๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ

اذهب الى الأسفل

حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ Empty حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو من جامعة ميونيخ عبر الشبكة العنكبوتيّة ـ 4 ـ

مُساهمة من طرف صبري يوسف 13/1/2010, 10:52 pm

حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو* 4



د. ليساندرو

معاناة الاديب

يخوض الأديب صراعاً على ثلاث جبهات:
صراعاً مع الذَّات، صراعاً مع المجتمع - كما سبق أن بيّنت فيما تقدَّم - وصراعاً ثالثاً مع فنون البيان.
في حلبة الصراع مع البيان وفنونه - من الكلمة المتخيرة والتركيب المحكم والصورة الجميلة الموحية والخيال المجنح وما شاكل هذا من المحسنات المؤثرة - يلقى الأديب عنتاً شديداً ويكابد مشقة أدهى وأمرّ وتراه لايتوانى عن الشكوى واظهار الضَّجر من المعاناة، وليس بنادر أن يسقط في هذه الحلبة وينتهي أمره الى الصمتِ المروَّع.

ترى إلى أيِّ مدى يبلغ بك وجع اللفظ وعذابات الصياغة الفنية وأنت – قلمك - في حال المخاض؟!

أهنئك على إجاباتك الموفّقة على أسئلة إيلاف، حول الترجمة، وعلى اصرارك الشجاع على الاستمرار في معركة الخير.

الى أيِّ مدى يبلغ بك وجع اللفظ وعذابات الصياغة الفنية وأنت - قلمك - في حال المخاض؟!

صبري يوسف

لا تصادفني أيّة مشكلة في موضوع البيان، وما تسمّيه وجع اللفظ وعذابات الصياغة الفنية لا يخطر هكذا وجع على بالي نهائيّاً! تولد عندي الكتابة بإنسيابية عذبة، لا أفكِّر إطلاقاً بالمفردة، والصياغة الفنية، تولد المفردات من رحم الحياة كما نشهق شهيقنا بعمق ونحن نعبر حديقة وارفة بالزهور والورود، أكتبُ نصوصي عن تجربة، حتّى النصّ المتخيل، يمرّ في حالات ومخاضات، وعندما تحين لحظة إنطلاقة الشرارة فلا أحتاج إلا إلى ومضة، فكرة، شرارة تندلع في رحاب الذاكرة والمخيلة ثم تتدفَّق الأفكار بشكلٍّ عفويٍّ خالص ..

لا يوجد عندي مخطّط مسبق لقصّة أو رواية أو لوحة، تولد الأفكار من رحمِ الحياة، من تلقاء ذاتها، ربما هي إنعكاسات أفكار غافية في تجاعيد اللاشعور، أحياناً يستهويني فكرة ما فأعبِّر عنها وإذ بي أجدني تائهاً عابراً عوالم أخرى وتبقى الفكرة التي أمسكتها في البداية وكأنّها فكرة عابرة في سياق النصّ وتولد أفكار أخرى تتحوَّل إلى محاور للنصّ، وهكذا لا أجد أية مشكلة أو صعوبة في مسألةِ الصياغة الفنية، طبعاً عندما أكتب نصاً ما أعود وأراجعه وأصيغه وأصطفي منه وأضيف وأحذف لكنّ كلّ هذا هو مجرّد رتوشات لا أكثر وأحياناً وأنا أنقِّح النصّ تتوالد أفكار جديدة عبر الصياغات النهائية، وعندما أكتب نصّاً شعرياً، ففي كلّ مراجعة أضيف إليه وأشعر أنَّ النصّ الذي أكتبه خاصّة "أنشودة الحياة" لا نهائية، لأنني عندما أصيغ مقاطع منه كي أربطها وأبوّبها مع ما يتناسق معها تولد جملاً شعرية جديدة، ويراودني أنني قادر على الإضافات الجديدة المناسبة في كل مرة أراجع النصّ! وهذا الأمر أحياناً يتعبني لأنني أراني عندما أكون في رحاب نصّي تائهاً في عوالمه، متدفِّقاً مثل شلال من الفرح، أنجرف في بهجة النصّ ويختطفني من ذاتي وأبقى في حالة عشقية لذيذة لساعات طوال، أكتب وأصيغ وأنقِّح ولا أملُّ، وأحياناً عندما أشعر بنشوة ولادات النصّ، وأصل إلى مرحلة الامتلاء الفرحي، أجدني أضع موسيقى راقصة وأرقص على أنغام الموسيقى وكأنَّني في حفلة ساهرة، أرقص بفرح عميقٍ، لأنّني أجدني منتعش فرحياً فلا بدَّ من تفريغ طاقاتي الفرحية بعد أن أشعر بحالة الامتلاء من نشوة الكتابة، فأرقص أحياناً لوقت طيب، ربع ساعة، نصف ساعة، أعرق فآخذ دوشاً، أتجدَّد جسدياً وروحياً، أسترخي قليلاً أعود للنصّ بشهيّة مفتوحة أقرأ النصّ كقارئ ناقد، وأحذف ما لا أراه مناسباً وما يبدو لي نافراً، لا أحبُّ الجملة المفتعلة والجاهزة، والتعبير القوي من دون معنى، الجملة عندي تشبه حديقة من كلّ الزهور والأشجار المثمرة والشَّوق والحيوانات المفترسة والأليفة، البشر الأخيار والأشرار، تشبه تلاوين الحياة، أحياناً تأتي مفردة في صياغة غير متوقّعة ولا تبدو مناسبة كصياغة شعرية وفنية أو جمالية فأتركها على حالها لو تحوي إيحاءاً شفيفاً، يسرُّني أن تنبعثَ جملة فيها غرائبية وتجديد في الصياغة، هناك مفردات عديدة، أشعر أنها ملتحمة في جوانحي، فأحياناً تتكرر في بنائي الشعري والقصصي فأستدرك هذا لكني أتحايل على البناء ببنائها بناءً جديداً مع صورة جديدة بحيث أن يكون تكرارها مريحا وهادئاً عليّ وعلى المتلقِّي، بصراحة لا يخطر على بالي المتلقِّي لحظة الكتابة إطلاقاً، لا رقابة عليّ سوى رقابتي، ورقابتي جامحة غير مرتبطة بأي قيد أو رقيب، وهكذا حتى رقابتي غير رقيبة عليّ بالمعنى الدقيق للرقابة، لكن هناك لاشعوري الضمني وشهوة ولادة الإبداع تأتي في سياق ما تعكس رؤيتي وأفكاري في الحياة، ربما أفكاري الهائجة هي الرقيب الأقوى فلا أكتب إلا ما يستهويني وبهذا تكون رؤاي هي التي تحدِّد الرقابة المفتوحة المتاحة، لكن بعد أن يولد النصّ أهذِّبه لغوياً وبنائياً وأجري عليه تعديلات بحيث أحافظ على عفويتّه وجموحه وأخفِّفُ من الاسترسال ما أمكن!

لا أخفي عليكَ ولا على القارئ العزيز أنَّ نَفَسي يتناسب لكتابة أعمال روائية، لأنني أعشق السرد، السرد هو رحيق فرحي، أشعر أحياناً أنني أكتب عملاً روائياً حتى عندما أكتب الشعر أو القصة القصيرة، أحبّ أثناء كتابة نصّ سردي أن أنقش تفاصيل صغيرة ودقيقة وكأنّها مرسومة لفيلم سينمائي وتشبه سيناريو لفيلم أو تشبه نصّ جاهز لسيناريو فيلم، بمعنى آخر أميل إلى لغة التصوير، ولا أحبّ التسلسل عبر خيط منطقي دقيق ضمن أحداث سببية متتالية، فعندما أكتب سرداً يفرحني أن أقفز من حالة إلى أخرى ربما لا يجد القارئ أي رابط تربط الأحداث لكني أربطها عبر جموحات السرد، وأحب أن أفاجئ القارئ بما لا يتوقّعه!

أريد أن أعترف أنّ لديّ شراهة في الكتابة، شراهة مفتوحة، ولا تزعجني هذه الشراهة رغم أنها تصلبني ساعاتٍ طويلة خلف الكومبيوتر، أنقش حرفي بمتعة غريبة ولذيذة، أتأمّلُ، أسمعُ موسيقى، وأقرأ كثيراً!

لدي طاقة كبيرة في تحمّل العزلة، التأمّل، الكتابة، ... عندما أتعب أنام فأستسلم لنومٍ عميق، أنام خلال ثوانٍ، لا يقلقني شيئاً، أكبر مشكلة تعترضي لا أعتبرها مشكلة فأعتبر مشاكل الحياة أصغر من أن تزعجني وتقلقني وتعكّر مزاجي ..

أستثمر همومي وأوجاعي ومشاكلي وغربتي وآهاتي وفرحي وحزني وبهجتي وعمري وموسيقاي وتواصلي وحبي وعشقي في الكتابة! كل شيء عندي يصبُّ في بهجة الحرف، النصّ الحزين أيضاً يبهجني عندما أحلِّق في عوالمه بعفوية جامحة!

أحبُّ الحياة، وأحبُّ اللحظة التي أعيشها! .. المرأة كيانٌ راقي ومقدّس لها مكانة خصبة من شهقة القلب والروح، أشكر الآلهة على هذه الهدية الهاطلة علينا من السَّماء!

الموسيقى صديقة روحي، أعزف على العود، سماعي، وأغنّي بعض الأغاني الفولكلورية بعدة لغات من الشمال السوري الغني بموسيقاه وأغانيه الدافئة، كما أحبُّ الرقص بشكل عميق، عندما أرقص لا أشعر بالموجودين حولي إطلاقاً، ولا أستطيع التقيّد بالرقص مع أنثى ما، فغالباً ما أجمح بحرية مفتوحة، وأشعر بفرحٍ عميق وتجلٍّ منعش، وأشعر وكأنّي أكتب شعراً عبر جموحاتي الرقصية .. أقرأ على وجوه البعض الفرح والارتياح وعلى وجوه البعض الآخر تساؤلات تصبُّ في خانات فضولية سخيفة، يتساءلون في أعماقهم لماذا يرقص هذا الشاعر هكذا مثل الميمون، فأضحك في عبّي على انطباعاتهم السقيمة بل أشفق عليهم وعلى حالهم، لأنَّهم لو يعلموا كم من البهجة أقتنصها من خلال تجلّيات الرقص لما انتابهم ما انتابهم!

عندما أقوم بفعل ما، كتابةً أو سلوكاً، وأعرف تماماً أنّه لا يضرّ الآخرين، أقوم به عن طيب خاطر حتى ولو أخذ الكون برمته موقفاً منّي، فالخطأ أعتبره خطأ الكون أو الآخر وليس خطأي، فحرَّيتي وسلوكي وفكري ورؤاي لا يقيّدها تقاليد وعادات وقوى الكون، لهذا أراني متمرّد على اعوجاجات هذا الزمان!

الإنسان هدفي في الكتابة! .. أحبُّ الحوار، ترعرعت ضمن بيئة عنيدة وخشنة وهجومية وجريئة، وبسيطة، وفقيرة، وعادية، لكنّي تخلّصت من العناد ومن الكثير ممَّا لا يتسهويني، عندما أجدني مصيباً في رأيي لا أتخلَّى عنه على قطع رقبتي الرفيعة! .... أحبُّ أن يكون للإنسان موقفاً، الإنسان بدون موقف لا يعني شيئاً، مجرد كتلة تتحرك على الأرض مثل أية كتلة متحركة خاوية ..

بنيتُ عوالمي مثل النملة التي تمتطي منحدرات الجبال وتصرّ أن ترى ما خلف الجبال وما فوق الجبال، بصبر عميق!

لديّ في مخيلتي وفكري وروحي الرغبة القويّة الجامحة أن أنجز مشروعي الشعري، أنشودة الحياة حتى غاية 3000 صفحة من القطع المتوسط! قصيدة واحدة، نص مفتوح! .. وربما أتابع أكثر أيضاً وتتوقَّف متابعتي على ما ينتابني من مشاريع شعريّة في مستقبل الأيام، لكن هذا الرقم يموج في ذاكرة الروح وخصوبة القلب! أنجزتُ مع المسودات الصفحات الألف الأولى حتى الآن وعشرات الأفكار والرؤى لما تبقَّى من الرغبة متغلغلة في جوانح الروح ستنهض رويداً رويداً إلى بهجة النُّور!

حالياً، ومنذ فترة طيّبة، دخلَتْ رغبة هائجة على الخطّ، وهي كتابة أعمال روائية! وضعتُ أرضيات لأكثر من مشروع روائي، من المؤكّد ستأخذ منّي وقتاً طويلاً ربما سنوات فأنا أشتغل بغزارة لكني أكتب وأراجع بهدوء عميق!

كتابات المرحلة الأولى، شعر، قصص، خواطر، رواية مخطوطة، لم ترَ النّور لأنني أحرقت كلّ كتابات المرحلة الأولى واعتبرتها بمثابة التدريب على الكتابة إضافة إلى انّني راجعتها بعد سنوات من كتابتها فوجدتها غير جديرة بالنشر، لهذا أحرقتها بفرحٍ عميق دون أن يرمش لي جفن!

أكتب لأنَّ الكتابة تمنحني متعة منعشة للغاية لا يعادلها متعة أخرى في الحياة، وأترجم أفكاري ووجهات نظري عبر الكتابة كي أقدِّمها لقارئ وقارئة، رغبة منّي أن أحاور المتلقِّي عبر الكتابة!

يبهجني لو أتفرّغ كلياً للكتابة، للإبداع، علماً أنَّني أعمل أكثر من متفرِّغ للكتابة، لكني سأرتاح ذهنياً من مسألة العمل والبحث عن العمل والتوقُّف عن العمل، والعمل نفسه، أشعر انني خُلِقْتُ للكتابة، للإبداع فقط.

أحبُّ الرسم جدّاً، خاصة اللون، كنتُ أرسم كروكيهات وتخطيطات خفيفة، لكن العام الفائت ولدت عندي رغبة عميقة في الرسم فبدأت أرسم وانجزت قرابة ستين لوحة تشكيلية، أخطِّط لإعداد معرض تشكيلي، لوحاتي كلها عن العشق، الفرح، السلام، المحبة، الشَّوق، الحنين، الطفولة، الصفاء، الطبيعة الخلابة، الزهور، الطيور، طيورُ الفرح والسلام والعناق العميقَ.

هذه لوحات تشكيلية رسمتها خلال العام الفائت 2004
http://www.sabriyousef.com/plastic_art/index.html
...................................................................

د. ليساندرو

كلمة أخيرة

لا أظنُّ أنَّ اللُّغة ضاقت بك فلجأتَ إلى الرسم بالألوان، لأنَّ ما فيك من طاقات تعبيرية محتدمة يبعد هذا الظنّ، مطوّلاتك، تدفُّقك في النثر عزفك على قيثارة العرب، رقصك الغجري -الزوربوي - تجعل منك أديباً متعدِّد الجوانب.
في تاريخ الفنّ والأدب، أدباء وفنانون تعدَّدت لديهم وسائل التعبير طاغور جبران غراس ..
في ساحة الفن اللبناني نرى اليوم رسامين يسعون بخطى حثيثة لارتقاء سلم الشِّعر، ولأني كليل البصر في مجال التصوير استعنت بيوليا التي تشاطرني السكنى.
- يولِّه، ناديتُ
- نعــــم، زعقت من المطبخ
- لحظة من فضلك
- لمن هذه اللَّوحات؟ سألت وهي تجفِّف أصابعها.
- هذه لوحات لصديق
- وتودّ أن أشرح لك مضمونها
- لا، لا حاجة لي بالشرح فقد سبق له أن فعل ذلك
- فماذا تريد إذن؟
- أريدك أن تغوصي في بحرها وتأتيني بصدفة أو أثنتين من أعماق صاحبها
نقلت بصرها الحادّ بين اللوحات ثم قالت:
- هل صديقك هذا هندي؟
قلتُ لا، ثم تساءلتُ في دهشة كيف وقعتِ على هذه الفكرة؟
- استنتاج بسيط أَلا ترى إلى الألوان التي يستخدمها
- ما بها؟
- الوانه فاقعة وفي هذا دليل على أن صاحبها لاتزال في نفسه بقايا من مشاعر فطرية أو بدائية.
- ثم ماذا؟
- ريشته أرى ريشته تشبه ريشة الأطفال وهذا يوحي بصفاء نفس وطيبة وبراءة.

فهل صدقَتْ يوليا؟!

أحييك من منشن ـ كلادباخ وأتمنّى أن تتحقَّق لك جميع أمانـيكَ ورغائبك وأن تتكلَّل مساعيك بالنَّجاح
وأن تطفح خوابيك بالسَّمن والعسل لقد كانت رحلة قصيرة ولكن ممتعة.
أشكرك على تفضُّلِك بالاجابة عن تساؤلاتي بصبر وأريحيّة.
ومن يدري فقد نلتقي يوماً في منتدى ما أو في مهرجان أدبي في أيّ مكان؟!

صبري يوسف

تحيّة من القلب أقدِّمها لكَ من سماء ستوكهولم،
سررتُ جدّاً برحلاتك المعبّقة بالنَّارنج، وبتساؤلاتكَ الشفيفة العميقة، كنتُ متأكدِّاً انّني إزاء شخصيّة أدبية راقية في عالم القصّ والسرد والشِّعر والتحليل، والتذوّق العميق!

مداخلاتكَ ووجهات نظركَ ممكن أن أكتب عنها كما سبق وأشرت كتباً، لأنها أسئلة مفتوحة عميقة، مشاكسة، مشاكسة إيجابية، لأنها تحرّض على التدفُّق والبوح عميقاً دون أية مواربات.

كنتُ أحياناً أبخل عليكَ في الردّ، وبخلي كان ناجماً عن الفسحة الضيّقة المتاحة هنا، وأحياناً أخرى كنتُ أجدني منفتحاً ومتدفِّقاً بفرحٍ عميق للبوح حتى الوصول إلى لجين خمائل الحلم!

لا يا صديقي، لم تضِق بي اللغة، اللغة ـ الكلمة هي صديقتي السرمدية، عشيقة من لون السماء، ولم ألجأ إلى الرسم لأن اللغة ضاقت بي، لكنّي أكتب شعراً عبر الألوان، حتّى أنَّني كما أشرت سابقاً أكتب شعراً عبر تجلّيات الرقص والعزف والغناء وسماع الموسيقى، حتّى عندما أنام، أنامُ على إيقاعٍ شعريّ!

يوليا! ما هذه اليوليا الرائعة يا صديقي!

أولاً أهنِّئكَ على يولياك.

ثانياً، أثلجت قلبي عندما تصوّرتني فناناً هندياً! لأن الألوان على ما يبدو فيها شفافية روحية هندوسية، وربّما! ربّما تقمّصتني روح هنّدوسي منذ زمنٍ بعيد ولا أدري، فحنّت الرّوح إلى تلاوينها الهندوسية الصارخة بالفرح وعفوية الطفولة.

هل قصَدَتْ يوليا بألوان فاقعة، صارخة، هائجة؟ لا أرى ألواني فاقعة، لكن ربّما قصدت أنّها طفولية.

كانت يوليا مصيبة، عندما شبّهت ريشتي بريشة الأطفال، عندما توقّفت مليّاً في صفاء النفس والطيبة والبراءة!
أرسم فعلاً بعفويّة طفولية من دون أي تقيُّد في تيار فنّي، أرسم كما أحسّ، بعيون طفل كبير، بعيون شاعر يتوق إلى براري الرُّوح وهي تغفو فوق الذَّاكرة البعيدة، حيث الطُّفولة تجمح بين سنابل القمح هناك حول بخور العشق وشهقة الحياة!

سررتُ بتواصلكَ المبدع وقراءاتكَ العميقة لنصوصي، ومتابعاتكَ وتساؤلاتكَ المحلّقة في بحار الحوار، لا قيمة يا صديقي لأي إبداع، لأي فنّ بدون الحوار، بدون الآخر، بدون التحليل والتركيب والنقاش الحميم والعبور في فضاءات النصّ وتحليقات بهجة الكلمات.
يزداد النصّ نصاعةً بعبور المتلقّي إلى رحاب القصيدة، إلى رحاب اللون إلى شواطئ الحلم عبر حنين الحرف!
سأرسلُ لكَ نصوصي مبوّبةً، خاصةً أنشودة الحياة بأجزائها المتسلسلة عبر إيميلكَ الشخصي إذا أحببتَ ذلكَ، آملاً أن تستمتع بقراءتها، وحبذا لو تراسلني عبر إيميلي كي أتمكّنَ من إرسال الأنشودة إليكَ تباعاً!

تحيّة معبّقة بنكهة النَّرجس البرّي للعزيزة يوليا لما قدّمته من رؤية شفيفة مكثفة رائعة عن لوحاتي!

.............................................................................
أجرى الحوار عبر الانترنت: د. ليساندرو، أستاذ في الأدب المقارن
ألمانيا ـ ميونيخ

استغرق الاعداد والإجابة على هذا الحوار بضعة شهور عبر الشبكة العنكبوتية، حيث لم يتواصل المحاور معي عبر إيميلي الشخصي، وحتى تاريخه لا أعلم مَنْ هو هذا المحاور البديع ليساندرو، حيث كان يقدِّم مداخلاته عليّ كمتابع لنصوصي وكتاباتي في بعض المواقع الالكترونية، وكنتُ أشعر وأستنتج من خلال تساؤلاته أنني إزاء شخصية أدبية عميقة ومثقفة ومتخصصة في مجال الأدب، ولم يحدِّد لي تخصّصه أو صفته إلا في آخر مداخلة قدَّمها لي في حواره العميق، واضعاً حرف الدَّال الصغيرة بعدها نقطة، ثمَّ أستاذ في الأدب المقارن، ميونيخ.

_________________

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

http://www.sabriyousef.com
sabriyousef1@hotmail.com
صبري يوسف
صبري يوسف
كاتب-شاعر-فنان
كاتب-شاعر-فنان

ذكر
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى