بيان حلاجي من فوق الصليب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بيان حلاجي من فوق الصليب
بيان حلاجي من فوق الصليب
بمناسبة الذكرى 61 للنكبة
محمد سمير
أنا الحَلاّجُ
ذقتُ الصّلبَ في ما تُخرِجُ الأيامُ مِنْ مَخزونِ ذَاِكَرتي
وَلِي في سَاِحلِ الآلامِ دُكانٌ ، وشاحنة ٌ، وَبَيّاره
وَفِي جَيبِي مَفاتيحٌ لمنزِلِنا
وَمسْجِدِنَا
وَدُكَاني وَشاحِنَتي
وَفُرنِ الخُبْزِ والحَارَه
أنا الحَلاّجُ
هُنْتُ على الجَبَابِرَةِ المَسَاكين ِ
دَمِي بَاعُوهُ بَعدَ الصّلْبِ مَسفُوحا ً
على الخُبْزِ الّذي لَمْ تَسْتَطِعْ إنْضَاجَهُ الجَارَه
فَقًدْ سَقَطتْ على التَنُور
وَبَاعُوا يوْمَهَا دِينِي
وَرَاحَت طُغْمَة ُ الجُبَناءِ تَسْعَى اليَومَ في حَرْقِي
رَمَادِي قَدْ يُثَبِّتُهُمْ
سُرَاةً في أمَاكِنِهِمْ
" وَمُقْتَدِرين "
لَقَد ضَلَّ الخلِيفَةُ حِينَ قَالَ بِأنَّني زِنْدِيقُ هَذا العَصْرِ
أهْوَى قَتْلَ أسْيِادِي
وَكُلّ النَاسِ تَعْلَمُ أنّني أسْعَى
لِكَفِّ سِيَاط ِ جَلاّدِي
فَيَا بّحْرَ السّكُونِ إقْذِفْ على شَطّي وَلَوْ مَوْجَه
فَعِنْدَ تَلاطُمِ الأمْوَاجِ تَغْمرُ نَفْسِيَ البَهْجَه
أمَا آنَ الأوَانُ لِقَذْفِ مَا خَبّأتَ تَحْتَ المَاءِ مِنْ لُؤْلُؤ ؟
وَأيْنَ حِطَامُ مَرْكبِنا ؟
وَأيْنَ سَفِينَة ُ الأجْدَاد ْ ؟
أجَابَ البَحْرُ : وَاأسَفَي
فَقَد بَلِيَتْ وَلَمْ يَبْقَ سِوَى الجُؤْجُؤْ
ألا يَا بَحْر ُ ... أسْقِطْ كُلَّ حِيتانِكْ
لِتَبقَى عُصْبَة ُ "الدُولَفين ِ"... تَرْبِطُ مَاءَكَ الغَالِي بِشُطْآنِكْ
بِأيَّةِ تُهْمةٍ يا بَحْرُ يُصْلَبُ عَاشِقٌ أعْزَلْ ؟
أحَب َّ اللهَ .. وَالأطفَالَ.. والآمَالَ.. والغُرْبَالَ.. والمِحْرَاث َ.. والمِنْجَلْ ؟
أحَب َّ الزَيتَ والزَعتَرْ
أحَبَّ القَمْحَ والبَيْدَرْ
أحَبَّ العُشْبَ، واليَنبُوع َ، والنَّخْلاَتِ
وَالكَرْمَة
أحَبَّ البُرتُقَالَ .. يَشِعُّ كَالنَّجَمَاتِ
في الظّلْمَة
أحَبَّ فَتىً .. يَخُطّ بِدَمِّهِ فِكّرَه
على الجُدْرَانْ
أحَبَّ اليَاسَمِينَ .. يَبُثّ فِي أجْوَائِنا عِطْرَه
مِنَ البُسْتَانْ
وَهَذا المَسْخُ .. أوْقَعَ نَفْسَهُ في ظُلْمَةِ الحُفْرَه
وإنْ دَانَتْ لَهُ الدّنْيا
سَأحفرُ في رِمَالِ شَوَاطِئي قَبْرَه
أنا الحَلاّجُ
إنَّ كَرَامَتِي شَطبَتْ
تَخَاذلَ طُغْمَةِ السُلْطَانْ
وَقَدْ قَامَت
بِفْرِضِ الحقِّ في المَيزَانْ
فَيَا وَيْلَ المَسُوخ ِ إذا عَلاَ مَوْجِي
وَثارَ لَهيبُ بُركَانِي
* * *
محمد سمير
msameer63@hotmail.com
بمناسبة الذكرى 61 للنكبة
محمد سمير
أنا الحَلاّجُ
ذقتُ الصّلبَ في ما تُخرِجُ الأيامُ مِنْ مَخزونِ ذَاِكَرتي
وَلِي في سَاِحلِ الآلامِ دُكانٌ ، وشاحنة ٌ، وَبَيّاره
وَفِي جَيبِي مَفاتيحٌ لمنزِلِنا
وَمسْجِدِنَا
وَدُكَاني وَشاحِنَتي
وَفُرنِ الخُبْزِ والحَارَه
أنا الحَلاّجُ
هُنْتُ على الجَبَابِرَةِ المَسَاكين ِ
دَمِي بَاعُوهُ بَعدَ الصّلْبِ مَسفُوحا ً
على الخُبْزِ الّذي لَمْ تَسْتَطِعْ إنْضَاجَهُ الجَارَه
فَقًدْ سَقَطتْ على التَنُور
وَبَاعُوا يوْمَهَا دِينِي
وَرَاحَت طُغْمَة ُ الجُبَناءِ تَسْعَى اليَومَ في حَرْقِي
رَمَادِي قَدْ يُثَبِّتُهُمْ
سُرَاةً في أمَاكِنِهِمْ
" وَمُقْتَدِرين "
لَقَد ضَلَّ الخلِيفَةُ حِينَ قَالَ بِأنَّني زِنْدِيقُ هَذا العَصْرِ
أهْوَى قَتْلَ أسْيِادِي
وَكُلّ النَاسِ تَعْلَمُ أنّني أسْعَى
لِكَفِّ سِيَاط ِ جَلاّدِي
فَيَا بّحْرَ السّكُونِ إقْذِفْ على شَطّي وَلَوْ مَوْجَه
فَعِنْدَ تَلاطُمِ الأمْوَاجِ تَغْمرُ نَفْسِيَ البَهْجَه
أمَا آنَ الأوَانُ لِقَذْفِ مَا خَبّأتَ تَحْتَ المَاءِ مِنْ لُؤْلُؤ ؟
وَأيْنَ حِطَامُ مَرْكبِنا ؟
وَأيْنَ سَفِينَة ُ الأجْدَاد ْ ؟
أجَابَ البَحْرُ : وَاأسَفَي
فَقَد بَلِيَتْ وَلَمْ يَبْقَ سِوَى الجُؤْجُؤْ
ألا يَا بَحْر ُ ... أسْقِطْ كُلَّ حِيتانِكْ
لِتَبقَى عُصْبَة ُ "الدُولَفين ِ"... تَرْبِطُ مَاءَكَ الغَالِي بِشُطْآنِكْ
بِأيَّةِ تُهْمةٍ يا بَحْرُ يُصْلَبُ عَاشِقٌ أعْزَلْ ؟
أحَب َّ اللهَ .. وَالأطفَالَ.. والآمَالَ.. والغُرْبَالَ.. والمِحْرَاث َ.. والمِنْجَلْ ؟
أحَب َّ الزَيتَ والزَعتَرْ
أحَبَّ القَمْحَ والبَيْدَرْ
أحَبَّ العُشْبَ، واليَنبُوع َ، والنَّخْلاَتِ
وَالكَرْمَة
أحَبَّ البُرتُقَالَ .. يَشِعُّ كَالنَّجَمَاتِ
في الظّلْمَة
أحَبَّ فَتىً .. يَخُطّ بِدَمِّهِ فِكّرَه
على الجُدْرَانْ
أحَبَّ اليَاسَمِينَ .. يَبُثّ فِي أجْوَائِنا عِطْرَه
مِنَ البُسْتَانْ
وَهَذا المَسْخُ .. أوْقَعَ نَفْسَهُ في ظُلْمَةِ الحُفْرَه
وإنْ دَانَتْ لَهُ الدّنْيا
سَأحفرُ في رِمَالِ شَوَاطِئي قَبْرَه
أنا الحَلاّجُ
إنَّ كَرَامَتِي شَطبَتْ
تَخَاذلَ طُغْمَةِ السُلْطَانْ
وَقَدْ قَامَت
بِفْرِضِ الحقِّ في المَيزَانْ
فَيَا وَيْلَ المَسُوخ ِ إذا عَلاَ مَوْجِي
وَثارَ لَهيبُ بُركَانِي
* * *
محمد سمير
msameer63@hotmail.com
وليم جبران- سـوري عتيق
-
عدد الرسائل : 253
البلد الأم/الإقامة الحالية : أتري بريخا
الشهادة/العمل : متقاعد
الهوايات : الثقافات والآداب والتاريخ
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد: بيان حلاجي من فوق الصليب
استاذ وليم جبران
اشكر اهتمامك بالحلاج
وبمن كتب عنه رائعة محمد سمير هذه تتحدث بلسان حال الحلاج
في زمن كدنا ننسى فيه اولئك الفلاسفة الشعراء الصوفيين
فما بالك بالغزل اللي يقطر من شفاه عاشق للاله:
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
اشكر اهتمامك سيدي الفاضل وبوركت ايادي تكتب وعقول تتذكر
اشكر اهتمامك بالحلاج
وبمن كتب عنه رائعة محمد سمير هذه تتحدث بلسان حال الحلاج
في زمن كدنا ننسى فيه اولئك الفلاسفة الشعراء الصوفيين
فما بالك بالغزل اللي يقطر من شفاه عاشق للاله:
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
اشكر اهتمامك سيدي الفاضل وبوركت ايادي تكتب وعقول تتذكر
براءه فهد- البراءة السورية
-
عدد الرسائل : 38
العمر : 47
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : موظفة
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى