستفزازي والتصعيدي وإلا سيكون أغلب مراهقي ومراهقات المرحلة الثانوية، من بنات وبنين المغتربين محجوزين وآبائهم مطرودين من البلاد، فهل بهكذا توجّهات وهكذا اجراءات سنحلُّ المشاكل الناجمة عن العلاقات العاطفية بين المراهقين والمراهقات؟!

ولماذا تمنع الجهات التي حجزت الفتاة من أن تلتقي بوالديها أو تتواصل معهم كل هذه المدة، ألا ترى أن هذا الحجز وهذا المنع مخالف للقانون ومخالف لحقوق الفتاة نفسها، فلماذا تصرَّفت الجهات المعنية كأنها أداة ديكتاتورية قمعية، لا تفيد الفتاة ولا أهلها ولا تفيد الشاب نفسه ولا تفيد حل المشاكل على أي صعيد كان بل تعقده تماماً؟!

برأيي على الدولة أية دولة في أوربا أو في أيّة دولة من العالم، أن تؤمِّن الجو الهادئ للمراهق وللمراهقة لتقديم امتحاناتهم ومعالجة قضاياهم العاطفية والعائلية بهدوء وبشكل إيجابي وليس بممارسة اجراءات غير مدروسة ومدمَّرة لكل الأطراف، لأن أهل الشاب أيضاً تعرَّضوا بشكل أو بآخر إلى موقف لا يُحسدون عليه لأنهم تسببوا بأزمة ديبلوماسية بين السويد وسورية، وهم بما فيه الشاب قلقين على مصير ومستقبل الفتاة وابنهم.

كيف نطلب من ديبلوماسي ليس لدى ابنته في السويد سوى أقل من سنتين أن تكون مثل المراهقة السويدية في كل شيء، هذه الأمور تحتاج إلى وقت وإلى قناعات وطرق تربية وتوجهات تتعلق أحياناً بالعادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات وتفاصيل عديدة أخرى ولا بدَّ من مراعاة كلّ هذه الأمور كي لا يقع المجتمع الغربي في إشكالات ومواقف محرجة هو بغنى عنها عندما يحلها بهذه الطريقة التي أقدم عليها، حيث أنني أرى أن الجانب السويدي تسبَّب في أزمة ديبلوماسية بين مملكة السويد وسورية، في الوقت الذي ما كان يتطلَّب الأمر كلّ هذه الإجراءات، لأن فعل خطف الوالد لابنته لم يتم، وفعل القتل والذبح المزعوم لم ولن يتم، فأين هي جريمته عندما يحدد طريقة لحياة ومستقبل ابنته وأولاده، خاصَّة لأنه ديبلوماسي ويعتبر كأنه على أرض بلده ولا يخضع لقوانين السويد في توجيه أولاده وأسرته، لأن هذا التوجه ليس له أية علاقة بالديبلوماسية السويدية السورية أصلاً، بقدر ما يتعلَّق بوضع تربوي أسروي خالص.

أتساءل لو كان الديبلوماسي الذي تعرَّض لهذا الأمر هو ديبلوماسي ياباني أو صيني، أو ديبلوماسي أميريكي أو ألماني، هل كانت الشرطة السويدية ستحجز ابنة الديبلوماسي وترحّل الديبلوماسي خلال 48 ساعة من حجز ابنته، دون أن تسمح له حتى بلقاء ابنته ودون أن تسمح له بالدفاع عن نفسه؟ الجواب، هل من المعقول أن تسبب الدولة السويدية أزمة مع هكذا دول من أجل موضوع يتعلق بحب المراهقين، مع أن المراهقين كانا يلتقيا وكانت الفتاة تداوم بشكل طبيعي فلماذا كل هذا الضجيج والاعلام السويدي وترحيل القائم بالاعمال وترحيل الأم والعائلة كلها؟

برأيي أن الاجراءات التي تمّت بهذا الخصوص من الجانب السويدي كانت غير موفَّقة في كيفية حلِّ الموضوع، ابتداءاً من حجز الفتاة ومروراً بترحيل الديبلوماسي ثم زوجته وأولاده وانتهاءاً بما آلتْ إليه الأمور، لأنَّ كل هذه الاجراءات لم تعالج الأمر بل عقَّدته تماماً وكلّ هذا دمَّر حتى علاقة الشاب مع الشابة، لانهما وجدا نفسيهما تسبَّبا بأزمة ديبلوماسية بين دولتين، ولو سألنا الفتاة هل أنتِ راضية بنتائج ما حصل، هل توافقين بالاستمرار مع صديقك ضمن هذا الإطار وبهذه الطريقة، الجواب: لتسمحْ لنا الجهات السويدية أن نسمع رد وكلام الفتاة في المحكمة أو على الهواء مباشرة أو عبر الصحافة أو عبر وسائل الاعلام، ولو سألنا نفس السؤال للشاب ماذا سيكون رده وهو يرى أزمة ديبلوماسية قائمة بين بلدين؟! ولو حوِّلنا هذا السؤال إلى الرأي العام السويدي إزاء كل ما حصل فهل سيبقى مع الموقف والاجراء السويدي أم مع حل المشكلة بشكل سلس وهادئ دون تصعيد المواقف إلى درجة ترحيل القائم بالاعمال وبالتالي خلق أزمة ديبلوماسية بين بلدين؟!

لماذا لم تسمح الجهات المعنية بالأمر أن تلتقي والدة الفتاة بابنتها خلال فترة حجز الفتاة، في الوقت الذي ما كانت متَّهمة بأية تهمة، هل الديمقراطية السويدية العتيدة تمنع أمَّاً من أن تقابل ابنتها لتطمئن عليها في مثل هذه الظروف؟ هل هذا موقف إنساني أو قانوني؟!
هل هذا وارد حتى في العصور البربرية؟!!!

أستاذ محمد رحال، تقول عن الديبلوماسي السوري أنه خطير، ويدير عصابة متكاملة حيث أن ابنته: "أخبرت الشرطة السويدية بأنها تتعرَّض للتهديد بالقتل من قبل عصابة متكاملة يديرها أباها بعد أن اختارت عشيقها". ثم تضيف قائلاً : "ووالدها يعلم انها كانت تقابل ذلك العشيق وبكل حريتها".

لو نظرنا إلى ما تقوله هنا لوجدنا تناقضاً وتبايناً واضحاً فيما تقول، فما هذه الخطورة التي يشكِّلُها على ابنته طالما كانت ابنته تقابل وتلتقي مع صديقها ـ "وليس عشيقها يا أستاذ!" ـ بكامل حرّيتها، ولو دققنا في هذه الجملة لوجدنا أنه لا ضرورة لكتابة مقالكَ برمّته، لأن اقرارك وتأكيدك بأن ابنة الديبلوماسي كانت تلتقي بكل حريتها مع صديقها يؤكِّد فعلاً أنه كان أباً حضارياً وعملياً في تعامله مع ابنته وكانت تمارس حريتها ضمن الأصول المتعارفة عليها في مثل سنها، وبالتالي أستطيع القول من خلال تصريحك هذا أنّه ما كان يشكل أي خطر على ابنته طالما كانت تمارس حريتها بشكل طبيعي حتى آخر يوم من حجزها من قبل الشرطة السويدية!

إذا كنتَ يا أستاذ محمّد قد تأثَّرتَ على حدِّ قولكَ لهذا الخبر المفجع عندما قرأتَه في الصحافة السويدية، فلماذا كل هذا التهجُّم على شخص د. أيمن علوش، فأين هو تأثُّركَ وأنتَ تصفه بصفات لا تليق به نهائياً؟ تبدو متناقضاً مع نفسكَ تناقضاً كبيراً، فتارة تقول، تأثرنا بالخبر المفجع وتارةً أخرى تقول أنه يدير عصابة، مَن يقرأ مقالكَ يخيَّل إليه وكأنك تتحدّث عن موضوع آخر وشخص آخر غير الشخص والمشكلة التي نحن بصددها الآن!

أية قوانين تتحدَّث عنها يا أستاذ؟ هل لا يحق للأب في سوريا أن يقول لمَن يتقدم لابنته أن ابنته صغيرة وستتابع دراساتها، هل لا يستطيع الأب في سورية أن لا يوافق على زواج ابنته عندما تبلغ الثامنة عشرة ويخطط لابنته بمتابعة دراساتها كما يناسب ابنته، ثم أن الفتاة ليست في وارد الزواج في هذه المرحلة، ولا يوجد مشكلة بالأساس، فلِمَ كلّ هذه الشوشرات والضجة الاعلامية وتشويه سمعة العائلة والفتاة والديبلوماسي والديبلوماسية السورية، والخلاف لا يستحق سوى أن يناقش والدَي الشاب والفتاة سواء بشكل مباشر أو عبر الجهات المعنية بهذا الخصوص في السويد لحل الاشكال إنْ وُجِد، لأن لدينا مشكلة ويجب حلها بشكل سلس وهادئ لا بحجز الفتاة وترحيل الديبلوماسي ومنعه ومنع زوجته من اللقاء بابنتهما. إن القانون في السويد يسمح لأي أب أو أم من اللقاء بابنتهما، فلا يوجد جرماً لا من جهة الفتاة ولا من جهة الأبوين فلماذا كل هذه الممانعة والاقصاء والترحيل، طالما حيثيات الأمور كانت تسير بشكل طبيعي؟ يبدو أن الجهات التي قامت بهذه الإجراءات تشعر بالخطأ فلا تريد أن تبرز أخطاءها، لهذا رحَّلتْ الأب ثمَّ الأم والعائلة كلها، ولكنها نسيَتْ أن القضية ما تزال مفتوحة ولا بدَّ من وضع النِّقاط على الحروف من خلال محاكمة عادلة لكل جزئية وقرينة في حيثيات هذه القضية من كلا الطرفين.

كيف استنتجْتَ يا أستاذ رحّال، أن الديبلوماسي السوري د. أيمن علوش ما كان مؤهَّلاً للمنصب الذي تم تعيينه فيه، بالعكس تماماً فالكثير من الجالية السورية يراه جديراً أن يكون وزير دولة أو سفيراً على أقل تقدير، لما لديه من حصافة وهدوء ومؤهّلات رفيعة للقيام بمهامه بأفضل صورة وتقديم الخدمة لأي مراجع وقد كان يتابع كل صغيرة وكبيرة لمعالجة مشاكل وهموم الجالية السورية بأريحية كبيرة، وقد كان أكثر الديبلوماسيين السوريين المعيَّنين في السويد نشاطاً وخدمة للجالية السورية، ولم يراجعه مراجعٌ إلا ولبّى طلبه بصبر وهدوء ومتابعة دقيقة وسلسة، لهذا ودّعه عميد السلك الديبلوماسي العربي والكثير من الديبلوماسيين والشخصيات الهامّة من بلدان متعدِّدة في مطار ستوكهولم.

وبعد كل هذا، لماذا على الحكومة السورية أن تعتذر من شعب السويد، أنا أرى يا د. رحّال العكس تماماً، حيث يتوجَّب على الجهات المعنية بالسويد التي تسبَّبت بصيغة أو بأخرى بأزمة ديبلوماسية من أجل موضوع أسروي لا يستحق نهائياً معالجته وتضخيمه بهذا الشكل ممَّا تسبَّبت بأزمة ديبلوماسية وإساءة كبيرة للسفارة وللجالية السورية في السويد وكل هذا ما كان له أية ضرورة لأن الأمور كانت محلولة وتسير بشكل طبيعي فلِمَ كل هذا التصعيد والتضخيم، فعلى الذي صعَّد الأمور والمواقف أن يخمدها ويعيدها إلى وضعها الطبيعي ويقدِّم اعتذاره لمَن أخطأ بحقهم.

أراك تدخل الحابل بالنابل بشكل سافر وعارٍ عن الصحة، حيث أن القائم بالأعمال لم يقُمْ بجمع التبرعات له باسم غزّة، بل جمعَ تبرعات باسم السفارة لأهل غزّة، وكل مَن تبرّعَ أسمه مدوّن وبالأرقام، وتزوّد المتبرع بوصل عن المبلغ الذي تبرعه، وهذا الأمر يدل على أن الديبلوماسي تضامنَ مع محنة اخوته في غزة ولم يمتعض منه الجانب السويدي ولا زملاؤه الديبلوماسيين، ولماذا أصلاً أبلغتَ نائب وزير الخارجية فيصل مقداد على عملٍ محمود قام به القائم بالأعمال بجمع تبرعات لأهل غزة، أين الخطأ فيما قام به د. علّوش، وبأية صفة تطلب من نائب وزير الخارجية، محاسبة القائم بالأعمال على عملٍ انساني؟ عليك التأكد أولاً ممَّا تنقله يا أستاذ، وثانياً عليك أن تحترم الذين تخاطبهم، ولم تكتفِ بطعن القائم بالأعمال وهو يساعد أهل غزة، بل بدأتَ تكيل التهم والتهجم على شخص نائب الوزير نفسه، وكيف عرفتَ أنه لم يقم بالتحقُّق ومتابعة هذا الأمر ولا تنسَ أنه يعرف كل شيء حول هذا الموضوع ولم يرَ ما يسئ للديبلوماسية السورية على الإطلاق، وأي تحقيق سيقوم به طالما الأمر يصبُّ في خدمة ومساعدة أهل غزة المنكوبة، أصلاً تبليغك لنائب الوزير في هذا السياق هو خطأ كبير في حقِّ القائم بالأعمال وبحق نائب الوزير نفسه، ولم تكتفِ بهذا بل رحتَ تعتبر إعادة رسالتكَ إلى القائم بالأعمال وقاحة من قبل نائب الوزير في الأداء الديبلوماسي.
ما هذا التهجم على نائب الوزير فيصل مقداد، أتساءل، مَن أنتَ كي تحاسب الديبلوماسي تارة ونائب الوزير تارة أخرى، وما علاقة كل هذه الأمور بالقضية الأساسية التي نحن بصددها وهي كيفية معالجة وضع الفتاة وحجزها من قبل الشرطة السويدية.

عن أي شي تتحدَّث، وما هذه اللغة الفوقية التي تحلِّل بها الأمور، وكيف تتوقَّع من رئيس الجمهورية أن يحيل ديبلوماسيه إلى محكمة وتنعت هذه الديبلوماسي بصفة (التفاهة)، إنك تتحدَّث بلغة غير مهذّبة نهائياً، وما تقوله يحيلكَ إلى محاكمة أكثر ممَّا قاله د. أيمن علوش في كل ما جرى في هذه القضية، فكيف حضرتكَ يا أستاذ تطلب أو تتوقع من رئيس الجمهورية أن يحاكم ديبلوماسيه وأنتَ تسبُّ وتشتمُ هذا الديبلوماسي والقضية ما تزال مفتوحة وغير منتهية بعد، ألا ترى أنك في موقع المحاسبة والمقاضاة فيما تتفوَّه به من شتائم وتشويه سمعة ديبلوماسي ما تزال القضية في وضعه قيد الدراسة والمحكمة عاجلاً أم آجلاً ستبتُّ في كل حيثياتها وعندها سنرى مَنْ أخطأ بحق مَنْ وعلى ضوء النتائج ممكن مطالبة الجهات المعنية هنا وهناك محاسبة المخطئ والمسئ، وأمَّا أن تطلق كلامك على عواهنه وتتهمه اتهامات باطلة فهذا إن دلَّ على شيء إنما يدلُّ على أنك غير ملمّ بجوانب القضية من جهة وجلّ تركيزك منصب على الانتقام والتشهير بشخص د. أيمن علوش من جهة أخرى، لأنَّكَ غير مستند في سياق كلامك على المنطق والموضوعية والحقيقة والحجج القانونية. لهذا أرى أنكَ أخطأتَ كثيراً في ردِّكَ على د. ناهد غزول، وجاءت ردودك انفعالية، غاضبة وبعيدة عن الحقيقة وتفتقر للرؤية الموضوعية والقانونية.

أية فضيحة هذه التي تعتبرها على المستوى الأوربي والعربي، التي تتحدَّث عنها يا أستاذ رحّال، إن الموضوع وما فيه ليس له علاقة بفضيحة من جانب الديبلوماسية السورية بقدر ما هو فضيحة من جانب تعامل الجهات السويدية في معالجة القضيّة، ولا علاقة لها بالديبلوماسية بقدر ما لها علاقة بحب مراهقين، فلماذا تعطي للموضوع حجماً كبيراً وهو لا يعدو عن كونه سوء فهم وتفاهم في كيفية حلّ المشكلة، والجانب السويدي هو الذي صعّد الموقف وليس الجانب الديبلوماسي السُّوري، فعليك التأكُّد ممَّا تقول ثم بعدها حاسب المسيء في الفضيحة التي نبعت من سوء تصرف المعنيين السويديين بحلِّ هذه المشكلة، وإلا لماذا لم يتم السماح لأم الفتاة واخوات الفتاة من اللقاء بالفتاة، أين هي الإنسانية التي تتحلَّى بها دولة السويد المعروفة بديمقراطيتها وحريتها وإنسانيتها وأين هو القانون السويدي المعروف برعايته لحقوق الأمومة والأطفال وحقوق الأسرة؟! إني أرى أن هناك خرقاً للقانون بشكل فاضح وواضح من الجانب السويدي، عندما تمنع بعض الجهات السويدية المعنية بهذا الخصوص من لقاء أم بابنتها وأخوات بأختهم.

كيف تستطيع أن تثبت أن الديبلوماسي د. أيمن علوش هو متطفِّل على السياسة، ثم تطلب من رئيس الجمهورية محاسبته ومحاسبة من رشّحه لهذا المنصب؟ يا عزيزي يا أستاذ رحَّال، الجهة التي رشّحته لهذا المنصب هي الحكومة ذاتها التي تطلب منها محاسبة الديبلوماسي ومحاسبة مَن رشَّحه وكأنكَ بسؤالك هذا تطلب من الحكومة محاسبة ذاتها.

ما هي دلائلك وقرائنك على أن د. أيمن علوش هو "مجرم وسادي وأرعن"، ما هذا الكلام، هل نحن في حلبة أو في حالة حرب كي تكيل له التهم جزافاً، حتى في حالات الحروب والصراعات أو الخلافات الفكرية، يتوجّب على الصحافي والكاتب أن يوزن كلامه بميزان الموضوعية والمنطق والحق والقانون ثمَّ يوجّهه للآخرين، لأنه مسؤول عن كل كلمة يقولها أو يدوّنها، عموماً سنرى عاجلاً أم آجلاً من هو المخطئ والمسيء أثناء إصدار الحكم والبتّ في هذه القضية. لماذا تطعن بشخصه وتنعته بصفات بذيئة وتشتمه قبل البتِّ في قضيته، تفضّل حلِّل وشخّص وفنَّد حيثيات الأمور بدون سِباب وشتائم، هذا أسلوب الضعفاء وليس أسلوب الكتَّاب والمحلِّلين والنقَّاد النزيهين.

بعد قراءتي لما كتبتْه د. ناهد غزّول، وجدتُ انها كانت حيادية وموضوعية إلى حدٍّ كبير، وعندما قرأت ردّكَ عليها وجدتُ أنَّكَ تتجنّى عليها وتكيل التهم والشتائم للقائم بالأعمال بدون أي وجه حق، وخرجْتَ عن الموضوع الجوهري والذي يتمحور حول حجز الفتاة ومنعها من اللقاء بأهلها وذويها، لأن جوهر الموضوع هو كيفية معالجة وضع الفتاة وعلى ضوئها سيتبين مَن أساء لمَن وسيتبيَّن لنا أيضاً هل كان د. أيمن علّوش بريئاً ونزيهاً، وهل سيتم اعادته هذه المرَّة سفيراً إلى السويد أو لدولة أخرى أو ترقيته إلى وزير دولة لما يتحلّى به من مؤهِّلات راقية وثقافة واسعة وله مواقف وخدمات قدَّمها للجالية السُّورية منذ تعيينه ديبلوماسياً قائماً بالأعمال باخلاصٍ كبير حتى آخر يوم كان على أرض مملكة السويد، لهذا أغلب الجالية السورية التي تعرفه والتي سمعت به من خلال الجالية نفسها كوّنت انطباعاً جيداً عنه، ممّا أغاظ الجالية وأزعجها جدّاً ما حصل للديبلوماسي لسببٍ لا يستحق كل هذه الاجراءات والتهويل والاعلام، وكان على الجهات السويدية المعنية معالجة ومتابعة هذه القضية بتعقّل وحكمة وبهدوء وبشكلٍ حضاري وراقي يليق بالديبلوماسية السويدية والسورية على حدٍّ سواء.

نعم من حقّكَ يا أستاذ محمّد ومن حقِّ أي مواطن وأي إنسان أن ينتقد أي وضع مخلّ بسلامة الوطن، أي وطنٍ كان، ولكن ليس من حقِّكَ أن تتهجَّمَ على أيِّ إنسان أو مواطن بحسب تحليلاتكَ وتصوُّراتكَ إن لم تكُن موضوعية ومستندة على حيثيات قانونية، وقبل أن تطلق اتَّهاماتكَ وسيل شتائمكَ على الآخرين، عليك يا أستاذ أن تتأكَّد من مصداقية كل كلمة توجّهها إلى كاتبة المقال وإلى د. أيمن علوش، وإلا فإن أيةَ كلمة تقولها ويقولها غيرك في حقِّ أي مواطن أو إنسان كائناً مَن كان، تحمّلكَ مسؤولية ما تقوله بشكل قانوني، وممكن بموجبها أن يقاضيك ويقاضي كل من يتطاول عليه وعلى أي انسان مظلوم، لأن الكتابة مسؤولية، والمسؤولية التزام أمام القانون المدني والقانون الأخلاقي والمهني أيضاً.


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com


مقال د. ناهد غزول
نقلاً عن موقع نبض سوريا

http://www.nabd-sy.net/index.php/edaria/3467-2010-05-20-19-59-32.html

ردّ د. محمد رحّال
نقلاً عن موقع صقور العرب

http://www.arabfalcons.com/writer/24971.html

_________________

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

http://www.sabriyousef.com
sabriyousef1@hotmail.com
صبري يوسف
صبري يوسف
كاتب-شاعر-فنان
كاتب-شاعر-فنان

ذكر
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى